هل أصبحت غزة مركز الصراع على قيادة العالم؟!
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
البعض يتصور أن الانحياز الأمريكي السافر والكامل لإسرائيل فيما بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لا يفسره سوى سيطرة اللوبي الصهيوني على مفاصل القرار الأمريكي، ومن ثم توريط الولايات المتحدة في معارك خاصة بإسرائيل لا تعني أمريكا في شيء!! والبعض الآخر يرى أن تورط أمريكا في هذه المعركة التي لا تخدم مصالحها فرصة لإقناعها بأن إسرائيل قد أصبحت عبئا عليها، وذلك في ضوء تصورهم أن الحلفاء العرب يمكنهم أن يقوموا بهذا الدور بكفاءة أكبر وكلفة أقل!!
لكن الحقيقة أن أمريكا في هذه المعركة تدافع عن نفسها وعن نفوذها الدولي وهيمنتها الأحادية التي أصبحت مرتبطة إلى حد كبير باستمرار هيمنتها على منطقتنا، والتي تعد بدورها أحد أهم مصادر هذا النفوذ والهيمنة ومن ثمّ القدرة على منازلة المنافسين الدوليين (روسيا- الصين).
لهذا فلا عجب أن نرى أن عدم انتصار إسرائيل في معركة غزة يعرض أمريكا لموقف بالغ الخطورة لا يقل أهمية عن هزيمتها في العراق وأفغانستان اللتين كان لهما دور كبير في تصدع القطبية الأحادية؛ حيث يبدو أن القدر قد جعل لأمتنا شرف التوقيع على زوال الإمبراطوريات أو تصدعها كما حدث أيضا مع الاتحاد السوفييتي في أفغانستان.
ومن هنا يمكن أن نرى تحول الاهتمام الأمريكي والغربي عموما من أوكرانيا إلى غزة، فقد أصبحت هي الأهم لأن انتصار أمريكا في تنافسها المحموم على سقف العالم لا ينفك عن استمرار نفوذها بشرق أوسط مركزه إسرائيل، وهو لا يعني بحال التراجع عن الاستراتيجية الأمريكية التي جعلت من الصين هي الخطر الأول؛ لأن الانتصار في معركة الصين يستلزم شرق أوسط محكوم أمريكيا، وهو ما لا يتم بدون مركزية إسرائيلية يجري الآن الدفاع عنها بكل شراسة.
كما أن أهمية إسرائيل -نقطة الارتكاز الأمريكية بالشرق الأوسط والقاعدة العسكرية المتقدمة- يجعلنا ندرك طبيعة الروابط الدينية والاستراتيجية والسياسية بينهما، والتي تجعل البعض يعتقد أن أمريكا تقدم مصالح إسرائيل على مصالحها.. وهو ما جعل بايدن يقول: "لو لم تكن إسرائيل لتعيّن علينا اختراعها"، برغم أنها اختراع صهيوني وإن تم تخليقه في الرحم الغربي مستفيدا من زخم المركزية الغربية، بل ويتم توظيفها في بعض الأحيان في ضوء رؤية عميقة للاستفادة من التحولات الدولية، والتي برعت فيها الحركة الصهيونية إلى حد كبير.
لكم الله يا أهل غزة وقد أصبحتم مركز ثقل العالم والمتلقي لأكبر ضغط عسكري وسياسي من خلال الآلة العسكرية الصهيونية الشيطانية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل الصهيونية إسرائيل امريكا فلسطين الصهيونية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أمریکا فی
إقرأ أيضاً:
اقتصاديا وعسكريا.. منجي بدر: تفوق الصين سيؤدي إلى زعزعة مركز الدولار
قال منجي بدر، الوزير المفوض والمفكر الاقتصادي، إن الحرب الاقتصادية والتجارية بين أمريكا والصين ستؤثر على الجميع، وذلك لما سيحدث من فرض عقوبات وضرائب على السلع والمنتجات، وبدورها ستؤثر على المواطن.
وأضاف منجي بدر، خلال حواره ببرنامج “صباح البلد” المذاع على قناة “صدى البلد”، أن مراكز الدراسات الأمريكية درست تأثير الصين اقتصاديا على الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى دراسة المدى الذي قد تصل إليه الصين في هذا الصراع، وأيضا دراسة احتمالية تفوق الاقتصاد الصيني.
وشدد على أن الولايات المتحدة درست الأمر، ولكن التطور الصيني وتقدمه حدث بمعدلات أسرع من توقعات الجانب الأمريكي، كما أن التفوق الاقتصادي الصيني صاحبه تفوق عسكري وتكنولوجي.
وأوضح أن تفوق الصين سيؤدي إلى زعزعة مركز الدولار، والدولار يعني لأمريكا القوة التي تسيطر بها على العالم.
وذكر أن سياسة الصين منذ القدم كانت الاستكانة، حتى تفوقت على أمريكا اقتصاديا وعسكريا.
ولفت إلى أن البريكس والتفكير في إيجاد عملة بديلة سيساهم في التأثير على الدولار وقوته، متابعا: “ما يفعله ترامب نظريا وعلى المدى القصير صحيح، ولكن واقعيا خطأ، فهو يعادي العالم أجمع”.