تقع قرية خربة سوسيا في جنوب تلال الخليل بالضفة الغربية المحتلة.

تمر هذه الأيام ببطء وبصعوبة كبيرة على الفلسطينية حليمة خليل أبو عيد التي تعيش مع طفلتيها في قرية خربة سوسيا في جنوب تلال الخليل بالضفة الغربية المحتلة.

مختارات شهر من الحرب.. صور الموت تطارد الإسرائيليين والفلسطينيين لأول مرة منذ اتفاق أوسلو.

. وفد سعودي رسمي يزور الضفة الغربية الأمم المتحدة: الوضع في الضفة "مقلق" ويستدعي تحركا "عاجلاً" الأمم المتحدة تحذر من تدهور الوضع في الضفة وخروجه "عن السيطرة" تنامي الضغوط على السلطة الفلسطينية بعد هجوم حماس

وتقول حليمة إن الشهر الماضي شهد ليلة صادمة حيث اقتحم مستوطنون إسرائيليون  منزل الأسرة وانهالوا بالضرب على زوجها ووجهوا للأسرة إنذارا أخيرا. 

وتشرح حليمة الوضع هكذا: "قالوا لنا: "عليكم أن تغادروا المكان. سنطلق النار عليكم إذا لم تغادروا. كما أنّ عليكم تدمير منزلكم"، مشيرة إلى أنه منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، كثف المستوطنون ضغوطهم على سكان القرية.

وتضيف حليمة بالقول إن المستوطنين "ينهبون ويدمرون ويرهبوننا، وفي المرة الأخيرة هاجموا أيضا زوجي وصهره.. وإحدى بناتي كانت تتقيأ من الخوف."

وتتعرض قرية خربة سوسيا على مدى السنوات الماضية لمضايقات من قبل المستوطنين، لكن منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول ازدادت  وتيرة عنف المستوطنين وعمليات التهجير القسري "بمعدل كبير"، حسبما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وفي السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، نفذت حماس هجومًا مباغتا على إسرائيل أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1,200 شخص كما تم احتجاز ما لا يقل عن 239 آخرين وهم حالياً رهائن في قطاع غزة.

وأدى الهجوم إلى إشعال ضربات انتقامية مستمرة من قبل إسرائيل وهجوم بري في قطاع غزة. ووفقًا لوزارة الصحة التابعة لحماس، قتل أكثر من 11,000 فلسطيني جراء القصف الإسرائيلي للمنطقة المحاصرة. كما لا تزال الصواريخ تُطلق من غزة نحو إسرائيل.

ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.

عنف المستوطنين في الضفة الغربية

وألقت الحرب بين إسرائيل وحماس بظلالها على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، إذ قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن القوات الإسرائيلية قتلت  168 فلسطينيا في الضفة فيما قتل مستوطنون ثمانية فلسطينيين. وأضاف المكتب أن ثلاثة إسرائيليين قتلوا في هجمات شنها فلسطينيون.

ووثقت الأمم المتحدة تهجير حوالي 1,149 شخصا من 15 من المجتمعات البدوية والزراعية مع إجبار الكثيرين على ترك منازلهم حتى دون التمكن من أخذ متعلقاتهم.

باتت الفلسطينية حليمة خليل أبو عيد تعيش بالقلق حيال مستقبل أسرتها مع استمرار تهديدات المستوطنين.

وينطبق الأمر على قرية  خربة سوسيا حيث أفادت جماعات حقوقية بقيام مستوطنين مسلحين  باقتحام القرية وتهديد سكانها في حالة إصرارهم على البقاء.

وتعد خربة سوسيا واحدة من  المجتمعات الفلسطينية الصغيرة  المنتشرة على تلال صحراوية جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة فيما يعتمد معظم السكان على الزراعة والرعي.

وداخل إحدى المنازل البسيطة، تعيش حليمة أبو عيد في منزل لا يتعدى طابقا واحدا وبعض خيام وحظيرة للأغنام فيما بدا المنزل هادئا  عندما قامت DW بزيارة الأسرة، بيد أن هذا الهدوء لا يخفى أن عنف المستوطنين يخيم على الأسرة كسحابة سوداء تخيم فوق كل شيء وتؤثر في طريقة عيشها.

وفي هذا السياق، تقول حليمة "إلى أين سنذهب؟ ماذا يريد (المستوطنون) منا؟ إنهم يريدون فقط أن يأخذوا منازلنا. نحن نعرف هذا من دروس الماضي. أين يمكننا أن نذهب؟ هذا منزلنا، وهذا بيتنا، لا يمكننا تركه".

أضرار بالبنية التحتية وتزايد المضايقات

ومن أجل أن يصل سكان القرية إلى مزارعهم يتعين عليهم تسلق جدران تلال ترابية تسد المداخل والممرات.

وفي ذلك، يقول ناصر نواجعة - الباحث في منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم" - إنه "في 16 أكتوبر/تشرين الأول، جاء مستوطنون  في لباس عسكري وجنود ومعهم جرافة يقودها مستوطن نعرفه. قاموا بإغلاق جميع طرق الوصول إلى سوسيا، وألحقوا أضرارا باثنين من خزانات المياه".

ويوضح نواجعة أن خزانًا آخر تعرض للتلف وتم قطع بعض أنابيب المياه أيضًا.

ويعول بعض سكان القرية كثيرا على تواجد النشطاء الإسرائيليين  الذين يبقون في حالة يقظة على مدار اليوم، لكن هؤلاء النشطاء يتعرضون لاعتداءات ومضايقات من قبل المستوطنين.

وعاصر يهودا شاؤول وهو ناشط إسرائيلي ومؤسس مشارك لمنظمة "كسر الصمت" الإسرائيلية غير الحكومية، بعينيه هذا الأمر حيث يقضي معظم وقته على تلال جنوب الخليل لمساعدة سكانها.

وفي مقابلة مع DW، يقول شاؤول إنه على مدى سنوات لم يتدخل الجيش لحماية الفلسطينيين، لكن الأمر ازداد سوءا بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول ومع اندلاع الحرب. فقد طرأ شي جديد إذ "جرى تجنيد فرق استجابة سريعة من مستوطنين يؤدون الخدمة الاحتياطية في المستوطنات حيث يرتدون في الوقت الراهن ملابس عسكرية ويحملون الأسلحة والمعدات الكاملة بتفويض من الجنود.. لم يعد لدى الفلسطينيين أي حماية بعد الآن".

يعيش الناشط ناصر نواجعة في قرية خربة سوسيا وهو باحث في منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم."

وفي رده، يقول الجيش الإسرائيلي مهمته "تتمثل في الحفاظ على أمن جميع سكان المنطقة، والعمل على منع وقوع أعمال إرهابية وأنشطة تعرض مواطني دولة إسرائيل للخطر. وفي حالات انتهاك القانون من قبل إسرائيليين، فإن الجهة الرئيسية المسؤولة عن التعامل الشرطة الإسرائيلية".

ويضيف رد الجيش الإسرائيلي أن الجنود يواجهون خلال تمركزهم في المنطقة  حوادث عنف  ضد الفلسطينيين أو ممتلكاتهم، مضيفا "في هذه الحالات، يتعين على  الجنود  العمل على وقف هذه الانتهاكات. وإذا لزم الأمر، يتم احتجاز المشتبه بهم حتى تصل الشرطة. في الحالات التي لا يلتزم فيها الجنود بأوامر الجيش، فإنه يتم مراجعة الأمر مع تنفيذ الإجراءات التأديبية".

تصاعد وتيرة الاعتداءات ضد فلسطينيي الضفة

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بتسجيل أكثر من 240 اعتداءً ضد فلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ما يعكس زيادة كبيرة في وتيرة عنف المستوطنين حيث بلغ المعدل اليومي سبع حوادث مقارنة بثلاث حوادث يوميا قبل الحرب.

وقد أدى العنف إلى وقوع عمليات تهجير وإخلاء لمجتمعات فلسطينية بأسرها خاصة في  المنطقة المسماة "ج" التي تشكل 60% من مساحة الضفة الغربية وجرى إنشاؤها بموجب اتفاقيات أوسلو عام 1995 حيث كان من المقرر أن يتم نقلها تدريجيا إلى السلطة الفلسطينية، لكنها مازالت تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة سواء لشؤون الأمن والإدارة.

وكان  الرئيس الأمريكي  جو بايدن قد أدان أعمال العنف في الضفة الغربية، قائلا "يجب أن يتوقف (العنف) الآن مع المحاسبة".

وفي هذا السياق، حذرت وزيرة الخارجية الالمانية أنالينا بيربوك خلال زيارتها المنطقة من تداعيات استمرار العنف في الضفة الغربية المحتلة.

وشملت جولة بيربوك في المنطقة زيارة الإمارات والسعودية فضلا عن لقاء مسؤولين فلسطينيين في رام الله.

قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن الوضع في الضفة الغربية "مثير للقلق" ويستدعي تحركًا "عاجلًا".

بدوره، يقول الناشط الإسرائيلي شاؤول إن هناك حاجة ملحة للتحرك من قبل المجتمع الدولي  للتوصل إلى حل سياسي، مضيفا "لن يكون من الممكن قيام دولة فلسطينية تتألف من 165 جيبا تقطع أوصالها مستوطنات والمنطقة (ج) التي يسيطر عليها المستوطنون.. لن تقام دولتان بدون سيطرة الفلسطينيين على المنطقة (ج)".

وحتى تحقيق ذلك، يعيش الفلسطينيون في ظل أوضاع صعبة حتى في حالة وصول مساعدات فإنها تصل بعد فوات الأوان.

ويقول صلاح أبو عوض، الذي يعيش على رعي الماشية في إحدى التجمعات الفلسطينية، إنه أُجبر على مغادرة منزله حيث ترك كل شيء وراءه في 15 أكتوبر /تشرين الأول وذلك على وقع اعتداءات المستوطنين المستمرة وتهديداتهم.

وأضاف "كانوا يأتون يومي الجمعة والسبت ويدمرون متعلقاتنا ويهددوننا، لذا اكتفيت ورحلت،" مشيرا إلى أنه أجبر على الانتقال عدة مرات في السابق بسبب مضايقات وعنف المستوطنين.

وعلى وقع ذلك، بات صلاح يجهل ما يحمله مُقبل الأيام له ولأسرته، قائلا "أنا راعي وبدون أغنام فأنا لا شيء. لا أحد يهتم بنا.. ماذا عساي أن أفعل الآن؟"

تانيا كريمر - الضفة الغربية المحتلة / م.ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الضفة الغربية المحتلة الفلسطينيين المستوطنات اسرائيل غزة حماس تحرك المجتمع الدولي القوات الإسرائيلية مستوطن إسرائيلي الضفة الغربية المحتلة الفلسطينيين المستوطنات اسرائيل غزة حماس تحرك المجتمع الدولي القوات الإسرائيلية مستوطن إسرائيلي الضفة الغربیة المحتلة السابع من أکتوبر فی الضفة الغربیة عنف المستوطنین الأمم المتحدة تشرین الأول من قبل

إقرأ أيضاً:

WP: السلطة الفلسطينية تسعى لدور في غزة وتواجه مسلحين في الضفة الغربية

تواصل الأجهزة الأمنية الفلسطينية منذ أسبوعين عملية بمخيم جنين للاجئين تحت اسم "حماية وطن"، حيث تؤكد السلطة الفلسطينية أنها تستهدف "الخارجين عن القانون".

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها إن السلطة الفلسطينية التي يدعمها الغرب، أطلقت أكبر عملية مسلحة لها وأكثرها تسليحًا في ثلاثة عقود من عمرها لإحباط "التمرد المتنامي في الضفة الغربية ضد القيادة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي. 

وأضافت الصحيفة أن السلطة تحاول إثبات قدرتها على إدارة الأمن في المناطق المحدودة من الضفة الغربية التي تسيطر عليها بينما تسعى أيضًا إلى حكم قطاع غزة بعد الحرب.

وأوضحت أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استبعد عودة السلطة إلى غزة، وقد دفعت شخصيات رئيسية في ائتلافه اليميني المتطرف إلى ضم جزء أو كل الأراضي الفلسطينية، ولكن في الجولة الأخيرة من مفاوضات وقف إطلاق النار، وافقت إسرائيل على السماح للسلطة بتولي إدارة معبر رفح بين غزة ومصر لفترة قصيرة، وفقًا لمسؤول مصري سابق تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة هذه المسألة الحساسة".

وأشارت إلى أن "السلطة أطلقت العملية لاستعادة السيطرة على مخيم جنين من خلال استهداف الخارجين عن القانون وأولئك الذين ينشرون الفوضى والاضطراب ويضرون بالسلم الأهلي"، قال المتحدث باسم قوات الأمن أنور رجب للصحيفة.

وقال رجب "كل هذه الإجراءات والسياسات تقوض عمل السلطة الفلسطينية، وتعطي هذه الجماعات إسرائيل ذريعة لتنفيذ خططها في الضفة الغربية"، معتبرا أن "إنجازات" العملية شملت اعتقال أكثر من عشرين مسلحًا مطلوبًا، وإصابة آخرين، وتفكيك العشرات من المتفجرات و"التقدم على محاور مهمة" داخل مخيم اللاجئين. 


وبينت الصحيفة أن "قوات الأمن قتلت ثلاثة أشخاص: مقاتل، وأحد المارة يبلغ من العمر 19 عامًا على دراجة نارية، وصبي يبلغ من العمر 14 عامًا، بينما وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن أول قتيل من قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية هو ساهر فاروق جمعة من جهاز حرس الرئيس".

وأوضحت "يبدو أن الجانبين يتحليان بقدر نسبي من ضبط النفس، فقد أسفرت الغارة الإسرائيلية التي استمرت أياما في جنين في أيلول/ سبتمبر عن مقتل 21 شخصاً على الأقل، وفقاً لوزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية، والتي لا تميز بين المقاتلين والمدنيين، أما قوات الدفاع الإسرائيلية فقد قالت إنها قتلت 14 مسلحا".

واعتبرت أن "السلطة تصطدم بشكل دوري مع المسلحين؛ حيث قتلت قوات الأمن 13 فلسطينيًا، من بينهم ثمانية في جنين، منذ هاجمت حماس إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023".

وقال صبري صيدم، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الحزب الذي يسيطر على السلطة الفلسطينية، لصحيفة واشنطن بوست: "لا نريد أن نرى قطرة دم واحدة تُراق. ما نود تحقيقه هو حالة من الهدوء، والجلوس مع الفصائل المختلفة والاتفاق على الطريق إلى الأمام".

وقرر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن السلطة الفلسطينية "ستفرض سلطتها ولا عودة إلى الوراء"، كما قال مسؤول فلسطيني مقرب من الرئيس تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته للكشف عن المناقشات الخاصة.

وأكدت الصحيفة أنه "بعد أسبوعين من الحملة، لا يزال المسلحون يتجولون بحرية في مخيم جنين، وتدوي أصوات إطلاق النار ليلًا ونهارًا، وقد علقت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين الدراسة في المدارس، وأغلقت الشركات، وفي حيي دماج وحواشين، اللذان تضررا بشدة في الغارة الإسرائيلية في سبتمبر، ظلت بعض العائلات بدون كهرباء وماء لأيام".

وقال مسؤول في المستشفى تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة هذه المسألة الحساسة إن قوات الأمن التابعة للسلطة المقنعة "تقوم بدوريات حول مستشفى جنين الحكومي على حافة المخيم، كما يتمركز القناصة على السطح لمنع المسلحين من الدخول للاختباء".

وأكدت الصحيفة أن "الغضب على قوات الأمن في الضفة الغربية مرتفع بالفعل، فهي تعمل في مساحة متقلصة باستمرار بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وبموجب الاتفاقيات الأمنية، قد لا تتدخل لوقف عنف المستوطنين الإسرائيليين أو الغارات العسكرية القاتلة، ويرى العديد من الفلسطينيين أن هذه القوات هي مقاولون من الباطن لإسرائيل وأداة عباس للفساد وقمع المعارضة الداخلية".


وقال أرواد، 35 عاماً، الذي تحدث شريطة حجب اسمه الأخير خوفاً من الانتقام من السلطات الفلسطينية والإسرائيلية: "الناس يريدون القانون والنظام، ولكن إذا طبقوا القانون بشكل صحيح، فسوف يقف الناس إلى جانبكم. عندما يأتي الجنود والجيبات الإسرائيلية إلى هنا، أين القانون؟".

وذكرت الصحيفة أن "قوات الأمن هي من بين الخيوط الأخيرة التي تربط اتفاقات أوسلو، التي تم توقيعها في تسعينيات القرن العشرين لإنشاء دولة فلسطينية من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وشرق القدس، وفي العقود التي تلت ذلك، وسعت إسرائيل ورسخت سيطرتها على الضفة الغربية، مما أدى إلى تآكل اختصاص السلطة".

وأشارت إلى أن آخر مرة واجهت فيها الفصائل الفلسطينية بعضها البعض في الشوارع كانت في عام 2007، عندما أطاحت حماس، المنافس الإسلامي لفتح، بالسلطة في غزة وأقامت حكومتها الخاصة، ومنذ ذلك الحين، استثمرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشكل كبير في إصلاح وتدريب قوات الأمن الفلسطينية، وعُرضت على المتشددين السابقين مناصب في قوات الأمن إذا سلموا أسلحتهم".

ومع ذلك، تظل قوات الأمن تعاني من نقص التمويل المزمن وغير مجهزة لتحمل المسؤوليات التي تتصورها واشنطن للضفة الغربية وقطاع غزة بعد الحرب.

واعتبرت الصحيفة أنه بينما يتزايد الغضب العام ضد حماس في قطاع غزة بسبب الحرب، فإن شعبيتها في الضفة الغربية تتزايد بعدما سئم الناس من عباس والاحتلال".

واعتبر رجب أن "عملية جنين كانت تستهدف المشتبه بهم المطلوبين بتهم جنائية، بما في ذلك إطلاق النار على المستشفيات وإعداد العبوات الناسفة، لكن العملية تصاعدت بعد أن استولت السلطة الفلسطينية على بعض أموال المسلحين، واستولى المسلحون على سيارتين لقوات الأمن وطافوا بهما في المخيم، وفي وقت لاحق، انفجرت سيارة مفخخة بالقرب من مركز للشرطة".

ووفقا لفراس أبو الوفا، الأمين العام لحركة فتح في جنين، حاول زعماء المجتمع المحلي، بما في ذلك "آباء مقاتلي جنين الذين قتلوا على يد القوات الإسرائيلية، التوسط في هدنة بين المقاتلين وقوات الأمن، لكن السلطة رفضت التنازل".


ويأتي ذلك بينما أكد صبري صيدم أن المحادثات مستمرة و"الأجهزة الأمنية مصرة على فرض القانون والنظام".

والثلاثاء الماضي، لمدة بضع ساعات توقف صوت إطلاق النار، قبل الساعة الثانية ظهراً بقليل، وافقت السلطة الفلسطينية ونشطاء لواء جنين على وقف القتال، وأفرجت السلطات عن جثتي قيادي في كتيبة يزيد جعايصة التذي قتلته السلطة الفلسطينية، والطفل محمد عامر البالغ من العمر 14 عاماً، وكلاهما قُتلا في 14 كانون الأول/ ديسمبر".

ومع غروب الشمس، خرج المسلحون من الأزقة للعودة إلى مواقعهم.

ودعت حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السلطة إلى "وقف الحملة الأمنية في جنين على الفور، والتي لا تخدم سوى العدو الإسرائيلي".

وقالت تهاني مصطفى، المحللة المختصة بشؤون الأراضي الفلسطينية في مجموعة الأزمات الدولية ومقرها بروكسل، إن العملية "ستنزع الشرعية عن السلطة الفلسطينية وقاعدتها الشعبية من حركة فتح"، لكن وجود السلطة ليس مهددًا، لأنها تعتمد على الغرب، وليس شعبها، في التمويل.

وقالت إن جنين فريدة من نوعها، لأنه لا توجد مستوطنات يهودية غير قانونية في المناطق المجاورة مباشرة، مضيفة أنه في أماكن أخرى، "توجد جيوب من السكان الفلسطينيين ولكن لا يوجد مكان لتعبئة [قوات الأمن] جسديًا في مجموعات كبيرة، ومن غير المرجح أن تسمح إسرائيل بتصعيد هذا الأمر".

مقالات مشابهة

  • أرض الملاحم وحكايات التوراة .. لماذا ترغب إسرائيل في ضم الضفة الغربية؟
  • WP: السلطة الفلسطينية تسعى لدور في غزة وتواجه مسلحين في الضفة الغربية
  • قوات العدو تصيب ثلاثة وتعتقل نحو 100 فلسطيني في الضفة الغربية
  • منظمات حقوقية دولية تدق ناقوس الخطر بشأن الأوضاع المُروعة في غزة
  • قوات الاحتلال تقتحم عدة بلدات في الضفة الغربية
  • حملة دهم واعتقالات إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية طالت 25 فلسطينيًا
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عدة بلدات في الضفة الغربية
  • المتحدث باسم قوى الأمن الفلسطينية: خطة إسرائيلية تستهدف إعادة احتلال الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 25 فلسطينيا من الضفة الغربية
  • قوات العدو الصهيوني تقتحم مدن الضفة الغربية وتشن حملة اعتقالات