اليهود جاءوا من مستنقعات العالم ليقيموا دولة على أرض فلسطين
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
شهدت دولة الاحتلال الاسرائيلي هجرة الكثير من يهود العالم اليها من جنسيات دول مختلفة بدأت منذ عشرات السنين ومن بينهم هجرة اليهود من الاتحاد السوفيتي إلى إسرائيل في سبعينيات القرن العشرين، ثم رفع الاتحاد السوفييتي حظر السفر على مقدمي طلبات الهجرة المرفوضين، ويقدر عدد المهاجرين خلال ذلك العقد بحوالي 163 ألف، وهم لا يشكلون بالضرورة غالبية المهاجرين اليهود من الاتحاد السوفييتي في نفس الفترة.
وكانت الهجرة الجماعية أمرًا غير مرغوب فيه من الناحية السياسية للنظام السوفييتي، وبعد انتصار إسرائيل في حرب 1967، قام الاتحاد السوفييتي بقطع علاقاته الدبلوماسية مع الدولة اليهودية وظهرت حملة إعلانية مضادة للصهيونية في وسائل الإعلام المملوكة للدولة، بالإضافة إلى ظهور مكافحة الصهيونية في الاتحاد السوفييتي وبعد موقف حاد ضد يهود الاتحاد السوفييتي ومع نهاية الستينيات من القرن العشرين، أصبحت الحياة الثقافية والدينية اليهودية في الاتحاد السوفييتي أمرًا مستحيلاً من الناحية العملية، وتم استيعاب اليهود السوفييت.
وتم رفض منح العديد منهم الإذن الرسمي لمغادرة الاتحاد السوفييتي، ومن أسباب الرفض التي كان يتم تقديمها من خلال وزراة الشئون الداخلية الروسية والتي كانت مسئولة عن منح تأشيرات الخروج، أن الأشخاص الذين اطلعوا في فترة من فترات عملهم المهني على معلومات هامة بالنسبة للأمن القومي السوفييتي لا يمكنهم مغادرة الدولة، وبعد عملية اختطاف الطائرة على يد ديمشيتس وكوزنيتسوف في عام 1970، والحملة التي تلت ذلك، أدت الإدانات الدولية القوية إلى دفع السلطات السوفييتية إلى زيادة الحصة المخصصة للهجرة، وخلال الفترة بين 1960 و1970، غادر الاتحاد السوفييتي 4000 فرد، وفي العقد التالي، ارتفع هذا الرقم إلى 250 ألف شخص.
وفي عام 1972، فرض الاتحاد السوفييتي ما يطلق عليه اسم ضريبة الشهادة على من يرغبون في الرحيل، والذين تلقوا التعليم العالي في الاتحاد السوفييتي وفي بعض الحالات، كانت تلك الرسوم مرتفعة للغاية وتصل إلى عشرين راتبًا سنويًا وقد تم وضع هذا الإجراء على ما يبدو من أجل مكافحة هجرة العقول الناجمة عن الهجرة المتنامية لليهود السوفييت وغيرهم من أعضاء صفوة المثقفين إلى الغرب وبعد الاعتراضات الدولية، ألغى الكرملين الضريبة، إلا أنه استمر في فرض العديد من القيود المتنوعة على نحو متفرق.
واختار العديد من أولئك الذين سمح لهم بالمغادرة إلى إسرائيل وجهات أخرى، وكان من أبرزها الولايات المتحدة، وكان يجب على من يرغب في مغادرة الاتحاد السوفييتي التقدم للحصول على تأشيرة خروج، والتي كان يمكن أن تحتوي على خطاب طلب موجه من أحد أعضاء العائلة المقيمين في نفس الدولة التي يرغب الشخص في الهجرة إليها، وكان الشخص الذي يقوم بإرسال التأشيرة ملزمًا بدعم هذا الفرد من أعضاء العائلة.
خلال حرب الأيام الستة، توقفت الهجرة من الاتحاد السوفييتي تقريبًا بشكل كامل، وبالإضافة إلى ذلك، لم تكن السلطات تقبل أي طلبات بتأشيرات الهجرة والسبب في ذلك كان أن الاتحاد السوفييتي يدعم الدول العربية أثناء الحرب، بالإضافة إلى قطع العلاقات مع إسرائيل وفي عام 1971، وصلت الحركة المناهضة للصهيونية إلى مدى لم تصل إليه من قبل، وحتى مع ذلك، وأثناء هذا العام، تم اتخاذ قرار من خلال كبار أصحاب القرار فيما يتعلق بمنح تأشيرات الخروج للمهاجرين من اليهود.
خلال أواخر الستينيات من القرن العشرين والسبعينيات من نفس القرن، هاجر حوالي 163000 يهودي سوفييتي إلى إسرائيل، وحدثت أغلبية موجة الهجرة تلك بين عامي 1969 و1973، ومقارنة بالمهاجرين الآخرين الذين هاجروا إلى إسرائيل خلال نفس الفترة الزمنية، وفي وقت سابق أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن عدد اليهود الذين هاجروا إلى اسرائيل من روسيا فاق عدد أولئك القادمين من فرنسا.
كما كشفت أرقام المكتب المركزي للإحصاء بدولة الكيان الإسرائيلي، أن اليهود المغاربة يشكلون نسبة هامة في التعداد السكاني في إسرائيل، حيث يبلغ عددهم حاليا إلى 6,5 ملايين يهودي من أصول مغربية ونسبة اليهود من أصول مغربية الذين يقيمون ويتواجدون بإسرائيل اليوم، تصل إلى 8,13 بالمائة من النسبة العامة لمجموع السكان، وعدد اليهود المغاربة المتواجد في إسرائيل هو نتيجة الهجرات التي انطلقت في العقود الماضية، حيث هجر من المغرب نحو إسرائيل 146 ألفا و400 يهودي مغربي، لتتكاثر أعدادهم اليوم ويبلغون 6 ملايين ونصف فرد.
وعدد اليهود المغاربة الذين لازالوا يقيمون في المغرب، ولم يهاجروا إلى إسرائيل لا يتعدى عددهم ألفين شخص، بعدما كان عددهم في الخمسينات يصل إلى 250 ألف يهودي مغربي، فاليهود المغاربة لم يهاجروا كلهم إلى إسرائيل، بل اتجه بعضهم إلى دول أوروبية مثل فرنسا، وأخرون فضلوا الولايات المتحدة الأمريكية التي تضم حاليا أكبر عدد من اليهود قي العالم بعدد 5,7 ملايين يهودي.
وهناك هجرة بعدد كبير لليهود من الدول العربية والإسلامية إلى اسرائيل بدأت بعدد من عمليات النزوح اليهودية الصغيرة من العديد من دول الشرق الأوسط في أوائل القرن العشرين، وكان قد هاجر عدد قليل جدًا من اليهود من الدول الإسلامية خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين وقبل وثيقة إعلان قيام دولة إسرائيل في عام 1948، كان ما يقارب 800,000 يهودي يعيشون في أراض تشكل العالم العربي الآن.
وقعت أولى عمليات التهجير على نطاق واسع في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن العشرين، معظمها من العراق واليمن وليبيا، حيث غادر أكثر من 90% من السكان اليهود في هذه الهجرات، وهاجر 260 ألف يهودي من الدول العربية إلى إسرائيل بين عامي 1948 و1951، ما يمثل 56% من إجمالي المهاجرين إلى الدولة التي أسست حديثًا وكان هذا نتاج تغير في السياسة لصالح الهجرة الجماعية التي تركز على اليهود من الدول العربية والإسلامية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي الاتحاد السوفييتي هجرة اليهود الاتحاد السوفییتی الیهود المغاربة القرن العشرین الدول العربیة إلى إسرائیل الیهود من العدید من من الدول فی عام
إقرأ أيضاً:
رئيسة وزراء إيطاليا: الاتحاد الأوروبي لن يسمح لروسيا بزعزعة أمنه عبر الهجرة غير المشروعة
أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجا ميلوني، أن الهجرة غير المشروعة تمثل تهديدًا أمنيًا خطيرًا للاتحاد الأوروبي، مشددة على ضرورة حماية الحدود الأوروبية من التهديدات التي تشكلها روسيا والمنظمات الإجرامية في هذا السياق.
وفي مؤتمر صحفي عقدته يوم الأحد عقب قمة للاتحاد الأوروبي حول الأمن في فنلندا، صرحت ميلوني بأن معالجة ملف الهجرة غير المشروعة على أساس التضامن فقط كان "خطأ كبيرًا"، مشيرة إلى أن هذه السياسة فشلت في حماية الحدود الأوروبية من التهديدات المتزايدة.
وقالت ميلوني: "النتيجة الواضحة لهذا النهج هي أننا لم نتمكن من حماية حدودنا كما ينبغي، إننا بحاجة إلى سياسة جديدة أكثر صرامة وفاعلية في الدفاع عن حدودنا الخارجية".
وأضافت رئيسة الوزراء الإيطالية أن الاتحاد الأوروبي لن يسمح لروسيا أو لأي منظمات إجرامية باستخدام الهجرة كأداة لزعزعة الأمن الأوروبي، مؤكدة أن هذا الأمر يمثل تحديًا يتطلب استجابة جماعية وحازمة من دول الاتحاد.
وأشارت إلى أن الدول الأوروبية تواجه اليوم تصاعدًا في محاولات استغلال الهجرة غير المشروعة لتحقيق أهداف سياسية أو إجرامية، مما يجعل من الضروري تعزيز التعاون الأوروبي في مجال الأمن وحماية الحدود.
وفي سياق حديثها، دعت ميلوني إلى تغيير النهج الأوروبي في التعامل مع ملف الهجرة، مؤكدة أن الاتحاد بحاجة إلى سياسات شاملة تستند إلى تعزيز الحماية الأمنية وتوفير حلول عملية للحد من تدفق المهاجرين.
واختتمت ميلوني تصريحاتها بالتأكيد على أهمية توحيد الصف الأوروبي لمواجهة التحديات الأمنية، مشددة على أن الاتحاد الأوروبي سيظل حازمًا في الدفاع عن أمنه واستقراره ضد أي تهديدات، سواء كانت داخلية أو خارجية.
المرشد الإيراني: أمريكا وإسرائيل أحدثوا الفوضى في سوريا ويتوهمون تحقيق الانتصار
صرح المرشد الإيراني، علي خامنئي، بأن الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، إلى جانب حلفائهما، هم المسؤولون عن الفوضى التي شهدتها سوريا خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن اعتقادهم بتحقيق انتصار هناك مجرد وهم.
وفي خطاب تناول قضايا المنطقة، أكد خامنئي أن بلاده ليست لديها أي قوات تعمل بالوكالة، واصفًا الحديث عن فقدان إيران "وكلاءها" في المنطقة بأنه "غير صحيح"، وأضاف: "إيران لا تعتمد على أي وكلاء لتنفيذ سياساتها، وإذا أردنا يومًا أن نتخذ أي خطوة أو أن نتحرك، فإننا سنفعل ذلك بشكل مباشر ولن نحتاج إلى أي قوات بالوكالة".
وأوضح خامنئي أن الأزمات التي تمر بها المنطقة، وخاصة في سوريا، هي نتيجة مباشرة لسياسات الولايات المتحدة وإسرائيل، مشددًا على أن دورهما التخريبي لم يكن لتحقيق استقرار أو سلام، بل لإحداث اضطرابات تخدم مصالحهما الخاصة.
وأضاف المرشد الإيراني أن القوى التي تقف إلى جانب أمريكا وإسرائيل تتحمل أيضًا مسؤولية كبيرة عن الفوضى والدمار الذي لحق بسوريا، معتبرًا أن هذه القوى تسعى فقط لتعزيز نفوذها على حساب استقرار الدول.
وفي سياق رده على الانتقادات الموجهة لإيران بشأن نفوذها الإقليمي، أكد خامنئي أن بلاده تظل ثابتة في مواقفها ومبادئها، وأنها لا تحتاج إلى قوات أو تنظيمات تعمل بالوكالة لتحقيق أهدافها، وقال: "إيران لديها قدراتها الذاتية، وأي تحرك نقوم به يكون بقرار مباشر وبإرادة واضحة".
واختتم خامنئي تصريحاته بالتأكيد على أن المقاومة في المنطقة مستمرة، وأن المشاريع الأمريكية والإسرائيلية ستفشل في تحقيق أهدافها، مشددًا على ضرورة أن تتحمل الشعوب والدول مسؤولياتها في مواجهة التدخلات الخارجية.