لجريدة عمان:
2024-11-13@15:35:03 GMT

خطاب القائد الحضاري

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

خطاب القائد الحضاري

تتميز خطابات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بأنها خطابات شاملة تتجاوز رؤيتها البناء اللحظي إلى البناء الدائم من أجل الحضارة.. وعُمان نفسها في فكر جلالة السلطان المعظم أكبر بكثير من كونها «دولة»، إنها «كيان حضاري» عريق، استطاع أن يؤثر ويتأثر بحضارات العالم المختلفة ليرسخ هذه المبادئ والقيم التي تشكل الهُوية العمانية.

. ولذلك فإن رؤية البناء من أجل عُمان، في فكر جلالته، تعالج الأمور من منظور حضاري مستمد من التجربة التاريخية العمانية، وهو منظور أساسه المبدأ الصادق والعمق في مقاربة القضايا والعدل والإنصاف في كل أمر.

وكان خطاب جلالة السلطان المعظم اليوم في افتتاح مجلس عُمان يتجاوز خطاب القائد السياسي أو القائد الاقتصادي أو حتى الرمز الاجتماعي.. لقد كان خطاب القائد الحضاري الذي لم يهمل، وسط التحديات السياسية والأمنية التي تعصف بالمنطقة من حولنا والتحديات الاقتصادية التي ما زالت تحيط بالعالم أجمع، دور القيادة الأخلاقية وأهمية ترسيخ القيم التي راكمها المجتمع العماني عبر التاريخ.. بما يجنب عمان وشعبها المأزق الأخلاقي الكبير الذي تعيشه الكثير من الدول والمجتمعات، ومثل هذه المآزق قادت، عبر التاريخ، أصحابها إلى التلاشي والاندثار والهبوط إلى ما دون المكانة الحضارية.

وقال جلالته في خطابه لعُمان بوصفها «كيانا حضاريا» اليوم: «نرصد التحديات التي يتعرض لها المجتمع ومدى تأثيراتها غير المقبولة في منظومته الأخلاقية والثقافية ونؤكد على ضرورة التصدي لها ودراستها ومتابعتها لتعزيز قدرة المجتمع على مواجهتها وترسيخ الهُوية الوطنية والقيم والمبادئ الأصيلة، إلى جانب الاهتمام بالأسرة؛ لكونها الحصن الواقي لأبنائنا وبناتنا من الاتجاهات الفكرية السلبية، التي تخالف مبادئ ديننا الحنيف وقيمنا الأصيلة وتتعارض مع السمت العماني الذي ينهل من تاريخنا وثقافتنا الوطنية».

واستعرض جلالة السلطان المعظم خلال خطابه اليوم ما تحقق خلال السنوات الأربع الماضية في مسار التنمية الشاملة مؤكدا أن أبناء عُمان كان لهم الدور الأساسي فيه إلى جانب مؤسسات الدولة. مشيدا بخطة الاستدامة المالية التي حافظت على المركز المالي لسلطنة عمان وساهمت في رفع كفاءة الإنفاق جنبا إلى جنب مع البرامج الوطنية التي أسهمت في النمو الاقتصادي وتعزيز الاستثمار. كما أشاد جلالته بنتائج إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة الذي أسهمت في زيادة فاعلية الأداء الحكومي.

وفي الوقت الذي أكد فيه جلالته على ترسيخ مبدأ اللامركزية في رؤيته للإدارة المحلية للمحافظات أكد، أعزه الله، على تقييم التجرية وتوسيع نطاقها لتشمل قطاعات متعددة تكريسا لدور المجتمع المحلي في التنمية والتطوير.

ولأن خطاب جلالته الحضاري شامل يناقش كل ما من شأنه تعظيم الصورة الحضارية لسلطنة عمان فقد أكد -أيده الله- أهمية الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين فرص الإنتاجية والكفاءة لمجموعة واسعة من القطاعات، إضافة إلى التأكيد على جعل الاقتصاد الرقمي في سلطنة عمان أولوية ورافدا للاقتصاد الوطني، كما أكد جلالته على العمل من أجل وضع أطر قانونية وسياسات تعالج التأثيرات المتعلقة بالتغير المناخي والتأثيرات الناتجة عنه مؤكدا -حفظه الله- أهمية البحث المستمر عن مصادر متجددة للطاقة النظيفة.

وفي الشأن الدولي، أكد جلالته على مبدأ عُمان الثابت في حق الفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية مؤكدا أن على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته والتزاماته تجاه القضية الفلسطينية ووقف العدوان الغاشم الذي يتعرض له قطاع غزة.

إن هذه الرؤية الحضارية التي تمزج بين ثنائيات الأصالة والمعاصرة ومفردات التراث ومعطيات المستقبل، وبين الجوانب المادية والروحية والقيمية والتضامن العربي والإنساني من شأنها أن ترسخ مكانة عمان وتدفع بها نحو المستقبل بكثير من الثبات ووضوح الرؤية.

حفظ الله عُمان وجلالة السلطان.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

القائد الأعلى يرعى افتتاح مستشفى المدينة الطبيّة للأجهزة العسكريّة والأمنيّة ـ مسقط

ـ جلالة السلطان يستمع إلى شرح عن أقسام المستشفى ويدون كلمته السامية تخليدا للزيارة الكريمة

ـ جلالته يشاهد عرضًا مرئيًّا لمسيرة القطاع الطبّي وإسهامات الأطبّاء العمانيين عبر العصور

ـ المدينة الطبية صممت وفق أعلى المعايير الفنيّة لتلبية احتياجات الرعاية الصحية المتكاملة

تفضّلَ حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم القائدُ الأعلى ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ صباح اليوم وقام بزيارةٍ كريمةٍ للمدينة الطبّية للأجهزة العسكرية والأمنيّة وشمل برعايته السّامية الافتتاح الرسميَّ لمستشفى المدينة الطبيّة للأجهزة العسكريّة والأمنيّة - مسقط.

ولدى وصول جلالتِه ـ أيّدهُ اللهُ ـ المدينة الطبيّة كان في استقباله صاحبُ السُّموّ السّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الدفاع رئيسُ مجلس إدارة المدينة الطبيّة للأجهزة العسكريّة والأمنيّة، وسعادةُ المهندس عُدي بن هلال المعولي رئيسُ المدينة الطبيّة للأجهزة العسكريّة والأمنيّة، كما كان في استقبال جلالتِه -أيّدهُ اللهُ- عدد من أصحاب المعالي والقادة أعضاء مجلس إدارة المدينة الطبيّة.

وفي مستشفى المدينة الطبيّة للأجهزة العسكريّة والأمنيّة - مسقط، تشرّف سعادةُ المهندس رئيسُ المدينة بإلقاء كلمة أمام مقام جلالةِ السُّلطان المعظم ـ رعاهُ اللهُ .

ثم تفضّل جلالتُه ـ أيّدهُ اللهُ ـ وشاهد عرضًا مرئيًّا تناول مسيرة القطاع الطبّي وإسهامات الأطبّاء العُمانيين عبر العصور المختلفة، ومراحل تطور الطبّ في سلطنة عُمان وصولًا إلى هذا اليوم الذي تفضّلَ فيه جلالةُ القائد الأعلى ـ أبقاهُ اللهُ ـ برعاية الافتتاح الرسميِّ لهذا الصرح الطبّي الشامخ وما يشكّله من مُنجز وطنيٍّ آخر لنهضة سلطنة عُمان المتجدّدة.

بعد ذلك تفضّل جلالةُ القائد الأعلى ـ أبقاهُ اللهُ ـ بالمباركة السّامية الكريمة إيذانا بالافتتاح الرسميِّ لمستشفى المدينة الطبّية للأجهزة العسكريّة والأمنيّة - مسقط.

بعدها وأمام جلالةِ السُّلطان المعظم ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ تم عرض مادةٍ مرئيةٍ تفصيليّة عن المرافق الطبّية والأقسام التخصّصية ومستويات الرعاية الصحية بمستشفى المدينة الطبّية وما تُشكله من قيمةٍ مضافةٍ للقطاع الصحي في سلطنة عُمان.

كما تجوّل جلالةُ السُّلطان المعظّم ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ في أقسام وأجنحة المستشفى مستمعًا -أيّدهُ اللهُ- إلى شرح مُوجز عنه حيثُ تم تصميمه وبناؤه وفق أعلى المعايير الفنيّة وبما يلبّي احتياجات الخدمات الطبية والرعاية الصحية المتكاملة التي يقدّمها وفق رؤية المدينة الطبيّة للأجهزة العسكريّة والأمنيّة وأهدافها الوطنيّة وبما يتفق مع رؤية "عُمان 2040".

وقد تفضّلَ جلالةُ عاهلُ البلاد المفدّى القائدُ الأعلى ـ حفظهُ اللهُ ـ بتدوين الكلمة السّامية التذكارية تخليدًا لهذه الزيارة الكريمة والافتتاح الرسميِّ لمستشفى المدينة الطبيّة للأجهزة العسكريّة والأمنيّة - مسقط.

كما تفضّلَ جلالتُه ـ أيّدهُ اللهُ ـ بمصافحة مساعدي رئيس المدينة الطبيّة للأجهزة العسكريّة والأمنيّة ومديري العموم بالمديريات العامة بمستشفيات المدينة الطبيّة ومهندسي مشروع مستشفى المدينة الطبيّة للأجهزة العسكريّة والأمنيّة - مسقط.

بعد ذلك غادر جلالةُ سُلطان البلاد المفدَّى ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ المدينة الطبيّة للأجهزة العسكريّة والأمنيّة تحفُّه عناية الله تعالى.

حضر حفل الافتتاح بمعيّة جلالتِه ـ أبقاهُ اللهُ ـ عددٌ من أصحاب المعالي، وقادة قوات السُّلطان المسلّحة والأجهزة العسكريّة والأمنيّة، وعدد من أصحاب السعادة.

مقالات مشابهة

  • نوفمبر يُذكرني (2)
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟
  • "مدينة السلطان هيثم" تتصدر مشاركة عُمان في "سيتي سكيب" بالرياض
  • في رحاب فكر مالك بن نبي.. دروس للنهوض الحضاري والتجديد الثقافي للأمة
  • قوات السلطان المسلحة تختتم مشاركتها في "مهرجان عمان للعلوم"
  • خط الزمن العماني الذي يحكي المنجزات
  • إحياء الذكرى الـ20 لاستشهاد القائد ياسر عرفات في رام الله
  • القائد الأعلى يرعى افتتاح مستشفى المدينة الطبيّة للأجهزة العسكريّة والأمنيّة ـ مسقط
  • شاهد| مناورة تخرج دفعة (الشهيد القائد السيد حسن نصر الله) لدائرة التموين العسكري في وزارة الدفاع اليمنية
  • لماذا السيد القائد يصف خروج الجمعة بـ “الغزوة”؟ وكيف لبّى اليمنيون الدعوة؟