لماذا أقام جيش الاحتلال نقاط تمركز وسواتر ترابية في غزة؟.. خبير عسكري يجيب
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
كشف تحليل صور أقمار صناعية حديثة لقناة الجزيرة تمركز قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بصورة رئيسية في شمال غرب وجنوب غرب مدينة غزة.
وأظهر التحليل تمركز آليات جيش الاحتلال خلف سواتر ترابية على طول ساحل غزة، إضافة إلى تموضع آليات الجيش الإسرائيلي داخل مدينة غزة في أحياء سكنية بعد تسويتها بالأرض.
ووفق الصور التي بثتها الجزيرة، فإن المربعات الحمراء في الصورة تظهر نقاط تجمع آليات جيش الاحتلال، فيما ترمز المربعات الصفراء إلى السواتر الترابية.
وفي تحليله لهذه الصور الحديثة، قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إنها تعود إلى يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري ما يعني أنها التقطت بعد مرور 11 يوما على بدء العملية البرية الإسرائيلية داخل قطاع غزة.
وبيّن أن القوات الإسرائيلية دخلت من محور الشمال الغربي لقطاع غزة وسلكت طريق الرشيد وصولا إلى أبراج الكرامة والمخابرات بعدما قطعت 6 كيلومترات معظمها أراض زراعية.
وأشار إلى أن حجم القوة التي دخلت من منطقة السياج تقدر بلواءين عسكريين فيما المنطقة صغيرة وضيقة وفيها معركة دفاعية، وهو ما دفع جيش الاحتلال لتدشين "مناطق انتظار متقدمة" من أجل تعويض الآليات التي تدمر وضرورة إرسال بديل لها.
ولفت إلى أن جيش الاحتلال أقام مناطق تجمع وسواتر ترابية متقدمة بهدف تأمين حماية مؤقتة بعدما انعطفت القوات القادمة من منطقة مخيم الشاطئ نحو الشرق ثم استدارت جنوبا.
وشدد على أن نقاط التعزيز مهمتها تعزيز طلائع القوات الإسرائيلية وتعويض الخسائر وتبديل الآليات المعطوبة.
أما فيما يتعلق بتمركز آليات جيش الاحتلال عند مدرسة ابتدائية مليئة بالنازحين وحول مربع المستشفيات، قال الدويري إن وضعها في هذه المناطق بهدف جعلها دروعا بشرية.
وأشار إلى أنها تعد نقطة تجمع متقدمة وضعت بأماكن حساسة لمنع كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل المقاومة من استهدافها بقذائف "الياسين 105".
وبيّن أن انفجار الآليات قد يلحق ضررا بالنازحين الفلسطينيين "لذلك يتخذ الجيش الإسرائيلي من المدارس والمستشفيات دروعا بشرية".
وحول مناطق التجمع والسواتر الترابية في جنوب غرب غزة وتحديدا بحي الشيخ عجلين، أوضح الخبير العسكري أنها أقيمت في مناطق فارغة حيث يتم إخفاء ثلثي هيكل الدبابة تجنبا لأي ضربات من المقاومة.
وقبل يومين أظهرت صور أقمار صناعية حصلت عليها قناة الجزيرة اختفاء 88 آلية عسكرية إسرائيلية متوغلة داخل قطاع غزة بين يومي 3 و8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ورجح الدويري تدميرها من قبل فصائل المقاومة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
توترات متصاعدة| هل تنجح صفقة الأسرى في تهدئة الوضع بقطاع غزة؟.. خبير يجيب
في خطوة تعكس تصاعد التوترات في المنطقة، أعلنت القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي عن إلغاء إجازات الجنود تحسبا لاحتمال استئناف القتال في غزة في حال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.
ويأتي هذا القرار في وقت حساس وسط التوترات المتزايدة، حيث أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن إلغاء الإجازات جاء ردا على ما وصفه بـ"خرق كامل" لاتفاق الهدنة.
احتمالية انهيار الهدنة في غزةوفي هذا الصدد، يقول الدكتور أيمن الرقب المحلل السياسي الفلسطيني، إن عملية تبادل الأسرى اليوم تمثل الدفعة السادسة من عمليات استلام وتسلم الأسرى بين حماس وإسرائيل، ولا تزال هناك دفعات أخرى قادمة.
وأشار الرقب- خلال تصريحات لـ “صدى البلد”، إلى أن ما قامت به حماس خلال الأسبوع الماضي لم يكن سوى مناورة سياسية.
وأضاف أن نتنياهو برر نجاح الصفقة بناء على تهديدات ترامب، وهو أمر غير دقيق، بل كان الهدف من التصريح هو إرضاء غرور ترامب".
وأشار الرقب، إلى أن القاهرة قامت بدور كبير في ضمان إتمام المراحل الثلاث من العملية، سواء كانت الهدنة أو مرحلة إعادة بناء غزة، لكننا نخشَى من أن تنهار الهدنة في المرحلة التالية، أي بعد أن تقوم إسرائيل بأخذ أسراها.
وكان أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي تعليمات للجيش بالبقاء في أقصى درجات التأهب، مع التأكيد على أن إسرائيل لن تعود إلى "واقع 7 أكتوبر"، في إشارة إلى الهجوم الذي شنه مسلحو حماس على إسرائيل في هذا اليوم.
وتأتي هذه التطورات وسط مخاوف متزايدة من تصعيد عسكري جديد في قطاع غزة، مما يهدد بتجدد العنف في المنطقة.
في الوقت ذاته، وبينما انتهت عملية تسليم الدفعة السادسة من الأسرى الإسرائيليين اليوم السبت، انتشرت عناصر من كتائب القسام (الجناح المسلح لحركة حماس) وحركة الجهاد الإسلامي في مدينة خان يونس.
وقد تم إقامة منصة في موقع التسليم، زينت بلافتات كتب عليها بالعبرية والإنجليزية، كما تم عرض صور لقائد القسام محمد الضيف، الذي اغتالته إسرائيل في أغسطس 2024، وكذلك لزعيم حماس يحيى السنوار الذي قُتل في جنوب غزة في أكتوبر 2024.
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له أنه سيتم "استقبال الرهائن الثلاثة من موقع واحد جنوبي القطاع". بينما قامت حماس بإطلاق سراح كل من الإسرائيليين يائير هورن وساجي ديكل حن وساشا ألكسندر تروبنوف، بعد أن ساعد وسطاء مصريون وقطريون في تجنب أزمة كانت تهدد بانهيار الهدنة الهشة التي أوقفت القتال منذ ما يقرب من شهر.
وكان قد تم القبض على ديكل حن، وهو أميركي إسرائيلي، وتروبنوف، وهو روسي إسرائيلي، وهورن، الذي تم أسره مع شقيقه إيتان، في مستوطنة نير عوز، أحد التجمعات السكنية الإسرائيلية في غلاف غزة، والذي اجتاحه مسلحو حماس في السابع من أكتوبر 2023.
في المقابل، كانت حماس قد أعلنت سابقا أن الإسرائيليين الثلاثة سيتم إطلاق سراحهم مقابل 369 معتقلا فلسطينيا، وهذا التبادل يعكس جهود حماس للضغط على إسرائيل وتنفيذ مطالبها، كما يخفف المخاوف من انهيار الاتفاق قبل نهاية المرحلة الأولى التي تمتد إلى 42 يوما.
وكانت حماس قد وافقت في الشهر الماضي على تسليم 33 إسرائيليًا، بينهم نساء وشيوخ، مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، وذلك خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار التي تمتد لمدة ستة أسابيع، تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من بعض مواقعها في غزة. وقد تم بالفعل إطلاق سراح 16 من أصل 33 إسرائيليًا، بالإضافة إلى خمسة تايلانديين تم تسليمهم في عملية إطلاق سراح غير مقررة.
في الوقت الحالي، بقي 76 إسرائيليا محتجزين في غزة، ويعتقد أن نصفهم فقط على قيد الحياة، وفق تقديرات إسرائيلية.
ومن المتوقع أن تبدأ المفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الممتد على 3 مراحل في الأسبوع المقبل، وتشمل هذه المرحلة الإفراج عن بقية الأسرى الإسرائيليين مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، أكد قيادي في حماس أمس الجمعة أن الحركة تتوقع بدء مباحثات المرحلة الثانية مطلع الأسبوع القادم، موضحا أن "الوسطاء يواصلون المباحثات في هذا الشأن".
أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق، فستركز على إعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة تكلفته بأكثر من 53 مليار دولار، ويهدف إلى إعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها الحروب المتتالية.