كيف يمكن أن يؤثر تغير المناخ على الدماغ البشري؟
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
درس باحثون التأثير المحتمل لتغير المناخ على وظائف الدماغ البشري، حيث أن العوامل البيئية، مثل الأحداث المناخية المتطرفة وتلوث الهواء، يمكن أن تغير بنية الدماغ والقدرات المعرفية.
وفي ورقة بحثية نشرتها مجلة Nature Climate Change، درس فريق دولي من الباحثين الطرق التي أظهرت بها الأبحاث أن البيئة المتغيرة تؤثر على كيفية عمل أدمغتنا، وكيف يمكن أن يؤثر تغير المناخ على وظائف أدمغتنا في المستقبل.
وقاد الدراسة باحثون من جامعة فيينا بالتعاون مع جامعات جنيف ونيويورك وشيكاغو وواشنطن وستانفورد وإكستر في المملكة المتحدة ومعهد ماكس بلانك في برلين.
وتشير الدراسة إلى أن التغيرات البيئية الناجمة عن تغير المناخ يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في نمو الدماغ ووظيفته. ويشعر الباحثون بالقلق بشكل خاص بشأن آثار الأحداث المناخية القاسية والتلوث على القدرات المعرفية والصحة العقلية.
وتدعو الورقة البحثية إلى التقاطع بين دراسات علم الأعصاب والدراسات البيئية لفهم هذه التأثيرات ومعالجتها بشكل أفضل.
وقال الباحث الرئيسي، الدكتور كيمبرلي سي دويل، من جامعة فيينا: "لقد عرفنا منذ فترة طويلة أن العوامل في بيئتنا يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في الدماغ. ومع ذلك، فقد بدأنا للتو في النظر في الكيفية التي قد يغير بها تغير المناخ، وهو أكبر تهديد عالمي في عصرنا، أدمغتنا".
مضيفا: "بالنظر إلى الأحداث المناخية المتطرفة المتكررة بشكل متزايد التي نشهدها بالفعل، إلى جانب عوامل مثل تلوث الهواء، والطريقة التي نصل بها إلى الطبيعة والتوتر والقلق الذي يعاني منه الناس بشأن تغير المناخ، فمن المهم أن نفهم التأثير الذي يمكن أن يحدثه كل ذلك على أدمغتنا. عندها فقط يمكننا البدء في إيجاد طرق للتخفيف من هذه التغييرات".
إقرأ المزيد مواقد الغاز تضخ مستويات "غير آمنة" من غاز سام ومضر بالصحةومنذ الأربعينيات من القرن العشرين، عرف العلماء من دراسات الفئران أن العوامل البيئية المتغيرة يمكن أن تغير بشكل عميق تطور الدماغ ومرونته. وقد شوهد هذا التأثير أيضا لدى البشر في الأبحاث التي تدرس آثار النمو في الفقر، والتي وجدت اضطرابات في أنظمة الدماغ، بما في ذلك نقص التحفيز المعرفي، والتعرض للسموم، وسوء التغذية، وزيادة التوتر في مرحلة الطفولة.
ويدعو الباحثون إلى إجراء دراسات لاستكشاف تأثير التعرض لأحداث مناخية أكثر تطرفا على الدماغ البشري، مثل موجات الحرارة والجفاف والأعاصير وما يرتبط بها من حرائق الغابات والفيضانات. ويعتقدون أن مثل هذه الأحداث قد تغير بنية الدماغ ووظيفته والصحة العامة، ويتطلع الفريق أيضا إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتقييم كيفية تفسير ذلك للتغيرات في الرفاهية والسلوك.
وتستكشف الورقة البحثية أيضا الدور الذي يمكن أن يلعبه علم الأعصاب في التأثير على طريقة تفكيرنا بشأن تغير المناخ، وكيفية استجابتنا له.
ويشير الدكتور ماثيو وايت، من جامعتي إكستر وفيينا: "إن كلا من وظائف المخ وتغير المناخ مجالان معقدان للغاية. ونحن بحاجة إلى البدء في رؤيتهما مترابطين، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أدمغتنا من الحقائق المستقبلية لتغير المناخ، والبدء في استخدام أدمغتنا بشكل أفضل للتعامل مع ما يحدث بالفعل ومنع أسوأ السيناريوهات".
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: التغيرات المناخية المناخ بحوث دراسات علمية معلومات عامة معلومات علمية تغیر المناخ یمکن أن أن تغیر
إقرأ أيضاً:
وزيرة البيئة تستعرض بالمنتدى الحضري تجربة مصر في دمج ملف تغير المناخ بالمجتمعات العمرانية
أكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، أن مواجهة آثار المناخ على التنمية الحضرية يتطلب تحقيق العدالة البيئية من خلال عمليات شاملة لصنع القرار تشترك فيها المجتمعات المهمشة وتقوم على أطر عمل حاكمة، إلى جانب أهمية الاستثمار في الطاقة المتجددة، والبنية التحتية الحضرية المرنة للتأثيرات المناخية، والإدارة الفعالة للمياه، مشيرة إلى دور زيادة الوعي المجتمعي وتعبئة الاستثمارات من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص في خلق شعور بالمشاركة الحقيقية في جهود المناخ، وتحقيق التكيف مع آثار تغير المناخ.
جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة البيئة في الحوار رفيع المستوى حول المدن وأزمة المناخ، بحضور ميشال ملينار نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للموائل ضمن فعاليات الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي المقام في القاهرة بمشاركة 30 ألف شخص من 180دولة، تحت شعار "كل شيء يبدأ محليًا - لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة، والذي تنظمه الحكومة المصرية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الهابيتات خلال الفترة من 4 الى 8 نوفمبر الجاري.
ورحبت الدكتورة ياسمين فواد بالمشاركين في المنتدى الذي تستضيفه مصر في وقت حرج يشهد فيه العالم آثار واضحة لتغير المناخ من خلال التقلبات الجوية والفيضانات الحالية، والتي تعد دليلا على العلاقة المترابطة بين تغير المناخ والمدن، مشيرة إلى ان التقارير توضح أن المدن تسبب جزءا كبيرا من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من خلال عمليات البناء، وفي الوقت ذاته تعد المدن من أكثر المجالات تأثرا بتغير المناخ، مما يتطلب مدخل سياسي شامل يراعي الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في التصدي لتأثيرات المناخ والمدن.
وعرضت وزيرة البيئة تجربة مصر في دمج ملف تغير المناخ في المجتمعات العمرانية الجديدة من خلال إعداد عدد من دراسات تقييم الأثر البيئي الاستراتيجي من منظور اجتماعي والاعتماد عليها في تخطيط المدن العمرانية الجديدة، والاعتماد الطاقة المتجددة ووسائل النقل الصديقة للبيئة مثل الأتوبيسات الكهربائية والدراجات، وتشجيع نظام الدراجات التشاركية في المدن الجديدة.
وأشارت وزيرة البيئة إلى الحلول القائمة على الطبيعة كمدخل عظيم في مواجهة آثار تغير المناخ وربطه بالتنوع البيولوجي والحفاظ على استدامة نوعية الحياة للمجتمعات المحلية، مشيرة إلى المشروع المهم الذي تنفذه مصر مع صندوق المناخ الأخضر لمواجهة ارتفاع سطح البحر في 7 محافظات باستخدام الحلول القائمة على الطبيعة، كما أطلقت مصر المبادرة العالمية ENACT للحلول القائمة على الطبيعة بالشراكة مع ألمانيا وعدد من الدول الأخرى وشركاء التنمية والتي تمضي في مسارها في حشد الشراكات والتمويل.
وعرضت وزيرة البيئة التوصيات الصادرة من تقرير مراجعة سياسات النمو الأخضر في مصر بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OCED وفي قلبها المدن وتغير المناخ، وكيفية إشراك القطاع الخاص وتقليل المخاطر له لتغيير طريقة العمل المعتادة في البناء والتخطيط، وضرورة ايجاد إطار حاكم للمدن، ومراعاة جزء التخطيط وتوفير الحوافز الخضراء.
ونوهت إلى دور تدوير المخلفات في استدامة المدن، ومراعاة هذا في تنفيذ المنظومة الجديدة لإدارة المخلفات، وإصدار قانون تنظيم إدارة المخلفات الذي يقوم على فكر الاقتصاد الدوار وإشراك القطاع الخاص، وإعادة استخدام مخلفات الهدم والبناء لتكون مدخلا جديدا في عملية البناء، وأيضاً استخدام المخلفات في عمليات الفن التشكيلي في تجميل المدن.
وقالت إن الحوار رفيع المستوى حول المدن وأزمة المناخ اليوم يهدف الحوار للتعرف على الرؤى القابلة للتنفيذ في استراتيجيات التكيف مع المناخ والتخفيف من حدته التكنولوجية والمالية والمجتمعية، والوقوف على التحديات من خلال دراسة الحلول المحلية الناجحة والمبتكرة، وذلك للمساعدة في تمكين صانعي القرار من تشكيل سياسة المناخ العالمية والتحول نحو التنمية الحضرية القادرة على التكيف مع المناخ.
وأكدت وزيرة البيئة أن الاستراتيجية الوطنية المصرية بشأن تغير المناخ لعام 2050 كإطار عمل شامل تسهم في دمج الاستدامة في التنمية الحضرية، من خلال التخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري مع تعزيز القدرة على التكيف مع الآثار المناخية من خلال مبادرات مثل تحسين كفاءة الطاقة، والتوسع في النقل العام، وزيادة المساحات الخضراء، كما تؤكد الاستراتيجية على التعاون بين مختلف أصحاب المصلحة لتعزيز البيئات الحضرية القابلة للتكيف، وتحقيق أهدافا محددة مثل اعتماد كود وطني للمباني الخضراء وتطوير أنظمة جمع مياه الأمطار لتعزيز القدرة على التكيف مع المناخ.
وأوضحت الوزيرة أن خطة المساهمات المحددة وطنيا (NDC) أيضا حددت إجراءات التكيف في القطاعات الحيوية من خلال الإجراءات القطاعية والشاملة مثل استراتيجيات الإنذار المبكر والتنبؤ بالطقس والفيضانات لتعزيز القدرة على مواجهة التحديات المناخية بشكل عام.
اقرأ أيضاًياسمين فؤاد: الحكومة المصرية وضعت محور البيئة تحت قضية الأمن القومى
كامل الوزير وياسمين فؤاد يفتتحان خط إنتاج إعادة تدوير مخلفات البلاستيك ويتفقدان 3 مصانع بالمنطقة الصناعية
ياسمين فؤاد تثمن وعي المصنعين المصريين بحلول إعادة التدوير والمنتجات الصديقة للبيئة