بات مئات من طالبي اللجوء الأفارقة عالقين على الحدود بين تونس وليبيا وسط ظروف مزرية، في حين نفى الرئيس التونسي قيس سعيّد تعرض المهاجرين غير النظاميين في بلاده لسوء المعاملة، وذلك بعد أن ترددت أنباء عن طرد المئات منهم من مدينة صفاقس الساحلية إلى منطقة صحراوية نائية.

وكان مراسل الجزيرة الإنجليزية مالك ترينا الصحفي الوحيد الذي التقى طالبي اللجوء العالقين منذ أيام على الحدود التونسية الليبية، ويقدر عدد هؤلاء بنحو 1200 بينهم نساء وأطفال وجرحى مع قليل من الطعام والمياه والملجأ.

وقال العالقون للجزيرة إن السلطات التونسية نقلتهم إلى هذه المنطقة، وفي حين أكد البعض أنهم يريدون ترحيلهم إلى بلدانهم، قال البعض الآخر إنهم يريدون الذهاب إلى أوروبا.

وأضافوا أنهم موجودون في هذا المكان على شاطئ البحر بمحافظة مدنين (جنوب شرق تونس) 6 أيام وبعضهم لمدة أقل.

وأشار مراسل الجزيرة إلى أن قوات حرس الحدود في ليبيا ترفض دخولهم أراضي البلاد.

والجمعة، طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" السلطات التونسية بوضع حد لما وصفتها بعمليات الطرد الجماعي لطالبي اللجوء الأفارقة إلى منطقة صحراوية نائية قرب الحدود مع ليبيا.

وذكرت هذه المنظمة الحقوقية أن السلطات قامت منذ الثاني من يوليو/تموز الجاري بطرد مئات من هؤلاء من صفاقس، مشيرة إلى أن عمليات الطرد بدأت إثر أعمال عنف شهدتها المدينة عقب مقتل شاب طعنا على يد مهاجر أفريقي.

 

معاملة إنسانية

في غضون ذلك، قال الرئيس التونسي قيس سعيد أمس السبت إن طالبي اللجوء في بلاده يتلقون معاملة إنسانية على عكس ما تروج له من وصفها بالدوائر الاستعمارية وعملائها من تزييف للحقائق ونشر الأكاذيب، حسب تعبيره.

وأضاف سعيد -خلال لقائه رئيسة الحكومة نجلاء بودن- أن "الأكاذيب" هدفها زعزعة الاستقرار وبث بذور الفتنة في البلاد، موضحا أن قوات الأمن قامت بحماية طالبي اللجوء بعد أن تم تعبيد الطريق أمامهم من قبل "الشبكات الإجرامية".

وقالت الرئاسة إن وفدا من الهلال الأحمر التونسي توجه لتفقد أوضاع طالبي اللجوء على الحدود مع ليبيا.

وأضافت أن الرئيس شدد خلال اجتماع مع رئيس الهلال الأحمر عبد اللطيف شابو على مواصلة رعاية طالبي اللجوء بالتنسيق مع السلطات المعنية، موضحا أن تونس تعطي دروسا في مجال حقوق الإنسان.

بدوره، أعرب وزير الخارجية نبيل عمار ونظيرته الليبية نجلاء المنقوش عن حرصهما على معالجة قضية وجود المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء على الحدود المشتركة في إطار احترام القوانين المعمول بها في البلدين، والقوانين والمواثيق الدولية باعتبارها قضية عابرة للحدود.

وفي الإطار نفسه، اتفق وزير الداخلية التونسي كمال الفقيه مع نظيره الليبي عماد الطرابلسي -خلال اتصال هاتفي- على تبني سياسة مشتركة للتصدي للهجرة غير النظامية والتسلل غير القانوني عبر حدود البلدين.

والآونة الأخيرة، أعلن الرئيس التونسي مرارا أن بلاده لن تقبل أن تصبح حارس حدود لدول أخرى، في حين عرضت دول أوروبية على تونس دعما ماليا لمواجهة الهجرة غير النظامية التي تنطلق من أراضيها باتجاه سواحل أوروبا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: على الحدود

إقرأ أيضاً:

اتصالات لبنانية سورية لتهدئة الوضع على الحدود.. وحزب الله ينفي التدخل

أعلن الجيش اللبناني، الاثنين، أنه يجري اتصالات مع السلطات السورية لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية، وذلك بعد تسليم جثامين ثلاثة عناصر سوريين إلى دمشق. 

جاء هذا الإعلان غداة اتهام وزارة الدفاع السورية، مساء أمس الأحد، "حزب الله" باختطاف وقتل ثلاثة من عناصرها، فيما نفى الحزب اللبناني أي مسؤولية في هذا الشأن.

وقال الجيش اللبناني في بيان: "بتاريخ 16 آذار/مارس 2025، وبعد مقتل سوريين وإصابة آخر عند الحدود اللبنانية السورية في محيط منطقة القصر-الهرمل، نُقل الجريح إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، لكنه فارق الحياة لاحقاً". 

وأضاف البيان أن "الجيش نفذ تدابير أمنية استثنائية، وأجرى اتصالات مكثفة منذ ليل الأحد حتى ساعات الصباح الأولى، وسلم بنتيجتها الجثامين الثلاثة إلى الجانب السوري".

وأشار الجيش اللبناني إلى أن "قرى وبلدات لبنانية في المنطقة تعرضت للقصف من جهة الأراضي السورية، فردّت الوحدات العسكرية اللبنانية على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة". كما أفاد بأنه "عزز انتشاره وضبط الوضع الأمني"، مؤكداً أن "الاتصالات بين قيادة الجيش اللبناني والسلطات السورية تستمر لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية".

اتهامات سورية ونفي حزب الله
من جهتها، اتهمت وزارة الدفاع السورية، في بيان صدر مساء أمس الأحد، "حزب الله" باختطاف ثلاثة عناصر من الجيش العربي السوري على الحدود السورية اللبنانية قرب سد زيتا غرب حمص، قبل أن "تقودهم إلى الأراضي اللبنانية وتقوم بتصفيتهم تصفية ميدانية". 



وأضافت الوزارة أنها "ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة بعد هذا التصعيد الخطير من ميليشيا حزب الله".
في المقابل، نفت العلاقات الإعلامية بـ"حزب الله" هذه الاتهامات بشكل قاطع، مؤكدة عبر بيان أن "لا علاقة لحزب الله بالأحداث التي جرت اليوم على الحدود اللبنانية السورية". وشددت على أن "حزب الله لا علاقة له بأي أحداث تجري داخل الأراضي السورية".

خلفية الحدث
تسعى الإدارة السورية إلى ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، وتعزيز قبضتها على الحدود مع دول الجوار، بما في ذلك لبنان، وذلك في إطار جهودها لملاحقة مهربي المخدرات وفلول النظام السابق الذين يتسببون في اضطرابات أمنية. 

وتتميز الحدود اللبنانية السورية بتداخلها الجغرافي، حيث تتكون من جبال وأودية وسهول دون علامات واضحة تفصل بين البلدين، اللذين يرتبطان بستة معابر حدودية برية على طول نحو 375 كيلومتراً.

يذكر أن المعارضة السورية المسلحة بسطت سيطرتها على العاصمة دمشق ومدن أخرى في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، منهية بذلك 61 عاماً من حكم نظام البعث الدموي، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد. 

وكان "حزب الله" قد ارتبط بعلاقات قوية مع نظام رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، الذي حكم لمدة 24 عاماً بين عامي 2000 و2024.

مقالات مشابهة

  • جلالة السلطان يهنئ الرئيس التونسي بذكرى استقلال بلاده
  • إخلاء سبيل مواطن ليبي من قبل السلطات التونسية
  • نائب تونسي: يجب فرض المعاملة بالمثل مع السلطات الليبية
  • رئيس المرصد التونسي: الجانبان التونسي والليبي فشلا في إدارة معبر رأس جدير
  • الرئيس تبون يستقبل وزير الداخلية التونسية
  • الجيش النيجري ينقذ عشرات المهاجرين قرب الحدود الليبية
  • السلطات التونسية تنتشل 18 جثة وتنقذ 612 مهاجرا غير نظامي
  • الحاج حسن ينفي مسؤولية الحزب عن أحداث الحدود اللبنانية - السورية
  • اتصالات لبنانية سورية لتهدئة الوضع على الحدود.. وحزب الله ينفي التدخل
  • "حزب الله" ينفي أي صلة له بأحداث الحدود اللبنانية السورية