حماس: المقاومة تسيطر على الوضع في غزة والمعركة لا تزال في بدايتها والقادم أعظم
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
الجديد برس:
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أسامة حمدان، الثلاثاء، إن المقاومة الفلسطينية تخوض “معركة إنهاء الاحتلال وحماية الأقصى وتحرير الأسرى وإقامة الدولة الفلسطينية”.
ووجّه حمدان خلال مؤتمر صحفي في بيروت، رسالة إلى الشعب الفلسطيني و”الشعوب الحرة”، قائلاً: “نطمئنكم بأن المقاومة وكتائب القسام بخير وتسيطر على الوضع”، مخاطباً الاحتلال في الوقت ذاته بأن المعركة “لا تزال في بدايتها والقادم أكبر وأعظم”.
وأضاف: “نقدر الشعوب العربية والإسلامية والشعوب الحرة وندعوها للاستمرار في التظاهر حتى يتوقف العدوان”.
وفيما يتعلق بملف الأسرى والمحتجزين لدى حماس، أوضح حمدان أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يطيل أمد الحرب لأسباب شخصية ولا يبالي بالإسرائيليين ولا بجنوده في الميدان”.
نتنياهو يعطل ملف الأسرىووجّه رسالة لعائلات المحتجزين والأجانب بالقول: “إننا نريد عودة أبنائكم إليكم، ولكن من يعطل هذا هو حكومة نتنياهو”، وأردف: “نقول للعائلات الإسرائيلية اضغطوا على حكومة الانتهازي نتنياهو ولا تضيعوا الوقت، فالوقت يكاد ينفد”، مشدداً على أنه “لن يحول شيء دون تحرير أسرانا في سجون الاحتلال”.
وفي سياق آخر، أشار القيادي في حماس إلى أن استهداف الاحتلال للبنية التحتية والمستشفيات في غزة هو “لدفع شعبنا للنزوح من القطاع”، وأضاف: “الاحتلال يستهدف تهجير الشعب الفلسطيني وتكرار النكبة”.
ورداً على تصريحات لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الثلاثاء، قال فيها إن “الهجرة الطوعية واستيعاب سكان غزة في دول العالم، هو حل إنساني ينهي معاناة اليهود والعرب”، ردّ حمدان: “نقول لسموتريتش إننا باقون على هذه الأرض وأنتم العابرون الجبناء”.
في الوقت ذاته، شدد حمدان على ضرورة فتح معبر رفح مع الجانب المصري بشكل كامل، “لإدخال المساعدات وعلاج المرضى”، لافتاً إلى أن دفن 170 جثة في مقابر جماعية في مستشفى الشفاء “عار على المجتمع الدولي”.
ورداً على مزاعم الاحتلال بوجود أنفاق داخل مستشفيات قطاع غزة واستخدامها من قبل المقاومة، قال حمدان إن ادعاءات الاحتلال بشأن مستشفى الرنتيسي “ساذجة وتكشف عن حالة نفسية لجيش مهزوم”.
وذكر بأن الحركة طلبت من الأمم المتحدة تشكيل لجنة دولية لمتابعة المستشفيات في القطاع لتفنيد أكاذيب الاحتلال، وأردف: “نكرر الدعوة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية للقدوم إلى القطاع لحماية المستشفيات والمراكز الطبية”.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: سياسة الهروب إلى الأمام
للمرة الرابعة طيلة ثمانية أعوام، يمثل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام القضاء بتهم فساد واستغلال للسلطة، وسط حرب مفتوحة تشنها قواته على فلسطين المحتلة وسورية ولبنان وإيران واليمن، وخلاف في الداخل الإسرائيلي لم يحسم الموقف منه.
نتنياهو الذي أخفقت دولته البوليسية في صد عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول 2023، وفشلت كل أجهزته الأمنية في التعامل المبكر مع ترتيبات العملية، تمكن من إدارة أزمة الخلاف الداخلي التي كادت تطيح به وانتصر على جميع معارضيه في رؤيته السياسية والدموية للحرب على غزة.
العديد من المتابعين للشأن السياسي كانوا يعتقدون أن رئيس الحكومة الإسرائيلية لن يكمل وظيفته بعد تعالي الأصوات التي تطالبه بالذهاب الفوري لإتمام صفقة مع «حماس» تتضمن إعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، غير أن نتنياهو تمكن من تغيير الموجة لصالحه ومضى في الحرب.
لقد ساعده أن خصومه السياسيين ضعفاء وصوت المعارضة غير موحد، ما أتاح له المناورة السياسية بتبني مواقف متشددة تضمن له التحصن خلف قاعدته اليمينية المتطرفة، والمتعارف عليه أن نتنياهو حين يقع في أزمات داخلية أو خارجية يتبنى سياسة الهروب إلى الأمام.
في حربه مع خصومه في المعارضة وقت محاكماته بالفساد، لجأ نتنياهو إلى افتعال أزمات مع الفلسطينيين لحرف الأنظار عن مسار محاكمته، ونجح في ذلك وكسب الوقت لدعم تأييد معسكر اليمين المتطرف الذي ينتمي إليه.
كذلك حينما طالبته المعارضة بالاستقالة والاستجابة لمطالبها بشأن إخفاقات التعامل مع ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة، تعمد الهروب إلى الأمام بصب الزيت على النار في غزة وشيطنتها، واعتبار الحرب ضدها حرب تحرر وطني وقومي وديني.
خلال محاكمته الأخيرة قبل أيام، خرج نتنياهو إلى وسائل الإعلام يعدد إنجازاته في تحقيق الأمن والهدوء على الجبهة الشمالية بعد إتمام الهدنة مع لبنان، وبطولاته في محور سورية وتوسيع المنطقة العازلة واستهداف معظم ترسانتها الحربية.
تحدث كثيراً عن ملامح الشرق الأوسط الجديد والسعي لترسيخه على أرض الواقع، بتحييد سورية والتركيز على إيران وفلسطين المحتلة. وقال: إن هذا التغيير مقبل لا محالة، وبالطبع هذه رسالة موجهة للداخل الإسرائيلي قبل الخارج.
هو يريد أن يقول للجمهور الإسرائيلي، إنه الوحيد القادر على تحقيق الإنجازات وجلب السلام الإستراتيجي للدولة العبرية، وأنه الأقدر عن غيره من السياسيين في التعامل مع الملفات الحسّاسة، وليس هناك أدنى شك أنه سيستخدم كل أسلحته ويقدم مسرحية ترجئ أو تفشل محاكمته.
بعد أن تمكن من تحييد جبهتَي لبنان وسورية، يبقى على نتنياهو أن يتعامل مع الملف الفلسطيني وهو الملف الأسخن والأهم لاعتبارات الجغرافيا والديموغرافيا وكذلك لاعتبارات سياسية تتعلق بموقعه في الحكومة الإسرائيلية.
الآن كل الحديث يدور حول هدنة وشيكة مع حركة «حماس»، دون الاستفاضة في تقديم تفاصيل بشأنها والعقبات التي يمكن أن تمنع تحقيقها. هنا سيحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية جلب هدنة على المقاس الذي يريده بالضبط.
هو لا يهمه كثيراً مصير الأسرى الإسرائيليين لأن التفكير فيهم سيحد من مناوراته السياسية، ولذلك يفضل «المطمطة» في العدوان على غزة حتى يسمع عن أفكار مقبولة من «حماس» ربما تسمح ببقاء إسرائيل في محورَي فيلادلفيا و»نتساريم».
الفكرة أن نتنياهو يرغب في المماطلة بالملف الفلسطيني حتى يبقى على قمة الهرم السياسي. من الجائز أن يذهب في هدنة مجهولة مع «حماس»، لكنه سيسعى إلى ختمها بالحصول على مكاسب سياسية إما في غزة أو عبر الضفة الغربية.
ثمة ما يسمى مبدأ المكافأة أو جائزة الترضية، وتقوم على أساس أن نتنياهو حينما لم يتمكن من تحقيق أهم أهدافه في قطاع غزة، يذهب إلى الضفة الغربية أو محور سورية ويحقق فيها إنجازات، حتى يقدمها هدية إلى شعبه ثمناً للسكوت عنه.
هذا ما يحدث بالضبط في الضفة الغربية من سياسات تسمين المستوطنات وسرقة ممتلكات الفلسطينيين وتدميرها وإحراقها، وممارسة كل أنواع الترهيب بهدف تحويل الضفة إلى حديقة إسرائيلية، وكل ذلك يأتي تحت العنوان الأكبر «بقاء نتنياهو في السلطة».
في سبيل بقائه بالسلطة، نتنياهو مستعد للتضحية بأقرب المقربين منه حتى يحتفظ بالكرسي. فعلها مع حلفائه وتخلى عن غالانت وزير حربه، وهو الآن ينتظر صديقه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حتى يساعده في تجاوز المحن الداخلية والخارجية، وتحقيق مصلحة إسرائيل فوق أي مصلحة أخرى.
(الأيام الفلسطينية)