يمانيون:
2025-03-12@20:55:43 GMT

غزة بين “الصهاينة والمتصهينين”

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

غزة بين “الصهاينة والمتصهينين”

د. أسماء عبدالوهاب الشهاري
كلنا شهداء مع فارق التوقيت الزمني فقط”. هذا ما قاله أحد الإعلاميين على الهواء في غزة عندما نزع الشارة التي تدل على أنه إعلامي وهو يشاهد تساقط اخوانه الإعلاميين إلى السماء الواحد تلو الآخر ويؤكد أن لا شيء قد يشكل مانعاً لدى التوحش الصهيوني في استهداف وقتل وإبادة كل ما هو فلسطيني وكل ما هو عربي ومسلم.


هنا حيث تسقط كل الأكاذيب والمسميات والأقنعة الزائفة عن المنظمات الدولية وحقوق الإنسان كما سقطت من قبل في اليمن وفي كل بلدٍ حر رفض الظلم والاستكبار.
أبشع المجازر والجرائم الوحشية في تاريخ البشرية جمعاء لا تزال ترتكب في غزة على مدار الدقيقة بل والثانية منذ ما يزيد عن سبعة وثلاثين يوماً على أيدي من لعنهم الله وطردهم من رحمته وأحل عليهم غضبه ونقمته. إنهم أشر خلق الله وأقبحهم وأخبثهم على الإطلاق. نعم. إنهم اليهود. ومهما قولنا ومهما سيقول من سيأتي من بعدنا فلا شيء يمكنه أن يصف بشاعة ممارساتهم الشيطانية المتمثلة في جرائم حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يرتكبونها في المستشفيات على رؤوس الجرحى والمرضى والمكلومين قبل أي مكانٍ آخر.
في غزة يعادل ما ألقته إسرائيل من أطنان حقدها الأسود المتفجر على رؤوس المدنيين والأبرياء العديد من القنابل النووية!
هنا غزة حيث انعدام الماء والكهرباء والطعام والدواء والوقود وتدمير المساكن.
ad
هنا غزة حيث الاستهداف بالأسلحة المحرمة دولياً والقصف البربري الإجرامي الذي لا يتوقف ولا يستكين. ويالبشاعة وقبح ما تحدثه هذه الأسلحة من آثار وجرائم على المدى القريب والبعيد.
هنا. حيث مطاردة المريض والجريح والطفل والشائخ من مستشفى إلى آخر للإجهاز على أي عرق لا يزال ينبض بالحياة ولم يتم الإجهاز عليه بالغارة السابقة والقصف الهستيري الجنوني.
ولكم أن تتخيلوا مشهداً واحداً فقط من بين مئات المشاهد. وهو في أحد المستشفيات المحاصرة من قبل التوحش الصهيوني الدموي الذي لا يكتفي من شرب دماء الأبرياء، حيث لا دواء ولا غذاء للمرضى والجرحى ولا للكادر الطبي. الاستهداف المستمر لكل شيء ولكل تحرك فيه وعلى مستوى استهداف الأطباء عندما يتحركون من قسم إلى آخر والرصد والقصف المستمر من الأجواء ناهيك عن القصف المدفعي من الأرض. مع عدم تمكن الكادر الطبي من دفن ما يزيد عن مائة وثمانين شهيدا بعد أن تم دفن ثمانين شهيدا آخرين قبل ذلك بفترةٍ وجيزة. وعدم التمكن من استنقاذ الأطفال في العناية المركزة الذين يقضون الواحد تلو الآخر جراء نفاد الوقود.! والهول أكبر بكثير!
رائحة جثث الشهداء المنبعثة من الثلاجات نتيجة انقطاع التيار الكهربائي بسبب نفاد الوقود!
بل. لكم أن تتخيلوا أن الكلاب دخلت للمستشفى بعد قصف بواباته الرئيسية وبدأت في نهش الجثث الطاهرة للشهداء مع عدم إمكانية دفنها.!
أي كلمات تصف.!
هنا غزة حيث العشرات بل والمئات من الشهداء يرتقون كل يوم. ومن تبقى على قيد الحياة يعيش في ظروف كارثية -وهو لا يزال يطارد وينتظر الموت في كل لحظة- و وضع مأساوي يستحيل تحمله إلا عند أهل غزة الشعب الجبار والعظيم الذي يُعلم العالم معنى الصبر والإيمان ومعنى التشبث بالحق وبالأرض وبذل كل شيء في سبيل المقدسات والأرض والحرية والكرامة، فلن يترك أحدهم أرضه حتى وإن انتزعت روحه، لأنه حينها سيُوارى جسده في عمق أرضه الحبيبة ليحتضنها عن قرب ويلثم ترابها عن كثب، وستظل روحه تحلق فوق سماءها لأنه الحي الشهيد. وستتحول إلى نيازك وشهب ترجم كل حقود وستظل تترقب الفتح والنصر الأكبر لتشارك الاحتفاء به وهي من رسمت ملامحه.
مناطق وأحياء بكاملها تم نسفها من الأرض بمن فيها. المئات من العائلات تم محوها من السجل المدني. وإن كان قد نجا أحد من أفراد أي عائلة فقد نجا وحيداً ولم يعد له أحد من أهله وأقربائه.
هذا فقط لتقريب الصورة. أما الحقيقة وما هو على الأرض فهو أضعاف ذلك وأبشع من ذلك بكثير.!
إنّ جثث الشهداء المتناثرة بالمئات والآلاف ودمائهم التي سُكبت وارتوت منها وتشربتها الأرض المباركة حتى أعمق نقطةٍ فيها ستسيلُ أوديةً ثائرة، وهي حتماً ستعود لتنبثق أشجاراً متجذرةً كالأوتاد للجبال وستؤتي أُكلها وثمارها زاهية الألوان بهية الطلة مُزينةً بالصبر والظفر والتضحية والصمود والإيمان، ومكسوةً بالكرامة والعنفوان، وستكون كسنابل يانعة باسقة كعظمة المجاهدين الثابتين الذي لا يزيدهم كل ذلك الهول العظيم في أهلهم وأرضهم إلا ثباتاً على الحق وإصراراً على أخذ الثأر وتطهير الأرض كل الأرض من دنس اليهود المجرمين. وتسطير أعظم البطولات في وجه الصهاينة الغادرين -واسألوا الصهاينة ماذا تعني نقطة الصفر التي يجترحها المجاهدون العظماء أثناء مواجهة الصهاينة وقتلهم وتدمير دباباتهم وآلياتهم وقذف الرعب في قلوبهم- وتسديد الصفعات تلو الصفعات لقادات المسلمين كصهيوغان وحكام العرب والغرب المتآمرين والساعين بكل جهدهم للقضاء على المقاومة الفلسطينية وعلى حماس التي تقدر على إكمال المهمة لوحدها لولا الخذلان والتآمر، لكنها باقية على أرضها باذلة ما بوسعها منتصرة لقضية أبناء شعبها رغماً عنهم أجمعين ولن يتمكنوا من اقتلاعها لأنها كأشجار الزيتون المباركة.
هنا غزة المقاومة التي تفتدي الشعب ويفتديها الشعب. هنا حيث لا مساومة على مقاومة الغاصب النازي المجرم. مهما تم تقديمه ومهما سوف يقدم وأياً كانت المحاولات وكيفما كانت. فالجميع بصوتٍ واحد يهتف وحتى آخر نفس تعيش المقاومة حتى تبقى فلسطين التي يُراد محوها من الوجود. فالموت لن يكون إلا لصهاينة اليهود.
وعن قمة يُدعى أنها عربية وإسلامية فلا تستحق الوقوف عندها كثيراً ولا قليلاً. التنديد بالجرائم ودموع التماسيح على المآتم هو أقصى ما استطاعت وما تستطيع. وهو أمرٌ معلومٌ سلفاً. فعن نتائجها لا جديد ولا مفيد إلا لعنات الشعوب ممن انبطاحها وعجزها قد بات سخرية العالم. فلا يوجد طارئ يحدث بعد ٣٥ يوماً تستمر فيه أبشع المذابح والمجازر على مدار الدقيقة. ومن لم يقطع علاقاته بالمجرم أمام ذلك كله ومنذ الوهلة الأولى ويطرد سفراء الصهاينة والأمريكان ويغلق سفاراتهم فلا خير فيه.
ومن لم يهرع إلى نجدة اخوانه وإغاثتهم بكل ما يلزم مع وجود أغنى الأغنياء من بين هؤلاء الحكام الذين أَمّهم بايدن ونتنياهو في الجامعة العبرية الأدعياء و المدعين للإسلام والعروبة-إلا من موقف الجمهورية الإسلامية في إيران في الدعوة إلى دعم المقاومة وإغاثة غزة-. وهم من ينفقون مليارات الدولارات من ثروات أبناء شعوبهم على الأمريكان واليهود وعلى سفاسف الأمور التي تضر ولا تنفع فهم ليسوا إلا ألعوبة بيد اليهود والنصارى وما موسم الرياض ودعارة آل سعود على العلن دون استحياء من جراحات غزة النازفات إلا دليل قاطع على المتصهينيين أكثر من الصهاينة أنفسهم!
ومن لم يفتح المعابر والأمل الوحيد للتخفيف عن أهلنا في غزة وطأة ما هم فيه ومن لم يستخدم الأوراق الضاغطة على أمريكا والمجتمع الغربي وهي كثيرة والتي كانت من فورها ستلزم ربيبتها إسرائيل لوقف العدوان على غزة فلا خير فيه ولا أمل يرتجى منه ولا معول عليه. المعول على الله وعلى المقاومة-اليد الطولى للأمة- في فلسطين ومحور المقاومة من اليمن إلى لبنان إلى العراق وإلى كل بلدٍ حرٍ ومقاوم لقوى الإجرام والاستكبار العالمي. وقد سجلت اليمن في ذلك موقفاً متقدماً بفضل الله قيادةً وجيشاً وشعباً مستمدةً شرعيتها من الله في نصرة أخوتها ضاربةً بكل التهديدات عرض الحائط مدشنةً تاريخ عهدٍ جديد أوله في طوفان الأقصى وآخره لن يتوقف عند تحرير الأقصى. وعلى أحرار الشعوب العربية والإسلامية الالتحاق بمعسكر الحق ضد الباطل وأن تكون بداية انطلاقة ثورتهم على الخونة والعملاء والمطبعين والمنبطحين في بلدانهم. حتى تلتحم صفوف أبناء الأمة وتلتئم الجراح وتعلو راية الحق ولا بد من القدس مهما كانت-وستكون- التضحيات.
كاتبة يمنية

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: هنا غزة فی غزة ومن لم

إقرأ أيضاً:

“شارع الأعشى”

د.سعود بن صالح المصيبيح

مرت عشر حلقات على مسلسل شارع الأعشى الذي يعكس فترة زمنية موغلة في التحولات الإنسانية والاجتماعية ونقلات التطور التي عاشتها الرياض والمملكة في تلك الفترة.

وكاتبة الرواية “غراميات شارع الأعشى “هي الدكتورة بدرية البشر التي عايشت متغيرات الزمن حيث البيوت الطينية والبيوت المسلحة؛ وشارع الأعشى موجود في حي منفوحه حيث كان شارعاً من أبرز شوارع الرياض؛ سمي على أسم صناجة العرب شاعر منفوحة “أعشى قيس” التي عاش بها في العصر الجاهلي وسمي بالأعشى لضعف بصره.

ومثل تلك الأحياء والأسواق والمسميات؛ سوق السدرة والثميري وسويقة وشارع الوزير ومحلات الملوحي وباصات بنات المدارس التي كتبت فيها أبيات الغزل وقصص الحب وتبادل الرسائل وعلاقات الجيران الجميلة؛ ودخول الهاتف الأرضي والتلفزيون الأسود والأبيض؛ ثم الملون وقبلها المذياع ثم المكيف؛ والانتقال من النوم في السطح بعد صلاة العشاء إلى النوم في المكيف الصحراوي ثم المكيف الفريون.

ومع النوم في السطح كان ذلك قبل التلفزيون؛ ويتزامن حينها مع الجح البارد “البطيخ ” والجراوة “الشمام” ورش المراقد “فرش النوم”بالماء لتبرد قليلاً قبل النوم؛ ثم أسرار البنات وحكاياتهن وتقليد المسلسلات وبرنامج ما يطلبه المستمعون ومسرحيات فيروز وما يبثه التلفزيون آنذاك وسينما أفلام حي المربع وغير ذلك.

ثم لماذا عاد شارع الأعشى بعد ستين سنه لينبض بالحركة والدموع والذكريات ومعه حي سكيرينه؛ وتجمعات المساجد في الخلوات من قبل عصابات التشدد والتطرف استعداداً لاقتحام الحرم وحي دخنه “حي الكتاتيب “ومجالس العلماء وحي البرقية ومسجد الأمير منصور ومسجد السعدون ومسجد بن سنبل ومسجد بن قباع وحي جبرة ومصلى العيد ومطبخ البوري ومطبخ العجراء ومطبخ حميد ودويرة أم سليم وحي الشميسي وحي الوشام ومسجد الأخوان عند بن سنان والحبونية وحلة بن بكر والطويلعه ومنفوحة والوسيطا والعود وشارع طريق الحجاز وعمارة النمر ومحلات آل طالب والنداف والخطاط الشويعر والخطاط الصميت؛ وقصص الأمطار حيث نزول المطر الشديد في طرق السد الصغيرة واقفال المدارس وتحويل الدراسة إلى مسائية في مدرسة أخرى؛ ووضع قطعة حديد صغيرة في باب المدرسة حتى لا يفتح؛ وقصة الكلب “لعبان ” مع طلبة المدرسة.

وبيوت آل الشيخ وآل سالم وآل داود وآل دوس وآل كليبي والسكيني وآل هديان وآل سليمان وآل شلهوب وآل عشيوي وآل العبيد والنفيسة والحوطي والكنعان وآل ريس والعساكر وآل نوح والعكيل وآل غيث وآل غانم وآل عثمان والخميس والمفيريج وآل رشود والعنقري وآل أبوحيمد والحسين والنصار والمديميغ والتخيفي والحكير والباز والعتيق والعامري وآل أبوعبيد والمرشد والمروان والنصبان والعقيل والماجد والونيس والمضحي والشريهي وآل بن سعيد والشهيوين وآل سبعان والرويتع والمطيويع والجريد والصرامي والغنام والمزروع والعشيوان والشرهان وآل فارس وآل كريديس وآل يوسف وآل محيا والبريكان والباعود وغيرهم كثير؛ والأسماء هنا للمثال وليس الحصر.

ثم المدارس وأشهرها مدرسة جبرة “سعيد بن جبير ” والأحنف بن قيس وعلي بن أبي طالب والمحمدية ومدرسة الجزائر ومتوسطة بن خلدون ومعهد إمام الدعوة العلمي وشارع آل فريان ودويرة سلام ومعكال وشارع الغنم “شارع الحب أو شارع بورسعيد أو شارع عثمان بن عفان “…

كل هذه الأسماء والمواقع عايشناها في تلك الحقبة التاريخية وقد نجح المسلسل في تجسيدها وهي عودة للتراث والتاريخ وتأكيد الأصول؛ ويوم بدينا وهي ما نشاهده من اهتمام بالتراث وأن يكون مصدر دخل للترفيه والسياحة ويحدث ذلك في أنشطة ومباني حي الطريف والبجيري والدحو وسوق الزل وجدة التاريخية ومدينة الدرعية ومشاريعها الضخمة؛ والاهتمام بالأحياء القديمة في مختلف مدن المملكة.

إن مسلسل “الأعشى” كتب من باحثة في علم الاجتماع ساعدها علمها في استرجاع الذكريات ووصف تلك الفترة وهي ليست سرد ترفيهي للتسلية؛ ولكنه رصد للتاريخ لنتعلم منه تحولات المجتمع ومعالجة الأخطاء والإعداد للمستقبل؛ وكم من قصة حب دُفنت؛ كما دفنت قصة سعد وعواطف؛ وتزوج راشد بواحدة لا ترغبه؛ وكذلك حدث ذلك للجازي لتغيير مصير الحياة وتحمل الألم والظلم لاعتبارات معينة منعت اختيار الحب البريء؛ وحكم على هذه الأطراف بالحسرة والعذاب والعيش كيفما اتفق؛ حسب ما تفرضه العائلة والمجتمع وليس ما يختاره القلب المرهف الصادق الطيب التلقائي الحنون.

وفي بعض الأحيان تكون اختيارات الأهل هي عين العقل والأصلح للبنت أو الإبن بعيداً عن تسرع العاطفة واندفاعها؛ وهو مافعله أبو إبراهيم المثقف نسبياً حينما رفض زواج سعد بإبنته لعدم إكماله التعليم وعدم وجود وظيفه لديه رغم قصة الحب الملتهبة في السطح ومواعيد السجادة على سطح الجدار الفاصل بين المنزلين؛ وانتهى به الحال إلى الانضمام بالمتشددين والإرهابيين.

*كاتب وإعلامي سعودي
رئيس مركز تعاوفوا للإرشاد الأسري

مقالات مشابهة

  • “هيئة النقل”: غرامة مالية لا تقل عن 5 آلاف ريال على الشركات التي لا تلتزم بتوصيل الشحنات البريدية للمستفيدين في المواقع المتفق عليها مسبقًا
  • “هيئة النقل”: غرامة 5 آلاف ريال على الشركات التي لا تلتزم بتوصيل الشحنات البريدية للمستفيدين في المواقع المتفق عليها مسبقًا
  • بالفيديو.. هكذا يتم إسترجاع الرقم التسلسلي للمسجلين في “عدل 3”
  • الأفلان يثمّن الظروف التي جرت فيها انتخابات التجديد النصفي لـ “السينا “
  • الأفلان يثمن الظروف التي جرت فيها انتخابات التجديد النصفي لـ “السينا “
  • الأفلان يثمن الظروف الرائعة التي جرت فيها انتخابات التجديد النصفي لـ “السينا “
  • “شارع الأعشى”
  • اليمن يعلن الجهوزية العسكرية ضد الصهاينة ويدين الجرائم بسوريا
  • عطل يضرب منصة “إكس”
  • قمة “الإحراجات”