بعد 500 يوم على الحرب.. زيلينسكي يزور جزيرة الأفعى ويعلن عودته إلى بلاده من تركيا برفقة أسرى والكرملين يحتج
تاريخ النشر: 9th, July 2023 GMT
تفقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جزيرة الأفعى في البحر الأسود، ووجه من هناك شكره لكل من "قاتل الغزاة"، حسب وصفه، مضيفا أن جزيرة الأفعى دليل كبير على أن أوكرانيا ستعيد كل جزء من أراضيها.
وتقع الجزيرة في البحر الأسود قبالة سواحل أوديسا، ونجحت البحرية الروسية في السيطرة عليها مع نهاية اليوم الأول للحرب، ثم استعادتها القوات الأوكرانية في 30 يونيو/حزيران العام الماضي.
وكان الرئيس الأوكراني أعلن عودته لبلاده قادما من تركيا برفقة عدد من قادة مقاتلي كتيبة "آزوف" الذين كان أُطلق سراحهم من الأسر لدى القوات الروسية ونقلهم إلى تركيا في سبتمبر/أيلول الماضي.
وأظهرت الصور -التي نشرتها الرئاسة الأوكرانية- لقاء زيلينسكي بالقادة المقاتلين، وصعودهم معه على متن الطائرة التي أقلعت من إسطنبول.
وأثنى زيلينسكي على جهود نظيره التركي رجب طيب أردوغان لإسهامه في ملف استعادة الأسرى المعتقلين في روسيا، وقال إن من المهم استعادة جميع أسرى بلاده، وذلك خلال استقبال رسمي وشعبي وسط مدينة لفيف عقب عودته من تركيا.
وفي أول رد فعل، احتج الكرملين أمس السبت على عودة عدد من قادة كتيبة آزوف الأوكرانية من تركيا إلى أوكرانيا برفقة الرئيس الأوكراني.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف -في تصريحات نقلتها وكالة سبوتنيك- إنه لم يخطر أحد روسيا بنقل قادة كتيبة آزوف من تركيا إلى أوكرانيا، وكان من المفترض -حسب الاتفاق بين موسكو وأنقرة- أن يبقى قادة الكتيبة في تركيا حتى انتهاء الصراع.
من جهة أخرى، تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ساحات التدريب التابعة للمنطقة العسكرية الجنوبية في الجيش الروسي.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية صورا لشويغو وهو يتابع تدريبات الجنود المتعاقدين في صفوف قوات المنطقة الجنوبية، على دبابات "تي-90".
كما استمع شويغو لتقارير من قادة المنطقة الجنوبية في ما يخص جاهزية التشكيلات والوحدات العسكرية المشكّلة حديثا، التابعة لقوات المدفعية وسلاح الدبابات.
خسائر فادحة
ومع مرور 500 يوم على حرب روسيا على أوكرانيا أمس السبت، أظهرت آخر التقارير الأممية حصيلة يعتقد معدوها أن الأرقام الواقعية أكبر منها بكثير.
وتفيد أحدث أرقام الأمم المتحدة بأن ما يزيد على 9 آلاف مدني أوكراني قُتلوا حتى الآن، وأصيب أكثر من 16 ألفا، وأصبح 6 ملايين و300 ألف أوكراني لاجئين خارج البلاد، وهناك عدد مماثل من النازحين في الداخل.
أما عن الخسائر العسكرية -التي قالت الأمم المتحدة إن من الصعب إثباتها- فإن التقارير الغربية ومنها الأميركية تتحدث عن 200 ألف قتيل وجريح روسي كمعدل وسطي، في حين تقدّر هذه التقارير الغربية خسائر أوكرانيا بنحو 130 ألفا بين قتيل وجريح من جنودها.
التزام أميركي وقلق بولنديفي إطار آخر، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها بعد مرور 500 يوم على بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأضاف بلينكن أن الحكومة الروسية تظل العقبة الوحيدة أمام تحقيق سلام عادل ودائم في أوكرانيا، حسب تعبيره. موضحا أن واشنطن ستواصل فرض العقوبات على الحكومة الروسية واتخاذ إجراءات ستؤثر على قدرة الكرملين على شن الحرب.
وشدد وزير الخارجية الأميركي على أن الإدارة الأميركية ستواصل محاسبة روسيا على انتهاكها القانون الدولي، حسب وصفه.
من ناحيته، قال وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك إن بلاده بدأت نقل أكثر من ألف جندي مع 200 وحدة عتاد إلى حدودها الشرقية، وسط تزايد القلق من أن يؤدي وجود مقاتلي مجموعة فاغنر في بيلاروسيا إلى زيادة التوتر على حدودها.
وأضاف وزير الدفاع البولندي أن هذا يدل على استعداد بلاده للرد على محاولات زعزعة الاستقرار بالقرب من حدود بلاده.
وكانت بولندا أعلنت الأحد الماضي أنها سترسل 500 شرطي لتعزيز الأمن على حدودها مع بيلاروسيا.
بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ردا على خطط تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية، إن بلاده من بين الدول التي وقعت اتفاقية دولية تحظر إنتاج أو استخدام هذا النوع من الذخائر، وإن لندن لا تشجع على استخدامها.
وأكد سوناك أن بلاده ستستمر في دعمها لكييف ضد غزو روسيا لأراضيها.
التطورات الميدانية
على الصعيد العسكري، قالت السلطات الموالية لروسيا إن القوات الأوكرانية انسحبت من مواقعها غربي مدينة أريخوف في زاباروجيا (جنوب شرق).
وشهدت محاور القتال في مقاطعات دونيتسك ولوغانسك (شرق) وزاباروجيا هجمات مكثفة وقصفا متبادلا بين القوات الأوكرانية والروسية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها صدت هجمات للقوات الأوكرانية في المقاطعات الثلاث، ودمرت مستودعا لصواريخ هيمارس في دونيتسك ومخزنا للذخيرة في أفدييفكا.
وعن الأوضاع في باخموت بمقاطعة دونيتسك، قال المعهد الأميركي لدراسات الحرب في واشنطن السبت إن القوات الأوكرانية أحرزت تقدما كبيرا في هجومها المضاد في باخموت، وتحدث عن نقاط ضعف في الجيش الروسي جنوبي أوكرانيا.
وبالتزامن، قالت وزارة الدفاع البريطانية أمس السبت في تحديثها اليومي بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا؛ إن الجيش الروسي ليست لديه أي احتياطيات لتعزيز القطاع المحيط بباخموت رغم اشتداد القتال.
أما الجيش الأوكراني فقال إن القوات الروسية أصبحت شبه محاصرة في باخموت.
في المقابل، قال موقع ريدوفكا العسكري الروسي إن القوات الروسية صدت هجمات أوكرانية جديدة قرب بلدة كليشيفكا (جنوبي باخموت).
وأضاف الموقع أن معارك عنيفة تدور في الجهتين الشمالية والجنوبية من باخموت، مؤكدا أن القوات الروسية ما زالت تحافظ على مواقعها من دون تغيير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القوات الأوکرانیة القوات الروسیة من ترکیا
إقرأ أيضاً:
محادثة بوتين وترامب: وقف متبادل لهجمات الطاقة وتبادل أسرى في أوكرانيا
وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الهجمات المتبادلة على البنية التحتية للطاقة لمدة 30 يومًا، وأمر الجيش الروسي بوقفها، وفقًا لما أعلنه الكرملين الثلاثاء.
وقصفت روسيا منشآت الطاقة الأوكرانية وشبكة الكهرباء طوال الحرب، وردّت كييف بضربات مدمرة على مصافي النفط ومستودعات الوقود.
في حال تطبيقه، سيمثل الاتفاق خفضًا حقيقيًا للتصعيد في الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات. لم يتطرق الكرملين إلى موقف أوكرانيا المحدد من الوقف المؤقت لاستهداف البنية التحتية للطاقة، لكنه قال إن اقتراح ترامب تطرق إلى "رفض متبادل".
وذكرت وكالة "رويترز" أن الاتفاق لم يرق إلى مستوى اتفاق أوسع سعت إليه الولايات المتحدة، وقبلته أوكرانيا، لهدنة شاملة لمدة 30 يومًا في الحرب.
وقال الكرملين في بيان: "خلال المحادثة، طرح دونالد ترامب اقتراحًا لأطراف النزاع بالامتناع المتبادل عن قصف منشآت البنية التحتية للطاقة لمدة 30 يومًا، وقد استجاب فلاديمير بوتين لهذه المبادرة وأصدر على الفور الأمر المناسب للجيش الروسي".
فيما يتعلق بالهدنة الأوسع المقترحة، كرر بوتين المخاوف التي أثارها الأسبوع الماضي، وفقًا لبيان الكرملين.
وذكر البيان أن "الجانب الروسي حدد عددًا من النقاط المهمة المتعلقة بضمان سيطرة فعالة على وقف إطلاق النار المحتمل على طول خط التماس القتالي، وضرورة وقف التعبئة القسرية في أوكرانيا، وإعادة تسليح القوات المسلحة الأوكرانية".
وأضاف الكرملين أن بوتين قال أيضًا إن الشرط الأساسي لحل النزاع دبلوماسيًا ينبغي أن يكون "الوقف الكامل للمساعدات العسكرية الأجنبية وتقديم المعلومات الاستخباراتية لكييف".
وأكد أن بوتين شكك في استعداد أوكرانيا للتفاوض بحسن نية، واتهمها بارتكاب "جرائم إرهابية وحشية" خلال توغل استمر سبعة أشهر في منطقة كورسك غرب روسيا.
تنفي أوكرانيا هذه الفظائع، وتشكك بالمثل في مصداقية روسيا وما إذا كانت موسكو ستحترم أي اتفاق.
وأوضح الكرملين أن المحادثة بين بوتين وترامب كانت "تبادلًا مفصلًا وصريحًا للآراء".
وذكر أن بوتين أكد على أن حل النزاع يجب أن يكون "شاملاً ومستداماً وطويل الأمد" وأن يأخذ في الاعتبار المصالح الأمنية لروسيا والأسباب الجذرية للحرب.
واعتبر أن بوتين "استجاب بشكل بناء" لمبادرة ترامب بشأن حماية الملاحة في البحر الأسود، واتفق الجانبان على بدء المفاوضات.
وأعلن الكرملين أن روسيا وأوكرانيا ستجريان عملية تبادل أسرى أخرى يوم الأربعاء، تتضمن تبادل 175 سجيناً من كل جانب.
وصرح بوتين بأنه يريد من أوكرانيا التخلي عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأن تسيطر روسيا على كامل المناطق الأوكرانية الأربع التي تدّعي سيادتها عليها، وأن يكون حجم الجيش الأوكراني محدوداً.
وأوضح أيضاً أنه يريد تخفيف العقوبات الغربية وإجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا، وهو ما تعتبره كييف سابقاً لأوانه في ظل سريان الأحكام العرفية.