توقع الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي أن انتهاء المستقبل السياسي لـ"نتنياهو" خلال مدة تتراوح ما بين عام إلى عام ونصف كحد أقصى.

وأضاف "الفقي"، خلال لقائه لبرنامج “يحدث في مصر”، الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر عبر فضائية «MBC مصر»، أن نتنياهو رمز لأمور معينة في العقل الإسرائيلي والعقل العربي والضمير الفلسطيني، قائلًا إن "وجوده رمز لاستمرار مجموعة من السياسات الإسرائيلية، و غالبا سيقصيه شعبه".

وأشار إلى أن صورة الولايات المتحدة اهتزت جدًا، عربيًا وشرق أوسطيًا وربما عالميًا  خاصة مع حضور الرئيس الأمريكي جو بايدن، اجتماع مجلس حرب في إسرائيل، وقول وزير الخارجية بلينكن، إنه ذهب إلى تل أبيب بصفته يهوديا و هو كذلك من قبل كونه وزير خارجية"، معقبا: "كلام لا يليق بحجم دولة كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية".

ولفت، إلى أن الشيء الغريب الذي يصعب تفسيره أن مصالح أمريكا برغم أنها كثيرة في العالم العربي لكن سياساتها ضد العالم العربي، معلقا: "لا أقول إنها ستضحي بإسرائيل أبدًا، لكن النتائج مختلفة الآن رغم بدء الدول بحسن نية تتحدث عن التطبيع باعتباره طريقًا لتحسين العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية و توظيفه لخدمتهم".

لن يستطيع اختراق الحدود المصرية

ونوه أن هناك اتجاهًا واضحًا لتغيير التوزيع الديمجرافي داخل فلسطين وإسرائيل، موضحا: "لن يستطيع اختراق الحدود المصرية، خريطة مصر والفراعنة محدش هيلعب فيها، القاهرة حريصة على القضية ومن مصلحتها عدم تفريغها بالنزوح الجماعي خارج الحدود التاريخية لفلسطين، لأن هذا يعني تصفية القضية".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نتنياهو مصطفى الفقي إسرائيل جو بايدن أمريكا فلسطين

إقرأ أيضاً:

العالم العربي بين نموذج ديب سيك وشات جي بي تي

شكل ظهور تطبيق الذكاء الاصطناعي (ديب سيك) نهاية يناير 2025 هزة حقيقية في العالم، وتعددت المقالات المكتوبة بنوع من الانبهار، وإن كانت الأغلبية منها تردد الرواية الغربية حول «الغول الصيني المقبل» وهل ديب سيك قرص نماذج أمريكية، ولم يتم طرح التساؤل من وجهة نظر جيوبوليتيك من الجنوب، بما فيهم العالم العربي، ماذا يشكل لنا ديب سيك والتطبيقات المقبلة للذكاء الاصطناعي على منواله.

ومن أجل فهم أعمق لديب سيك هو ما قاله الرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل إريك شميدت، إن صعود شركة ديب سيك «نقطة تحول» في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، لأن الشركة الصينية وظفت موارد محدودة للغاية مع تحقيق نتائج تضاهي أو تتفوق على برامج شات جبيتي وجيريمي، التي وظفت مئات المليارات من الدولارات. ونقلت جريدة «ديلي الصين» في نسختها الإنكليزية منذ أيام أن تكلفة ديب سيك بلغت فقط 3% من تكلفة شات جي بي تي، في زمن صعب العثور فيه على مقارنة في الاستثمار بالنتائج نفسها في تاريخ الصناعات.

وذهبت معظم التحاليل الإعلامية إلى إبراز الصراع الجيوسياسي بين الصين والولايات المتحدة، الأخيرة تريد الحفاظ على الريادة في الذكاء الاصطناعي، بينما الأولى تريد تهديد عرشها، ضمن صراع يشمل مختلف المجالات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية، وما زالت المنافسة في طورها الأول، كما أن مجال الذكاء الاصطناعي ما زال في مرحلته الأولى الجنينية، على الرغم من الانبهار الذي يخلفه بسبب تقدمه السريع، ما يجعل الكثير من الناس لا يدركون أهمية هذه السرعة. غير أن المنطق يرجح كفة تفوق الصين على المستوى المتوسط مستقبلا لعاملين وهما، أولا، تحقيق الصين تقدما مذهلا في المجال الرقمي، إذ كانت سباقة إلى تعزيز شبكة الجيل الخامس من الإنترنت، والآن تعمل على الجيل السادس، وشركاتها تتطور بشكل سريع، إذ أن ديب سيك ظهرت سنة 2023.

وفي ظرف سنة ونصف السنة تجاوزت نظيراتها الأمريكية أو هي تنافسها الند للند. ويتمثل العامل الثاني في تخرج عشرات الآلاف من المهندسين والباحثين سنويا من الجامعات الصينية بشكل يتجاوز عددهم تقريبا ليس الولايات المتحدة بل الغرب برمته، وهذا يغذي البحث العلمي والشركات الصينية بأطر بشرية كثيرة، بمعنى توجد وفرة في الصين ونقص كبير في المهندسين في الغرب الذي يعمل على استقطاب أطر من دول الجنوب لسد العجز..

وكان الفيلسوف الفرنسي إيمانويل تود قد ركز في كتابه الأخير «هزيمة الغرب» على هذا العامل ضمن عوامل أخرى لشرح تفوق الصين. وارتباطا بانعكاسات الذكاء الاصطناعي، تحذر مختلف الدراسات من الفوارق بين الدول، التي ستترتب عن الذكاء الاصطناعي، فنحن أمام دول قادرة على تطوير نماذج خاصة بها، وبالتالي ستضمن التقدم والرقي، وأخرى لا تستطيع وستعاني كثيرا، وستبقى تابعة للدول الغنية ومرتبطة بها في مظهر جديد للاستعمار الاقتصادي، إذ أن الدور الحقيقي للذكاء الاصطناعي هو توظيفه في مختلف أنواع البحث العلمي والصناعة، وهذا ليس في متناول الجميع. ويبقى تساؤل الجنوب من زاوية جيوسياسية هو: ماذا يشكل ديب سبك للجنوب، بما فيه العالم العربي؟

وممن سيستفيد هذا الجنوب، هل من الصين أم من الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة؟ سيكون الجواب أن الجنوب سيربح مع النموذج الصيني، ذلك أن الغرب، خاصة الولايات المتحدة تتحفظ على تفويت هذه التكنولوجيا الى باقي العالم للحفاظ على التفوق. وهذه صفة سلبية من صفات الغرب دائما في تعامله مع باقي الثقافات والشعوب غير الغربية، وأحيانا التي ليست أنكلوسكسونية. وعلاقة بهذه النقطة، تعمد واشنطن، لكي تكون الاستفادة من التقدم العلمي والتطبيقات، مقتصرا على ما يعرف بـ»الأعين الخمس» وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.

ويبقى الجوهري في نظام أو نموذج ديب سيك هو، أنه اعتمد على استثمار محدود للغاية لا يتجاوز بضعة ملايين من الدولارات، وحقق نتائج تتفوق على الشركات الأمريكية التي استثمرت مئات المليارات من الدولارات. وعليه، محدودية الاستثمار وتحقيق نتائج مبهرة سيكون حافزا للجنوب لتقليد النموذج الصيني. في الوقت نفسه، جعلت الصين ديب سيك مفتوحا للجميع وليس مغلقا، أي مفتوح المصدر بالكامل، ما يسمح للمطورين والمحترفين والجميع بالوصول السهل إلى الرموز التي استخدمها في تطوير النموذج.

بمعنى أن كل الدول، خاصة من الجنوب ستكون قادرة على إنتاج برنامج شبيه، وإن كان بدرجة أقل من الجودة. وعليه، كما وضعت الصين رهن العالم، خاصة الجنوب أدوات التنمية، خاصة الرقمية من هواتف وحواسيب بأسعار مناسبة للغاية، عكس الأسعار التي كان الغرب يفرضها، وما زال يفرضها في أدوات تنفرد بإنتاجها دون باقي العالم، تضع الآن نموذج ديب سيك.

وعالجنا في مقال سابق بعنوان «الصين ودمقرطة التنمية في العالم» في جريدة «القدس العربي» يوم 18 نوفمبر الماضي هذا الموضوع بين رؤية الصين وتصرفات الغرب، بشأن مصادر وأدوات التنمية في التعامل مع باقي الشعوب. ومن ضمن الأسباب التي تدفع الى التخوف من حرمان دول الجنوب من الذكاء الاصطناعي مستقبلا هو، هيمنة الولايات المتحدة على الرقائق الدقيقة التي تستعمل في معالجة المعلومات، مثل التي تنتجها شركة نفيديا، إذ أن حرمان الصين من النماذج المتقدمة لهذه الرقائق هو الذي دفع الصين إلى البحث أكثر والإبداع أكثر لتحقيق نتائج برقائق أقل تطورا.

والأخطر هو تلويح الغرب بإغلاق مصادر المعلومات والبيانات أمام باقي العالم، بمعنى أنه سيصبح الاطلاع على مصادر المعلومات لتوظيفها في تطوير الذكاء الاصطناعي شبه مستحيل، ذلك أن الحواسيب المخصصة للذكاء الاصطناعي مرتبطة بقاعدة بيانات عالمية مفتوحة وتغذيها باستمرار.

ونعيش حاليا حالة معبرة ودالة، كيف أن المعلومات بالعربية محدودة جدا، ولهذا تكون أجوبة الذكاء الاصطناعي ضعيفة مقارنة إذا ما تم طرح السؤال بالإنكليزية. ونلمس هذا في ويكيبيديا كيف أن النسخة الإنكليزية غنية بينما العربية فقيرة جدا. وقد بدأت معاهد عملية غربية تحجب الكثير من المعلومات والبيانات مخافة من استفادة الصين وروسيا منها، وسيكون المتضرر هو الجنوب ومن ضمنه العالم العربي.

وفي مقال بتاريخ 25 نوفمبر الماضي في «القدس العربي» أيضا بعنوان «حتى لا يكون الذكاء العربي غبيا»، عالجنا إشكالية ضعف المصادر والبيانات باللغة العربية. العالم سيعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل كبير، غير أن بعض الدول الغربية ستحاول أن تتعامل معه مثلما تصرفت مع الطاقة النووية، حيث سعت وتسعى وستسعى إلى حرمان معظم دول العالم من الاستفادة من الطاقة النووية السلمية، وبالتالي ستجعل الذكاء الاصطناعي ليس في متناول الجميع.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • نتنياهو : المرحلة الثانية من الصفقة ستكون أكثر تعقيدا
  • مصطفى : لن نترك أهلنا في غزة والأيام المقبلة ستكون أفضل
  • معهد أمريكي: لماذا لا يستطيع الغرب هزيمة الحوثيين دون تأمين موانئ اليمن؟
  • هل يستطيع ترامب كسب الحروب التجارية قبل "الرصاصة الأولى"؟
  • سارة فاغنكنيشت: صفقة واشنطن مع أوكرانيا ستكون كارثية لأوروبا إن تمّت
  • مصطفى الفقي: الإفتاء مهمة ثقيلة لا يتحملها إلا أولو العزم من العلماء
  • أستاذ عبري: أسرة نتنياهو في أمريكا منذ عام وقد يبحث عن هبوط آمن
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل سترسل وفدها المفاوض للدوحة نهاية الأسبوع المقبل
  • نتنياهو يصطحب طبيبين خلال زيارته للولايات المتحدة.. ما هو اختصاصهما؟
  • العالم العربي بين نموذج ديب سيك وشات جي بي تي