عربي21:
2024-09-19@02:48:57 GMT

«حل الدولتين»… مرة أخرى؟!

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

«عملة لا مفعول لها، مختوم عليها مصطلح حل الدولتين».. ربما هذا أفضل ما قيل عن هذا التداول الواسع لعبارة «حل الدولتين» بين الإسرائيليين والفلسطينيين وهو للصحافي والسياسي الفلسطيني نبيل عمرو.

عاد هذا المصطلح مرة أخرى مع استمرار هذه الحرب الوحشية المجنونة على غزة، ليتسلل رويدا رويدا إلى حديث المسؤولين العرب والدوليين، ولو على استحياء، بعد أن تحوّل عمليا إلى ما يشبه التعويذة تردد دون خشوع تعود بالخصوص في كل مرة تتفجّر فيها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.


حين تتفجّر، يتم الهروع إلى كثرة ترديد هذه التعويذة كنوع من مساعي الإطفاء عبر التلويح بأنها الحل الحقيقي، وحين تهدأ الأوضاع تصبح نوعا من مسكّنات الألم، وفي كلتا الحالتين لا مصداقية لها.
السبب وراء ذلك، أن حل الدولتين يستلزم، بداهة وبالضرورة، إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي التي استولت عليها بالقوة في حرب 1967 وهي الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة حتى تقوم عليها الدولة الفلسطينية بعد أن ارتضى الفلسطينيون، وخاصة بعد إعلان منظمة التحرير الفلسطينية عام 1988 في الجزائر، قيام دولتهم على هذه الرقعة من فلسطين التاريخية لتكون بجوار دولة إسرائيل بحدود معلومة ومعترف بها هذه المرة.

وطالما أنه لا توجد إرادة، وربما رغبة أو قدرة، على جعل إسرائيل تنسحب من الأراضي المصنّفة «محتلة» من قبل القانون الدولي، فإن الإكثار من ترديد «حل الدولتين» لا يخرج عن لغو الحديث الغرض منه رفع العتب أو الإيهام بعدم نسيان التسوية السياسية المنشودة، ولكن لا شيء عمليا يجري لتجسيده حتى بات تدريجيا مجرّد شعار تهرّأ من كثرة رفعه دون ترجمته، أو حتى مجرّد السعي الجاد نحو ذلك.

في مقابلة تلفزيونية مع الأمين العام للأمم المتحدة غوتيرش سألته لماذا لا أحد يدعو صراحة إسرائيل إلى ضرورة إنهاء احتلالها المستمر منذ 56 عاما؟

 أجاب بأن المطالبة بحل الدولتين يعني ضمنيا ذلك. تلك هي المعضلة إذا، وهي تحوّل العنوان العريض لتسوية أجمع عليها العالم كله تقريبا إلى مجرّد تورية عن المطلب الأساسي التي تقوم عليه أصلا وهو ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والعودة إلى حدود ما قبل حرب يونيو/ حزيران 1967. الأنكى، أن إسرائيل لا تبدي أي استعداد للتجاوب بل وتعمل بعكسه تماما، ليس فقط بالضم الرسمي للقدس الشرقية منذ 1981 وإعلانها رسميا «عاصمتهم الأبدية» التي اعترفت بها واشنطن نفسها، وإنما أيضا في تكريس هذا الاحتلال عبر تكثيف الاستيطان داخل هذه الأراضي المحتلة حتى أن عدد المستوطنين تضاعف أربع مرات منذ توقيع أوسلو 1993، التي كان يفترض أن تكون البداية التدريجية لترجمة قيام الدولة الفلسطينية بعد خمس سنوات.

المشكل في كل ذلك أن أمريكا استمرأت هذه «اللعبة» حتى صارت أشبه بمصّاصة تعطى إلى الطفل الرضيع الباكي حتى يتوقف عن الصراخ المزعج في غياب طعام يعطى إليه حتى يشبع ويسكت وينام. لجأت واشنطن كثيرا إلى هذه المصّاصة في أعقاب كل حرب أو أزمة هزت المنطقة وأحرجتها حول القانون الدولي وانتقائية تعاملها معه، خاصة حاليا في ضوء ما فعلته بعد الغزو الروسي لأوكرانيا: فعلت ذلك بعد غزو العراق 2003، وكذلك في انتفاضة 2000 وأيضا في أعقاب كل حروب غزة السابقة وفي كل توتر وصدامات في الضفة الغربية.

مؤخرا جدد الرئيس الأمريكي جو بايدن التزامه بإقامة دولة فلسطينية رغم الحرب المستمرة في غزة معترفا خلال زيارته التضامنية إلى إسرائيل بعد ما جرى في السابع من أكتوبر الماضي بأن إحلال السلام «بالغ الصعوبة ولكن علينا أن نستمر في مواصلة السعي نحوه، علينا أن نواصل السعي نحو مسار يمكِّن إسرائيل والشعب الفلسطيني من العيش بأمان وكرامة وسلام» مضيفا في ختام هذه الزيارة «بالنسبة لي، هذا يعني حل الدولتين» كذلك فعل وزير خارجيته أنتوني بلينكن حين قال «ساعدونا على التوصل لهذا الحل (من يساعد من؟!) ومنع انتشار حرب ستبعد آفاق حل الدولتين والسلام في المنطقة برمتها».

المشكل كذلك، أن العالم كله وجد راحته في مثل هذا الوضع المائع وكذلك السلطة الفلسطينية نفسها ومعها كل الدول العربية، بمن فيها حتى الدول التي طبّعت علاقاتها مؤخرا مع دولة الاحتلال الإسرائيلي والتي رأيناها تحاول أن «تسوّق» ذلك على أنه خدمة لحل الدولتين المنشود!
هل هذا يعني أن حل الدولتين ليس مطلوبا ولا قيمة له؟ أبدا بل هو مطلوب ومشروع وبه الحد الأدنى من الإنصاف لشعب سلب وطنه وطرد منه ولكن حل الدولتين لا يجب أن يتحول إلى ملهاة أو ضحك على الذقون، كما هو الآن، ثم إنه لن يتحقق لأن القانون الدولي ينص عليه، كما أنه لن يأتي على طبق من فضة بل عبر مقاومة الاحتلال حتى تفرض موازين القوى ذلك كرها على الإسرائيليين ومن وراءهم. أما غير ذلك فهو كذب على النفس لمن ارتضى أن يلدغ مليون مرة من نفس الجحر.

(القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حل الدولتين غزة الاحتلال غزة الاحتلال حل الدولتين مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حل الدولتین

إقرأ أيضاً:

«حزب الله» يتهم إسرائيل.. من يقف وراء انفجار أجهزة الاتصالات؟

يشهد لبنان حالة من الفوضى بعد انفجار أجهزة لاسلكية تابعة لحزب الله، ما أدى إلى مقتل 11 شخصاً وإصابة قرابة 4000 شخص، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»..

حزب الله يتهم إسرائيل

وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إلى أن حزب الله ألقي باللوم على الاحتلال الإسرائيلي في هذا الهجوم المنسق، ولكن لم يعلق جيش الاحتلال الإسرائيلي على هذه الاتهامات.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» بأن الاحتلال نفذ عملية ضد حزب الله عن طريق إخفاء مواد متفجرة داخل شحنة جديدة من أجهزة الاستدعاء التايوانية الصنع التي تم استيرادها إلى لبنان، وذلك حسبما ذكرت مصادر أمريكية وأخرى مطلعة على العملية.

وأكد بعض المسؤولين أن أجهزة الاستدعاء، التي طلبها حزب الله من شركة جولد أبولو في تايوان، تم التلاعب بها قبل وصولها إلى لبنان، كانت غالبية أجهزة الاستدعاء من طراز AP924، على الرغم من تضمين ثلاثة طرازات أخرى من جولد أبولو في الشحنة.

وكشفت التحقيقات عن وجود كميات صغيرة من المتفجرات، تقل عن أونصة في كل جهاز، تم زرعها بالقرب من البطارية، كما زودت أيضًا الأجهزة بمفاتيح تحكم عن بُعد، تُمكن من تفجير المتفجرات.

في الساعة 3:30 مساءً بتوقيت لبنان، تلقى العديد من الناس رسالة نصية بدت وكأنها قادمة من قيادة حزب الله، لكن هذه الرسالة لم تكن سوى فخًا مميتًا، حيث قامت بتفعيل متفجرات تسببت بمقتل 11 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 4000 شخص.

كيف تمت برمجة العبوات؟

وقال ثلاثة من المسؤولين إن العبوات تمت برمجتها على شكل صفير لعدة ثوان قبل أن تنفجر.

واتهم حزب الله إسرائيل بتدبير الهجوم لكنه وصف تفاصيل محدودة عن فهمه للعملية، ولم تعلق إسرائيل على الهجوم ولم تقل إنها تقف وراءه.

وقال خبراء الأمن السيبراني المستقلون الذين درسوا لقطات للهجمات إنه من الواضح أن قوة وسرعة الانفجارات ناتجة عن نوع من المواد المتفجرة.

ويرجح ميكو هيبونين، أخصائي أبحاث في شركة «WithSecure» للبرمجيات ومستشار الجرائم الإلكترونية في يوروبول، أن هذه الأجهزة تم تعديلها بطريقة ما لإحداث هذه الانفجارات، ويؤكّد أن حجم وقوة الانفجار لا تشير إلى أن البطارية فقط هي السبب.

وأشارت كيرين الزاري، محللة وباحثة الأمن السيبراني الإسرائيلية في جامعة تل أبيب، إلى أن الهجمات استهدفت حزب الله، نظرا لكونهم أكثر عرضة للخطر.

مقالات مشابهة

  • «الوزارية العربية الإسلامية» تبحث جهود حل الدولتين
  • إسرائيل ترد على قرار الأمم المتحدة بشأن إنهاء الاحتلال
  • حزب الله يقصف مرابض مدفعية الاحتلال في «نافية زيف» شمال إسرائيل
  • السيسي: الشراكة الاستراتيجية المصرية الأمريكية مهمة في حماية مصالح الدولتين
  • مصر وأمريكا: حل الدولتين مسار تحقيق السلام والأمن المستدامين
  • سي إن إن: جهتان في إسرائيل وراء تفجيرات لبنان
  • إسرائيل المُجرِمة
  • «حزب الله» يتهم إسرائيل.. من يقف وراء انفجار أجهزة الاتصالات؟
  • هاريس: يجب المضي قدما نحو حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
  • السفير ماجد عبد الفتاح: زخم حقيقي حول حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية