عربي21:
2024-09-18@23:13:54 GMT

ماذا بقى لإسرائيل؟

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

من الطبيعى أن نتساءل بعد مرور ما يقرب من أربعين يوما من القصف الوحشى لقطاع غزة، الذى يندرج تحت جرائم الحرب، ماذا بقى لإسرائيل؟

الكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان كتب مقالا معبرا فى صحيفة «نيويورك تايمز» بعد زيارة قام بها الأسبوع الماضى لإسرائيل والضفة الغربية، وصف فيه حالة الهلع، والتمزق، والتبعثر الذى يشهده المجتمع الإسرائيلى، بما لم يره فى أى مرحلة سابقة.



ووصف بنيامين نتنياهو بأنه أسوأ رئيس وزراء فى تاريخ إسرائيل، بل فى تاريخ اليهود كله!. عمليا، فإن المجتمع الإسرائيلى يشهد كل عوامل الانقسام، وتقود سياسات الحكومة الحالية إلى مزيد من الكراهية. هناك تصعيد غير مسبوق ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية، ينذر بتفجر الأوضاع على نطاق واسع، وهناك توتر متصاعد على الحدود الشمالية مع لبنان، يضاف إلى العمليات العسكرية فى الحدود الجنوبية مع غزة، وعرفت إسرائيل ظاهرة «المهجرين» من بيوتهم نتيجة الحرب، وتشهد حالة صدام بين المستوطنين والفلسطينيين، والذى يأخذ ابعادا دموية نتيجة تسليح المستوطنين، وحماية أجهزة الأمن لإجرامهم، يضاف إلى ذلك الصدام بين اليهود والعرب من مواطنى إسرائيل نفسها، يرافق ذلك خطابات عنصرية بنكهة نازية تصدر عن مسئولين إسرائيليين تجاه الفلسطينيين؟ أى مجتمع يستطيع البقاء فى ظل عوامل الانقسام المتصاعدة على مسارات عدة: جغرافية، ودينية، وسياسية؟ وقد تتجلى أزمة المجتمع الإسرائيلى على نطاق أوسع عقب توقف العمليات العسكرية فى غزة، والسؤال دائما: ماذا بعد؟ هل تظل عقيدة «الأمن» هى المسيطرة على مجتمع لم يستطع أن يحقق استقرارا بالأمن وحده؟ ليست الأزمة فقط فى مستقبل غزة بعد وقف إطلاق النار، من يحكمها؟ ولكن السؤال ذاته سيكون فى إسرائيل أيضا، من يخلف نتنياهو وحكومته العنصرية؟ وكيف يستعيد المجتمع عافيته؟

يعلم القادة الإسرائيليون أن الحكومات الداعمة لن تستطيع مواصلة دعمها مع استمرار العمليات العسكرية بهذه الوحشية فى غزة، وعدم وضوح موقف إسرائيل تجاه المستقبل. وصدق فريدمان فى مقاله عندما شخص حالة نتنياهو قائلا: هو يريد أن تساعده واشنطن فى القضاء على حماس، بينما يواصل الاستيلاء على أراضى الفلسطينيين، وبناء المستوطنات؟ بالقطع هذه هى حالة نتنياهو الذى لا يريد أن يعترف بأخطائه أو يتحمل المسئولية عما حدث فى 7 أكتوبر الماضى. سأله الصحفيون كثيرا، فتهرب، ورفض أن يتحمل مسئولية الإخفاق الأمنى والاستخباراتى الشديد الذى حدث، وأعلن أنه مسئول عن النصر فى غزة. وهل سوف يحقق الانتصار الذى يحلم به؟ لم يعد العالم يقبل مزيدا من القتلى والجرحى نتيجة قصف همجى، المظاهرات الصاخبة الداعمة للفلسطينيين فى قلب أوروبا، وسائل الإعلام العالمية تحاول أن تتنصل من تحيزها لإسرائيل، والساسة فى حرج من استمرار الدفاع عن دولة عنصرية، لا تعرف سوى القتل، وممارسة الكذب، والعيش بالتهديد.

أليس فى موقف إسرائيل، ومن خلفها الولايات المتحدة تجاه حزب الله، هو مواجهة الخوف بالتهديد؟

ألم تدرك إسرائيل أنها لم يعد يبقى لديها الكثير؟ سمعتها العالمية ملطخة، وسياساتها جمعت أطرافا عربية وإسلامية على مواقف متقاربة، ربما للمرة الأولى منذ سنوات بعيدة، ولم يعد أمامها حتى تحفظ بقاءها، وتعيش دولة طبيعية سوى تحقيق السلام، وحل الدولتين، والتخلى عن أيديولوجية الأمن وحده.

(الشروق المصرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة جرائم غزة الاحتلال جرائم مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

صحيفة أمريكية: الهجوم بصاروخ من اليمن على إسرائيل “أظهر” القدرات العسكرية لليمنيين

الثورة نت/..

اعترفت امريكا بقوة الضربة اليمنية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية واستهدفت هدفا حيويا صهيونيا في يافا المحتلة  بأنها كانت مفاجأة وموجعة للكيان.
وقالت صحيفة نيوورك تايمز “الهجوم بصاروخ من اليمن على إسرائيل “أظهر” الهجوم القدرات العسكرية لليمنيين، المتمركزين على بعد مئات الأميال من “إسرائيل” على الحافة الجنوبية لشبه الجزيرة العربية

وكانت القوات المسلحة اليمنية اعلنت امس تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت هدفاً عسكرياً للعدو الإسرائيلي في منطقة “يافا” في فلسطين المحتلة في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد.

وأوضحت القوات المسلحة في بيان، أن القوة الصاروخية نفذت العمليةُ بصاروخ باليستي جديد فرط صوتي نجح بعون الله في الوصول إلى هدفه وأخفقت دفاعات العدو في اعتراضه والتصدي له.

وأشار البيان إلى أن الصاروخ قطع مسافةً تقدر بـ 2040 كيلو متراً في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة، وتسبب في حالة من الخوف والهلع في أوساط الصهاينة، حيث توجه أكثر من مليوني صهيوني إلى الملاجئ وذلك لأول مرة في تاريخ العدو الإسرائيلي.

وذكر البيان أن هذه العمليةَ جاءت في إطار المرحلة الخامسة وتتويجاً لجهود أبطال القوة الصاروخية الذين بذلوا جهوداً جبارة في تطوير التقنية الصاروخية، مؤكداً أن عوائق الجغرافيا والعدوان الأمريكي البريطاني ومنظومات الرصد والتجسس والتصدي لن تمنع اليمن من تأدية واجبه الديني والأخلاقي والإنساني انتصاراً للشعب الفلسطيني.

وقال بيان القوات المسلحة :”على العدو الإسرائيلي أن يتوقع المزيد من الضربات والعمليات النوعية القادمة ونحن على أعتاب الذكرى الأولى لعملية السابع من أكتوبر المباركة، منها الرد على عدوانه الإجرامي على مدينة الحديدة، ومواصلة عمليات الإسناد للشعب الفلسطيني المظلوم”.

مقالات مشابهة

  • ‏حزب الله يتعهد بمواصلة العمليات العسكرية ضد إسرائيل لإسناد غزة
  • جيش الاحتلال والشعب الإسرائيلي غاضبون من نتنياهو.. ماذا فعل؟
  • أين كان نتنياهو وغالانت لحظة الهجوم على لبنان وكيف تتأهب إسرائيل؟
  • نتنياهو تحت الأرض.. أحمد موسى عن العملية العسكرية بلبنان: أكبر اختراق لنظام الاتصالات بحزب الله
  • عملية يافا.. نهاية أكذوبة إسرائيل العسكرية والأمنية
  • مخاوف في إسرائيل من تحديث الجيش المصري لترسانته العسكرية
  • صحيفة أمريكية: الهجوم بصاروخ من اليمن على إسرائيل “أظهر” القدرات العسكرية لليمنيين
  • في حال اندلاع حرب مع لبنان.. على ماذا يراهن نتنياهو؟
  • نيوورك تايمز الهجوم بصاروخ من اليمن على إسرائيل أظهر القدرات العسكرية لليمنيين
  • فضحية جديدة ترعب نتنياهو.. ماذا كشف اختراق وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي؟