الفنادق والشاليهات خارج أي خطّة نزوح.. فهل يمكن الاستعانة بهم في حال الحرب؟
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
كتب رضا صوايا في "الأخبار": احتمالات اتّساع وتيرة الاشتباكات على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة دفعت كثيرين إلى البحث عن أماكن إيواء في لبنان في حال حصول موجة نزوح كبيرة. خلافاً لعام 2006 حين لجأت أعداد كبيرة من اللبنانيين إلى سوريا، تبدو الشام اليوم، في ظل أزمتها الاقتصادية والحصار المفروض عليها، آخر الخيارات، فيما يزيد النزوح السوري ومزاحمة النازحين السوريين لأقرانهم اللبنانيين، الضغط على الوحدات السكنية في «المناطق الآمنة»، ما أدّى إلى ارتفاع كبير في الأسعار يتخطّى منطق العرض والطلب، إلى الاستغلال الموصوف.
في ما يُحكى عن خطة طوارئ حكومية لمواجهة احتمالات اتّساع نطاق الحرب الدائرة على الحدود الجنوبية، ينحصر تركيز المعنيين بالمدارس والمراكز الحكومية لاستقبال النازحين في حال حدوث أي موجة نزوح، فيما يغيب كلياً خيار الفنادق والمجمّعات السياحية البحرية كخيارات متاحة في حال تدهورت الأمور بشكل دراماتيكي. لم يسبق أن لجأت السلطات الحكومية إلى خيار كهذا حتى في زمن ما قبل الانهيار، فتُرك النازحون عادة يتدبّرون أمورهم لدى الأقارب وفي المدارس والحدائق العامة. ويؤكد نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر أن أياً من الجهات الحكومية لم تتواصل مع الفنادق في هذا الشأن، لافتاً إلى أنه في «الفورة» الأخيرة للبحث عن وحدات سكنية في المناطق التي تُصنّف آمنة، «كانت الفنادق آخر الخيارات بالنسبة إلى النازحين، إذ إن التسلسل من حيث الأولويات للنازحين يكون الشقق ومن ثم الشقق المفروشة ومن ثم الـ airbnb (موقع يتيح للأشخاص تأجير منازلهم أو غرف في المنزل) وأخيراً الفنادق». فيما أكدت مصادر مطّلعة في قطاع المجمّعات السياحية البحرية «عدم وجود أي طلب على الشاليهات حتى اللحظة».
وحول أسعار الغرف الفندقية واحتمال ارتفاعها في حال تأزّمت الأمور، لفت الأشقر إلى أن «الموضوع مرتبط بالعرض والطلب. سعر الغرفة لليلة، غير سعرها في حال طلبها الشخص لأسبوعين أو شهر. والمؤسسات الفندقية في لبنان لطالما تعاملت مع النازحين طبقاً لوضعهم، وليس كسياح. ولكن، مهما خفّضت الفنادق الأسعار ستبقى عالية. هناك فنادق في بيروت يراوح سعر الليلة فيها بين 250 و350 دولاراً. وبالتالي، مهما خُفضت الأسعار لن تكون جذابة كما الشقق، خصوصاً للعائلات. وليس هناك أي فندق قادر على تخفيض الأسعار بنسبة 50%». ويؤكد أن «لا مخزون خاصاً للفنادق سواء من مازوت ومواد غذائية. حالنا كحال كل اللبنانيين في حال انقطاع المحروقات أو أي مواد غذائية».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی حال
إقرأ أيضاً:
حكم الاستعانة بذوي الخبرة في علاج الإدمان
أكدت دار الإفتاء المصربة أن الاستعانة بذوي الخبرة وأهل الاختصاص في علاج الإدمان مطلوب شرعًا؛ ما دام ذلك يفيد المريض ويحقِّقُ المصلحة ولا يتعارض مع الشرع الحنيف، وذلك لأن الإسلام حريص على حماية الحياة الإنسانية وصيانتها وتحريم الاعتداء عليها.
الاستعانة بذوي الخبرة في علاج الإدمانوقالت الإفتاء إن الشرع أرشدنا للجوء إلى ذوي الخبرة وأهل الاختصاص كلٍّ في تخصّصه؛ وسؤال أهل الذِّكْر إذا خَفِي علينا شيء؛ فقال تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون﴾ [النحل: 43]. وقال جلَّ شأنه: ﴿الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا﴾ [الفرقان: 59].
والمراد بأهل الذِّكْر: هم أهل التخصص والعلم والخبرة في كل فنٍّ وعلمٍ؛ وفي ذلك يقول الزَّجَّاج في "معاني القرآن وإعرابه" (3/ 201، ط. عالم الكتب) عند كلامه على هذه الآية وأَنَّه ليس المراد منها سؤال طائفةٍ معينة: [ويجوز -والله أعلم- قيل لهم: سلوا كلَّ من يُذْكَرُ بعلمٍ، وافق هذه الملة أو خالفها] اهـ. وهذا مبني على عموم لفظ الآية الكريمة لا على خصوص سببها؛ وحملُ اللفظ على عمومه أولى ما لم يَرِد له مُخَصِّص. انظر: "العقد المنظوم" للقرافي (ص: 738، ط. دار الكتبي)، و"التحبير" للمرداوي (6/ 2843، ط. دار الرشد).
فيُسْأَل في كلِّ علمٍ من علوم الدِّين أو الدنيا أهلُه؛ وتعيين أهل الذكر في الآية بالنطق -كما يقول القرافي في "شرح تنقيح الفصول" (2/ 483، ط. شركة الطباعة الفنية)- يقتضي بالمفهوم تحريم سؤال غيرهم.
مراعاة اللجوء للمتخصصين، والتحذير من استشارة غير المتخصصين
وأضافت الإفتاء أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علمنا احترام التخصّص؛ فبرغم عِلْمه صلى الله عليه وآله وسلم الرباني إلا أنَّه كان يستشير المتخصصين من الصحابة في كافة الشئون الدنيوية ليعلمنا اللجوء للمتخصصين، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يُنوِّه بتخصصات أصحابه الكرام إشادة بهم؛ فيقول: «أَرْحَمُ أُمَّتِى بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللهِ عُمَرُ -وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً فِي أَمْرِ اللهِ عُمَرُ- وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» رواه أحمد في "المسند"، وابن ماجه والترمذي والنسائي في "سننهم".
كما أن التداوي مطلوبٌ من قِبل الشرع؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللهِ؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنَزِّلْ دَاءً إِلاَّ أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً إِلاَّ الْمَوْتَ وَالْهَرَمَ» رواه أحمد من حديث أسامة بن شريك رضي الله عنه.