المئات من طالبي اللجوء عالقون على الحدود التونسية الليبية وقيس سعيد ينفي سوء المعاملة
تاريخ النشر: 9th, July 2023 GMT
بات مئات من طالبي اللجوء الأفارقة عالقين على الحدود بين تونس وليبيا وسط ظروف مزرية، في حين نفى الرئيس التونسي قيس سعيّد تعرض المهاجرين غير النظاميين في بلاده لسوء المعاملة، وذلك بعد أن ترددت أنباء عن طرد المئات منهم من مدينة صفاقس الساحلية إلى منطقة صحراوية نائية.
وكان مراسل الجزيرة الإنجليزية مالك ترينا الصحفي الوحيد الذي التقى طالبي اللجوء العالقين منذ أيام على الحدود التونسية الليبية، ويقدر عدد هؤلاء بنحو 1200 بينهم نساء وأطفال وجرحى مع قليل من الطعام والمياه والملجأ.
وقال العالقون للجزيرة إن السلطات التونسية نقلتهم إلى هذه المنطقة، وفي حين أكد البعض أنهم يريدون ترحيلهم إلى بلدانهم، قال البعض الآخر إنهم يريدون الذهاب إلى أوروبا.
وأضافوا أنهم موجودون في هذا المكان على شاطئ البحر بمحافظة مدنين (جنوب شرق تونس) 6 أيام وبعضهم لمدة أقل.
وأشار مراسل الجزيرة إلى أن قوات حرس الحدود في ليبيا ترفض دخولهم أراضي البلاد.
والجمعة، طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" السلطات التونسية بوضع حد لما وصفتها بعمليات الطرد الجماعي لطالبي اللجوء الأفارقة إلى منطقة صحراوية نائية قرب الحدود مع ليبيا.
وذكرت هذه المنظمة الحقوقية أن السلطات قامت منذ الثاني من يوليو/تموز الجاري بطرد مئات من هؤلاء من صفاقس، مشيرة إلى أن عمليات الطرد بدأت إثر أعمال عنف شهدتها المدينة عقب مقتل شاب طعنا على يد مهاجر أفريقي.
معاملة إنسانية
في غضون ذلك، قال الرئيس التونسي قيس سعيد أمس السبت إن طالبي اللجوء في بلاده يتلقون معاملة إنسانية على عكس ما تروج له من وصفها بالدوائر الاستعمارية وعملائها من تزييف للحقائق ونشر الأكاذيب، حسب تعبيره.
وأضاف سعيد -خلال لقائه رئيسة الحكومة نجلاء بودن- أن "الأكاذيب" هدفها زعزعة الاستقرار وبث بذور الفتنة في البلاد، موضحا أن قوات الأمن قامت بحماية طالبي اللجوء بعد أن تم تعبيد الطريق أمامهم من قبل "الشبكات الإجرامية".
وقالت الرئاسة إن وفدا من الهلال الأحمر التونسي توجه لتفقد أوضاع طالبي اللجوء على الحدود مع ليبيا.
وأضافت أن الرئيس شدد خلال اجتماع مع رئيس الهلال الأحمر عبد اللطيف شابو على مواصلة رعاية طالبي اللجوء بالتنسيق مع السلطات المعنية، موضحا أن تونس تعطي دروسا في مجال حقوق الإنسان.
بدوره، أعرب وزير الخارجية نبيل عمار ونظيرته الليبية نجلاء المنقوش عن حرصهما على معالجة قضية وجود المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء على الحدود المشتركة في إطار احترام القوانين المعمول بها في البلدين، والقوانين والمواثيق الدولية باعتبارها قضية عابرة للحدود.
وفي الإطار نفسه، اتفق وزير الداخلية التونسي كمال الفقيه مع نظيره الليبي عماد الطرابلسي -خلال اتصال هاتفي- على تبني سياسة مشتركة للتصدي للهجرة غير النظامية والتسلل غير القانوني عبر حدود البلدين.
والآونة الأخيرة، أعلن الرئيس التونسي مرارا أن بلاده لن تقبل أن تصبح حارس حدود لدول أخرى، في حين عرضت دول أوروبية على تونس دعما ماليا لمواجهة الهجرة غير النظامية التي تنطلق من أراضيها باتجاه سواحل أوروبا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على الحدود
إقرأ أيضاً:
بعد عام من الغياب.. المئات يزورون قبر المعارض نافالني في موسكو
موسكو"أ.ف.ب":أكد الاتحاد الأوروبي اليوم الأحد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحمل "المسؤولية النهائية" عن وفاة المعارض أليكسي نافالني، في الذكرى الأولى لرحيله في سجن بسيبيريا.
وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس في بيان "اليوم يصادف مرور عام على وفاة زعيم المعارضة الروسي السياسي أليكسي نافالني، والتي يتحمل الرئيس بوتين والسلطات الروسية المسؤولية النهائية عنها"، داعية إلى إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، ومضيفة أن "نافالني ضحى بحياته من أجل روسيا حرة وديموقراطية".
وأضافت كالاس "مع تكثيف روسيا لحربها العدوانية غير المشروعة ضد أوكرانيا، فإنها تواصل أيضا قمعها الداخلي، واستهداف أولئك الذين يدافعون عن الديموقراطية".
ولفتت الى أن محامي نافالني ما زالوا "مسجونين ظلما، إلى جانب مئات السجناء السياسيين".
وتابعت "يتعين على روسيا الإفراج فورا وبدون قيد أو شرط عن محامي أليكسي نافالني وجميع السجناء السياسيين".
وكان نافالني ناشطا معارضا في مجال مكافحة الفساد والعدو السياسي الأول لبوتين، وقد صنفه القضاء الروسي "متطرفا".
وكل من يشير علنا إلى المعارض أو إلى منظمته، صندوق مكافحة الفساد، ويُغفل الإشارة الى إعلان "تطرفهما"، يتعرض لعقوبات شديدة.
ولا يزال هذا التهديد ساريا على الرغم من وفاة نافالني في ظروف غامضة في سجن في القطب الشمالي في 16 فبراير 2024 ونفي جميع المتعاونين معه تقريبا خارج روسيا.
في هذه الاثناء، زار المئات من الاشخاص اليوم الأحد قبر أليكسي نافالني في موسكو، على الرغم من خطر التعرض لأعمال انتقامية من قبل السلطات، بعد عام من وفاة أبرز معارضي الكرملين في معتقله في سيبيريا، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
وتقاطر أفراد ومجموعات صغيرة، بينهم عائلات مع أطفالها، طوال الصباح إلى مقبرة بوريسوفسكوي في الطقس البارد. وتوفي نافالني، العدو السياسي الأول للرئيس فلاديمير بوتين، في ظروف غامضة في معتقل بالقطب الشمالي.
وقام عدد من الدبلوماسيين الغربيين، بينهم ممثلون للسفارات الأمريكية والفرنسية والإسبانية والنرويجية والاتحاد الأوروبي، بزيارة قبر المعارض.
وبحلول ساعات الصباح المتأخرة، كانت المقبرة مغطاة فعليا بجبل صغير من الزهور، واستمر وصول العشرات من الأشخاص، بمفردهم أو في مجموعات صغيرة.
كان نافالني ناشطا صاحب كاريزما في مجال مكافحة الفساد والعدو السياسي الأول لبوتين، وقد صنفه القضاء الروسي "متطرفا".
وكل من يشير علنا إلى المعارض أو إلى منظمته، صندوق مكافحة الفساد، ويُغفل الإشارة الى اعلان "تطرفهما"، يتعرض لعقوبات شديدة. ولا يزال هذا التهديد ساريا على الرغم من وفاة نافالني في ظروف غامضة في سجن في القطب الشمالي في 16 فبراير 2024 ونفي جميع المتعاونين معه تقريبا خارج روسيا.
اما أرملة نافالني يوليا نافالنايا التي تولت زمام الأمور في حركته، فمن المقرر أن تشارك في فعالية في برلين، حيث يعيش العديد من أنصار المعارض الروسي.
ودعت يوليا في رسالة مصورة بثت الأحد إلى مواصلة النضال من أجل روسيا "حرة ومسالمة".
وقالت "نعلم ما الذي نناضل من أجله: روسيا مستقبلية حرة ومسالمة وجميلة، تلك التي حلم بها أليكسي، ممكنة. دعونا نفعل كل شيء لتحقيق حلمه".
في بروكسل، قالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس في بيان إن بوتين يتحمل "المسؤولية النهائية" عن وفاة المعارض.
وأكدت أن "نافالني ضحى بحياته من أجل روسيا حرة وديموقراطية" داعية إلى "الإفراج فورا وبدون قيد أو شرط عن محامي أليكسي نافالني وجميع السجناء السياسيين".
وكان المستشار الألماني أولاف شولتس أحد أوائل الزعماء الغربيين الذين كرموا ذكراه اليوم الأحد، موجها تحية لرجل مات "لأنه ناضل من أجل الديموقراطية والحرية في روسيا".
وحذرت قنوات عبر تلغرام مؤيدة للكرملين أنصار المعارض الراحل من زيارة المقبرة.
وجاء في رسالة نشرها الصحافي ديمتري سميرنوف المؤيد للكرملين وقنوات أخرى "نصيحة مختصرة لمن يعتزمون للذهاب إلى هناك ولكنهم ليسوا متأكدين بعد: لا تذهبوا!".
وجاء في رسالة بثتها هذه القنوات إلى "الأخ الأكبر وعينه الساهرة"، مع صورة لعلامة تشير إلى وجود كاميرا مراقبة على أبواب المقبرة.
وقامت السلطات الروسية بشكل منهجي بتفكيك حركة أليكسي نافالني، وأرسلت العديد من أنصاره إلى السجن.
وتتم حاليا محاكمة أربعة صحافيين في روسيا بتهمة "المشاركة في جماعة متطرفة".
وفي يناير، حُكم على ثلاثة من المحامين المدافعين عن زعيم المعارضة بالسجن لمدد من ثلاث سنوات ونصف سنة إلى خمس سنوات لنقلهم رسائله أثناء وجوده رهن الاحتجاز.
تكثّف السلطات الروسية تتبع معارضي فلاديمير بوتين، وخصوصا المقرّبين من نافالني، ومنتقدي تدخلها العسكري في أوكرانيا قبل حوالى ثلاث سنوات.
وأوقف نافالني في يناير 2021 عند عودته من ألمانيا حيث كان يتلقّى العلاج بعد تعرّضه لتسمّم في سيبيريا حمل الكرملين مسؤوليته.
وحكم عليه بعقوبات مشدّدة على خلفية "التطرّف" وما زالت ملابسات وفاته في معسكر اعتقال في القطب الشمالي في فبراير 2024 غامضة.
وتأتي هذه الفعاليات التكريمية في وقت أصبحت المعارضة الروسية التي فقدت قائدها ومزقتها الصراعات الداخلية، ضعيفة في شكل غير مسبوق.
ويكافح قادتها المنفيون في كثير من البلدان من أجل إحياء روح النضال ضد الرئيس فلاديمير بوتين، وخصوصا في روسيا حيث يُقابَل أي انتقاد للحكومة بقمع شديد.