دير مار سابا المتقدس.. «ممنوع على النساء دخوله»
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
دير مار سابا المتقدس ( دير سابا لافرا ) هو دير تابع لكنيسة الروم الأرثوذكسية يطل على وادي (القدرون) في بلدة العبيدية (عرب ابن عبيد) شرقي بيت لحم في فلسطين. تم بناؤه بين عامي 478 م - 484 م، على يد الراهب القديس سابا بمشاركة 5000 راهب، وهو بهذا يعتبر واحد من أقدم الأديرة المأهولة بشكل دائم في العالم
يقع الدير في صحراء وادي القدرون التي تبعد عن مركز مدينة بيت لحم 20 كم، وقد بني هذا الدير بطريقة هندسية قبل 1500 سنة، على سفح أحد الجبال المتصلة بسلسلة جبال تحيط بوادي قدرون.
يكاد يكون الدير منحوتا في بطن هذه الجبال في مشهد ساحر. ويرمز دير مار سابا إلى حياة الرهبنة “الصعبة”، ولذلك يأتيه رجال دين مسيحيون من كل مكان في العالم، يعيشون ويموتون في أرضه.
قصة الدير بحسب التقليد المتوارث :
جاء القديس سابا من كبادوكية مسقط رأسه في القرن الخامس الميلادي حيث تنسك في صحراء القدس الشرقية جنوب شرق بيت لحم في إحدى المغر هناك، حيث في إحدى الليالي، فيما كان القديس سابا خارج كهفه يتمشى ويتلو مزاميره إذ بعمود نار ينتصب أمامه من الأرض إلى السماء على السفح الغربي للممر، فقام القديس بالصلاة في هذا المكان طوال الليل الى الصباح. في الصباح تقدم القديس إلى المكان فإذا بالموضع مغارة واسعة عجيبة لها شكل كنيسة بتفاصيلها. هذه المغارة هي التي أضحت كنيسة اللافرا ( المغارة )، وكانت تعرف على مدى الأجيال ايضا ب.
” الكنيسة التي بناها المسيح ”.. وبنى القديس الدير حول هذه المغارة
عندما توفي القديس سابا في العام 532م أودع في القبر الذي ترونه في الصور، ويبدو أن عددًا كبيرًا من الظهورات والعجائب جرت بعد رقاده وقد سجل الراهب كيرللس البيساني بعضا منها، فعندما فتح على الجسد وجد أن جسده بقي سالما من الانحلال.
دمر الدير جزئيا خلال الحرب الفارسية البيزنطية في القرن السابع، وبعدها أصبح موطنا للقديس يوحنا الدمشقي، الذي أثرى الكنيسة بكتاباته وأشعاره الدينية وقام بترميم الدير هو والرهبان الذين كانوا يسكنون الدير، وعرف القديس يوحنا الدمشقي بكتاباته الدينية والشعر ، وبعض من هذه الاشعار منحوتة الآن أعلى مقصورة قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة.
وفي عهد الصليبيين في القرن الثاني عشر، نقلت الآثار المقدسة للقديس سابا (الجسد بأكمله) إلى القسطنطينية ثم في وقت لاحق إلى البندقية في إيطاليا. ولأكثر من 800 عام تم الاحتفاظ بالرفات بعيدا عن دير مار سابا إلى أن تم إعادة رفات القديس في العام 1965م.
وضع رفات القديس سابا في صندوق زجاجي، الذي ترونه في الصور، حيث يمكن للزائرين رؤية جسده الغير متحلل إلى اليوم.
تقاليده العريقة، من أهمها: فرض قيود على دخول النساء إلى المجمع الرئيسي وهذه من القوانين القديمة للأديرة التي ما زال هذا الدير النسكي يعمل بها. ويعتبر "برج المرأة" (أو ديرالبنات) المبنى الوحيد الذي يمكن للمرأة أن تدخله، ويقع بالقرب من المدخل الرئيسي. ولا يوجد في الدير كهرباء أو وسائل التواصل والراحة الحديثين.
يقيم في هذا الدير حاليا خمسة عشر راهبا يونانيا يقومون على خدمته ويعتزلون كافة مظاهر الحياة المدنية من كهرباء وهواتف وغيرها ويستخدمون الوسائل البدائية لتسيير أمورهم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط كنيسة الروم الأرثوذكسية
إقرأ أيضاً:
"صوت بلا صمت": النساء ذوات الإعاقة تكسرن جدران الصمت من أجل حقوقهن الإنجابية
نظم مجلس السكان الدولي بالتعاون مع مؤسسة دياكونيا الدولية وهيئات حكومية ومنظمات دولية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالأشخاص ذوى الإعاقة؛ حلقة نقاشية تركز على الحقوق الانجابية للنساء ذوات الإعاقة في مصر والأردن.
شارك فيها ممثلون عن وزارات وهيئات حكومية مصرية و مجلس النواب المصرى ومنظمات دولية و كذلك نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالات حقوق الإنسان والصحة الانجابية والإعاقة من كلتا الدولتين .
وهدفت الحلقة النقاشية إلى تسليط الضوء على الفرص والتحديات التي تواجهها السيدات ذوات الاعاقة في تحقيق اهدافهن الانجابية والوصول إلى توصيات من شأنها مساعدة السيدات ذوات الاعاقة على تحقيق تلك الأهداف وتمكينهن اقتصاديا واجتماعيا وتعزيز دمجهن في المجتمع، في إطار جهود مصر والأردن لتحقيق العدالة الاجتماعية.
وفي كلمة الافتتاح أكدت د. نهلة عبد التواب ممثل مجلس السكان الدولى فى مصر على أهمية التركيز على الحقوق الانجابية للمرأة ذات الإعاقة كحق من حقوق الانسان و اشارت إلى أن نسبة الاشخاص ذوي الاعاقة في الوطن العربي تتراوح ما بين 10-20%، بينما تتزايد هذه النسبة في دول الصراعات. و أشارت إلى أن الحقوق الإنجابية للسيدات ذوات الإعاقة ظلت منسية لسنوات طويلة نظرا لاعتقاد سائد فى المجتمع بأن الأشخاص ذوى الأعاقة غير قادرات على الزواج و الانجاب أو لا يجوز لهن الزواج و الانجاب.
بينما أكدت السفيرة د. مشيرة خطاب على تركيز المجلس القومي لحقوق الانسان على حماية حقوق كل مواطن بدون تمييز وهو ما حرص عليه الدستور المصري الذى كفل حقوق متساوية للأشخاص ذوى الاعاقة . وهو ما تلتزم به الدولة المصرية من ضمان وصول الخدمات لجميع المواطنين بكرامة و بدون تمييز .
و من جانبها أكدت د. إيمان كريم، المشرف العام للمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة أن المجلس أدرج الحقوق الانجابية للأشخاص ذوى الاعاقة ضمن أولوياته و قام بالتعاون مع وزارة الصحة و السكان لبناء مهارات مقدمي الخدمات الصحية لتوفير رعاية إنجابية ملائمة للأشخاص ذوي الإعاقة.
و فى ذات السياق أكدت النائبة آسيا ياغى عضو مجلس الأعيان الأردنى؛ على أهمية تمكين السيدات ذوات الاعاقة بالمعرفة و المهارات حتى يتمكن من المطالبة بحقوقهن ورفض جميع اشكال التمييز التى تمارس ضدهن.
و قد أوصى المشاركون بتطوير الخدمات الصحية للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تدريب الكوادر الطبية وتوفير المعينات الضرورية. كما دعوا إلى زيادة الوعي المجتمعي بحقوق الأشخاص ذوى الأعاقة وتعزيز فرص توظيفهم في القطاع الخاص، مع دعم تمكينهم و استقلاليتهم عن طريق توفير التقنيات المساعدة.
ودعا المشاركون إلى إدراج موضوع الصحة الإنجابية للأشخاص ذوى الأعاقة في القوانين المحلية والمناهج الدراسية، مع التأكيد على أهمية إجراء المزيد من الدراسات في هذا المجال، وتعزيز قدرات منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة في المناصرة و كسب التأييد.