بتجرد:
2025-01-31@08:53:50 GMT

درس مؤتمر النقد السينمائي بالرياض: لا سينما دون نقاد

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

درس مؤتمر النقد السينمائي بالرياض: لا سينما دون نقاد

متابعة بتجــرد: النقد هو الضلع الرابع من أي صناعة سينمائية قوية ومستدامة، بعد الإنتاج والتوزيع ودور العرض، لا يمكن تصور المكانة التي وصلت إليها هوليوود دون وجود المجلات الفنية المتخصصة، والمساحات المخصصة للكتابة عن الأفلام ونجومها في معظم الصحف، والأمر نفسه ينطبق على السينما الهندية والمصرية والفرنسية والبريطانية، وكل مكان ظهرت وازدهرت فيه صناعة سينما حقيقية.

مع ذلك، للأسف، يستخف الكثيرون بدور النقد، خاصة في عصر الـ”سوشيال ميديا”، حيث أصبح كل شخص “ناقد نفسه”، وهذا الاستخفاف ناتج عن أسباب كثيرة منها النظرة الشائعة لدى الجمهور وأهل الصناعة وكثير من النقاد أنفسهم، بأن النقد تنظير وتقعير وتقييم من شخص يتولى سلطة لم يكلفه بها أحد، ولا يحتاج إليها أحد.

وهذه النظرة التي ترى أن الناقد صاحب سلطة يقابلها من الناحية الثانية تصور لا يقل شيوعا وخطورة، هو أن على الناقد أن يكون “خادماً” للصناعة وللجمهور، يعمل كمروج وموظف علاقات عامة لدى الفنانين، أو كدليل سياحي ومستشار أفلام لدى الجمهور، ينصحهم بأفضل، ويحذرهم من أسوأ، الأفلام الموجودة بالسوق.

هذه الأفكار، وغيرها الكثير، كانت محور مؤتمر النقد السينمائي الأول الذي عقد في الرياض خلال الفترة من 7 إلى 14 نوفمبر الجاري، وضم عدداً من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تتعلق بهذه القضية الساخنة.

نسمع دوماً عن عقد المهرجانات والأسابيع والمؤتمرات “السينمائية” التي تهتم بالأفلام وصناعها وقضايا وهموم المنتجين والموزعين، وغالباً ما يدعى إليها النقاد ليديروا ندوة هنا أو هناك، أو ليقوموا بالتغطية الصحفية للفعالية، ولكن نادراً ما تهتم هذه الفعاليات بالنقد نفسه، باعتباره شيئاً يحتاج إلى التعرض للضوء والمناقشة، بل والتقييم أيضاً، ومن ثم فإن مجرد عقد مؤتمر عن النقد السينمائي هو بحد ذاته فكرة جريئة، وتنم على مدى وعي القائمين على هيئة الأفلام في المملكة، الذين يدركون أهمية النقد في دعم وتطوير صناعة السينما الناشئة. 

لقطات من حفل افتتاح #مؤتمر_النقد_السينمائي، بحضور جمهور السينما ومشاركة نخبة من النقاد والسينمائيين.#ما_وراء_الإطار #هيئة_الأفلام pic.twitter.com/Ev1QWLBH9F

— هيئة الأفلام (@FilmMOC) November 13, 2023

تتويج لرحلة الملتقيات

ما يؤكد هذا الوعي هو أن المؤتمر ليس مجرد فعالية منفردة عابرة، ولكنه تتويج لعدد من الملتقيات النقدية التي أقيمت على مدار 2023 في عدة مدن سعودية هي جدة (خلال مهرجان البحر الأحمر)، والظهران (خلال مهرجان أفلام السعودية)، وأبها، وتبوك، وبريدة، ليحط رحال هذه الملتقيات أخيراً في العاصمة الرياض، مصحوباً بعروض أفلام ومعارض فنية (بصرية) وبعض العروض المبتكرة الأخرى.

تحتاج صناعة السينما الصاعدة بقوة في المملكة إلى حركة نقدية وتثقيفية مصاحبة، وقد عملت هذه الملتقيات ثم المؤتمر على جمع كثير من النقاد والمنشطين ثقافياً من أجيال مختلفة داخل سياق وحركة منتظمة، ومن خلال دعوة عدد كبير من النقاد وصناع الأفلام العرب والأجانب للحديث عن خبراتهم وتجاربهم. 

حمل كل واحد من هذه الملتقيات والمؤتمر عنواناً مختلفاً يفترض منه أن يغطي جانباً من جوانب صناعة الأفلام والكتابة عنها، الروحانيات، أو التأثير الروحي للأفلام كانت عنوان الملتقى الأول، ثم السينما الوطنية، أي الخصوصية الإقليمية لبعض السينمات العالمية، ثم المشهدية والفضاء الطبيعي في الأفلام، ثم التقنية وتجربة مشاهدة الفيلم، والهجرة والسفر والانتقال في الفيلم، وصولاً إلى عنوان المؤتمر الختامي الذي حمل عنوان “ما وراء الإطار”.

برامج بلا حدود

على مدار أيامه الثمانية تنوعت فعاليات المؤتمر تحت البرامج التالية:

بصحبة النقاد، وهو برنامج يتكون من عرض فيلم (أو أكثر) لأحد المبدعين، ثم إجراء حوار مفتوح بين صانعه وأحد النقاد والجمهور، وضمن هذا البرنامج عرضت أفلام “صبيان وبنات” ليسري نصر الله، “ميكروفون” لأحمد عبد الله، وبعض الأفلام القصيرة للبرازيلي كليبر ميندونسا.

برنامج “ماستر كلاس” الذي ضم محاضرتين لكل من الناقدين المغربي حمادي كيروم، والهندية شبرا جوبتا، وبرنامج “حديث الفنان” الذي ضم بعض لقاءات مع فنانين وأحد أساتذة السينما.

برنامج “بعيداً عن النقد”، وضم محاضرات ولقاءات حول موضوعات بعيدة قليلاً عن النقد السينمائي المباشر، ولكنها مكملة له مثل الحديث عن الرواية والسينما وقضايا البيئة في الأفلام، وتاريخ الرؤية العربية الإسلامية.

برنامج “عروض تقديمية”، الذي ضم حوارات مع الجمهور حول موضوعات متفرقة من هنا وهناك.

برنامج “ركن النقاد”، وكان من أكثر البرامج شعبية وقدرة على الاستساغة من قبل الجمهور، والذي يتكون من عرض فيلم أو مقاطع من فيلم ثم قيام ناقدين بتحليل ونقد الفيلم، وقد شهد هذا البرنامج عرض أفلام مثل Barbie لجريتا جيرويج وThe Birds لألفريد هيتشكوك و EO لجيرزي سكوليموفسكي.

برنامج عروض أفلام الذي ركز على بعض الأفلام السعودية الحديثة مثل “مدينة الملاهي” لوائل أبو منصور، و”من يحرقن الليل” لسارة مسفر، وعدد من الأفلام الوثائقية والقصيرة، كما ضم أيضاً عروض لأفلام عربية وأجنبية مختلفة مثل “ميكروفون” لأحمد عبد الله، و”تيتينا” لكايسا نايس.. وغيرها.

برنامج آخر تحت عنوان “أفلام السفر: مشاهد من غرب آسيا وشمال إفريقيا” يضم عرض بعض الشرائط القديمة التي صورت في هذه المناطق، يصحبها عرض موسيقي ارتجالي. وبرنامج عروض الفيديو آرت والتركيب والواقع الافتراضي، التي تتراوح من أعمال فنانين شباب غير سينمائيين وحتى فيلم The Image Book لجان لوك جودار، بجانب عدد من الورش التدريبية والعروض المخصصة للأطفال.

View this post on Instagram

A post shared by هيئة الأفلام (@film_moc)

عمر السينما.. في كبسولة!

برنامج ضخم وطموح، ربما أكبر من اللازم، من الصعب أن تغطية أيام المؤتمر المعدودة، وحين نضيف إليه عناوين وبرامج الملتقيات السابقة، ندرك أن القائمين على تنظيم هذه الفكرة كأنما أرادوا أن يختصروا تاريخ السينما والنقد السينمائي في كبسولة، أو عدة كبسولات صغيرة.

من الواضح أيضاً أن هناك عدة رؤوس تفكر وتعد البرامج، ولذلك هناك تنوع جميل، ولكن ربما بعض الانفصال والتنافر أحياناً بين أنواع ومضمون البرامج، وكذلك تراوح بين مستويات الخطاب المقدم من خلالها، فبعضها يخاطب الهواة والمبتدئين، بينما يصعب استساغة وفهم بعضها الآخر حتى من قبل المتخصصين.

مؤتمر النقد، وملتقياته السابقة، هو بمثابة بوتقة كبيرة ضمت أنواعاً وأشكالاً وأفكاراً من ماضي وحاضر السينما العالمية، ومن المؤكد أن هذه البوتقة ستصهر كل هذه الأشياء داخل سياق، وتصور أكثر تماسكاً وتوافقاً.

المهم أن تستمر هذه الفكرة غير المسبوقة والرائعة، وأن تتجلى في مؤتمرات وملتقيات أخرى خلال الأعوام المقبلة، فالنقد كما ذكرنا هو الضلع الرابع للسينما، والثقافة السينمائية والقدرة على التذوق الفني لا غنى عنهما لأي مجتمع يستهلك الفنون.

ناقد فني.

main 2023-11-14 Bitajarod

المصدر: بتجرد

كلمات دلالية: النقد السینمائی هیئة الأفلام مؤتمر النقد من النقاد

إقرأ أيضاً:

لماذا رفض محمد عبدالوهاب إنتاج أول أفلام الطفلة فيروز؟

لفتت الطفلة المعجزة « فيروز»، أنظار الجميع منذ ظهورها الأول على الشاشة، إذ تأثرت بالفن منذ نعومة أظافرها بواسطة عائلتها، وعلى الرغم من تنبأ الجميع لها بأنها ستصبح واحدة من ألمع نجمات جيلها، إلا أن رحلتها في عالم الفن لم تدم طويلًا وانتهت في فترة قصيرة، تاركة أثرًا لا يزال محفورًا في أذهان الجمهور.

حظيت الطفلة فيروز التي يصادف اليوم 30 يناير ذكرى وفاتها، ببداية فنية مختلفة عن بنات جيلها، إذ حكت في لقاء تليفزيوني سابق، مدى إعجاب الفنان أنور وجدي بفنها منذ المرة الأولى التي شاهدها على المسرح، لذلك قرر أن تصبح هي بطلة فيلمه «ياسمين» من إنتاج عام 1950، وكان من المفترض أن يكون إنتاجًا مشتركًا بينه والموسيقار محمد عبدالوهاب.

ذكرى ميلاد الطفلة فيروز

وقالت إيمان جمجوم ابنة الفنانة فيروز في لقاء سابق مع الإعلامي عمرو الليثي، إنّ الموسيقار محمد عبدالوهاب لم يكن على اقتناع كامل بها، وتراجع ورفض الإنضمام إلى أنور وجدي في إنتاج الفيلم، واستكمل أنور وجدي رحلة الإنتاج وحده، حتى تم عرض الفيلم لأول مرة وحقق نجاحًا كبيرًا، وعندما شاهد عبدالوهاب هذا النجاح، طلب من وجدي أن يشارك في إنتاج فيلمه المقبل مع الطفلة فيروز، لكنه رفض.

أفلام الطفلة فيروز

وقدمت بعدها الطفلة فيروز جموعة من الأفلام الناجحة، لتقف إلى جوار مجموعة من كبار الفنانين، من بينهم إسماعيل ياسين، أبرزها «دهب، فيروز هانم، الحرمان، عصافير الجنة»، والأخير قدمته بصحبة شقيقتيها نيللي وميرفت.

مقالات مشابهة

  • هيئة الأفلام السعودية تُنظِّم ورشة عمل حول الإنتاج السينمائي
  • نهيان بن مبارك يكرم خريجي برنامج “مستقبلي” الذي نظمه صندوق الوطن
  • بالأسماء.. الفصائل المسلحة التي «حلّت نفسها» وشاركت بـ«مؤتمر النصر» في سوريا
  • لماذا رفض محمد عبدالوهاب إنتاج أول أفلام الطفلة فيروز؟
  • إعلامي أمريكي بالرياض: المملكة ليست التي كنا نقرأ عنها بالأخبار إنها مختلفة تمامًا .. فيديو
  • في مثل هذا اليوم.. 37 عاما على رحيل مخرج الروائع حسن الإمام
  • نقاد يحتفون بأمير الشعراء وشاعر النيل بمعرض الكتاب
  • الليلة.. عرض فيلم "مدرسة أبدية" في نادي سينما الأوبرا بمعرض الكتاب
  • "سينما أبناء صهيون".. حنان أبو الضياء تشرّح الهوية اليهودية بالسينما الأمريكية
  • جبران يشارك في مؤتمر مستقبل سوق العمل الدولي بالرياض غدا