ضمن حملة عالمية.. شخصيات أردنية وازنة تطالب مصر بفتح معبر رفح
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
تسلمت سفارة مصر في عمّان، الثلاثاء، بيانا موجها للقاهرة يطالبها بفتح معبر رفح بشكل دائم ومباشر، بما يمكّن من تدفق المساعدات إلى غزة دون شرط أو تدخل إسرائيلي أو أميركي أو أوروبي.
وهذا البيان جزء من تحرك عالمي يضغط للسماح بدخول المساعدات الإنسانية والوفود الطبية إلى قطاع غزة، وتمكين المرضى وأصحاب الحالات الإنسانية من الخروج إلى مصر وغيرها من دول العالم.
وضم الوفد الذي سلّم البيان قياديات من اتحاد المرأة الأردنية، ومن أحزاب سياسية، وجمعية النساء العربيات، وطبيبات من مجلس نقابة الأطباء الأردنية، ومدافعات أردنيات عن حقوق الإنسان.
ووقع على البيان أكثر من ألف من الساسة والنقابيين والأطباء وقادة المجتمع المدني والنشطاء.
ومن بين الموقعين من الأردن: عمر الرزاز ومروان المعشر وإبراهيم نصر الله وناديا شمروخ وعازم القدومي وزياد الزعبي.
ومن فلسطين حنان عشراوي وحنين الزعبي وعمر البرغوثي وناديا حبش وأمل خريشة ومي عودة، وشخصيات وازنة من 43 دولة أخرى.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشن الجيش الإسرائيلي عدوانا على غزة، أدى لارتقاء أزيد من 11 ألف شهيد وتدمير القطاع الصحي ومختلف المرافق الحيوية.
وبالتزامن مع العدوان يمنع الاحتلال وصول الوقود والغذاء والدواء إلى داخل قطاع غزة.
حملة عالمية
ويأتي تسليم البيان للسفارة المصرية كجزء من حملة عالمية تنفذها مجموعة من النشطاء في عددٍ من المدن، من خلال تسليم البيان إلى عدد من سفارات مصر بدولهم لمطالبتها بفتح معبر رفح حتى تصل المساعدات لقطاع غزة.
وحول الوضع القانوني لمعبر رفح، أكد البيان أنه معبر فلسطيني – مصري، ومن الواجب القانوني والأخلاقي والعربي والإنساني أن ترفض القاهرة الإملاءات الإسرائيلية والأميركية التي تفرض مرور المساعدات عبر معبر العوجة أو غيره من أجل التفتيش والمصادرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي حديثٍ سابقٍ، قال رئيس المبادرة الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي إنه وبحسب القانون الدولي ليس هناك أي سلطة لإسرائيل على معبر رفح ولا يحق لها تفتيشه ومنع دخول المساعدات والوقود إلى القطاع.
وفي السياق ذاته، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن إدخال عدد محدود من الشاحنات المحملة بالمساعدات لا يغطي ما يتطلبه الوضع الإنساني في غزة.
وأشار الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أن المساعدات التي دخلت القطاع ما هي إلا نقطة في بحر الاحتياجات الإنسانية، وأن منع إدخال الوقود يعرّض حياة الآلاف في غزة لخطر الموت.
وحتى الحين، فإن المساعدات التي وصلت لغزة لا تغطي سوى نسبة 4% من احتياجات القطاع، ولا تزال إسرائيل تفرض إملاءاتها على آلية إدخال تلك المساعدات وكميتها وأنواعها، كما أنها تفرض ذهابها إلى معبر العوجة للتفتيش والمصادرة.
وتفرض إسرائيل هذا الواقع رغم أن لا سيادة قانونية لها على معبر رفح، ذاك أن اتفاقية المعابر تؤكد سيادة مصر على المعبر على أن تتم إدارته بالشراكة بين المصريين والفلسطينيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: معبر رفح
إقرأ أيضاً:
محللون: إسرائيل قد تستخدم المساعدات لتحقيق أهدافها والعالم لا يفعل شيئا
لم تعد إسرائيل مهتمة بالانتقادات الدولية المتزايدة بسبب التجويع الممنهج الذي تمارسه ضد الفلسطينيين في قطاع غزة -كما يقول خبراء- ولكنها مهتمة بإيجاد طريقة تمكنها من استخدام المساعدات لتحقيق أهدافها العسكرية بما فيها تهجير السكان.
فمع استمرار الحصار المضروب على غزة وإغلاق جميع المعابر منذ نحو شهرين، تتعالى أصوات تحذيرات منظمات الإغاثة الدولية من أن الوضع الإنساني في القطاع يزداد سوءا، وأن الأيام المقبلة ستكون حرجة بسبب تفاقم أزمة الجوع.
وقد أكدت أولغا تشريفكو المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في غزة -في مقابلة مع الجزيرة- أن القطاع "يعيش كابوسا بسبب نفاد الإمدادات الغذائية والطبية".
وتسبب الحصار الإسرائيلي الخانق في مضاعفة حالات سوء التغذية خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تم تسجيل حوالي 10 آلاف حالة سوء تغذية حاد لدى أطفال في غزة، منذ بداية العام الجاري، حسب ما أفاد المكتب الأممي للشؤون الإنسانية.
ورغم تزايد الانتقادات الموجهة لإسرائيل من بعض الدول، فإن هذه الدول لا تتخذ موقفا فعليا لوقف ما يتعرض له سكان القطاع من تجويع ممنهج، كما يقول أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف الدكتور حسني عبيدي.
إعلانوخلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث" قال عبيدي إن هناك عوارا في موقف الاتحاد الأوروبي بسبب انقسام أعضائه إزاء ما يحدث في غزة، وأيضا بسبب العلاقات التجارية والعسكرية التي تجمعه بإسرائيل.
أوروبا لا تريد ردع إسرائيل
لذلك، فإن تذرع الأوروبيين بأنهم مانحون وليسوا فاعلين، وحديثهم عن احتكار الولايات المتحدة كافة الأدوار المهمة المتعلقة بهذه الحرب، ليس صحيحا -برأي عبيدي- لأن الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأول في العالم لإسرائيل وليس واشنطن.
وحتى الطلب الاستشاري الذي طلبته النرويج من محكمة العدل الدولية ليس كافيا -على أهميته- لأن ما يحدث لا يحتاج لمن يقول إنه انتهاك دولي، كما يقول عبيدي الذي أكد أن هذا التجويع محاولة لتثوير الشارع ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لإجبارها على تسليم الأسرى بشروط إسرائيل.
ومع غياب الضغط الدولي والعربي، تحاول إسرائيل جعل المساعدات جزءا من مفاوضات الأسرى -وفق عبيدي- الذي يعتقد أن الولايات المتحدة ستبتكر طريقة لإدخال المساعدات لأنها لم يعد لديها هامش في هذه القضية.
وقبل أيام، أصدر وزراء خارجية كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بيانا مشتركا، طالبوا فيه بإنهاء الحظر على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة والسماح بدخولها فورا ودون عوائق التزاما بالقانون الدولي. وقال البيان إن منع إدخال المساعدات "أمر غير مقبول".
وفي الوقت نفسه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي الحاجة لإدخال المزيد من الغذاء والدواء إلى القطاع، مضيفا أن بلاده ستتكفل بضمان إيصالها لتخفيف المعاناة عن المدنيين، حسب قوله.
لا حل سوى وقف الحرب
وبينما تستهلك إسرائيل الوقت في البحث عن آلية لإيصال المساعدات، يقول الدكتور إينار غونارسون ممثل جمعية "نورواك" الإنسانية والطبيب بقطاع غزة إن السكان لا يمكنهم تحمل المزيد من هذا الإنهاك.
إعلانووصف غونارسون -الذي وصل إلى المستشفى الأوروبي قبل أسبوعين- وضع المرضى والجرحى وحتى العاملين في القطاع الصحي بالصعب، وقال إنهم لا يجدون أدنى لوازم العلاج.
ويعاني الناس من سوء تغدية حاد، والتهابات بسبب الجروح، فضلا عن غياب مستلزمات التخدير ورعاية ما بعد الجراحة، حتى إن الأطباء يستخدمون طرقا في العلاج لم تعد تستخدم منذ 30 عاما، كما يقول غونارسون.
ولكن هذه الخدمات المحدودة ستتوقف قريبا ما لم يتوقف القصف وتدخل المساعدات اللازمة لهؤلاء السكان الذين يقول غونارسون إنهم عانوا معاناة شديدة بسبب هذه الحرب التي يجب أن تتوقف.
محاولة للتهجير
ورغم حديث ترامب عن ضرورة حل مشكلة التجويع، فإن الخبير بالشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى يجزم بأن إسرائيل ما كان لها أن تقوم بهذا العمل دون غطاء أميركي.
أما الحديث عن إنشاء منطقة في المواصي جنوب القطاع لتوزيع المساعدات من خلالها عبر شركات أميركية خاصة، فهو لا يتجاوز كونه حملة دعاية عامة ومحاولة لحشر الناس في مساحة ضيقة تمهيدا لتهجيرهم، كما يقول مصطفى.
فمن غير الممكن -برأي مصطفى- أن يتمكن الناس من التنقل بين مناطق القطاع طلبا للمساعدات بينما إسرائيل ستوسع عملياتها العسكرية، وهي التي لا تملك أي تسامح مع حركة الناس في الشارع، وتقتلهم لمجرد الشك.
والأهم من ذلك -من وجهة نظر المتحدث- أن هذه الطريقة "قد تكون محاولة لحشر السكان في منطقة محددة حتى يتسنى للجيش الإسرائيلي تهجيرهم مرة واحدة إلى الحدود المصرية، أو على الأقل أن يبقوا في هذه المنطقة واحتلال بقية القطاع تحت مسمى المناطق العازلة".
والدليل على أن إسرائيل لا تريد إيصال المساعدات أنها رفضت قيام الجيش بهذه المهمة حتى لا تحاسب عليها ولكي تتنصل من مسؤوليتها كدولة محتلة، حسب الخبير بالشأن الإسرائيلي.
وخلص مصطفى إلى أن الإسرائيليين يرفضون تصوير وجودهم في القطاع على أنه احتلال حتى لا يتحملون مسؤولياتهم تجاه الشعب الفلسطيني، ويبحثون عن طريقة تجعل المساعدات سببا في تحقيق الأهداف العسكرية.
إعلان