الجزيرة:
2024-09-19@13:47:58 GMT

بسبب الحرب على غزة.. توقعات بتفكّك حكومة نتنياهو

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

بسبب الحرب على غزة.. توقعات بتفكّك حكومة نتنياهو

القدس المحتلة- فيما شارف الأسبوع الخامس من العدوان على الانتهاء، تجد حكومة بنيامين نتنياهو ذاتها في حقل من الألغام حدّدت ملامحه، وبوصلته معركة "طوفان الأقصى" التي كشفت عن أكبر إخفاق استخباراتي وأمني وسياسي وعملياتي تواجهه إسرائيل.

وخرجت إسرائيل إلى الحرب على غزة وسط حالة من الاستقطاب السياسي والشرخ المجتمعي، عمّقته خطة الحكومة لإجراء تعديلات على الجهاز القضائي.

في حين اختار نتنياهو -الذي رفض تحمل مسؤولية شخصية عن الفشل بالسابع من أكتوبر- تشكيل حكومة طوارئ قومية لتأطير صورة "وحدة وطنية"، مع تكثيف القصف والغارات، وسط خسائر مادية وبشرية تتكبدها إسرائيل، ويتم التكتم عليها بظل الرقابة العسكرية.

الخلافات الداخلية بين نتنياهو (يسار) ووزير جيشه غانتس ظهرت للعلن مع بدء المعركة البرية في غزة (الفرنسية) ماذا يدور في أروقة حكومة الحرب في إسرائيل؟

بعيدا عن مقص الرقيب العسكري، أظهرت لقطات كثيرة لقادة حكومة الطوارئ و"كابينت الحرب" كواليس الخلافات ما بين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس "المعسكر الوطني"، بيني غانتس، بشأن المسؤولية الشخصية للفشل والإخفاق، والتناغم مع الإدارة الأميركية والحصول على الدعم الدولي للحرب، وهو الدعم الذي بدا يتآكل وسط خلافات وبوادر صدام بين نتنياهو وإدارة الرئيس جو بادين.

لم يتردد نتنياهو حتى خلال المعارك والتوغل البري من انتقاد القيادة العسكرية وتحميلها مسؤولية الإخفاقات، وهذا الطرح الذي قوبل برد حازم ومدافع من قبل غانتس وغالانت، وهو ما يشير إلى أن حكومة الطوارئ غير موحدة، ويعكس حالة الضبابية وتباين المواقف بشأن سير الحرب وتطور المعارك البرية في ظل ملف المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس.

يرى المحلل السياسي عكيفا إلدار أن إسرائيل دخلت المعركة البرية في غزة على مضض، إذ أجبرتها معركة "طوفان الأقصى" على خوض معركة طالما تعمدت خلال الجولات القتالية السابقة ترحيلها، وذلك بسبب الشكوك التي راودت المستوى السياسي باستحالة حسم المعركة، وهي ذات الشكوك التي أثارت المستوى العسكري بشأن مستقبل غزة الأمني والعسكري، إذا نجح سيناريو تفكيك قدرة حماس العسكرية.

ويعتقد إلدار أن الخلافات السياسية في إسرائيل ستطفو على السطح وبشكل واضح فور انتهاء الحرب، التي يسعى نتنياهو لإطالة أمدها والإبقاء عليها مشتعلة على فتيل نار خافت، وذلك لضمان البقاء على كرسي رئاسة الوزراء، كما أنه على استعداد ليصطدم بإدارة الرئيس بايدن إذا كثفت الولايات المتحدة ضغوطها على إسرائيل لإنهاء الحرب.

هل يوشك الدعم الغربي أن يتوقف؟

يُجمع المحللون أن ساعة الدعم الغربي وحتى الأميركي توشك على الانتهاء، وذلك في ظل الحراك الشعبي حول العالم المندد بالحرب الإسرائيلية على غزة والمناصر للشعب الفلسطيني.

وأوضح القنصل الإسرائيلي السابق بنيويورك ألون بينكاس، في مقال له بصحيفة "هآرتس"، أن إدارة بايدن تمارس ضغوطاً على نتنياهو لوقف إطلاق النار، وقد يرتفع هذا السقف إلى حد المطالبة بإنهاء الحرب، وهو ما قد يدفع رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى الدخول بصدام مع واشنطن، ليس من أجل تحقيق أهداف الحرب، بل من أجل مصالحه السياسية الشخصية.

وتواصل الإدارة الأميركية منح إسرائيل الدعم السياسي لتمكينها من مواصلة القتال ضد حماس. ويقول الباحث في معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب غلداد شابيت "رغم ذلك، يجب على إسرائيل تجنّب اعتبار الصبر الأميركي أمرا مفروغا منه، ويجب أن تأخذ في الاعتبار أنه في وقت معين، وربما قريبا، لن تكون الساعة السياسية الأميركية والساعة العسكرية الإسرائيلية متزامنتين".

وأوضح شابيت أن حكومة اليمين برئاسة نتنياهو فاقدة للشرعية، بالذات في حالة الطوارئ والحرب، فهي فاشلة وعاجزة عن القيام بمهامها وخدمة المدنيين، لكن رغم ذلك ستبقى تصارع البقاء، وتتحدى أحزاب المعارضة التي تتعاظم قوتها خلال الحرب وأصبحت مرشحة للفوز وتشكيل الحكومة المقبلة في حال أُجريت انتخابات مبكرة.

وأشار المحلل السياسي للجزيرة نت، إلى وجود بوادر معارضة لنتنياهو حتى داخل حزب الليكود، الذي ليس من المستبعد أن يتمرد على زعيمه ويطيح به، خصوصا مع تعالي الأصوات المعارضة للحكومة التي فشلت في تلبية احتياجات المواطنين، وتراهن في ملف المحتجزين الإسرائيليين لمصالح سياسية ضيقة، علما أن 66% من الجمهور الإسرائيلي يؤيد الذهاب إلى انتخابات مبكرة فور انتهاء الحرب.

ما مستقبل الحرب البرية من وجهة النظر الإسرائيلية؟

تتكشف على أرض الواقع الشكوك التي راودت إسرائيل خلال الجولات القتالية على مدار عقد ونيف، بشأن صعوبة حسم المعركة البرية في غزة، في ظل المعارك الضارية التي تخوضها المقاومة الفلسطينية مع قوات الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة.

ويقول المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل "صحيح، لا تزال إسرائيل بعيدة عن إخضاع حماس، وعلى ما يبدو، فإن رئيس الحركة يحيى السنوار موجود تحت الأرض في شبكة الأنفاق بمكان آمن، ولا ينوي أن يأمر رجاله بوقف القتال".

وعليه، يُرجّح المحلل العسكري أنه لا تزال هناك 3 مشاكل رئيسية قائمة بالنسبة لإسرائيل ومتعلقة بمعركة التوغل البري:

إذ إن التفوق العسكري لا يُترجم إلى استسلام حماس التي تحارب بشراسة. كما أن الجيش الإسرائيلي شبه خامل في جنوب قطاع غزة، حيث تم دفع المدنيين للنزوح، وسيتعين عليه حساب وجودهم لاحقا، خاصة وأن الوضع الإنساني هناك يزداد سوء، ومن المتوقع أن يصبح أكثر تعقيداً مع قدوم الشتاء. كما أن هذه الحرب أُفتتحت بتفوق كبير لحماس في عمليات "طوفان الأقصى".  كيف تتعامل الحكومة الإسرائيلية مع ملف المحتجزين؟

تُجمع التحليلات الإسرائيلية على أن نتنياهو يناور ويراوغ في مفاوضات المحتجزين الإسرائيليين، على اعتبار أنه ليس على استعداد لدفع ثمن صفقة تبادل أسرى، خشية المساس بمستقبله السياسي، ومن ثم لا يزال يروج لخروجه إلى الحرب من أجل تحرير المحتجزين.

وهذا الطرح عبّر عنه المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع، الذي أوضح أن مفاوضات تحرير المحتجزين وصفقة التبادل تتقدم ببطء، رغم اتساع المطلب الشعبي بإسرائيل الداعي للتوصل إلى صفقة، وإن كان الثمن باهظا.

ويعتقد برنياع أن رئيس حماس يحيى السنوار هو الذي يتحكم ويوجّه المفاوضات، بل يسيطر أيضاً على الدعاية والسردية في هذا الملف، إذ يريد الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين على مراحل، وذلك لضمان فترات أطول لوقف النار، ولتحرير المزيد من الأسرى الفلسطينيين على مجموعات وبشكل متدرج.

كيف تبدو ملامح نهاية الحرب؟

مهما كانت نتائج الحرب التي ستنتهي عاجلا أو آجلا، بسبب تراجع الدعم وتآكله حتى من قبل واشنطن، يقول محلل الشؤون الإستراتيجية والأمنية في موقع "واللا" الإلكتروني أمير أورن "حتى لو سُجل في الحرب إنجاز إسرائيلي، فلن يكون كافيا للتغطية على الفشل في التحذير ومنع الهجوم المفاجئ الذي شنته كتائب القسام على "غلاف غزة" والجنوب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي".

كما يرى أورن أن نتائج الحرب على غزة لن تغطي على هزيمة حكومة إسرائيل ورئيسها نتنياهو في معركة "طوفان الأقصى"، في حين يرى بالمقابل أنه "حتى لو لم يعش رئيس حماس السنوار ليرى نهاية الحرب، فإنه نجح في هزيمة الحكومة الإسرائيلية، وجعل نتنياهو يقلّص إسرائيل التي تم إفراغ سكانها من النقب الغربي والجليل الشمالي، في أكبر عملية نزوح داخلي تشهدها منذ حرب 1948".

ويعتقد أورن أن حكومة نتنياهو لا يمكنها أن تتحدث عن أي إنجاز أو انتصار، وهي تتحمل مسؤولية الفشل، ومن ثم قد تتفكك بعد نهاية الحرب، لأن القائد السياسي هو المكلف بدراسة الوضع الأمني بعمق، أو على أقل تقدير "الحفاظ على قوة وعظمة" إسرائيل، وهو بالضبط ما لم يفعله نتنياهو منذ أن أدت حكومته اليمين الدستوري حتى 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المحتجزین الإسرائیلیین طوفان الأقصى البریة فی على غزة

إقرأ أيضاً:

توقعات بتغيير وزير جيش الاحتلال.. وغانتس يهاجم نتنياهو

توقعت وسائل إعلام عبرية، أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتغيير وزير الجيش الحالي يوآف غالانت، ويستبدله برئيس حزب "اليمين الوطني" جدعون ساعر وذلك مساء اليوم الثلاثاء.

وقالت القناة الـ12 العبرية إن "المفاوضات بين حزب الليكود بزعامة نتنياهو وحزب اليمين الوطني (أمل جديد) برئاسة ساعر، تهدف إلى ضم الأخير للحكومة"، مشيرة إلى أن هناك "تقدم في المحادثات لتولي ساعر حقيبة الدفاع بديلا عن غالانت".

وأضافت القناة: "المحادثات بين نتنياهو وساعر مستمرة، مع إحراز تقدم كبير في المحادثات لإضافة حزب اليمن الوطني إلى الائتلاف، مع منح ساعر حق نقض قوانين الإصلاح القضائي".

وأردفت: "من المحتمل أن يتم الإعلان عن ذلك مساء اليوم ما لم يتراجع نتنياهو عنه مرة أخرى"، مبينة أن نتنياهو "يريد أن يضمن بقاء حكومته حتى نهاية ولايتها في العام 2026".

وقالت القناة: "في الوقت الحالي يبدو أنه مقابل بقاء الحكومة حتى عام 2026، سيتم نقل حقيبة الدفاع إلى ساعر، وسيكون زئيف إلكين (من حزب اليمين الوطني) وزيرا في مكتب رئيس الوزراء".

وأشارت إلى أن نواب حزب اليمين الوطني هم أصلا من "الليكود"، مشيرة إلى أنه "في المرحلة الأولى، سيكون اليمين الوطني فصيلا مستقلا، ولكن بعد ذلك سيتم دمجه في الليكود".



وتابعت القناة: "فيما يتعلق بمشروع قانون الحريديم (اليهود المتدينين)، من المفترض أن يرفع ساعر حق النقض الذي استخدمه غالانت على مؤسسة الدفاع لمناقشته"، في إشارة إلى مشروع قانون يعفي الكثير من المتدينين من الخدمة بالجيش.

وكان وزير الدفاع غالانت عارض مشروع القانون ما لم توافق عليه أحزاب المعارضة وخاصة حزب "معسكر الدولة" برئاسة بيني غانتس.

بدورها نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" الثلاثاء، عن مسؤولين في "الليكود" بأن "المفاوضات مع حزب اليمين الوطني جدعون ساعر قد أحرزت تقدما كبيرا".

واستدركت: "يشيرون إلى أن العقبة الأساسية أمام تشكيل حكومة مع ساعر تتوقف على قرار نتنياهو بشأن مستقبل وزير الدفاع غالانت، وهو القرار الذي لم يتم الانتهاء منه بعد رغم العلاقة المتوترة بين الاثنين".

اتفاق تناوب محتمل
وأضافت الصحيفة: "تلمح مصادر في الليكود إلى اتفاق تناوب محتمل على حقيبة الدفاع بين ساعر ووزير الخارجية يسرائيل كاتس، حيث يصبح الأخير وزيرا للدفاع وساعر وزيرا للخارجية، حتى نقطة لاحقة حيث سيتم تبادلهما".

وتابعت: "يتكهن المراقبون السياسيون بأن عضو الكنيست عن حزب اليمين الوطني زئيف إلكين قد يتم اختياره لمنصب وزير الصحة".



بدورها قالت صحيفة هآرتس: "اتفق نتنياهو والنائب المعارض جدعون ساعر على أنهما سيختاران بشكل مشترك رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المستقبلي إذا حل ساعر محل غالانت وزيرا للدفاع".

وأضافت: "لا يزال من غير الواضح ما إذا كانا سيتحركان لإزالة رئيس الأركان الحالي هرتسي هاليفي أو انتظار استقالته".

وتابعت الصحيفة: "كما قرر الاثنان أن ساعر سيكون لديه سلطة الاعتراض على أي تشريع يتعلق بالقضاء قبل الترويج له أو الموافقة عليه".

ونقلت عن مصادر لم تسمها قولها، إن نتنياهو "يعد الأرضية لإقالة غالانت في ضوء التقدم المحرز في المحادثات لإدخال النائب اليميني المعارض ساعر إلى الحكومة".

وأشارت القناة 12 إلى أنه "على خلفية التقارير في إسرائيل حول محادثات لجلب ساعر إلى الحكومة وإقالة غالانت من منصب وزير الدفاع، يقول الأمريكيون إنه جنون".

انتقادات حادة من غانتس
وأضافت: "وفقا لهم: هناك تصعيد حقيقي في الشمال (مع لبنان)، والحملة ثقيلة جدا، وليس هناك سبب أمني لإطلاق النار على غالانت".

من جانبه، وجه زعيم حزب "معسكر الدولة" الإسرائيلي المعارض بيني غانتس انتقادات حادة إلى نتنياهو إثر الإعلان عن عزمه إقالة غالانت، في ذروة الاستعداد لعملية عسكرية موسعة ضد حزب الله.

وقال غانتس، الوزير المستقيل من مجلس الحرب الإسرائيلي في يونيو/ حزيران الماضي، في بيان إن "ما يفعله نتنياهو في هذه الساعات يعرض أمن إسرائيل للخطر بطريقة ملموسة/ ولا أستطيع أن أتذكر رئيس وزراء فعل ذلك في أثناء الحرب وبشكل عام، وهذا في نظري إهمال أمني".

وأضاف: "حياة البشر ومستقبل الأمة على المحك، وهم منشغلون بالبقاء السياسي"، منوها إلى أن "تغيير وزير الدفاع من أجل الترويج لقانون يكرّس الإعفاء من التجنيد هو أيضاً خروج على القانون أخلاقياً"، في إشارة إلى معارضة وزير الجيش يوآف غالانت لمشروع قانون يسمح بإعفاء متدينين يهود من الخدمة العسكرية.

وكان وزير الدفاع غالانت عارض مشروع القانون ما لم توافق عليه أحزاب المعارضة، وخاصة حزب "معسكر الدولة" برئاسة بيني غانتس.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يهاجم حكومة ستارمر.. هل تغير بريطانيا موقفها تجاه إسرائيل؟
  • خسائر ضخمة في الاستثمارات الإسرائيلية بسبب الحرب على غزة
  • القناة 14 الإسرائيلية: احتمالات بإعلان إسرائيل قريبا جبهة الشمال جبهة الحرب الرئيسية
  • كابوس نتنياهو.. هل تُدان إسرائيل بجرائم الحرب والإبادة؟
  • توقعات بتغيير وزير جيش الاحتلال.. وغانتس يهاجم نتنياهو
  • غانتس: نتنياهو يعرض أمن إسرائيل للخطر.. ويحذر من حرب إقليمية
  • مصادر: "الخطوات المتهورة" التي تخطط لها حكومة نتنياهو في الشمال قد تورِّط إسرائيل في مشكلة أكثر صعوبة
  • محللون: إسرائيل تتجه نحو مزيد من التطرف وواشنطن وضعت كل شيء بيد نتنياهو
  • “بلومبرغ”: الصراع بشأن الميزانية في حكومة نتنياهو يكشف كيف مزقت الحرب “إسرائيل”
  • باحث إسرائيلي يكشف عن الرعب الذي تنتظره إسرائيل بسبب صمود حماس .. خياران كلاهما مر أمام نتنياهو