بعد التصعيد الأخير.. سكان جنوب لبنان يواجهون خطر البقاء
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
غادر معظم سكان جنوب لبنان، المنطقة بالتزامن مع تصاعد الضربات والهجمات بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، ووقوع ضحايا داخل لبنان.
ومن جانبه، أكد موقع "منا أف أن" المختص في شؤون الشرق الأوسط، أن آلاف من الأسر وغالبيتهم من الشيعة، فروا من جنوب لبنان مع تصاعد الصراع والخوف من وقوع حرب مباشرة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله.
وأكد الموقع أن العديد من حوادث القتال تجرى في قرى شيعية، كما يوجه العدوان الإسرائيلي العديد من الضربات لهذه المناطق المأهولة بالأسر.
ويرصد الموقع قرية عيتا الشعب، المأهولة بأغلبية شيعية، والتي يهرع سكانها حاملين حقائب طوارئ صغيرة للبحث عن سيارة متجهة إلى الشمال، لا سيما مدينة صور التي تبعد بنحو 26 كيلو متران الحدود الجنوبية.
ولفت الموقع إلى أن القرية مثل غيرها من العديد من القرى أصبحت خالية تقريبا من سكانها، وباتت المنازل مهجورة والمحلات التجارية مغلقة، وكأنه لم يعد هناك شخص يعيش فيها.
وخلال الأيام الأخيرة، لم يكن الوضع سهل لسكان هؤلاء القرية، إذ كانت عمليات القصف وتبادل إطلاق النار هو الواقع اليومي لهم، بعد دخول حزب الله اللبناني وفصائل فلسطينية أخرى تعمل انطلاقا من لبنان على خط المواجهة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وبينت الإحصاءات التي نقلها الموقع أن قرى بالكامل أصبحت خالية من سكانها، وأن نسبة كبيرة من سكان الجنوب فر إلى الشمال، لا سيما المناطق المحيطة ببيروت أو عند أقارب، أو لجأ للإحتماء في المدارس، خوفا من الضربات الإسرائيلي.
ويؤكد باحثون لبنانيون أن الكثير من القرى نزح 90% من سكانها، مثل كفر كلا وعيتا الشعب وكفر شويا والضهيرة وغيرها، معظمهم هرب إلى الشمال، بينما بقى بعض الأسر في المدارس أو مراكز إيواء للاجئين.
ونوه الباحثون، إلى أنه تم افتتاح أربعة مراكز إيواء جديدة في مدينة صور بينما العديد من المنطقة يفر منها أيضا رغم بعدها عن الحدود.
ويوضح الموقع أن الطرق السريعة في الجنوب اللبناني باتت في حركة غير عادية، فهذه المنطقة المأهولة من السكان الشيعة الذين يعيشون تحت سيطرة حزب الله، باتوا يفرون طوال اليوم والليل، بحثا عن ملاذ وهربا من التصعيد المكثف بين الطرفين.
وحتى الآن، دفع العشرات من المدنيين حياتهم جراء هذا التصعيد غير المسبوق منذ عام 2006، مع تبادل عمليات القصف على الحدود وبالقرب منها.
والسبت الماضي، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يواف جالانت خلال جولة على الحدود مع لبنان من أن حزب الله يجر لبنان نحو حرب قد تقع واللبنانيون سيدفعون الثمن، معتبرا ما يرتكبه حزب الله بالخطأ الفادح، الذي قد يجعل لبنان تذوق نفس مصير غزة.
وتابع وزير دولة الاحتلال بالقول إن اللبنانيين سينهي بهم الأمر إلى وضع سكان غزة، موضحا أن عدوانية حزب الله تخطت مرحلة الاستفزاز.
وفي المقابل، أعطت العديد من الدول تعليماتها لمواطنيها بمغادرة لبنان خوفا من وقوع حرب محتملة، وهو ما يشكل ضربة قوية لقطاع السياحة، المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية في هذه الدولة التي تعاني من أزمة اقتصادية حادة.
ويعيد التصعيد الحالي إلى الأذهان في لبنان الحرب التي وقعت في عام 2006 والذي قاد إلى خلو العديد من القرى من سكانها، وإغلاق المحلات التجارية ومحطات الوقود.
وتعيش قرية كفر شوبا الحدودية الوضع نفسه، إذ لم يبق فيها سوى بعض العائلات القليلة يعيشون في وضع مزري، مع عدم توافر أي خدمات أو محلات تجارية تخدمهم.
وتقول إحدى الأسر في القرية، إن كل عائلة معها طفل غادرت باتجاه بيروت، وأصبحت المدارس متوقفة والمصير مجهول، مضيفة، “نعيش واقع ساعات صعب، إذ نمر بقلق غير مسبوق، خوفا على حياتنا أو من أي صوت يأتي من السماء”.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الشرق الأوسط بيروت سكان الاحتلال الاسرائيلي حزب الله حزب الله اللبناني قصف جنوب لبنان المحلات التجارية مهجورة فصائل فلسطينية سكان غزة الحدود الجنوبية العدوان الإسرائيلي مغادرة لبنان العدید من من سکانها حزب الله من سکان
إقرأ أيضاً:
تطورات الصراع في الكونغو.. مخاوف من التصعيد وتقدم للمتمردين
ندد رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي الأربعاء بـ"تقاعس" المجتمع الدولي حيال سيطرة مقاتلين مدعومين من رواندا على مناطق في شرق البلاد، محذرا من خطر "تصعيد" إقليمي.
وقال تشيسكيدي في خطاب بثه التلفزيون الرسمي "صمتكم وتقاعسكم إهانة" لجمهورية الكونغو الديمقراطية، مضيفا أن تقدم المقاتلين المدعومين من رواندا قد يؤدي "مباشرة إلى تصعيد" في منطقة البحيرات العظمى.
وأضاف أن جيشه ينفذ "ردا قويا ومنسقا ضد هؤلاء الإرهابيين".
وسيطر متمردون مدعومون من رواندا على المزيد من البلدات في شرق الكونغو يوم الأربعاء، متجاوزين مدينة غوما الرئيسية في محاولة واضحة لتوسيع نفوذهم في المنطقة التي يمزقها الصراع.
وتقدم المتمردون نحو وسط إقليم جنوب كيفو بعد سيطرتهم على عدة بلدات، من بينها كالونجو وموكوينجا، وفقا لزعيم محلي في المجتمع المدني وعامل إغاثة في المنطقة، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لعدم حصولهما على إذن بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
وأعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن قلق المنظمة إزاء التطورات الجارية، مشيرا إلى أنها تتخذ تدابير لحماية المدنيين وموظفي الأمم المتحدة.
وأثار التقدم العسكري للمتمردين مخاوف من احتلال طويل الأمد، خاصة بعد إعلانهم عن خطط لإنشاء إدارة جديدة في غوما، المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية إن "استمرار القتال دون رادع قد يؤدي إلى اتساع رقعة الصراع مما يعيد إلى الأذهان الفظائع التي حدثت في أواخر التسعينيات وأوائل الألفية، عندما قُتل الملايين"، في إشارة إلى الحرب متعددة الأطراف التي شهدتها المنطقة آنذاك.
وعلى الرغم من أن القوات الحكومية مازالت تسيطر على جيوب بغوما، فإن السكان الذين تحدثت إليهم وكالة أسوشيتد برس هاتفيا الثلاثاء قالوا إن حركة متمردي إم 23 سيطرت على معظم المدينة.
وأفاد رئيس رواندا بول كاجامي عبر منصة إكس بأنه تحدث مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حول "الحاجة لضمان وقف إطلاق النار ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع للأبد".
ويحاول مئات الآلاف من سكان غوما الفرار من القتال، حيث تراجع بعضهم إلى مناطق داخلية في الكونغو الديمقراطية لطلب الحماية، وعبر آخرون إلى رواندا القريبة.
وحذر رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا نظيره الرواندي كاجامي من أن الفشل في وقف هجوم المتمردين في الكونغو الديمقراطية سيكون له عواقب.
وذكرت وزيرة دفاع جنوب إفريقيا أنجي موتشيكجا للصحفيين في بريتوريا يوم الأربعاء أن رامافوسا حذر نظيره الرواندي قائلا" إذا كنت ستطلق النار، فاعتبر ذلك بمثابة إعلان الحرب، وعلينا أن ندافع عن شعبنا"، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء.
ولقي ما لا يقل عن 13 جنديا من جنوب إفريقيا حتفهم منذ أن اجتاح متمردو حركة إم 23 المتحالفة مع رواندا مركز التجارة في غوما يوم الإثنين.