ما هي أبرز الجهود الأفريقية العربية في مشروعات التكيف مع التغيرات المناخية؟
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
شهدت الشراكات بين الدول العربية وقارة أفريقيا في تعزيز جهود التنمية المستدامة وتحقيق التكامل الإقليمي نموًا على مدار السنوات الماضية في ظل زيادة الاستثمارات والعلاقات المشتركة بين قارة أفريقيا والمنطقة العربية، خاصة في ظل وجود مجالات واعدة في هذا السياق على رأسها الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.
و يستعرض "صدى البلد" خلال التقرير أبرز الجهود الأفريقية العربية في مجال مشروعات التكيف مع التغيرات المناخية، وفقا لتصريحات وزيرة التعاون الدولي بفعاليات المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الافريقي بالرياض.
الاستثمارات المستدامة
قامت القارة الافريقية بعدد من الاستثمارات المستدامة، لاسيما في القطاعات الأكثر أهمية للقارة مثل الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، حيث تتمتع تلك القطاعات بإمكانات وفرص استثمارية كبيرة، خاصة أن مصر تضع تلك القطاعات على رأس أولوياتها وأن هناك عمل مشترك مع المملكة العربية السعودية من خلال استثمارات في تلك المجالات مع شركات القطاع الخاص الذين استفادوا من التمويلات التنموية الميسرة والتوسع في مشروعات التخفيف والتكيف.
الفجوة التمويلية
و تمثل مشروعات التكيف مع التغيرات المناخية أهمية قصوى لقارة أفريقيا، في ظل الفجوة التمويلية المطلوبة للاستثمار في التكيف داخل القارة، وهو ما يتيح فرصًا كبيرة للاستثمار وتعزيز العلاقات العربية الأفريقية من خلال المشروعات المشتركة، مع اتاحة الفرص الاستثمارية الهامة في قارة أفريقيا في ظل موقعها الجغرافي المتميز والموارد الطبيعية الضخمة المتاحة بها والتي يمكن أن تعزز سلاسل القيمة العالمية وتحفز دخول القطاع الخاص من خلال الاستثمارات.
و يعد التمويل عاملًا محوريًا لتنفيذ وتعزيز استثمارات والتغلب على أعباء الفجوة التمويلية، وفي هذا الصدد فإن تهيئة البيئة الاستثمارية، وتعزيز الإصلاحات التنظيمية داخل الدول، وتوفير التمويلات التنموية الميسرة التي تخفض مخاطر استثمارات القطاع الخاص، فضلًا عن العمل المشترك مع مؤسسات التمويل الدولية، كل تلك العوامل من شأنها دفع مجالات التمويل والاستثمار في قارة أفريقيا.
اتفاقية التجارة الحرة القارية
و تلتزم القارة الافريقية بالتحرك الجماعي لتعزيز جهود التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية، وفي ذات الوقت فهناك حاجة كبيرة إلى التمويلات المختلطة التي تحفز القطاع الخاص على الدخول وضخ مزيد من الاستثمارات، و خاصة و أن اتفاقية التجارة الحرة القارية في أفريقيا تعد بوابة وفرصة هامة لتحقيق المزيد من التكامل بين دول القارة وتعزيز الاستثمارات الرقمية في مجال التجارة الإلكترونية، وفتح الفرص للتكامل أيضًا مع المنطقة العربية.
خفض الانبعاثات
و تشير دراسة إلى أن 100% من الشركات المملوكة للدولة لديها التزام نحو خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعكس اهتمام المنطقة بالأهداف المناخية، وفي ذات السياق فإن دول المنطقة ملتزمة بالمساهمات المحددة وطنيًا وتعمل على تعزيز البنية التحتية اللازمة لتعزيز التحول الأخضر، كما تقوم الدولة المصرية بجهود كبيرة من خلال تنفيذ مشروعات كبرى لمعالجة المياه وتوفير الموارد المائية للاستثمارات الزراعية، والتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر ووقف استخدام محطات الطاقة الحرارية، بما يعزز مجالات الاستثمارات المختلفة.
و تمثل مبادرة أسواق الكربون الطوعية في قارة أفريقيا دافعًا لتعزيز استثمارات القطاع الخاص،حيث أنها شهدت زخمًا تزامنًا مع رئاسة مصر لمؤتمر المناخ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التنمية المستدامة التكامل الإقليمي الطاقة المتجددة الهيدروجين الاخضر الاستثمارات المستدامة خفض الانبعاثات
إقرأ أيضاً:
من الشام والجزيرة العربية وشرق أفريقيا.. الكشف عن الأصول الجينية لليمنيين
كشف فريق بحثي دولي رؤى جديدة حول أصل اليمنيين الحاليين، حيث كشف العلماء عن وجود مزيج غني من التأثيرات الوراثية القادمة من بلاد الشام (شرق البحر الأبيض المتوسط)، وشبه الجزيرة العربية، وشرق أفريقيا، وتكشف النتائج كيف شكلت الهجرات القديمة التركيبة الجينية لأهل اليمن على مدى آلاف السنين.
وبحسب الدراسة، التي نشرت بدورية "ساينتفك ريبورتس"، قام الباحثون بتحليل 46 جينوما كاملا و169 مجموعة جينية من أفراد يمنيين، إلى جانب 351 مجموعة جينية مقارنة من سكان الدول المجاورة.
والجينوم هو المجموعة الكاملة من المعلومات الوراثية الموجودة في خلايا الإنسان، ويتكون من الحمض النووي الذي يحمل التعليمات الوراثية اللازمة لنمو الكائن الحي ووظائفه وتكاثره.
ويمكن اعتبار الجينوم بمثابة "كتاب تعليمات" ضخم يحتوي على جميع الأوامر البيولوجية التي تجعل الكائن الحي على ما هو عليه.
ركز الباحثون على نوعين رئيسيين من المواد الوراثية، الأول هو ما يسمى "المجموعة الفردانية لصبغي واي البشري" (وهو الحمض النووي الذي ينتقل من الأب إلى الابن، وبالتالي يتتبع الأصول الذكورية)، والثاني هو "الحمض النووي الميتوكوندري" (وينتقل من الأم إلى الطفل، وبالتالي يتتبع الأصول الأنثوية).
إعلانهذه المجموعات الجينية تمثل علامات وراثية في شجرة العائلة تساعد في تتبع الأصول العميقة للأجداد، ويتم تحديدها من خلال طفرات جينية محددة تنتقل من جيل إلى جيل، يشبه الأمر تتبع نسب عائلة ما، لكن على مستوى الجينات، ولفترات تصل إلى آلاف السنوات.
يحتوي حمضك النووي على تغييرات جينية صغيرة (طفرات) تحدث على مدى آلاف السنين، تنتقل هذه التغيرات من الآباء إلى الأبناء، ويستخدمها العلماء لتجميع الناس في مجموعات جينية مختلفة.
ومن خلال دراسة هذه العلامات الجينية، تمكن الباحثون من دراسة أنماط الهجرة والروابط التاريخية بين اليمن والمناطق المجاورة، حيث ظهر أن معظم عينات اليمنيين تحمل المجموعة الفردانية من النوع "جيه 1″، وهي شائعة في جنوب غرب آسيا، بما في ذلك بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية.
بينما يتطابق حوالي ثلث الحمض النووي الميتوكوندري اليمني مع مجموعات أفريقية، وخاصة المجموعة "إل 2 إيه 1″، وهو النمط الوراثي الأكثر انتشارًا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويشير هذا إلى أن العديد من أجداد سكان اليمن من جهة الأم جاؤوا من شرق أفريقيا تحديدا، على الأرجح من خلال التجارة والهجرة عبر البحر الأحمر.
وبحسب الدراسة، حدد العلماء موجتين رئيسيتين للهجرة أسهمتا في التنوع الجيني في اليمن، الأولى قبل حوالي 5220 عامًا، وهي الهجرة من بلاد الشام إلى اليمن.
ويتطابق هذا مع السجلات التاريخية للتجارة والتبادل الثقافي بين شبه الجزيرة العربية والحضارات القديمة مثل بلاد ما بين النهرين ومصر وكنعان، في العصر البرونزي.
أما الهجرة الثانية فكانت منذ حوالي 750 عامًا، حيث جاءت موجة ثانية من الهجرة من شرق أفريقيا خلال العصور الوسطى.
ويتماشى هذا مع طرق التجارة في المحيط الهندي، حيث كان اليمن مركزا رئيسيا للتجارة، بما في ذلك الذهب والتوابل والعمال المنقولون عبر البحر الأحمر.
إعلان