عجوز فلسطينية تعيش النكبة مرتين: "نعاني من الجوع والعطش.. ارحمونا"
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
شعرت اللاجئة الفلسطينية العجوز عبلة عوض أن الليلة أشبه بالبارحة، في حلقات تاريخ مأساوي، بعد أن أخرجتها الهجمات الإسرائيلية على غزة من منزلها، ولجأت إلى خيمة.
أُجبرت عبلة حين كانت فتاة صغيرة هي وعائلتها على النزوح من قريتها، التي أصبحت داخل إسرائيل حالياً، إلى غزة، أثناء التهجير الجماعي للفلسطينيين عام 1948 بعد إعلان قيام إسرائيل.
واضطرت عبلة ثانية للخروج من مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة هرباً من القصف الجوي الإسرائيلي، ولجأت مع أعضاء مختلفي الأجيال من عائلتها إلى مدينة الخيام في خان يونس، في الجزء الجنوبي من القطاع.
وقالت عبلة، وهي تفترش الأرض الرملية خارج خيمتها، إن ما تشهده الآن يشبه ما حدث في النكبة التي شهدتها وعمرها خمس سنوات. وأضافت "التنتين (الاثنين) زي بعضهم، هجمونا من بلادنا وطلعونا على غزة.. وهاي اجيت (حلت) النكبة".
وبدأت أحدث حرب بين إسرائيل وحركة حماس التي تدير قطاع غزة بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، الذي تمخض عن مقتل 1200 إسرائيلي، بينهم أطفال، واحتجاز 240 رهينة، وفقاً للأرقام الإسرائيلية.
ثم فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على غزة وشنت هجوماً جوياً وبحرياً وبرياً أودى بحياة أكثر من 11 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لمسؤولين في غزة.
وأصبح ما يقدر بنحو ثلثي سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى.
وقالت عبلة "إيه عملنا فيهم (ماذا صنعنا لهم) كل كام سنة يعملونا نكبات.. متنا من الجوع، متنا من العطش، ما في حاجة ناكلها، ارحمونا.. ليش (لماذا) بيعملوا فينا هيك (هكذا) هججونا (طردونا) من بلادنا وجينا ع غزة وين بيودونا؟ على البحر؟ دبونا (فليقوا بنا) في البحر ونتريح (نستريح)، يرومونا على البحر ونتريح من هاي (هذه) الحياة".
وترفض إسرائيل فكرة تهجيرها الفلسطينيين، وتقول إن الجيوش العربية هاجمتها في اليوم التالي لإعلان الدولة، ورفضت خطة التقسيم التي وضعتها الأمم المتحدة، والتي كان من الممكن تقوم على إثرها دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن حربه الحالية تستهدف حماس، وليس المدنيين، وإن النازحين سيسمح لهم بالعودة إلى ديارهم حين تنتهي الحرب، لكن الفلسطينيين الذين ما زالت ذكريات النكبة تطاردهم لا يصدقون هذا.
وقال عضو كبير من اليمين المتطرف في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الثلاثاء، إن غزة لا يمكن أن تبقى كياناً مستقلاً وسيكون من الأفضل للفلسطينيين هناك أن يرحلوا إلى دول أخرى.
وستعزز تصريحات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على الأرجح المخاوف في معظم العالم العربي من رغبة إسرائيل في طرد الفلسطينيين من الأراضي التي يريدون بناء دولتهم عليها في المستقبل، مما يكرر ذكرى النكبة.
القتال في غزة يحول دون استجابة موظفي الطوارئ لنداءات المساعدة https://t.co/TkVzLlcaIv
— 24.ae (@20fourMedia) November 14, 2023وقالت عبلة وصوتها يتهدج بالبكاء: "تعبت، والله ما أنا قادرة وأنا أحكي، تعبت ما قادرة والله زهقت يارب، والله زهقت يارب من ها العيشة، زهقنا يارب، ارحمنا يارب، اتلفتونا (التفتوا إلينا) يا هاي الدول ارحمونا، جعانين.. شردونا من دورنا، شردونا من بلادنا وودونا ع غزة، يرمونا على البحر، ويرتاحوا من الشعب الفلسطيني".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فلسطين
إقرأ أيضاً:
برلماني: اعتماد قرار دولي يؤكد حق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم يُزيد عزلة إسرائيل
رحب النائب أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي اتخذته بأغلبية ساحقة بتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، حيث حصل القرار على تأييد 172 دولة، بينما عارضته 7 دول فقط، من بينها إسرائيل والولايات المتحدة، فيما امتنعت 8 دول عن التصويت.
وأوضح أن القرار يعتبر حق تقرير المصير أساسيا وغير قابل للتصرف، ومُعترفا به في ميثاق الأمم المتحدة، فضلا عن الإشارة إلى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي يؤكد ضرورة إنهاء الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية.
وقال"محسب"، إن القرار يطالب إسرائيل بشكل صريح بالوفاء بالتزاماتها، وعدم إعاقة الشعب الفلسطيني عن ممارسة حقه في تقرير المصير، وهو الأمر الذي بات مدعوما بتأييد دولي يعكس عدالة القضية الفلسطينية، في مقابل عزلة واضحة لإسرائيل وحلفائها، الأمر الذي هو يُشكل ضغط على دولة الاحتلال.
وأشار إلى أن القرار يُمثل رسالة واضحة لإسرائيل بضرورة إنهاء سياساتها التي تعيق تحقيق الفلسطينيين لحقهم في تقرير المصير، خاصة في ظل استمرار الاستيطان والانتهاكات.
وأكد وكيل لجنة الشئون العربية، أن قرار الأمم المتحدة يعزز الموقف الفلسطيني في المحافل الدولية، ويُشكل أساسا قانونيا لمطالبة المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية لإنهاء الاحتلال، والالتزام بمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، من خلال تنفيذ القرارات السابقة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، داعيا المجتمع الدولى للتكاتف من أجل تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.
واعتبر القرار خطوة تدعم الإطار السياسي لحل الدولتين، لكنه بحد ذاته لا يُمهد الطريق بشكل مباشر لمسار سياسي جديد، إنما يُعزز الأساس القانوني والشرعي لهذا الحل في مواجهة الرفض الإسرائيلي لأي خطوات من شأنها تعزيز فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وشدد النائب أيمن محسب على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني والقضاء على كافة الانقسام الداخلي من أجل صياغة رؤية سياسية موحدة تمثل الجانب الفلسطيني لدفع المسار السياسي الذي يدعم إقامة دولة فلسطينية وفقا لمقررات الأمم المتحدة في هذا الشأن.
وأكد أن القرار يُشكل أرضية قانونية وأخلاقية تُعزز من شرعية المطالبة بحل الدولتين، وهو ما يتطلب استغلال هذا القرار بالتنسيق مع دعم دولي وجهود فلسطينية موحدة، لتحريك المياه الراكدة في هذا الملف الذي يظل مرهونا بالإرادة السياسية للأطراف المعنية.