كبير مفاوضي مصر وأفريقيا للمناخ لـ«الاتحاد»: حياة مليارات البشر مُهددة بسبب تغيّر المناخ
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
عبد الله أبو ضيف (القاهرة)
اعتبر السفير محمد نصر الدين، كبير مفاوضي مصر وإفريقيا للمناخ، أن عقد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» في دولة الإمارات العربية المتحدة، اعتراف من المجتمع الدولي بقدرتها على إدارة المفاوضات الدولية المعقدة ذات الأبعاد السياسية والاقتصادية، لافتاً إلى أن حياة مليارات البشر وسُبل عيشهم مُهددة بسبب تداعيات تغير المناخ.
وفي أبوظبي، أصدر الاجتماع الخامس للجنة الانتقالية المعنية بموضوع الخسائر والأضرار، الذي عقد يومَي 3 و4 نوفمبر الجاري، توصياتٍ تشمل توفير الدعم اللازم للمجتمعات الأكثر حاجة إليه، وخاصة الدول التي تكبدت خسائر وأضراراً نتيجة تداعيات تغير المناخ، على أن تكون مسؤولية الأطراف خلال COP28 التوصل إلى اتفاق لتفعيل الصندوق.
ومن المقرر أن يكون نصر الدين أحد المشاركين في «كوب 28»، والذي يعلّق العالم عليها الآمال لتحقيق نتائج ملموسة ضمن رؤية عربية متكاملة لمواجهة تغير المناخ عالمياً. أخبار ذات صلة محمد بن راشد: الإمارات حريصة على بناء شراكات مع المجتمع المالي سماء أبوظبي تُمطر «أشجار القرم» مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة
وتحرص رئاسة COP28 على تعزيز التعاون البنّاء، وتضافر وتوحيد الجهود للوصول إلى أعلى الطموحات وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الداعمة للمناخ من أجل رفاه البشرية في أنحاء العالم.
ونجحت اللجنة الانتقالية، المعنية بموضوع الخسائر والأضرار التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ حول تفعيل الصندوق وترتيبات تمويله، في معالجة التحديات خلال اجتماعها الخامس في أبوظبي، استعداداً لـ COP28، لضمان مساهمة الصندوق عند تفعيله في توفير التمويل اللازم للدول الأكثر تضرراً من تغير المناخ ودعمها في التعافي من تداعياته.
والإعلان عن إنشاء صندوق معالجة الخسائر والأضرار من الإنجازات الرئيسة لمؤتمر COP27، الذي عقد في شرم الشيخ، وكانت رئاسة COP28 وافقت على استضافة الاجتماع الخامس للجنة في أبوظبي بعد انتهاء الجلسات السابقة، دون التوصل إلى توافق على توصيات واضحة.
وقاد نصر الدين، كبير مفاوضي الرئاسة المصرية والمفاوض الرئيس للتمويل في المجموعة الأفريقية للمفاوضين، خلال «كوب 27» الذي عقد في شرم الشيخ، فريقاً موسعاً للوصول إلى نتائج تاريخية من أهمها إنشاء صندوق الخسائر والأضرار. وأشار السفير نصر الدين، إلى أن نتائج قمة المناخ في مصر تنوعت ما بين مبادرات دولية وقرارات تتعلق بالتمويل والطاقة المتجددة وتمويل الخسائر والأضرار، فيما كانت هناك معوقات تتمثل في مدى تنفيذ المبادرات، خصوصاً مع التمويل الذي يمثل عقبة رئيسة أمام التنفيذ السريع الملموس للمبادرات.
وأضاف كبير مفاوضي أفريقيا للمناخ، أنه «بالنسبة للشق التفاوضي يتم تنفيذ كل ما تم التوافق حوله في شرم الشيخ ولم يتم تأجيل أي من الموافقات حيث تحقق بالفعل العديد من النتائج الصادرة عن توصيات ومخرجات مؤتمر قمة المناخ الماضي في شرم الشيخ، من أهمها تفعيل إنشاء ترتيبات تمويل الدول النامية في مواجهه الخسائر والأضرار».
واعتبر السفير محمد نصر الدين أن من أبرز النتائج التي تم تحقيقها بدء التعامل الجدي مع مطالب الدول النامية والتوافق الدولي حول إعادة هيكلة ومراجعة مؤسسات التمويل الدولية إلى جانب تنفيذ تعهدات الدول المتقدمة بزيادة مساهمتها في تمويل صندوق المناخ الأخضر وتفعيل برنامجي عمل خفض الانبعاثات والانتقال العادل إلى الطاقة النظيفة المتجددة.
وقال كبير مفاوضي مصر وأفريقيا للمناخ، إنه «عادة ما يكون هناك خلاف حول ماهية الهدف العالمي للتكيف، حيث تختلف رؤية الدول النامية والتي ترى ضرورة وضع هدف لقياس حجم التقدم في تنفيذ الإجراءات على الأرض لدعم قدرة الدول والمجتمعات على احتواء آثار تغير المناخ، في حين ترى بعض الدول المتقدمة أن الهدف هو حجم السياسات والخطط الوطنية، ما يتمخض عنه خلاف هل هو مجرد تخطيط للتحضير أم تنفيذ على الأرض».
وعن سبب ضعف التمويل للتكيف، أشار السفير نصرالدين، إلى أن تمويل التكيف لا يحقق عائداً مادياً للاستثمار، فهو بصورة أساسية استثمار لمنع آثار مستقبلية، من المتوقع أن يترتب عليها خسائر مادية وبشرية واقتصادية.
ومنذ اللحظة الأولى لإعلان الإمارات التقدم لاستضافة مؤتمر «كوب 28»، لقي الطلب تأييداً دولياً واسعاً، وسارع العديد من الدول بإعلان تأييدها ودعمها للخطوة الإماراتية، وأكدت الدول الأعضاء في مجموعة آسيا والمحيط الهادئ عن موقف مماثل أثناء قمة المناخ المنعقدة في مدينة غلاسكو الأسكتلندية «كوب 26».
وأكدت الإمارات ضرورة عمل كافة الأطراف على التوصل إلى اتفاق لتفعيل الصندوق، والوفاء بالتعهدات اللازمة لتمويله خلال COP28، إذ إن حياة مليارات من البشر وسُبل عيشهم المُهددة بسبب تداعيات تغير المناخ تعتمد على تَبنّي هذه المقترحات في المؤتمر.
صندوق معالجة الخسائر
تجدد رئاسة COP28 في مختلف المناسبات التأكيد على أهمية تفعيل صندوق معالجة الخسائر والأضرار وترتيبات تمويله.
وجرى تعميم توصيات «اللجنة الانتقالية المعنية بصندوق معالجة الخسائر والأضرار»، والتي تم إنشاؤها بعد ختام فعاليات COP27 لتقوم بتقديم توصيات تخضع للمراجعة قبل انطلاق COP28، تمهيداً لاعتمادها أثناء فعالياته التي في دبي، على الحكومات في أنحاء العالم، قبل انعقاد COP28، لضمان تفعيل الصندوق وترتيبات تمويله وتوفير التمويل اللازم له بعد المؤتمر.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المناخ التغير المناخي الإمارات مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ كوب 28 الاستدامة مصر إفريقيا الخسائر والأضرار فی شرم الشیخ تغیر المناخ نصر الدین
إقرأ أيضاً:
أغنياء العالم يخسرون نحو 108 مليارات دولار بسبب تطبيق ديب سيك الصيني
شهدت أسواق المال العالمية اضطرابا كبيرا، حيث خسر أغنى 500 شخص في العالم ما مجموعه 108 مليارات دولار، مع تراجع أسهم قطاع التكنولوجيا إثر صعود شركة الذكاء الاصطناعي الصينية "ديب سيك" (DeepSeek)، وفقا لمؤشر "بلومبيرغ" للمليارديرات.
وكانت أكبر الخسائر من نصيب المليارديرات الذين ترتبط ثرواتهم بالذكاء الاصطناعي، حيث فقد جينسن هوانج، المؤسس المشارك لشركة Nvidia 20.1 مليار دولار، ما يعادل 20% من ثروته.
كما تراجع صافي ثروة لاري إليسون، المؤسس المشارك لشركة Oracle، بمقدار 22.6 مليار دولار، بنسبة انخفاض بلغت 12 بالمئة. كذلك، خسر مايكل ديل، مؤسس Dell، نحو 13 مليار دولار، في حين فقد تشانج بينج تشاو، مؤسس Binance 12.1 مليار دولار.
وجاء هذا التراجع بعد أن تصدّر تطبيق الدردشة المجاني DeepSeek R1، التابع للشركة الصينية، متاجر التطبيقات عالميًا، ما أثار قلق المستثمرين في قطاع التكنولوجيا.
ووفقًا للتقارير، فإن شركة "ديب سيك" طورت نموذجها بميزانية لم تتجاوز 5.6 مليون دولار من معالجات Nvidia H800، وهو رقم أقل بكثير مما تنفقه الشركات الغربية على الذكاء الاصطناعي. فعلى سبيل المثال، تخطط شركة "ميتا" المالكة لفيسبوك وإنستغرام، لإنفاق ما يصل إلى 65 مليار دولار على مشاريع الذكاء الاصطناعي هذا العام وحده.
فاجأ هذا التطور صناعة التكنولوجيا التي كانت ترى أن تطوير نماذج ذكاء اصطناعي قوية يتطلب استثمارات رأسمالية ضخمة، مما أثر على أسهم الشركات المرتبطة بسلسلة توريد الذكاء الاصطناعي الغربية.
نتيجة لذلك، خسر عمالقة التكنولوجيا مجتمعين نحو 94 مليار دولار، ما يمثل حوالي 85 بالمئة من إجمالي التراجع في ثروات المليارديرات.
ومع استمرار المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، يتوقع المحللون أن يشهد القطاع مزيدًا من التقلبات، مما قد يؤثر بشكل أكبر على ثروات المليارديرات العالميين وأسواق المال.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعتبر أن نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني منخفض التكلفة "ديب سيك" هو بمثابة "جرس إنذار" للشركات الأمريكية.
وقال خلال مؤتمر للحزب الجمهوري في ميامي، الاثنين الماضي، "نأمل أن يكون إطلاق ديب سيك للذكاء الاصطناعي من شركة صينية بمثابة جرس إنذار لحاجة صناعاتنا إلى التركيز الحاد على المنافسة للفوز".