تفقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جزيرة الأفعى في البحر الأسود، ووجه من هناك شكره لكل من "قاتل الغزاة"، حسب وصفه، مضيفا أن جزيرة الأفعى دليل كبير على أن أوكرانيا ستعيد كل جزء من أراضيها.

وتقع الجزيرة في البحر الأسود قبالة سواحل أوديسا، ونجحت البحرية الروسية في السيطرة عليها مع نهاية اليوم الأول للحرب، ثم استعادتها القوات الأوكرانية في 30 يونيو/حزيران العام الماضي.

وكان الرئيس الأوكراني أعلن عودته لبلاده قادما من تركيا برفقة عدد من قادة مقاتلي كتيبة "آزوف" الذين كان أُطلق سراحهم من الأسر لدى القوات الروسية ونقلهم إلى تركيا في سبتمبر/أيلول الماضي.

وأظهرت الصور -التي نشرتها الرئاسة الأوكرانية- لقاء زيلينسكي بالقادة المقاتلين، وصعودهم معه على متن الطائرة التي أقلعت من إسطنبول.

وأثنى زيلينسكي على جهود نظيره التركي رجب طيب أردوغان لإسهامه في ملف استعادة الأسرى المعتقلين في روسيا، وقال إن من المهم استعادة جميع أسرى بلاده، وذلك خلال استقبال رسمي وشعبي وسط مدينة لفيف عقب عودته من تركيا.

وفي أول رد فعل، احتج الكرملين أمس السبت على عودة عدد من قادة كتيبة آزوف الأوكرانية من تركيا إلى أوكرانيا برفقة الرئيس الأوكراني.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف -في تصريحات نقلتها وكالة سبوتنيك- إنه لم يخطر أحد روسيا بنقل قادة كتيبة آزوف من تركيا إلى أوكرانيا، وكان من المفترض -حسب الاتفاق بين موسكو وأنقرة- أن يبقى قادة الكتيبة في تركيا حتى انتهاء الصراع.

من جهة أخرى، تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ساحات التدريب التابعة للمنطقة العسكرية الجنوبية في الجيش الروسي.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية صورا لشويغو وهو يتابع تدريبات الجنود المتعاقدين في صفوف قوات المنطقة الجنوبية، على دبابات "تي-90".

كما استمع شويغو لتقارير من قادة المنطقة الجنوبية في ما يخص جاهزية التشكيلات والوحدات العسكرية المشكّلة حديثا، التابعة لقوات المدفعية وسلاح الدبابات.


خسائر فادحة

ومع مرور 500 يوم على حرب روسيا على أوكرانيا أمس السبت، أظهرت آخر التقارير الأممية حصيلة يعتقد معدوها أن الأرقام الواقعية أكبر منها بكثير.

وتفيد أحدث أرقام الأمم المتحدة بأن ما يزيد على 9 آلاف مدني أوكراني قُتلوا حتى الآن، وأصيب أكثر من 16 ألفا، وأصبح 6 ملايين و300 ألف أوكراني لاجئين خارج البلاد، وهناك عدد مماثل من النازحين في الداخل.

أما عن الخسائر العسكرية -التي قالت الأمم المتحدة إن من الصعب إثباتها- فإن التقارير الغربية ومنها الأميركية تتحدث عن 200 ألف قتيل وجريح روسي كمعدل وسطي، في حين تقدّر هذه التقارير الغربية خسائر أوكرانيا بنحو 130 ألفا بين قتيل وجريح من جنودها.

التزام أميركي وقلق بولندي

في إطار آخر، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها بعد مرور 500 يوم على بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.

وأضاف بلينكن أن الحكومة الروسية تظل العقبة الوحيدة أمام تحقيق سلام عادل ودائم في أوكرانيا، حسب تعبيره. موضحا أن واشنطن ستواصل فرض العقوبات على الحكومة الروسية واتخاذ إجراءات ستؤثر على قدرة الكرملين على شن الحرب.

وشدد وزير الخارجية الأميركي على أن الإدارة الأميركية ستواصل محاسبة روسيا على انتهاكها القانون الدولي، حسب وصفه.

من ناحيته، قال وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك إن بلاده بدأت نقل أكثر من ألف جندي مع 200 وحدة عتاد إلى حدودها الشرقية، وسط تزايد القلق من أن يؤدي وجود مقاتلي مجموعة فاغنر في بيلاروسيا إلى زيادة التوتر على حدودها.

وأضاف وزير الدفاع البولندي أن هذا يدل على استعداد بلاده للرد على محاولات زعزعة الاستقرار بالقرب من حدود بلاده.

وكانت بولندا أعلنت الأحد الماضي أنها سترسل 500 شرطي لتعزيز الأمن على حدودها مع بيلاروسيا.

بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ردا على خطط تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية، إن بلاده من بين الدول التي وقعت اتفاقية دولية تحظر إنتاج أو استخدام هذا النوع من الذخائر، وإن لندن لا تشجع على استخدامها.

وأكد سوناك أن بلاده ستستمر في دعمها لكييف ضد غزو روسيا لأراضيها.


التطورات الميدانية

على الصعيد العسكري، قالت السلطات الموالية لروسيا إن القوات الأوكرانية انسحبت من مواقعها غربي مدينة أريخوف في زاباروجيا (جنوب شرق).

وشهدت محاور القتال في مقاطعات دونيتسك ولوغانسك (شرق) وزاباروجيا هجمات مكثفة وقصفا متبادلا بين القوات الأوكرانية والروسية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها صدت هجمات للقوات الأوكرانية في المقاطعات الثلاث، ودمرت مستودعا لصواريخ هيمارس في دونيتسك ومخزنا للذخيرة في أفدييفكا.

وعن الأوضاع في باخموت بمقاطعة دونيتسك، قال المعهد الأميركي لدراسات الحرب في واشنطن السبت إن القوات الأوكرانية أحرزت تقدما كبيرا في هجومها المضاد في باخموت، وتحدث عن نقاط ضعف في الجيش الروسي جنوبي أوكرانيا.

وبالتزامن، قالت وزارة الدفاع البريطانية أمس السبت في تحديثها اليومي بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا؛ إن الجيش الروسي ليست لديه أي احتياطيات لتعزيز القطاع المحيط بباخموت رغم اشتداد القتال.

أما الجيش الأوكراني فقال إن القوات الروسية أصبحت شبه محاصرة في باخموت.

في المقابل، قال موقع ريدوفكا العسكري الروسي إن القوات الروسية صدت هجمات أوكرانية جديدة قرب بلدة كليشيفكا (جنوبي باخموت).

وأضاف الموقع أن معارك عنيفة تدور في الجهتين الشمالية والجنوبية من باخموت، مؤكدا أن القوات الروسية ما زالت تحافظ على مواقعها من دون تغيير.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: القوات الأوکرانیة القوات الروسیة من ترکیا

إقرأ أيضاً:

موقع روسي: هل تنتهي الحرب في أوكرانيا عام 2025؟

أكد الموقع الروسي "نيوز ري" أن الحديث كثر خلال الآونة الأخيرة عن سيناريوهات نهاية الحرب في أوكرانيا، ونقلت عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله إن موسكو مستعدة لإيجاد حلول للصراع، لكن كييف ترفض الحوار في الوقت الراهن.

وأوضح تقرير نشره الموقع أن بوتين لم يحدد بعد موعدا رسميا لانتهاء الحرب، وتجلى ذلك خلال تصريحاته في المؤتمر الصحفي السنوي المنعقد في 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع أميركي: مؤسسة بريطانية ترسم خرائط تحدد مواقع الإبادة الجماعية في غزةlist 2 of 2غارديان: سبب آخر لمخاوف الغرب من انتصار روسي بأوكرانياend of list

غير أن مصادر مطلعة كشفت للموقع عن تلقي هيئة الأركان العامة الروسية تعليمات لإنهاء العمليات بمنطقة كورسك بحلول 20 يناير/كانون الثاني القادم، بالتزامن مع تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب السلطة.

مفاوضات

ويرى النائب السابق في البرلمان الأوكراني فلاديمير أولينيك أن تطور الوضع في بلاده يعتمد على التقدم في المفاوضات المتوقعة بين بوتين وترامب في وقت لاحق.

ونقل "نيوز ري" عن أولينيك قوله إن الزعيمين يتبنيان مواقف متشابهة بشأن عدد من القضايا، بما في ذلك رفض قبول انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ورجح أولينيك أن تناقش أيضا شرعية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والحاجة إلى إجراء انتخابات رئاسية في البلاد.

واعتبر أن الإدارة الأميركية الجديدة مهتمة بهذه المسألة لأنها بحاجة إلى معرفة مصير مساعدات واشنطن المالية والعسكرية، مشيرا إلى أن ترامب قد يطلق تحقيقا خاصا للكشف عن الأطراف المتهمة باختلاس أموال المساعدات.

إعلان

استعدادات عسكرية

من جانبه، أكد السيناتور أليكسي كوندراتييف، عضو اللجنة الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، تحرر معظم الأراضي التي احتلها القوات المسلحة الأوكرانية نهاية الصيف الماضي.

ويتوقع النائب في مجلس الدوما الروسي أناتولي واسرمان أن يفرض الجيش سيطرته الكاملة على إقليم دونباس عام 2025، لكنه يؤكد عدم إمكانيته تقديم توقعات دقيقة بشأن انتهاء العمليات القتالية بشكل تام، بحسب "نيوز ري".

ووفقا لحساب قناة "إنسايدر تي" على موقع تليغرام، فإن رئيس الأركان العامة الجنرال فاليري غيراسيموف تحدث مع الرئيس بوتين عن الوضع بمنطقة كورسك، وأخبره أن تحرير المنطقة قد يستغرق وقتا أطول من المتوقع، حيث تواصل القوات الأوكرانية رغم خسائرها الفادحة نقل المزيد من قوات الاحتياط.

وحسب القناة، فإن الاستيلاء على مدينة كورسك سيكون بمثابة إعلان عن فشل العملية العسكرية الأوكرانية في المنطقة الحدودية بين البلدين.

السيناريو الأمثل

ويتوقع الخبير العسكري الروسي إيغور كوروتشينكو -وفق "نيوز ري"- أن يكون السيناريو الأمثل لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني هو انسحاب القوات الأوكرانية من المناطق التي ضمتها روسيا في التعديلات الدستورية وهي لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون.

ويتماشى هذا التصور مع موقف روسيا التي تضغط من أجل الاعتراف بما سمي "الضم الشامل" للمناطق التي احتلتها، وإجبار القوات الأوكرانية على الانسحاب منها.

مقالات مشابهة

  • الدفاع الروسية: مقتل 445 عسكريا أوكرانيا على محور كورسك
  • الدفاع الروسية: مقتل 445 عسكريا أوكرانيا على محور «كورسك»
  • الدفاع الروسية: صفقة تبادل أسرى بين موسكو وكييف وعودة 150 جنديا روسيا
  • مقتل لاعب سابق أثناء مشاركته في الحرب الروسية الأوكرانية
  • 5 سيناريوهات متوقعة للحرب الروسية الأوكرانية في 2025
  • موقع روسي: هل تنتهي الحرب في أوكرانيا عام 2025؟
  • روسيا تكبد أوكرانيا خسائر فادحة على محور كورسك
  • ‏وزارة الدفاع الروسية تعلن سيطرتها على بلدة نوفوترويتسك شرقي أوكرانيا
  • أوكرانيا: 149 اشتباكا قتاليا مع القوات الروسية خلال 24 ساعة
  • إعلامي: عام 2024 شهد التصعيد الأكثر أهمية في الحرب الروسية الأوكرانية