تشاتام هاوس: هكذا خدمت طوفان الأقصى المصالح الروسية على جميع الأصعدة
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
اعتبر تحليل نشره مركز تشاتام هاوس للأبحاث في لندن أن حرب غزة تخدم بشكل واسع المصالح الروسية على جميع الأصعدة إلا فيما يتعلق بعلاقاتها مع دول الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح التحليل أن حرب غزة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية تجذب انتباه السياسيين ووسائل الإعلام والجمهور في الولايات المتحدة بعيداً عن خصمها اللدود أوكرانيا.
كما تخيم الحرب بظلالها على أنشطة روسيا الخبيثة، فعلي سبيل المثال حظي انسحاب موسكو من التصديق على معاهدة حظر التجارب النووية، وتخريب خط أنابيب الاتصال ببحر البلطيق، بقدر تدقيق أقل مما كان يمكن أن يكون عليه الحال خلال الشهر الماضي.
وإضافة لذلك، تخدم حرب غزة بشكل تام حاليا؛ ما يردّده الكرملين على نطاق واسع من أنه يعمل كحصن في مواجهة التوسع العدواني الأمريكي.
ولا تتمتع روسيا بنفس الولاءات مثلما هو حال الولايات المتحدة مع إسرائيل؛ وهو ما يتيح لها فرصة التعبير عن التعاطف بالنسبة لإسرائيل وفلسطين على السواء بطرق لا يمكن لكثير من الدول الغربية، وخاصة أمريكا القيام بمثلها.
كما استغل الكرملين الفرصة وأعاد التأكيد عن اعتقاده (المبرر) بأن الولايات المتحدة لطالما قوّضت باستمرار الجهود الدولية لحلّ القضية الفلسطينية، بل أنه زعم أن الولايات المتحدة مسؤولة عن كل من هجوم حماس، في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وردّ الفعل الإسرائيلي الذي استتبع ذلك.
وذهب إلى ما هو أبعد من ذلك باتهام أوكرانيا ببيع أسلحة لحركة حماس على أمل أن تخلق شقاقاً بين إسرائيل وأوكرانيا.
خسارة إسرائيل
لكن في المقابل فإن الحرب وضعت حداً أيضاً لسياسة موسكو القائمة منذ فترة طويلة على موازنة علاقاتها في الشرق الأوسط بين إسرائيل وجيرانها.
فبعد أن دفعت الحرب مع أوكرانيا روسيا إلى المزيد من الارتماء في أحضان إيران، تنظر تل أبيب الآن إلى الكرملين باعتباره وسيطاً مشكوكاً فيه في أحسن الأحوال، أو حليفاً لحماس في أسوأ الأحوال.
وذكر التحليل أن روسيا لم تحظ مطلقاً بالثقة من جانب الإسرائيليين أو الفلسطينيين، لكن روسيا استغلت في الماضي التناقضات وأقامت علاقات عمل مع الجانبين عبر السنين.
اقرأ أيضاً
بعد حرب غزة.. روسيا تنفي وجود تغيير في علاقتها مع إسرائيل
وكان البعض يرون أن روسيا يمكن أن تكون وسيطاً محتملاً بين إسرائيل والفلسطينيين، وحتى وقت قريب، حاولت روسيا تطوير علاقات جيدة مع تل أبيب، واعتبرتها شريكاً صامتاً في المنطقة، متجاهلة الهجمات الإسرائيلية ضد من يعملون بالوكالة لحساب إيران في سوريا.
لكن على أي حال فإن من المرجح أن تعني حرب غزة نهاية سياسة روسيا القائمة منذ عقود، المتمثلة في تحقيق التوازن بين مختلف الأطراف في الشرق الأوسط.
وفي ضوء ترحيب روسيا بوفد فلسطيني، في موسكو الشهر الماضي، ورفضها إدانة هجوم “حماس” على إسرائيل، وتحالفها الوثيق مع إيران، لم تعد تل أبيب تعتبر روسيا حليفاً، ومن المرجح أن ترفض أن تكون وسيطاً.
ويتحدث خبراء إسرائيليون صراحة عن احتمال أن تكون روسيا قد علمت مسبقاً بهجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين أول، وحتى احتمال مشاركتها غير المباشرة في الإعداد له.
لكن حتى الشكوك الإسرائيلية المحتملة تخدم المصالح الروسية أيضا، اذ أن الحديث عن دعم موسكو لهجوم حماس بأي شكل من شأنه كسب روسيا تدريجياً لقلوب وعقول العرب في الجزء العربي من الشرق الأوسط، حيث لم تكن علاقاتها القوية مع حماس غائبة عن الأنظار.
وفي المقابل يساعد الجنوب العالمي، وخاصة الشرق الأوسط، روسيا على مواجهة التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الصراع مع الغرب، وجذب موسكو إلى الوقوف إلى جانب حماس أكثر من وقوفها إلى جانب إسرائيل.
ويعني هذا أيضاً توافقاً مع الصين، التي يعتبر موقفها على نطاق واسع موالياً للفلسطينيين، وعاملَ توازن في مواجهة موقف الغرب.
وفي جميع الأحوال، يشعر الشارع العربي بالارتياح لاستغلال موسكو الموقف لصالحها، طالما أن ذلك يجعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لأنصار إسرائيل ويوجد بدائل في المسرح الدولي.
اقرأ أيضاً
معادلة روسيا وإسرائيل.. غزة توتِّر علاقتهما وإيران تمنع انهيارها
المصدر | تشاتام هاوس- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تشاتام هاوس حرب غزة الولایات المتحدة الشرق الأوسط بین إسرائیل حرب غزة
إقرأ أيضاً:
موسكو: مبعوث ترامب لم يتواصل بعد مع روسيا بشأن تسوية النزاع في أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف إن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى أوكرانيا، كيث كيلوج، لم يتواصل بعد مع موسكو بشأن قضايا تسوية النزاع الأوكراني.
وأوضح ريابكوف - في تصريحات للصحفيين - "لم يتواصل بعد مع موسكو"، وذلك في تعليق على تصريحات كيلوج التي قال فيها إن ترامب قد يحاول الوفاء بوعده وإنهاء النزاع الأوكراني بحلول نهاية هذا العام.
وفي الوقت نفسه، أشار ريابكوف - حسبما ذكرت وكالة تاس الروسية - إلى أن الجانب الروسي "يراقب كل ما ينشر أو يقال أو ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الأفراد الذين سيشغلون في نهاية المطاف مناصب مسؤولة في الإدارة الأمريكية القادمة".
وأضاف: "لكن هذه الإشارات ليس لها طابع رسمي. وللنظر في أمر جاد، نحتاج إلى طلب رسمي مناسب". وأبرز ريابكوف أن موسكو قد صرحت - مرارا - بموقفها علنا في شكل مقترحات ومبادرات ملموسة.
وقال: "كل هذا على الطاولة"، مضيفا: "الإدارة الأمريكية المنتهية، وكل خصومنا الأوروبيين، يعرفون هذا جيدا. وجيراننا أيضا.
حلفاؤنا غارقون في هذا الموضوع، والأغلبية العالمية، بما في ذلك الدول التي لديها مقترحات خاصة بها، تتلقى إحاطات منتظمة. لذلك، لا يوجد هنا أي غموض".
وأشار إلى أنه إذا كان كيلوج يريد الاعتماد على المنطق السليم في صياغته للمستقبل، "فإنه في مرحلة ما، وبطريقة أو بأخرى، سيتعين عليه العمل وفقا للأفكار التي اقترحناها". وأضاف أن المبادرات الروسية "تنبع من الواقع، من الحقائق".
وقال: "إنها تعكس عزمنا الثابت على الدفاع عن مصالحنا الأساسية، بما في ذلك مصالح الأمن. لذلك، لا يمكننا التراجع عن هذا الخط". يشار إلى أنه طوال حملته الانتخابية، قال ترامب مرارا إنه سيسعى لإيجاد حل دبلوماسي لأزمة أوكرانيا قبل أن يتولى منصبه.