اختتمت جامعة جورجتاون في قطر أعمال مؤتمر»استدامة الواحة» ضمن سلسلة «حوارات»، ومن المتوقع أن تسهم نتائج المؤتمر وتوصياته في إثراء المناقشات والحوارات الدولية وتشكل الأساس لاتفاقيات تعاون وشراكات بحثية جديدة حول الأمن المائي والتغير المناخي في المنطقة وحول العالم.
وسلط المؤتمر الذي أقيم على مدار يومين بالتعاون مع معهد مشاعات الأرض التابع لجامعة جورجتاون في واشنطن الضوء على تأثير الأمن المائي كقوة دافعة لتحقيق قدرٍ أكبر من التعاون والاستقرار الإقليميين، من خلال ربط السياسات بالعلوم، والتكنولوجيا الحديثة بالحلول المستدامة والقائمة على الطبيعة، وتعزيز الجهود والمبادرات والتدابير لمواجهة تغير المناخ.


شهد ختام المؤتمر عروضا ملهمة من طلاب جامعة جورجتاون في قطر أبرزوا فيها الطبيعة العالمية لتحديات المياه وأهمية حشد وجهات النظر الشبابية حول إدارة المياه.
وقال الدكتور صفوان المصري، عميد جامعة جورجتاون في قطر في ختام المؤتمر: «من أهم مزايا المؤتمرات والندوات مثل سلسلة «حوارات» انها تمهد الطريق لجمع المهتمين بالقضايا المشتركة وتعزيز النقاشات العالمية والتعاون الذي يؤدي إلى إطلاق برامج ومبادرات مستقبلية لبحث تحديات المنطقة». 
وقال الدكتور بيتر مارا، رئيس معهد مشاعات الأرض: «هذا المؤتمر نقطة انطلاق للحوار بين المعهد وجامعة جورجتاون حول تعزيز تواجدنا وحضورنا البيئي في هذه المنطقة البالغة الأهمية».
 وكان الصحفي والمفكر العالمي مالكولم جلادويل، مؤلف مجموعة من أفضل الكتب مبيعًا وفقا لجريدة نيويورك تايمز، قد ألقى كلمة افتتح بها أعمال المؤتمر وكان لها صدى قوي طوال نقاشات المؤتمر، أكد فيها على ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة وجريئة وغير تقليدية في التغلب على التحديات الكبرى التي تواجهها المنطقة والعالم اليوم. وهي وجهة نظر اتفق معها ممثلو أكثر من 35 مؤسسة ومنظمة منها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة

إستراتيجية المياه  في قطر والمنطقة
سلطت ندوة نقاشية رفيعة المستوى ضمت وزارة البيئة والتغير المناخي وممثلي مراكز الأبحاث البيئية في مؤسسة قطر الضوء على استراتيجية دولة قطر في مجال الأمن المائي، حيث أشار المشاركون إلى أن جهود دولة قطر للوفاء بالتزاماتها الدولية حوّلت التحديات إلى فرصٍ للمنطقة، وقد أدى ذلك إلى توفير الحلول والتقنيات على نطاق واسع . 
وأكدت الدكتورة جيني لولر، مدير أول البحوث في مركز المياه التابع لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة أهمية التعاون البحثي لتطوير تقنيات تساهم في التغلّب على التحديات العالمية المشتركة.
وكانت إسهامات دول الخليج في تحقيق الأمن المائي محور اهتمام ندوة حوارية أخرى أشاد فيها المتحدثون بالإنجازات التي تحققت بفضل القدرة العالية على مواجهة التحديات المائية ومواكبة التغير المناخي في المنطقة، وما ضخته من استثمارات ضخمة في مصادر المياه غير التقليدية، والتحول نحو إعادة تدوير مياه الصرف الصحي.
برغم من إتاحة الوصول إلى المياه في كل أنحاء المنطقة
وبحسب رولا مجدلاني، مستشار أول التغير المناخي في المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا): «يمثل القطاع الزراعي القطاع الأمثل لترشيد وإدارة الطلب على المياه في ظل سعي دول المنطقة وتوجهها نحو الاكتفاء الذاتي وتحقيق السيادة الغذائية»، وأشارت إلى حلول توفير المياه الواعدة في مجال الزراعة ومنها إعادة التدوير وتوظيف التكنولوجيا والزراعة الدقيقة والمحاصيل التي تتحمل ارتفاع درجات الحرارة.

تأثير الماء على الأمن الغذائي
وكانت الفوارق الإقليمية الناجمة عن الصراعات الأمنية، والتوترات مع البلدان المجاورة، وضعف الحوكمة المحلية في مجال الاستدامة من القضايا التي تكرر تداولها في النقاشات. وفي ندوة نقاشية حول العلاقة بين المياه والغذاء، أشار المتحدثون إلى أن اضطرابات سلاسل الإمداد الغذائية العالمية والصراعات الأمنية دفعت الدول إلى إعادة التفكير في مفهوم الأمن الغذائي، إلا أن مختلف الاستراتيجيات المتبعة بصدد استنزاف الموارد الطبيعية خاصة المياه. واستعرض الدكتور لوغان كوكران، الأستاذ المشارك بجامعة حمد بن خليفة، استراتيجية قطر الهادفة إلى تكوين مخزون غذائي استراتيجي وطني، وزيادة الإنتاج المحلي بشكل استراتيجي، وتطوير السوق المحلية، وتنويع الواردات.
وناقشت ندوة رفيعة المستوى استراتيجيات قابلة للتطبيق لإدراج قضية المياه ضمن جدول أعمال مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين بشأن تغير المناخ»COP28».
وقال هينك أوفينك، المبعوث الهولندي الخاص السابق لشؤون المياه الدولية: «لأن المفاوضات أصبحت أكثر تعقيدًا، فإننا نوجّه تركيزنا إلى إيجاد الحلول». وأضاف: «ستثبت قضية المياه في سياق ارتباطها بالأمن الغذائي وأمن الطاقة والتنوع البيولوجي أنها أفضل محفز لتغيير مسار الجهود الحالية في إطار التغير المناخي».
وأوضحت الدكتورة رها حكيم داور، المستشار الأول لكل من عميد جامعة جورجتاون في قطر وعميد معهد مشاعات الأرض: «جاء انعقاد مؤتمرنا في وقت مناسب للغاية خاصة أنه لم يتبق على انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ «COP28» سوى أسابيع قليلة، وستُرفع النتائج والتوصيات رفيعة المستوى الصادرة عن مؤتمرنا إلى رئاسة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف لدعم المناقشات والمفاوضات حول المياه». 
 

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر مؤتمر جامعة جورجتاون الأمن المائی

إقرأ أيضاً:

مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة يختتم فعاليات دورته الرابعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اختتمت اليوم فعاليات الدورة الرابعة من مؤتمر الفجيرة الدولى للفلسفة الذي أقيم تزامنا بالاحتفال باليوم العالمي للفلسفة.
شهدت تلك الدورة التى حملت شعار "النقد الفلسفى" العديد من الجلسات والحلقات النقاشية التي حملت العديد من التساؤلات وطرحت إجابات أيضا لدى الحضور الذي تفاعل بشكل ملحوظ خلال الجلسات.
واختتمت الفعاليات من خلال توقيع اتفاقية تعاون بين أحمد السماحي مدير بيت الفلسفة، د. باولو بونزيو من قسم الفلسفة والأدب والعلوم الاجتماعية ممثلا عن بجامعة بارى ألدو مورو الإيطالية.

تلى ذلك استعراضا لنتائج دراسة حالة "أثر تعليم التفكير الفلسفي على طلاب الصف الخامس" خلال جلسة أداراتها شيخة الشرقي مسؤول مبادرات مركز الطفل ببيت الفلسفة، داليا التونسي المؤسس والمدير التنفيذي لمعهد بصيرة بالمملكة العربية السعودية، د. عماد الزهراني الحاصل على دكتوراة أصول التربية ودبلوما الفلسفة ومناهج البحث من جامعة الملك سعود.
من جانبها أكدت شيخة الشرقي أن "بيت الفلسفة" شارك في أول دراسة في منطقة الخليج العربي تظهر مدى تأثير تعليم التفكير الفلسفي للأطفال في اكتسابهم ملكات فكرية جديدة، وفي تحسن أنماط تفكيرهم، وسلوكهم، ونتائجهم الدراسية، وعلاقاتهم الاجتماعية، وتعاملهم مع العالم حولهم.

وفي نفس السياق أشارت داليا التونسي أن رسالتهم في تلك الدراسة هي الاهتمام بفلسفة الطفل عبر اعتماد المنشآت التعليمية والأفراد وتطوير منهجية وآليات التعليم.
وأضافت أن أهداف الدراسة التي أخذت وقتا طويلا لتطبيقها، هو تطوير القدرات الإدراكية عبر تعلم العادات الذهنية العليا، كالتساؤل الفلسفي، والتفكير المفاهيمي، والتفكير الناقد، ودمجها في آليات التعليم والتعلم الحواري، بجانب تعزيز غايات التفكير الفلسفي عبر منهجيات التعليم والتعلم، بالإضافة إلى تشجيع ازدهار مجتمعات التساؤل العربي في بيئات التعليم والتعلم عبر الدمج بين المهارات الاجتماعية الحوارية وتلك الفكرة النقدية (الإصغاء والتواضع الفكري، المعقولية والثبات الانفعالى).
وعلى صعيد آخر، وجه دعماد الزهراني الشكر لكل من ساهم في إنجاح تلك الدراسة الفريدة من نوعها، كما تحدث عن حدود تلك الدراسة التي أقيمت خلال العام الدراسي 2023 - 2024 بمدرسة أكاديمية الفجيرة العلمية الإسلامية، وشارك فيها 18 معلما ومعلمة و224 طالبا وطالبة.
ونوه أن الدراسة تباينت أسئلتها بين ثلاث نقاط، أولها كان ما الأصول الفلسفية والخلفية التاريخية لمنهجية "فلسفة للأطفال" في تعليم مهارات التفكير الفلسفي التي اعتمدت فى أصولها على المنهج السقراطي والتفاعل الرمزي والبنائية الاجتماعية والبراجماتية، ثم التساؤل عن ما هو أثر تعليم التفكير الفلسفي بمنهجية "فلسفة للأطفال" في القدرات غير المعرفية لدى طلبة الصفوف الرابع والخامس والسادس بمدرسة أكاديمية الفجيرة العلمية الإسلامية، وآخرا التساؤل عن ما هو أثر تعليم التفكير الفلسفي بمنهجية "فلسفة للأطفال" في الممارسات التدريسية لمعلمي ومعلمات طلبة الصفوف الدراسية السابق ذكرها.
أيضا ادلى المعلمات والمعلمين الذين شاركوا في تطبيق تلك الدراسة في الحديث عن التحديات التي واجهتهم، وكيف ساعدت منهجية "فلسفة للأطفال" في تطوير الطلاب أثناء دراستهم للمواد المختلفة.
وشارك أيضا مجموعة من أطفال المدرسة تجربتهم مع الحضور متحدثين عن المراحل التي مروا بها خلال عام دراسي كامل، وكيف أثرت فيهم تلك الفترة، ثم التقطوا صورة تذكارية مع الحضور.
واختتمت فعاليات اليوم من خلال قيام د. فتحي التريكي بإلقاء البيان الختامي لأعمال المؤتمر، مؤكدا أن أعضاء حلقة الفجيرة الفلسفية اجتمعوا في بيت الفلسفة، وأصدروا مجموعة من التوصيات تضمنت تثمين جهود المشاركين في المؤتمر في دورته الرابعة، وتقدير عقد المؤتمر كلّ سنة في موعده، وتعزيز دائرة عمل حلقة الفجيرة الفلسفيّة بما يضمن تنوّع نشاطها وتوسّع تأثيرها بدءًا من عقد جلسات وندوات شهريّة ودوريّة من بعد وحضوريًّا ومرورًا بتعزيز المنشورات من موسوعات ومجلّات وكتب وغيرها، وانتهاء باختيار عاصمة عربيّة في كلّ سنة تكون مركزًا لعقد اجتماع حاقة الفجيرة الفلسفيّة بإشراف بيت الفلسفة.
بالإضافة إلى إقامة مشروع بحثي فلسفي يدرس نتاج الفلاسفة العرب وأفكارهم وحوارتهم، وتأسيس نواة اتّحاد الجمعيات الفلسفية العربيّة ومقرّه الفجيرة وتشجيع الجمعيات للانضمام إلى الفدرالية الدولية للفلسفة، ومراعاة خصوصية المشكلات الفلسفية في منطقة الخليج العربي مثل مشكلة الهوية وتعزيز الدراسات حولها، والسعي إلى الإضاءة على الفلسفة في العالم العربي وتمييزها من الفلسفة العربية، لأنّ هدف بيت الفلسفة المركزي تعزيز الاعتراف بالآخر وقبوله.
وتضمنت التوصيات الرغبة في توسيع دائرة المشاركين بخاصة من العالم الغربي، بحيث يُفعّل بيت الفلسفة دوره بوصفه جسرًا للتواصل الحضاري بين العالم العربي والغربي، وإصدار كتاب يجمع أعمال المؤتمرات السابقة. وبدءًا من العام المقبل سيعمد بيت الفلسفة إلى تعزيز الأبحاث المطولة في المؤتمر ونشرها في كتاب خاصّ، وأخيرا توجيه الشكر من قبل المشاركون إلى الراعي الرسمي للمؤتمر سموّ الشّيخ محمّد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة.

مقالات مشابهة

  • مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة يختتم فعاليات دورته الرابعة
  • "مبادرة محمد بن زايد للماء" تناقش معالجة التحديات في COP29
  • مصطفى بكري: الشعب المصري يثق في قيادات الدولة لمواجهة التحديات.. فيديو
  • «الري» تؤمّن احتياجات المصريين من المياه.. مصر تواجه التحديات بـ808 مشروعات استثماراتها 170 مليار جنيه (ملف خاص)
  • معرض أبوظبي للطيران 2024 يختتم أعماله بحضور 15 ألف مشارك
  • برنامج قادة الطيران المدني يختتم أعماله في جناح الاستدامة بمدينة إكسبو 2020 دبي
  • مؤتمر أدب الطفل بدار الكتب يختتم فعالياته.. ويعلن التوصيات
  • مؤتمر إدارة الطيران يختتم فعالياته بدبي
  • انتحل صفة طبيب وارتكب جرائم نصب.. هل من وقع ضحيّة أعماله؟
  • "مؤتمر إدارة الطيران" يختتم فعالياته باستعراض أحدث اتجاهات الصناعة