البلاد – واس

حاصرت الدبابات الإسرائيلية بشكل كامل 6 مستشفيات في قطاع غزة، وعزلت تلك المستشفيات عن محيطها، وبقي مصير آلاف الجرحى والأهالي مجهولاً، بعد أن اجتاجت الدبابات الإسرائيلية شوارع غزة ومحاورها الرئيسة.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية، أن الدبابات الإسرائيلية تحاصر مستشفيات الشفاء والقدس والوفاء والخدمة العامة والإندونيسي، ومستشفى النصر للأطفال، وسط قصف عنيف تجاه تلك المستشفيات ما أدى لسقوط العشرات من الشهداء والجرحى، وقطع إمدادات الغذاء والدواء والكهرباء عن تلك المستشفيات، ما يعرض حياه آلاف الجرحى والمرضى للخطر.


وفي سياق متصل، أفاد مسعفون فلسطينيون أن كافة محاولاتهم بدفن نحو 100 شهيد يتواجدون في ثلاجات الموتى باءت بالفشل، في ظل غزارة القصف الإسرائيلي المستمر على المستشفى وباحاته، مؤكدين أنهم سيدفنون الشهداء في مقبرة جماعية داخل المستشفى، بعد أن تعتذر إخراجهم من مستشفى الشفاء المحاصر لليوم الخامس على التوالي.
واستشهد ثمانية فلسطينيين أمس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة طولكرم بالضفة الغربية، بينما أفادت مصادر طبية فلسطينية، أن قوات الاحتلال تواصل اقتحام مدينة طولكرم بالضفة الغربية، وسط قصف من طائرات مسيرة، وإطلاق نار كثيف، ما أدى لاستشهاد ثمانية فلسطينيين وجرح 12 على الأقل. واستهدفت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف لعرقلة نقل الجرحى للمشافي، كما تواصل الانتشار المكثف على مداخل مدينة طولكرم ومخيمها.
كما استشهد 76 فلسطينياً وأصيب العشرات بجروح في سلسة الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي، الذي استهدف الليلة الماضية وأمس عدة مناطق في قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية فلسطينية، أن 36 فلسطينياً استشهدوا في غارات استهدفت 14 منزلأ في منطقة الفاخورة والنادي الرياضي بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، كما استشهد 25 فلسطينياً في سلسة غارات استهدفت منازل في وسط القطاع. وذكر مسشفى شهداء الأقصى في وسط قطاع غزة أن شهداء وسط القطاع معظمهم من الأطفال والنساء. وفي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، استشهد 15 فلسطينياً في غارات إسرائيلية عنيفة.
من جهته، أدان البرلمان العربي، بأشد العبارات قصف قوات الاحتلال الغاشم لمقر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، عادّاً ذلك تعدّياً سافراً، وجريمة حرب تُضاف إلى جرائم الاحتلال، وامتداداً لنهجه في استهداف المدنيين والمستشفيات والمدارس والمنازل وملاجىء الإيواء.
وأفاد في بيان له، أن قصف مقر اللجنة القطرية التي عملت من خلال مشاريعها على رفع المعاناة عن سكان قطاع غزة المنكوبين بفعل الحصار الطويل والعدوان المستمر؛ إنما يكشف عن همجية وبربرية القائمة بالاحتلال، وتحديها السافر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
ودعا البرلمان العربي، إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكلٍ عاجل لمحاسبة قوات الاحتلال على جرائمها المتكررة بحق المدنيين والمنشآت المدنية، والضغط عليها لوقف آلة الحرب والدمار ونزيف الدم المستمر في قطاع غزة.
كما نددت موريتانيا بشدة بالقصف الإسرائيلي الإجرامي لمقر اللجنة القطرية لإعادة إعمار مدينة غزة. وقال بيان لوزارة الخارجية الموريتانية: “تندد الجمهورية الإسلامية الموريتانية بشدة بالقصف الإسرائيلي الإجرامي الذي استهدف مقر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة”، داعية المجتمع الدولي إلى هبّة قوية من أجل الوقف الفوري لحرب الإبادة التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل وفتح المعابر والممرات الإنسانية لتقديم الإغاثة العاجلة للفلسطينيين.
وأدانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمقر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، مؤكدة أن هذا الاستهداف الذي طال مؤسسة رائدة عبر مشاريعها التنموية في خدمة الفلسطينيين بالقطاع المحاصر منذ سنوات طويلة يدل على نية العدوان الإسرائيلي تدمير جميع المؤسسات التي تخفف بأعمالها ومهامها معاناة الفلسطينيين.
وجددت الوزارة دعوتها لأطراف المجتمع الدولي لحماية المدنيين والمواقع المدنية بقطاع غزة والأراضي الفلسطينية؛ التزاماً بمقررات القانون الدولي وكافة المعاهدات الدولية ذات العلاقة بحماية المدنيين.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: غزة اللجنة القطریة لإعادة إعمار قوات الاحتلال

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي وانتهاك القانون الدولي

 

 

د. جمالات عبد الرحيم

 

يمثل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والانتهاكات المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني واحدة من أبرز القضايا القانونية التي يثيرها المجتمع الدولي. من المؤسف أن الاحتلال لم يكتفِ بتقويض حقوق الفلسطينيين السياسية والمدنية، بل انتهك أيضاً الحقوق الأساسية المتعلقة بالموارد الطبيعية، وعلى رأسها المياه.

يعتبر القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف، واضحًا بشأن استخدام الموارد المائية. فالقواعد والأعراف الدولية تنص على عدم جواز تمييز شعب عن آخر في حقه في الوصول إلى المياه. ومع ذلك، فإن الاحتلال الإسرائيلي لا يلتزم بتلك التوجهات، حيث يحتكر الكميات الكبيرة من المياه الجوفية في الضفة الغربية ويمنع الفلسطينيين من الوصول إليها دون تصريح، مما يعرضهم لأوضاع صحية ومعيشية كارثية.

لقد استهلك الاحتلال الإسرائيلي مياه نهر الأردن والموارد الجوفية لعقود طويلة، ما أدى إلى تقليص الموارد المتاحة للفلسطينيين. وفقًا لتقارير متعددة، يستهلك الاحتلال نسبة كبيرة من المياه المتاحة، مما يسبب أزمة مائية خانقة للفلسطينيين. مما يُفاقم هذه الأزمة عدم قدرتهم على حفر آبار جديدة أو حتى إصلاح الشبكات المائية المتضررة دون الحصول على إذن من السلطات الإسرائيلية.

علاوة على ذلك، يسعى الاحتلال إلى السيطرة على الأبعاد الجغرافية والمائية في المنطقة، حيث تدور العديد من الخطط الجغرافية حول السيطرة على مصادر المياه والتأثير في الموقع الاستراتيجي للأراضي الفلسطينية. وهذا يشمل تهديدات مباشرة للوصول إلى مصادر المياه في الأراضي الفلسطينية وفي المناطق المجاورة مثل سوريا والعراق.

من الواضح أن هناك تأثيرات خارجية تعزز هذا الاحتلال. الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى تلعب دورًا في تمكين القوى المتطرفة الإسرائيلية من الإبقاء على سياساتها التوسعية، مما يزيد من تعقيد القضية. تتشدق هذه القوى بالمزاعم الدينية والتاريخية، مستغلةً الأوضاع السياسية لتحقيق أهدافها دون مراعاة للعواقب الإنسانية أو القانونية.

إن الاحتلال الإسرائيلي لا يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي فحسب، بل هو أيضًا إشارة إلى نظام عالمي متساهل تجاه انتهاكات حقوق الإنسان. يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات ملموسة لضمان احترام القانون الدولي وتطبيقه في قضايا المياه والموارد الطبيعية للشعب الفلسطيني. إن الحق في المياه هو حق أساسي لا يجب تجاهله أو انتهاكه، ويجب على جميع الأطراف المعنية العمل نحو تحقيق العدالة والمساواة في الوصول إلى هذه الموارد الحيوية.

وإسرائيل تنتهك القانون الدولي للمياه رغم أنهم احتلال غير مشروع لهم باحتقار حقوق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وليس من حقهم أن يمدوا يدهم على قطرة مياه واحده من نهر الاردن او اي نهر تابع الي الدول التي تضررت من طغيانهم وفسادهم المستمر في الأرض فكيف الأردن العربية تسمح إلي الاحتلال الصهيوني بأن يستغلوا النهر، وكيف تنعكس الأمور ويصبح الفلسطيني ذليلا ومحروما من حقوقه المشروعة في أرضه؟

ولماذا لم يحترم الصهاينة أنفسهم دون اعتمادهم على أمريكا والدول الأخرى التي ساعدهم على الاستقرار في الارض العربية الفلسطينية دون اللجوء إلى الحرب واستفزاز الفلسطينيين والحكومات العربية. إسرائيل تنتهك القانون الدولي كذلك لموارد المياه بشكل غير رسمي ومن الواجب لسوء أخلاقهم وتصرفاتهم الغاشمة أن تحرمهم الحكومات العربية من الاقتراب من أي نقطة مياه نظرا لما يحدث من أفعال إجرامية بحق أهالي فلسطين بشكل عام.

وإذا أردنا أن نسترشد بالأحداث التاريخية، ففي عام 1982 عندما كانت مارغريت تاتشر تتولى منصب رئيس وزراء بريطانيا، قامت حكومة الأرجنتين بغزو جزر فوكلاند التابعة إلي بريطانيا، وقالت تاتشر إن بريطانيا ستدخل الحرب فورا، فقالوا لها سوف نشكو مجلس الأمن الدولي، وكان ردها سندخل الحرب، وقالت "لست زعيما عربيا يستول حقوق بلاده".

لماذا العرب لن يطردوا الاحتلال الصهيوني المستبد؟ وكيف لبريطانيا ان ترضى للشعب الفلسطيني أن يكون بلا دولة وبلا هوية عربية وبلا حقوق مشروعة يطالب بها؟ وكيف لمجلس الأمن إلى الآن لم يطبق أي قانون أو مادة قانونية على نتنياهو وعلى أمريكا لمنع أي اعتداءات ضد أي فرد فلسطيني أو أي دولة أخرى.

إن الخطر الذي كنا جميعا نخاف منه أن إسرائيل أتت ليس لاستقرار المنطقة؛ بل أتت إلي زيادة التوسعات واستفزاز البشر وطردهم من بيوتهم وبلادهم وإلا لو رفضوا فسوف يكون مصيرهم هو القتل ولا أي قانون دولي قادر على محاسبة هؤلاء المدعومين من أمريكا والدول الاستعمارية.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يُنذر سكان بيت لاهيا وبيت حانون في غزة بالمغادرة فورًا
  • اعتقالات واسعة بالضفة وتحذيرات دولية من عمليات تهجير غير مسبوقة
  • الصحة الفلسطينية: 3 مستشفيات فقط ما زالت تعمل فى جنوب قطاع غزة
  • الاحتلال يصعد هجماته ضد الأطقم الطبية| تدمير كامل لمستشفى الصداقة.. و30 سيارة إسعاف تتعرض للقصف الإسرائيلي في غزة.. بالأرقام نرصد حصيلة موثقة للتدمير الممنهج للقطاع الصحي في غزة
  • بعد ظهوره من شرفة المستشفى.. بابا الفاتيكان يطالب بالوقف “الفوري” للقصف الإسرائيلي على غزة
  • 30 سيارة إسعاف تتعرض للقصف الإسرائيلي في غزة منذ بدء الحرب
  • الاحتلال الإسرائيلي يصعد عدوانه على مدينة طولكرم الفلسطينية ومخيميها
  • الاحتلال الإسرائيلي وانتهاك القانون الدولي
  • الخارجية الفلسطينية تدين استهداف الاحتلال الإسرائيلي مستشفيات قطاع غزة
  • إدانة دولية واسعة لإسرائيل بعد هدمها المستشفى الوحيد لعلاج السرطان بغزة