كيف يحتج موظفو الخارجية الأميركية على سياسة بايدن بغزة؟
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
على عكس العديد من الدول الأخرى، يستطيع موظفو وزارة الخارجية الأميركية التعبير علنا عن معارضتهم سياسة الوزارة التي يعملون فيها.
هذا الحق تكفله آلية استحدثها وزير الخارجية الأميركي ، ويليام روجرز، عام 1971، إبان حرب فيتنام، للسماح بالموظفين بالتعبير عن آرائهم، وسط تصاعد الجدل في ذلك الوقت بشأن الحرب، وفق الوزارة.
ومنذ ذلك الوقت، يتم العمل بهذه الآلية، ووقع المئات من موظفي الوزارة والوكالات التابعة لها مذكرات احتجاج على سياسات الوزارة في فترات مختلفة، آخرها 3 مذكرات صدرت احتجاجا على سياسية الإدارة الحالية إزاء حرب إسرائيل وحماس.
وتسمح هذه الآلية، وفق الموقع الإلكتروني للوزارة، لأي موظف أميركي في وزارة الخارجية، في أي مكان في العالم، بالتعبير عن انتقاداته لسياسة الحكومة، وتوفر طريقة لنقل هذه الآراء لجهات التخطيط وصناع القرار في الوزارة، وعلى رأسهم وزير الخارجية، عندما لا يمكن توصيل هذه الآراء بطريقة كاملة، وفي الوقت المناسب من خلال القنوات أو الإجراءات العادية.
ويشير نص الآلية إلى أن الهدف منها أن “يتمكن جميع الموظفين الأميركيين من التعبير عن وجهات نظر مخالفة أو بديلة بشأن القضايا الجوهرية للسياسة”، ويؤكد على أن من مصلحة الوزارة السماح بـ”الحوار المفتوح والإبداعي وغير الخاضع للرقابة”.
وتوفر الآلية ضمانا هاما يقتضيه هذا الوضع، وهو عدم الانتقام من “المعارضين”، إذ تقول نصا: “يتم تطبيق مبدأ عدم التعرض للانتقام لمستخدمي قناة المعارضة بشكل صارم” وحماية الموظفين من أي شخص يثبت تورطه في أعمال انتقامية من مستخدمي قناة المعارضة، أو كشف لموظفين غير مصرح لهم عن مصدر أو محتويات رسائل قناة المعارضة.
ويشترط لاستخدام هذه الآلية أن يكون الموظف أميركيا، يعمل في وزارة الخارجية أو وكالة التنمية الدولية، ولا يجوز استخدام قناة المعارضة من قبل مواطنين غير أميركيين.
وفي مقال على واشنطن بوست، اعتبر نيال كاتيال، أن هذه الآلية نتجت عنها “تغييرات حاسمة في السياسة”، مشيرا على سبيل المثال إلى أن مذكرة احتجاج، صدرت عام 1992 عن حرب البوسنة، ساعدت في التوصل إلى اتفاقية دايتون التي أنهت الحرب.
وكتب أن “مثل هذه الضوابط والتوازنات الداخلية ضرورية للحفاظ على رؤية مؤسسينا للحكومة، إذ أنه من خلال تقسيم السلطة بين 3 فروع منفصلة، خلق واضعو الدستور حوافز لكل منهم لمهاجمة وانتقاد وتثقيف الآخرين”.
وسبق أن وقع 51 مسؤولا بالوزارة، في يونيو 2016، مذكرة احتجاج على السياسة التي انتهجها إدارة الرئيس الأسبق، باراك أوباما، في الملف السوري، وطلبوا حينها بتنفيذ غارات على أهداف تابعة لنظام بشار الأسد، وأكدوا على أن تغيير النظام هو السبيل الوحيد لإلحاق الهزيمة بتنظيم “داعش”.
اقرأ أيضاًالعالمغوتيريش يبدي قلقه بشأن وضع مستشفيات غزة ويدعو إلى وقف إطلاق النار
وفي عهد دونالد ترامب، وقع نحو 900 موظف على مذكرة داخلية تعارض قرار الرئيس السابق حظر دخول مهاجرين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، الثلاثاء، أن 3 مذكرات احتجاج وقعها موظفون في وزارة الخارجية تنتقد سياسة الإدارة بشأن التطورات في غزة، أرسلت عبر “قناة المعارضة” الداخلية بالوزارة.
وكشف موقع أكسيوس تفاصيل المذكرة الأخيرة التي دعت إدارة بايدن إلى تغيير سياستها إزاء الحرب، وقالت إن إسرائيل ترتكب “جرائم حرب”.
والاثنين، رد الوزير بلينكن على هذه الاحتجاجات في رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى موظفي الوزارة، أقر فيها “بالأثر العاطفي” الذي أحدثه الصراع على العاملين، وكذلك بالانقسامات المحتملة داخل القيادات حول السياسة.
وقال بلينكن في الرسالة التي اطلعت عليها رويترز: “أعلم أن المعاناة التي سببتها هذه الأزمة بالنسبة للكثيرين منكم لها أثر كبير على المستوى الشخصي”.
وأضاف: “المعاناة المصاحبة لرؤية صور يوميا للرضع والأطفال والمسنين والنساء وغيرهم من المدنيين الذين يعانون في هذه الأزمة أمر مؤلم. وأنا شخصيا أشعر بذلك”.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية وزارة الخارجیة هذه الآلیة
إقرأ أيضاً:
موظفو بلدية الحمرية يطلعون على مزرعة القمح بمليحة
الشارقة: «الخليج»
اطلع موظفو بلدية الحمرية، يتقدمهم أعضاء مجلس شباب بلدية منطقة الحمرية، على مسطّحات مزرعة القمح الواقعة في منطقة مليحة. جاءت هذه الزيارة بتنسيق مشترك مع دائرة الزراعة والثروة الحيوانية في الشارقة، بهدف التعرف إلى مشروع زراعة القمح الرائد الذي يمثل علامة فارقة في مسيرة التنمية الزراعية للإمارة.
وجاءت الزيارة في إطار تعزيز قيم الاستدامة والاطلاع على الجهود المتميزة التي تبذلها إمارة الشارقة بقيادة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عكست التزام بلدية الحمرية بتوسيع أفق المعرفة لدى موظفيها وتوعيتهم بالمشاريع الرائدة في الإمارة التي تؤكد مكانتها نموذجاً للابتكار الزراعي والتنمية المستدامة.
يُتوقع أن تكون هذه التجربة مصدر إلهام لتحفيز مزيد من المبادرات في سبيل تعزيز الأمن الغذائي ودعم الزراعة المحلية، بما يتماشى مع تطلعات الشارقة لتحقيق التنمية الشاملة.
انطلق وفد البلدية في جولة ميدانية استكشافية بين مسطحات المزرعة الخضراء التي تعد تجسيداً عملياً لرؤية الشارقة فـي تنمية الرقعة الزراعية ودعم مساعي الاســـــتدامـــة الزراعيـــة.
وخلال الجولة، تعرف الوفد إلى تفاصيل المزرعة المتنوعة، بدايةً من مساحتها الممتدة وصولاً إلى سلالات القمح التي يجري تطويرها بعناية في مختبراتها، حيث يجري البحث عن أصناف تناسب البيئة الزراعية الفريدة لإمارة الشارقة وتربتها الخاصة. أُطلِع الموظفون على استراتيجية الإمارة الزراعية الطموحة التي تتبناها الدائرة لخلق نموذج مستدام ومتكامل للإنتاج الزراعي.
وأعرب مبارك راشد الشامسي، مدير بلدية الحمرية، عن شكره للدائرة، مشيداً بالتعاون الفعّال والمستمر مع الدكتور خليفة مصبح الطنيجي، رئيس الدائرة، والعاملين الذين يواصلون تقديم إسهامات ملموسة لدعم التنمية الزراعية المستدامة.
ولفت إلى أن هذه الزيارة تأتي ضمن فعاليات «مهرجان القمح» الذي تنظمه دائرة الزراعة والثروة الحيوانية للإضاءة على إنجازاتها الريادية وبيان أن مزرعة مليحة، مواصلة لاستدامة التنمية الزراعية والاتجاه نحو الاكتفاء الزراعي الغذائي.
وأشار الشامسي إلى أن هذه المشاريع تجسد رؤية صاحب السموّ حاكم الشارقة، الذي طالما أكد أهمية تبني حلول عملية لتعزيز الزراعة وتطويرها.