"سدايا" تستعرض مبادراتها ومشروعاتها الرقمية في منتدى "مسك" العالمي
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
تشارك الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" في النسخة السابعة من منتدى مسك العالمي الذي تنظمه مؤسسة محمد بن سلمان "مسك" تحت شعار "فكّر وأثّر" في مطل البجيري بالمنطقة التاريخية للدرعية خلال الفترة من 15 حتى 17 نوفمبر الجاري، بوصفها شريكًا استراتيجيًا للتحول الرقمي للمنتدى.
وتُسلط "سدايا" الضوء في مشاركتها على مجموعة من الخدمات والبرامج التي أطلقتها، ومنها عرض تعريفي حول بناء القدرات في سدايا، وإتاحة التسجيل في المعسكرات المقبلة التابعة لأكاديمية سدايا وفي الأولمبياد الوطني للبرمجة والذكاء الاصطناعي (أذكى).
وستُعرّف زوار المنتدى والمشاركين فيه عبر جناحها المشارك على مبادرة رادار البيانات والذكاء الاصطناعي الذي أطلقته مؤخراً لرصد أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي ومدى نضجها في العالم، ومعجم البيانات والذكاء الاصطناعي الذي أطلقته بالتعاون مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية للمساهمة في إثراء المحتوى العربي في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، إلى جانب عرض عددٍ من الهاكاثونات التابعة لسدايا، ومنجزات مسرعة غاية، ومبادرة باقة روّاد.
ومن المقرر أن يشارك معالي مدير مركز المعلومات الوطني في سدايا الدكتور عصام بن عبدالله الوقيت في جلسة حوارية بعنوان” التحول الرقمي ودعم شباب وريادة الأعمال”، فضلاً عن مشاركة مستشارة الذكاء الاصطناعي في سدايا الدكتورة هند بنت سليمان الخليفة في إثراء جلسة حوارية بعنوان التعلّم في عصر الذكاء الاصطناعي.
وتأتي مشاركة "سدايا" في المنتدى الهادف إلى تنمية المعرفة باستقطاب النُخب العالمية المُلهمة من القادة والمبدعين والمفكرين من أنحاء العالم، وتشكيل حلقة وصل بين الشباب الطموح؛ لإبراز أوجه الابتكارات واستعراض أبرز المبادرات في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي.
مما يذكر أن منتدى مسك العالمي يُعد أحد أكبر المنتديات الشبابية في العالم؛ لاكتشاف طاقات الشباب وتمكينه وتطوير قدراته في مختلف المجالات.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: سدايا البیانات والذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
د. ندى عصام تكتب: العبادات في عصر الذكاء الاصطناعي
في عالمنا المعاصر، حيث تتسارع وتيرة التطورات التكنولوجية بشكل غير مسبوق، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولم يتوقف تأثيرها عند حدود الحياة العملية فقط، بل امتد ليشمل الجوانب الروحية والعبادية أيضًا، ويُعتبر الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أبرز ملامح هذه الثورة التكنولوجية، حيث يوفر أدوات ووسائل مبتكرة يمكن أن تُحدث تغييرًا جذريًا في كيفية تعلم المسلمين لعباداتهم وممارستها.
إن العبادات في الإسلام، مثل الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، تحمل معاني عميقة ودلالات روحية سامية، وتعليمها بشكل صحيح يُعد أمرًا بالغ الأهمية لكل مسلم.
لذا، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في هذا السياق يمكن أن يُعزز من فهم العبادات، ويسهل على الأفراد التعلم والممارسة بطريقة تتناسب مع احتياجاتهم الخاصة.
والجدير بالذكر، يمكن أن تُستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير برامج تعليمية تفاعلية تساعد الأفراد على تعلم كيفية أداء العبادات بشكل صحيح، على سبيل المثال، هناك تطبيقات تتخصص في تعليم الصلاة، حيث تقدم شروحات مرئية وصوتية توضح كيفية أداء كل ركعة، مع توجيهات حول كيفية قراءة الآيات والأدعية هذه التطبيقات غالبًا ما تستخدم تقنيات التعرف على الصوت، مما يتيح للمستخدمين التفاعل بشكل مباشر مع البرنامج، وتصحيح الأخطاء أثناء أداء الصلاة، هذا النوع من التعلم العملي يُعتبر فعالًا بشكل خاص، حيث يتيح للمستخدمين فهم العبادات بصورة أعمق، ويعزز من تجربتهم الروحية.
واستناداً لما سبق، يُعزز الذكاء الاصطناعي من إمكانية تخصيص المحتوى التعليمي وفقًا لاحتياجات الأفراد والفئة العمرية المستهدفة، كما يمكن للأنظمة الذكية تحليل بيانات المستخدمين لتحديد المجالات التي يحتاجون فيها إلى تحسين، مثل فهم أحكام الصوم أو تعلم كيفية إخراج الزكاة، هذا التحليل الدقيق يمكن أن يُنتج خططًا تعليمية مخصصة، مما يضمن أن يتلقى كل فرد التعليم الذي يناسب مستواه واحتياجاته، وعلى سبيل المثال يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي أن يقترح موارد إضافية أو دروسًا تفاعلية بناءً على أداء المستخدم، مما يساعده في تعزيز معرفته وفهمه.
ولتسليط الضوء على تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في تعليم العبادات، تعتبر هذه التقنيات تجربة غامرة للمستخدمين، فيمكنهم زيارة المساجد أو أداء مناسك الحج في بيئة افتراضية، هذه التجارب لا تُعزز فقط من المعرفة العملية، بل تساعد أيضًا في تحفيز المشاعر الروحية والارتباط الشخصي بالعبادات، وعلى سبيل المثال يمكن للمستخدمين تجربة الطواف حول الكعبة أو أداء الصلاة في المسجد الحرام، مما يضفي طابعًا واقعيًا على التعلم ويعزز الفهم الروحي للعبادات.
ومع كل هذا التطور، لا تخلو هذه التكنولوجيا من التحديات والاعتبارات الضرورية، أحد أهم هذه التحديات هو التأكد من دقة المعلومات المقدمة، يُعد التعليم الديني أمرًا حساسًا، لذا يجب أن تكون المصادر المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي موثوقة ومتوافقة مع التعاليم الإسلامية، كما ينبغي أن تكون هناك معايير واضحة لضمان أن المحتوى لا يتعارض مع القيم الإسلامية الأساسية، وتخضع للمراقبة والإشراف الديني مثل الأزهر الشريف.
تحدٍ آخر يتعلق بالخصوصية والأمان، إذ يجب حماية بيانات المستخدمين وضمان عدم استخدامها بشكل غير مصرح به، وفي عالم تتزايد فيه المخاوف بشأن الأمان الرقمي، يجب على المطورين والشركات العاملة في هذا المجال أن يضعوا معايير صارمة لحماية المعلومات الشخصية.
علاوة على ذلك، يجب أن يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة مكملة للتعليم التقليدي، وليس بديلاً عنه، لا يزال دور المعلمين والمرشدين الدينيين ضروريًا، حيث إن التعليم الروحي يتطلب تفاعلًا إنسانيًا وفهمًا عميقًا للمعاني والمقاصد. لذا، يجب أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز هذه التجربة، بدلاً من استبدالها.
في الختام، يُعتبر الذكاء الاصطناعي رفيقًا جديدًا في رحلة تعليم العبادات الإسلامية، حيث يمكن أن يسهم في تعزيز الفهم والممارسة الصحيحة للعبادات بطرق مبتكرة وفعالة، ومن خلال دمج هذه التكنولوجيا مع المعرفة الدينية، يمكننا تعزيز التجربة الروحية للمسلمين، مما يجعل رحلة الإيمان أكثر غنى وعمقًا، ومع الاستمرار في تطوير هذه الأنظمة يجب علينا التأكيد على أهمية القيم الإسلامية في كل خطوة من خطوات هذا التطور، لتكون النتيجة تجربة تعليمية شاملة ترتقي بالفرد وتنمي علاقته بالله عز وجل.