مؤيدو إسرائيل غاضبون من كاريكاتير بالإندبندنت يشبه جنين بأوكرانيا
تاريخ النشر: 9th, July 2023 GMT
أثارت صحيفة الإندبندنت البريطانية جدلا وإدانة من الجالية اليهودية في المملكة المتحدة، بعد أن نشرت رسما كاريكاتيريا يوم الأربعاء الماضي يشبه هجوم الجيش الإسرائيلي على جنين بالغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي تعليق لها على الموضوع، قالت صحيفة جيروزاليم الإسرائيلية إن رسام الكاريكاتير المذكور ديف براون كان قد تعرض لانتقادات من قبل لرسمه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون في شكل وحش مشوه يلتهم الأطفال الفلسطينيين.
ويصور الرسم رجلا فلسطينيا ملقى على الأرض ووجهه لأسفل محاطًا بالركام وتحلق فوقه طائرات مقاتلة، كما تظهر بوضوح لافتة بها ثقوب من أثر اختراق الرصاص، وقد كُتب عليها "جنين"، لكن الرجل الملقى على الأرض استخدم الدم لتحويل الكلمة إلى "أوكرانيا".
وبجانب الرجل، كتب رسام الكاريكاتير "هل تراني الآن؟" للإيحاء بأن محنة الفلسطينيين مغيبة لأن التركيز والاهتمام منصب على معاناة أوكرانيا.
Tomorrow's @Independent cartoon… #Jenin #JeninRefugeeCamp #JeninUnderAttack #Palestine #Israel #IsraeliOccupation pic.twitter.com/y8PZ7e7mwc
— Dave Brown (@DaveBrownToons) July 4, 2023
وقالت الصحيفة إن هذا الكاريكاتير قوبل بغضب من المجتمع اليهودي البريطاني، إذ قال متحدث باسم مجلس القيادة اليهودية لصحيفة "جيويش كرونيكل" إن هذه "محاولة واضحة لإنكار حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من خلال إلقاء معادلة زائفة بين الأوكرانيين والإرهابيين الفلسطينيين المسلحين".
وقال العضو في منظمة "محامون بريطانيون من أجل إسرائيل (UKLFI)" جوناثان تورنر لصحيفة جيروزاليم بوست إن "الرسائل التي تنقلها الرسوم الكاريكاتيرية في صحيفة الإندبندنت خاطئة تمامًا.. وجنين ليست مثل أوكرانيا بل هي نقيضها تماما، كما أن مثل هذه التشويهات تزيد من ظاهرة معاداة السامية".
كما قال متحدث باسم الجمعية اليهودية الوطنية (NJA) لصحيفة كرونيكل إن منظمته "غاضبة" بشدة من هذه المقارنة، إذ إن "الأوكرانيين يقاتلون لأن أراضيهم قد تم غزوها، ولا يسعون إلى تدمير روسيا وقتل كل الروس"، كما هو الهدف المعلن للفلسطينيين تجاه الإسرائيليين، على حد تعبير غاري موند.
واتهم موند وسائل الإعلام البريطانية بالانحياز ضد إسرائيل، مشيرا إلى مقابلة أجريت مؤخرا قالت فيها مذيعة "بي بي سي" لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت إن الجيش الإسرائيلي سعيد بقتل الأطفال.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
من غزة إلى جنين.. صورة واحدة للصمود الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي
بين أطلال المنازل والركام المنتشر في كل مكان، ووسط مشاهد الدمار الهائل التي خلّفتها حرب الإبادة الإسرائيلية يحاول سكان قطاع غزة التشبث بالأمل بحثا عن الاستقرار والأمن الذي غاب عن القطاع طيلة أشهر عديدة، ورغم المعاناة الشديدة بعد أن تحوّلت منازلهم المدمرة إلى ملجأ مؤقت يقيهم التشرد يصرون على البقاء فيها متمسكين بأرضهم وبحقهم في الحياة.
وعرض برنامج «من مصر»، الذي يقدمه الإعلامي عمرو خليل، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، تقريرا بعنوان «من غزة إلى جنين.. صورة واحدة للصمود الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي».
عادوا من خيام إلى العراء ومنازل تحولت إلى ركام وأنقاض، لكنها كانت العودة التي أفشلت كل مخططات التهجير القسري وأحبطت أهداف الاحتلال في التطهير العرقي والإبادة الجماعية في القطاع، فسجلت مشاهد العائدين لحظة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني لترسخ من جديد لحق العودة والتمسك بالأرض مهما بلغت التضحيات.
على الجانب الآخر من الأرض الفلسطينية وفي الضفة الغربية المحتلة، يتكرر نفس سيناريو التدمير والتهجير، ففي جنين وطولكرم وطوباس وبالتزامن يمضي الاحتلال الإسرائيلي في حربه العدوانية على شمال الضفة الغربية مستخدما تكتيكات أكثر صرامة على غرار ما أحدثه في غزة، وفق مخطط يعمل على إيقاع أكبر قدْر ممكن من الخراب والدمار والقتل، وتحويل مخيمات اللجوء فيها إلى مناطق غير صالحة للحياة وإجبار سكانها على النزوح.
ما فشلت في تحقيقه في غزة، تحاول حكومة نتنياهو وبدعم من الإدارة الأمريكية تعويضه في الضفة المحتلة سعيا إلى استعادة الهيبة الإسرائيلية المفقودة أمام الفلسطينيين ومنعهم من التصدي لمخططات الضم والتهويد والتهجير القسري، وبينما يسابق جيش الاحتلال الزمن لفرض واقع جديد على الأرض يبقى الرهان على الصمود الفلسطيني الذي لا يعرف مستحيلا، فكما أحبط كل مخططات الاحتلال في غزة فهو قادر أيضا على إفشالها في الضفة المحتلة.