قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الدلائل تشير إلى أن القذائف التي أصابت مجمع الشفاء الطبي في غزة، الجمعة، مصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي وليس المقاومة الفلسطينية.

ووفق تحليل أجرته الصحيفة فإن القذائف التي أصابت المستشفى كانت ذخائر إسرائيلية، وفقا لصور شظايا أسلحة تم جمعها والتحقق منها من قبل صحيفة نيويورك تايمز وحللها الخبراء.



ويوم الجمعة ومع احتدام القتال انطلقت قذيفة فوق أكبر مجمع طبي في غزة واصطدمت بوسط باحة مستشفى الشفاء، وهو المكان الذي لجأ إليه آلاف النازحين من غزة.

وسقطت القذيفة على بعد أمتار قليلة من أحمد حجازي، وهو شخصية معروفة على وسائل التواصل الاجتماعي كان يوثق الصراع. وقام بتصوير مقطع فيديو للقذيفة وهي تتطاير، ثم لرجل يتألم وتشوهت ساقه من جراء الاصطدام.


كانت هذه هي الأولى من بين أربع ضربات على الأقل استخدمت فيها ذخائر متعددة على أقسام مختلفة من المجمع المترامي الأطراف بين الساعة 1 صباحًا و10 صباحًا يوم الجمعة 10 تشري الثاني/ نوفمبر. وقال مدير مستشفى الشفاء الدكتور محمد أبو سلمية إن سبعة أشخاص استشهدوا وأصيب عدد آخر.

وبعد ساعات من الانفجار الأخير، ألقى الجيش الإسرائيلي باللوم على مسلحين فلسطينيين غير محددين، قائلا إن "قذيفة خاطئة" استهدفت قوات الجيش الإسرائيلي المنتشرة في مكان قريب أصابت المستشفى بدلا من ذلك.

ويظهر تحليل لقطات الفيديو أن ثلاثة من القذائف أطلقت على المستشفى من الشمال والجنوب، على عكس المسار الغربي المشار إليه في الخريطة التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأظهرت مراجعة لصور الأقمار الصناعية وجود القوات  الإسرائيلية في مواقع شمال وجنوب المستشفى في وقت مبكر من يوم الجمعة.

ولا يبدو أن الضربات، التي حللتها الصحيفة، تستهدف البنية التحتية تحت الأرض. فقد ضربت اثنتان من أشد الضربات الطوابق العليا في جناح الولادة.

القذيفة الأولى التي صورها حجازي في الفناء التقطتها أيضًا صالح الجعفراوي، وهو شخصية غزية على "إنستغرام"، وكان يقيم في المستشفى منذ أسابيع مع آلاف النازحين.

وأكدت مراجعة البيانات الوصفية لفيديو الجعفراوي أنه قام بتصوير المشهد مباشرة بعد الغارة. وتم تصويره في مكان الحادث في مقطع فيديو آخر قدمه الصحفي الغزاوي معتصم مرتجى. وتتطابق مقاطع فيديو الجعفراوي للمشهد مع الصور التي التقطها مرتجى والسيد حجازي، وتتوافق مع الروايات التي قدمها مدير المستشفى وخبراء الأسلحة وشهود آخرون.

وقال خبراء الأسلحة إن القذيفة التي أصابت فناء المستشفى كانت من طلقة إضاءة إسرائيلية يتم إطلاقها لتحديد الأهداف
وحدد مارك جارلاسكو، وهو محلل استخبارات كبير سابق في البنتاغون، المقذوف على أنه قذيفة مدفعية إسرائيلية تستخدم عادة لتحديد الأهداف في الليل. كما حددها ريتشارد ستيفنز، وهو جندي سابق في الجيش البريطاني يعمل في مجال التخلص من الذخائر المتفجرة، على أنها طلقة مضيئة وأشار إلى عدم وجود انفجار شديد الانفجار عند ارتطام القذيفة.

وفي وقت ما بعد الساعة الثانية صباحًا، تعرض المستشفى للقصف مرة أخرى، وهذه المرة بقذائف متفجرة اخترقت جدار الطابق الخامس من مبنى الولادة.

وأظهر مقطع فيديو تم تصويره في أعقاب ذلك مباشرة بطانيات وكراس وأحذية متناثرة في جميع أنحاء الغرفة. ووسط الحطام كانت هناك زعانف معدنية حددها جارلاسكو على أنها ذيول قذائف دبابة من عيار 120 ملم من النوع الذي تستخدمه فقط القوات الإسرائيلية، وليس المسلحين الفلسطينيين، الذين ليس لديهم دبابات. وقال إن الضرر الذي لحق بالغرفة "متسق للغاية مع قذيفة دبابة 120 ملم".

وقد أثبتت الصحيفة أن هذه القذائف أطلقت على الأرجح من اتجاه جنوبي باتجاه المستشفى، وهو ما يتعارض مرة أخرى مع الخريطة التي أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقال الدكتور أبو سلمية، مدير المستشفى، إن رجلاً يبلغ من العمر 61 عامًا استشهد في الغارة، وأصيبت امرأتان.

وبحلول الساعة الثامنة صباحًا، كان نفس جناح مبنى الولادة قد تعرض للقصف مرة أخرى. هذه المرة تم تفجير جزء من الجدار الخارجي وتضرر الجزء الداخلي من المبنى بشكل كبير.


وقال الدكتور أبو سلمية إن هذا الانفجار اجتاح المستشفى، مما أسفر عن استشهاد ثلاثة أشخاص كانوا يحتمون بالداخل وإصابة آخرين. وأظهر مقطع فيديو تم تصويره في أعقاب الحادث مباشرة أضرارًا جسيمة ومغادرة عشرات الأشخاص المنطقة.

وقال شهود إنه بعد حوالي ساعة ونصف من قصف وحدة الولادة للمرة الثانية، سقطت قذيفة على الجانب الآخر من مجمع المستشفى عند مدخل مزدحم للعيادة الخارجية.

وأظهر مقطع فيديو صوره حجازي مشاهد فوضوية لرجال ونساء وأطفال أصيبوا في الغارة. وكان طفلان ملقيان على الأرض بلا حراك.

وأظهرت صورة حصلت عليها الصحيفة الأضرار الناجمة عن القذيفة التي أصابت منطقة العيادات الخارجية، لكن جارلاسكو وستيفنز، خبيري الأسلحة، قالا إن الصورة لا تقدم تفاصيل كافية لتحديد نوع الذخيرة المستخدمة في الهجوم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية مجمع الشفاء غزة الاحتلال غزة الاحتلال جرائم مجمع الشفاء سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مقطع فیدیو التی أصابت صباح ا

إقرأ أيضاً:

صحيفة: الجيش الإسرائيلي يستعد لهجوم كبير على إيران

ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن الجيش الإسرائيلي قال إنه "يستعد لهجوم كبير على إيران"، وذلك ردا على الهجمات الصاروخية التي شنتها الأخيرة قبل أيام.

وفي نفس السياق، صرّح مسؤول عسكري إسرائيلي، لوكالة فرانس برس، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن "الجيش الإسرائيلي يعدّ ردا على الهجوم الإيراني غير المشروع وغير المسبوق ضد المدنيين وضد إسرائيل".

وكان الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران، مساء الثلاثاء، "الأكبر على الإطلاق في تاريخ إسرائيل"، وفقا لما نقلت شبكة "إيه بي سي" الأميركية عن متحدث باسم السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون.

وقال دانون، الثلاثاء: "نفذت إيران الليلة أكبر وأعنف هجوم صاروخي ضد دولة إسرائيل في تاريخها. نحن مستعدون وجاهزون دفاعيا وهجوميا".

وكان "مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية" قد قال لشبكة "سي إن إن" الأميركية، الجمعة، إن إسرائيل "لم تقدم ضمانات للبيت الأبيض بشأن عدم استهداف المنشآت النووية الإيرانية"، وذلك ردا على الضربات الصاروخية التي شنتها طهران في الأول من أكتوبر.

وأضاف أنه "من الصعب حقًا معرفة فيما إذا كانت إسرائيل ستستغل الذكرى الأول لهجمات السابع من أكتوبر، لتنفيذ ردها ضد إيران".

وكانت تقارير سابقة قد تحدثت عن احتمال أن تشمل الأهداف المحتملة لإسرائيل في إيران، منشآت نفطية وعسكرية ونووية.

وقال ذلك المسؤول الذي لم تكشف "سي إن إن" عن هويته، إنه يأمل ويتوقع بأن يكون لدى إسرائيل "بعض الحكمة بشأن عدم استهداف المنشآت النووية"، مردفا: "لكن كما تعلمون، لا توجد ضمانات".

وأعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن الولايات المتحدة لن تدعم استهداف إسرائيل للمنشآت النووية في إيران.

وتابع في مؤتمر صحفي، الجمعة: "لو كنت مكانهم، لكنت فكرت في بدائل أخرى".

تقرير: إسرائيل لم تقدم ضمانات لواشنطن بأنها لن تستهدف منشآت نووية إيرانية أوضح مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية في تصريحات خاصة لشبكة "سي إن إن" أن إسرائيل لم تقدم ضمانات للبيت الأبيض بشأن عدم استهداف المنشآت النووية الإيرانية، وذلك ردا على الضربات الصاروخية الباليستية التي شنتها طهران في الأول من أكتوبر.

من جانب آخر، أكد الجيش الإسرائيلي أن غاراته التي تستهدف حزب الله في لبنان "ستتوسع خلال الأيام المقبلة"، وستستمر حتى يتمكن سكان شمالي إسرائيل من العودة إلى منازلهم، حسب "هآرتس".

ووفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، فقد قُتل حوالي 400 من عناصر حزب الله منذ بدء العملية البرية في لبنان هذا الأسبوع.

وترافق العملية البرية "المحدودة" التي أعلنها الجيش الإسرائيلي في لبنان، مع ضربات جوية يشنها على مناطق في بيروت وسهل البقاع.

وقال الجيش إنه "لم يتبق أي مدنيين تقريبًا في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد إخلاء الغالبية العظمى من سكان المنطقة منازلهم بعد التحذيرات".

وقالت الصحيفة العبرية، إنه وبالإضافة إلى الهجمات في لبنان، هاجم الجيش الإسرائيلي أيضًا "منشآت تخزين أسلحة" في سوريا خلال الأيام الأخيرة، كانت "مخصصة لحزب الله".

محللون: صواريخ إيران شكلت تحديا أمام الدفاعات الإسرائيلية في بعض المواقع تجاوز الهجوم الصاروخي الكثيف الذي شنته إيران هذا الأسبوع على إسرائيل الدفاعات الجوية الإسرائيلية في بعض المناطق، رغم أنه تسبب بأضرار محدودة فقط، وفق ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن باحثين مستقلين فحصوا صورا للأقمار الصناعية تخص الهجمات.

ولفتت "هآرتس" أيضا إلى أن الجيش الإسرائيلي "يستعد لزيادة هجماته في مناطق بقطاع غزة، حيث توجد علامات على عودة حركة حماس".

من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني، ناصر عراقجي، خلال زيارته إلى بيروت، الجمعة،  أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت ولا تزال داعمة للبنان، وكانت ولا تزال داعمة للبنانيين الشيعة، وكانت ولا تزال داعمة لحزب الله، وكان من الضروري أن أقول هذا شخصيا".

وأضاف عراقجي أن طهران "تدعم جهود وقف إطلاق النار في لبنان، بشرط أن تدعمه جماعة حزب الله، ويتزامن مع وقف إطلاق النار في غزة".

من جانبه، قال المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، وهو يلقي خطبة الجمعة الأولى له منذ خمس سنوات تقريبا، إن طهران وحلفاءها في المنطقة لن يتراجعوا عن مواجهة إسرائيل.

وقال خامنئي إن الهجوم الإيراني على إسرائيل "قانوني ومشروع" ويمثل الحد الأدنى من العقاب لما وصفه بالجرائم الإسرائيلية.

وذكر أمام حشد ضخم من المصلين أن إيران "لن تماطل أو تتعجل في أداء ما عليها" في مواجهة إسرائيل.

ونقلت شبكة أخبار الطلبة الإيرانية، الجمعة، عن علي فدوي نائب قائد الحرس الثوري القول إن إيران ستستهدف منشآت الطاقة والغاز الإسرائيلية إذا شنت إسرائيل هجوما على الجمهورية الإسلامية، وسط حديث عن إمكانية ضرب إسرائيل لمواقع نفطية إيرانية ردا على هجوم طهران الصاروخي يوم الثلاثاء.

وقال فدوي إن ارتكبت إسرائيل "مثل هذا الخطأ" فإننا سنستهدف "كل مصادر الطاقة والمنشآت وكل المصافي وحقول الغاز".

تجدر الإشارة إلى أن حركة حماس وجماعة حزب الله اللبنانية، مصنفتان "منظمتان إرهابيتان" في الولايات المتحدة ودول أخرى.

مقالات مشابهة

  • صحيفة: الجيش الإسرائيلي يستعد لهجوم كبير على إيران
  • لبنان.. الجيش الإسرائيلي يطالب بإخلاء مباني سكنية في برج البراجنة بالضاحية الجنوبية لبيروت
  • الجيش الإسرائيلي يؤكد إطلاق 180 قذيفة من لبنان
  • دعاء يوم الجمعة للمريض.. أفضل الأدعية لطلب الشفاء في ساعة الإجابة
  • إذاعة «الاحتلال الإسرائيلي»: رصد 60 قذيفة أطلقت من لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يرصد حوالي 20 قذيفة صاروخية أُطلقت من لبنان ويكشف عن تأثيرها
  • جيش الاحتلال: إطلاق 85 قذيفة على موقع المطلة الإسرائيلي في الساعات الأخيرة
  • الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيّرتين ورصد 25 قذيفة صاروخية على الجليل الأعلى
  • الجيش الإسرائيلي يقتل أمريكيا في غارة جوية على لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يقر بأن الصواريخ الإيرانية أصابت بعض قواعده الجوية