صدى البلد:
2025-03-04@11:42:21 GMT

علي جمعة: فاعل الشر والساكت عليه كلاهما ظالم

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن من وصايا سيدنا النبي أن نكون كالجسد الواحد ؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ويجب علينا أن نقوم بواجبنا الاجتماعي في وطنا وناسنا وأهلنا.

وأضاف علي جمعة، في منشور له، أنه يجب علينا أن نأمر بالمعروف، وأن ننهى عن المنكر، وأن نؤمن بالله، حتى نكون من العباد الربانيين في محل نظر الله سبحانه وتعالى، ترك لنا سيدنا رسول الله حديثًا أسماه العلماء بـ"حديث السفينة".

وقال سيدنا رسول الله: « مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا ، فَكَانَ الَّذِينَ فِى أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِى نَصِيبِنَا خَرْقًا ، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا . فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا ، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا » . صدق سيدنا رسول الله ﷺ ففي عنق كل واحدٍ منا مسئولية اجتماعية ننكر فيها المنكر، ولا نسكت عن الحق، نأمر فيها بالمعروف، نؤمن فيها بالله، نتغيّا فيها الخير لنا ولغيرنا.

كما ضرب سيدنا رسول الله هذا المثال وفيه ثلاث طوائف : الطائفة الأولى: تفعل المنكر، قد يكون عن حسن قصد، وقد يكون عن جهالة، وقد يكون عن سوء قصدٍ وغلٍ وحقد، ولكن سيدنا رسول الله ﷺ ضرب لنا المثل عن أولئك الذين يكونون عن حسن قصد، وبالرغم من ذلك لو تركناهم لهلكوا ولأهلكوا مع حسن قصدهم، وأنهم لا يريدون أن يؤذوا إخوانهم، ولكن ذلك بحمقٍ، وليس بحكمة.

الطائفة الثانية: تسكت عن الحق، لا تنكر منكرًا ولا تأمر بمعروف، وهي في حال السكوت، وهي طائفةٌ تُفهم من الحديث.

وطائفةٌ ثالثة: تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتأخذ على يد الظالم، وعلى يد المنحرف، وعلى يد الأحمق.

وذكر علي جمعة، أن الناجي من الفرق الثلاث هي الفرقة التي تقوم بواجبها من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أما الفرقة التي فعلت الشر، وهذه التي سكتت عن الشر فكلاهما ظالم.

وتابع: إذن هذه السفينة استهم عليها أقوام؛ ولذلك نرى الإمام البخاري يخرجها في صحيحه في كتاب «الشركة»؛ لأن القوم يشتركون في السفينة، «واستهموا فأصاب بعضهم أعلاها» في الهواء الطلق «وبعضهم أسفلها؛ فقال الذين في أسفلها: لو أنّا نخرق خرقًا في نصيبنا» هذا صحيح نصيبهم من السفينة، كانوا يخرجون يستقون فيؤذون أصحابهم بشيءٍ من رشاش الماء، ومن رقة قلوبهم وحسن نياتهم أرادوا ألا يؤذوا إخوانهم في العلو من هذا الماء، ومن مضايقتهم، نيةٌ حسنة وقلبٌ سليم وفعلٌ أحمق.

ولذلك ليس كل من يرتكب الخطأ لابد أن يكون سيء النية، قد يكون حسن النية، لكنه يفعل الشيء الذي يكر عليه وعلى جماعة من حوله ومواطنيه بالسوء وبالبطلان، «فلو أنهم أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا» فهؤلاء الحمقى سينجون إذا أخذوا على أيديهم ؛ ولذلك هنا يُقر النظام، ويجعلنا كما قال في الصلاة: «لينوا في أيدي إخوانكم»، ويجعلنا جميعًا على قلب رجلٍ واحد، ويجعلنا جميعًا نتوخى الخير لكل الناس، ويجعلنا جميعًا في قاربٍ واحد؛ ولذلك لابد من وضوح الهدف، ومن الأمر بالمعروف، ومن النهي عن المنكر، وأن يحب بعضنا بعضا؛ فإن الكراهية من أمراض القلوب، وإن الحب من طاعات هذه القلوب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة وصايا الشر ظالم الأمر بالمعروف سیدنا رسول الله عن المنکر علی جمعة

إقرأ أيضاً:

3 ساعات فى رمضان يستجاب فيها الدعاء .. اغتنم الفرصة

استجابة الدعاء، الدعاء سلاح المؤمن القوي، والدعاء هو العبادة كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم: «إن الدعاء هو العبادة، ثم قرأ ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي»، وبشرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم من يدعو الله بأن الله لن يرد خائبا بدعائه، فقال: «إن الله حيي كريم، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين» [رواه أبو داود، وابن حبان]، ويبحث الكثير عن أوقات استجابة الدعاء وكيفية استجابة الدعاء وكيف يستجاب الدعاء بسرعة، وهناك ساعتان لا ينبغي على المسلم تفويتهم فى رمضان خاصةً يوم الجمعة ففيهما استجابة للدعاء.

3 ساعات لا تفوتهم فى رمضان

الساعة الأولى: قبل الافطار

حضر وجبتك باكراً وخصص هذا الوقت للدعاء لأن دعاء الصائم قبل أن يفطر لا يرد أبداً أدع لنفسك ولمن تحب.

الساعة الثانية: الثلث الأخير من الليل

هذة الساعة الثانية هى حوالي الثلث الأخير من الليل كرس هذا الوقت مع الكثير من الدعاء لطلب المغفرة لأنه حان الوقت الله ينزل الى السماء ينادي من سيدعوني حتي أجيب من سيسأني فأعطيه؟ من يستغفر فأغفر له؟ صحيح البخاري.

الساعة الثالثة: من عصر الجمعة للمغرب

الساعة الأولى قبل الإفطار
للصائم عند فطره دعوة لا ترد وهذه الدعوة كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) «للصائم فرحتان يفرحهما عند فطره وفرحة عند لقاء ربه»، فهناك أمرين مهمين لاستجابة دعاء الصائم، وهما الأول عندما تتناول شيئًا من الطعام بعد طول الصيام كأنك تحيي الجسد وتفرج كرب هذه الخلايا وهذه لحظة من اللحظات التى يستجيب عندها الدعاء.

والثانية هي أنك في حاجة إلى الطعام وإلى الإقبال على ما منعت منه ومع ذلك فأنت مقبل على الدعاء فتقدم التوجه إلى الله تعالى على حاجة نفسك ولذلك كما جاء في الحديث «أحب الذكر الى الله تعالى سُبحة الحديث قالوا وما سُبحة الحديث يا رسول الله قال القوم يتحدثون والرجل يسبح» فهذا متعلق بالملأ الأعلى فيكون غيره مقبلا على الطعام وهو مقبل على ربه علم أنه في حالة إجابة فيسأل ربه أن يتقبل منه وأن يغفر له.

وكما جاء فى الحديث «اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت وبك أمنت وعليك توكلت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله».

الساعة الثانية استجابة الدعاء فى الثلث الأخير من الليل

قيام الليل من أوقات استجابة الدعاء، وهو من أوقات الغفلة التي تعدل الهجرة إلى مدينة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فراراً بالدين، فإنّ الله عز وجلّ يَنزل كلَ ليلة في الثُلثِ الأخير من اللّيل إلى السّماء ِالدُّنيا فيقول:«هل من داعٍ فأستجيبُ لهُ هل من سائلٍ فأعطيهُ، هل من مستغفرٍ فأغفرُ له، حتى يطلع الفجر»، وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «لا يَرُدُّ القَضَاءَ إلا الدُّعاء».

وورد في السنة الصحيحة أن المحافظة على قيام الليل لها معجزات عظيمة، منها ما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، من الفضائل الخمس، فقال: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد".

وورد عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، أن رسول لله صلى لله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول: (اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ولك الحمد أنت قيوم السماوات والارض ولك الحمد أنت رب السماوات والارض ومن فيهن أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت فاغفر لى ماقدمت وأخرت وأسررت وأعلنت أنت إلهى لا إله الا أنت).

وجاء عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: «أَنَّ رَجُلاً، جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: كَيْفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: مَثْنَى ‌مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ، تُوتِرُ لَكَ مَا قَدْ صَلَّيْتَ». قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «يا أيها الناسُ أفشوا السلامَ، وأَطْعِمُوا الطعامَ، وصِلُوا الأرحامَ، وصَلُّوا بالليلِ والناسُ نِيَامٌ، تدخلون الجنةَ بسلامٍ».

ولقيام الليل أثر كبير على نقاء وسلامة القلب، حيث قال الشيخ أبو اليزيد سلامة ، الباحث في مشيخة الأزهر الشريف، إن قيام الليل، وصيام النهار لهما أثر كبير جداً على نقاء وسلامة القلب ، متابعا أن لذة الحياة تنبع من القلب السليم .

وأضاف الشيخ أبو اليزيد سلامة ، خلال استضافته في برنامج " صباح الخير يا مصر"، والمذاع على فضائية " القناة الأولى المصرية "، أن من علامات الشعور باللذة في الجنة هي نزع الغل من قلوب المؤمنين للتمتع بالنعيم، والقدر الكافي من التسامح، والمغفرة .

وتابع، أن الإنسان الذي يقتدي بالنبي الكريم يتمتع بسلامة الصدر، مستدلا على ذلك بتصرف الرسول مع "عبد الله من أُبي "، وكيف سامحه النبي بعد طلب من ابنه، ومنحه ردائه ليكفنه، مبياً أن الطهارة القلبية خلق وقيمة مارسها الرسول في كافة جوانب حياته، وأن طهارة القلب تتحقق في عدد من الـ خطوات ، وأولها ذكر الله مع استحضار القلب، وقراءة القرآن .

الساعة الثالثة تكون فى يوم الجمعة

اختلف العلماء في تحديد ساعة استجابة الدعاء يوم الجمعة، وانتهى البحث فيها إلى قولين تضمنتهما الأحاديث النبوية، وأحدهما أرجح من الآخر.

القول الأول: أنها بين جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة، وحجة هذا القول ما روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَسَمِعْتَ أَبَاكَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَأْنِ سَاعَةِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ؛ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ»، وروى الترمذي من حديث كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يَسْأَلُ اللَّهَ الْعَبْدُ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاه» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيَّةُ سَاعَةٍ هِيَ؟ قَالَ: «حِينَ تُقَامُ الصَّلَاةُ إِلَى الِانْصِرَافِ مِنْهَا».

القول الثاني: أنها بعد العصر، وهذا أرجح القولين، وهو قول عبد الله بن سلام، وأبي هريرة، والإمام أحمد، وغيرهم، وحجَّة هذا القول ما رواه أحمد في مسنده عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَهِيَ بَعْدَ الْعَصْرِ»، وما رواه أبو داود والنسائي عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، لَا يُوجَدُ فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ».

مقالات مشابهة

  • أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان.. المهاجرة التي زوّجها النجاشي لرسول الله
  • سيحدث قتنة.. سعاد صالح عم مسلسل معاوية.. فيديو
  • شخصيات إسلامية.. سمع النبي قراءته في الجنة حارثة بن النعمان الأنصاري
  • أعزَّك الله.. سيدنا عزيزَ الإسلام
  • كيف يكون الكون بزمانه وأحداثه أمام الله في وقت واحد؟.. علي جمعة يوضح
  • صحابيات الرسول| عسراء اللسان.. تعرف عليها
  • هل صلى النبي التراويح؟
  • 3 ساعات فى رمضان يستجاب فيها الدعاء .. اغتنم الفرصة
  • كيفية صلاة التراويح في البيت منفردا وجماعة كما صلاها رسول الله
  • صحابيات الررسول .. أم زفر تعرف عليها