الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس: إسرائيل في ورطةٍ كبيرةٍ ومأزقٍ أكبرٍ، لأنّ حزب الله تمكّن من فرض قواعد جديدةٍ على اللعبة، وتوجّه الكيان لمجلس الأمن الدوليّ لردع الحزب يؤكِّد بما لا يدعو مجالاً للشكّ أنّ دولة الاحتلال مرتدعة وأوهن من شنّ العدوان على لبنان.  ومع ذلك، يومًا بعد يومٍ تزداد الدعوات في دولة الاحتلال لشنّ عمليةٍ عسكريّةٍ ضدّ حزب الله بذريعة إزالة الخيمتيْن اللتيْن أقامهما داخل الأراضي الإسرائيليّة، ولجوء الكيان إلى مجلس الأمن الدوليّ لحلّ المشكلة يؤكِّد أنّ تل أبيب تخشى المواجهة مع الحزب، وتتوقّع أنْ تتحوّل لحربٍ إقليميّةٍ تُلحِق بها خسائر هائلةٍ، فيما تؤكِّد الأوساط الأمنيّة عدم استعداد الجيش والعمق في الكيان لحربٍ من هذا القبيل.

 وفي هذا السياق أكّد يوسي يهوشواع، المُحلِّل العسكريّ بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة أنّ “هذه الأيام متوترة جدًا من الناحية الأمنية، ويكفي أنْ نرى ما جرى خلال الأسبوع الفائت في كلّ القطاعات، ومن المهم أنْ نُنظّم الأحداث كي نفهم أيّ قطاع هو الأكثر خطرًا والذي يتطلب معالجةً ملحّةً”.  وتابع: “كما رأينا في الجولات الأخيرة، غزة مرتدعة وغير خطرة، وتشكّل الهجمات في الضفة الغربية تحديًا كبيرًا وقاسيًا، لكن على الرغم ممّا شاهدناه، فإنّ التحدي الأكبر والأصعب هو المواجهة مع حزب الله، ونصر الله الذي يتحدى إسرائيل في الفترة الأخيرة عن طريق زيادة المجازفة التي يمكن أنْ تؤدي إلى أيام قتالية، وربما أنْ تتدهور إلى حرب”.  وشدّدّ أنّه “على الرغم من أنّ كثيرين في الجيش الإسرائيليّ يرون أنّ نصر الله لا يريد حربًا، فإنّه من الواضح للجميع أنّ معقولية حدوث ذلك هي الأعلى منذ حرب لبنان الثانية، والتي يصادف هذا الأسبوع ذكراها الـ 17”.  وأوضح المحلل، الذي اعتمد على محافل أمنيّةٍ رفيعةٍ جدًا: “تحركت خمس جبهات هذا الأسبوع، غزة، وسوريّة، والضفة الغربية، وهجمات داخل الخط الأخضر والمظاهرات ضدّ الانقلاب القضائيّ، وجرى الحديث عن هجومٍ إسرائيليٍّ بسورية، وذُكر ذلك فقط بسبب انفجار صاروخ مضاد للطائرات في الجو وإثارته الهلع بين سكان وسط البلد وجنوبه وسقوط شظاياه في رهط. وردّ الجيش بهجوم آخر في سورية استهدف بطارية الصواريخ التي انطلق منها الصاروخ الذي انفجر في إسرائيل، وبذلك انتهت العملية في سورية. وفي ليل الأربعاء، فجر الخميس، هاجم الجيش الإسرائيلي مرة أُخرى أهدافًا إيرانيّةً في دمشق، وهذه المرة لم تُستخدم المنظومة الدفاعية الجوية السورية”.  ومضى قائلاً: “فجر الاثنين، بدأ الجيش عملية عسكرية في مخيم اللاجئين في جنين بهدف تدمير البنية التحتية (الإرهابية) في المنطقة، ولاستعادة الجيش حرّية حركته وتحطيم روحية جنين كملاذ مخصص (للإرهابيين)، واعتُبرت العملية ناجحة، لكنها تكبدت ثمنًا باهظًا عند الخروج من المدينة، وذلك بعد إطلاق نار من طرف واحد أدّى إلى مقتل جنديٍّ، كما أثارت العملية ردود الأفعال وسط الفلسطينيين، عملية دهس وطعن في شمال تل أبيب تسببت بوقوع 9 جرحى، وإطلاق 5 صواريخ من غزة، وهو ما أدى إلى الهجوم على أهداف تابعة لـ”حماس” في القطاع، وهجوم قاسٍ أدى إلى مقتل مقاتل إسرائيليٍّ في الضفّة الغربيّة”.  ولفت المحلل إلى أنّه: ” صحيح أنّ (المخربَين) اللذين نفّذا الهجوم بتل أبيب وبالقرب من مستوطنة (كدوميم) ليسا من سكان شمال الضفة، لكن ما يجري هو إشعال للساحة الفلسطينية عمومًا كما يتمنى رؤساء (المنظمات الإرهابية)”.  واستدرك قائلاً: “لكن القطاع الأكثر قابلية للانفجار هو لبنان، وفي الوقت الذي لا تزال في إسرائيل تستخدم الوسائل الدبلوماسية من أجل إزالة خيمة حزب الله الموجودة بالأراضي الإسرائيلية، وامتنعت من القيام بأي عملية، جرى صباح الخميس إطلاق صاروخ مضاد للدروع انفجر في منطقة قرية الغجر، وأصاب السياج الحدودي هناك، وردّ الجيش بقصف مدفعي على الحادث الاستثنائي”.  وتابع: “هنا يجب التشديد على أنّه لا يمكن أنْ يحدث إطلاق صاروخ مضاد للمدرعات من دون موافقة حزب الله الذي يسيطر جيدًا على الأرض، المخاطرة في الساحة تزداد وتتصاعد، وأغلب الجمهور لا يعرف أبدًا القدرات الجديدة التي راكمها حزب الله في السنوات الأخيرة، والقوة النارية الهائلة التي تفوق عشرات المرات ممّا رأيناه في الجولات في غزة، وهناك خطط الحزب لاقتحام مستوطنات إسرائيلية على الحدود، وتغيير الانتشار الذي قام به على خطّ التماس، وحزب الله مستعد للحرب التي ستكون مختلفة ودراماتيكية بالنسبة للجبهة الداخلية.”  واختتم: “في ضوء هذه التطورات، فإنّ المطلوب من رئيس الوزراء وقف الانشغال بالإصلاح القضائي فورًا، ويجب على المتظاهرين وقف نشاطهم الاحتجاجي، حتى لو لم تبدأ الحرب، يجِب إعداد المواطنين لها، لأنّ نصر الله خبير بالمجتمع الإسرائيليّ، ويعرف جيدًا ضعفه الداخليّ، وهذا سبب استعداده للمخاطرة.”  يُشار إلى أنّه بحسب قائد اللواء الشماليّ في الجيش، فإنّه يوميًا ستسقط على إسرائيل خمسة آلاف قذيفة وصاروخ، وذلك في الأيّام الأولى فقط من الحرب ضدّ حزب الله، أيْ أنّ الموجة الأولى من الصواريخ باليوم الأوّل ستكون أكثر من كلّ الصواريخ التي أطلقها حزب الله في حرب لبنان الثانية صيف العام 2006 والتي استمرّت 34 يومًا، كما قال.  من ناحيته، شدّدّ اللواء الإسرائيليّ يتسحاق بريك، على أنّ خطة (حزب الله) تقضي باستغلال قصفه إسرائيل بشكلٍ مكثّفٍ كي يدفع بوحدة النخبة (الرضوان)، التي يصل تعداد أفرادها بحسبه إلى حوالي عشرة آلاف مقاتل، من الكوماندوز، المُدّربون جيّدًا والذين يحملون الأسلحة المتطورّة والفتاكّة، حيث سيعبرون الحدود عن طريق البرّ، بهدف السيطرة على عددٍ من المُستوطنات الإسرائيليّة في الشمال، طبقًا لأقواله.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

إذاعة الجيش الإسرائيلي: مقتل قيادي بارز مرتبط بحماس والجماعة الإسلامية في الغارة التي استهدفت سيارة قرب الدامور جنوبي بيروت

أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، مقتل قيادي بارز  مرتبط بحركة حماس والجماعة الإسلامية في الغارة التي استهدفت سيارة قرب الدامور جنوبي بيروت.

وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين إسرائيل و"حماس".

وأكد آل ثاني، أن "قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أنه "نعمل مع حماس وإسرائيل بشأن خطوات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار".

وأضاف أن سريان الاتفاق بدأ يوم الأحد، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق تبلغ 42 يوما وتشهد وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية حتى حدود قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن وفق آلية محددة وتبادل رفات المتوفين وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.

مقالات مشابهة

  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: مقتل قيادي بارز مرتبط بحماس والجماعة الإسلامية في الغارة التي استهدفت سيارة قرب الدامور جنوبي بيروت
  • قنبلة نووية في لبنان.. باحث إسرائيلي يتحدّث فماذا قال؟
  • هل يمكن دمج حزب الله داخل الجيش اللبناني؟.. محمد مصطفى أبو شامة يجيب
  • لبنان.. الجيش الإسرائيلي يقصف الجنوب ويعلن اغتيال مسؤول كبير
  • الجيش الإسرائيلي يقصف منصات صاروخية وبنية تحتية عسكرية لحزب الله جنوب لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يستخدم جرافات مسيّرة لتقليل المخاطر في معارك غزة
  • الجيش الإسرائيلي يقتل نائب قائد الوحدة 4400 بحزب الله
  • في أول تعليق.. هذا ما أعلنه الجيش الإسرائيلي عن غارات الجنوب
  • ‏الأردن يرحب بالتوافق الذي توصّلت إليه واشنطن وطهران خلال الجولة الثانية من المباحثات التي عُقِدَت في العاصمة الإيطالية روما
  • نتنياهو: وجهت الجيش بزيادة الضغط العسكري .. ولن أستسلم حتى النصر الكامل