التلويح بضرب مصالح أمريكا والمجتمع الدولى
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
ما زلت أصر على الرأى بأن إسرائيل لن ترتدع أبداً عن تصرفاتها الإجرامية، وتوقف حرب الإبادة للشعب الفلسطينى، إلا بموقف عربى موحد يتسم بالحسم من خلال التلويح بقدرة المعطيات العربية على إيقاع الضرر بدول المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، فلا المناشدات ولا الإدانات ولا الشجب والاستنكار كاف بردع إسرائيل عن مواقفها الغاشمة.
لقد استنفدت الأمة العربية كل الإجراءات الواجب اتخاذها لوقف الحرب على الشعب الفلسطينى ولم ترتدع إسرائيل أو تعير اهتماماً للأمة العربية ولا لشعوبها وشعوب العالم المؤيدة القضية الفلسطينية، وفى ظل تعنت المجتمع الدولى الذى كشف عن حقيقته البشعة وتمت تعريته أمام شعوب العالم بلا استثناء، وأيضاً فى ظل تأييد واسع وداعم من الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل فى هذه الحرب، لدرجة أن كل المعدات العسكرية التى تقوم بإبادة الشعب الفلسطينى من صنع أمريكا. ولم يقف الأمر عند هذا الحد البشع بل تعداه إلى قيام واشنطن بعرقلة إصدار قرار من مجلس الأمن الدولى بوقف هذه الحرب، وقد تكرر ذلك أكثر من مرة!، هذا هو المناخ البشع والسيئ الذى يحكم الأمور، وبالتالى ليس هناك إلا أن يكون قرار الأمة العربية موحداً فى هذا الشأن، وهو التلويح للمجتمع الدولى باتخاذ إجراءات صارمة تضر بمصالح المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية. والسؤال هو: هل لدى العرب إمكانية لذلك؟!.. والإجابة نعم، وهو أنهم يملكون الكثير والكثير الذى لو تم التلويح به فى وجه هذه الغطرسة سنجد أن المعادلة ستنقلب رأساً على عقب، وسنجد المجتمع الدولى يجبر إسرائيل على وقف الحرب فوراً دون قيد أو شرط.. إذن لماذا لا تقوم الدول العربية بإنشاء تكتل عربى موحد مع مصر، للتلويح بأسلحة العرب الاقتصادية ضد المجتمع الدولى.. العرب يملكون الكثير والكثير فى هذا الإطار ولو تم تفعيله سيقف العالم بأسره أمام هذا الأمر، محققاً الرغبة والإرادة العربية بوقف آلة الحرب العسكرية.
لقد آن الأوان لاتخاذ هذا القرار الحيوى والمهم، ولم يعد هناك الوقت للتخاذل أكثر من ذلك، وكفى اللعب من وراء ستار من أى دولة عربية حباها الله بالكثير من الإمكانيات، وتلهث وراء أمريكا وأى دولة كبرى داخل المجتمع الدولى، وليعرف العرب أن المجتمع الدولى وأمريكا المتغطى بهما «عريان»، ولن تجنى الأمة العربية من ورائهم إلا الخسران والندامة، وسيأتى اليوم الذي ينقض هذا المجتمع الدولى على كل دولة عربية تقف متفرجة على ما يحدث للشعب الفلسطينى، ألم تر الأمة العربية ما يحدث فى العراق ولبنان وسوريا واليمن وليبيا والسودان.. ألم يشاهد العرب الخراب والدمار الذى لحق بهذه البلاد؟!!
أما الموقف المصرى العظيم سيظل ثابتاً ولن يتغير أبداً، وهو المنادى بالسلام والرافع الشعار المهم وهو ضرورة استئناف المفاوضات، وتفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، إضافة إلى أن حل القضية الفلسطينية لا يمكن أن يتم على حساب أى أطراف أخرى. ويبقى إذن ضرورة أن يلتف التكاتف العربى مع مصر.. فهل هذا يتحقق؟! أم سيترك العرب إسرائيل تبرطع كما تشاء دون حسيب أو رقيب وفى ظل شرعية دولية غائبة بفعل أمريكا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني مجلس الأمن الدولي المجتمع الدولى الأمة العربیة
إقرأ أيضاً:
لتفادي تداعيات الحرب التجارية.. شركات صينية تنقل نشاطها إلى أمريكا
ذكرت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” أن شركات صينية تعمل في مجالات متعددة بدأت بنقل نشاطها إلى الولايات المتحدة، وذلك تفاديًا للآثار السلبية لحرب الرسوم والتصعيد التجاري بين البلدين.
ونقلت الصحيفة عن تشو نينغ، مدير شركة استشارية تساعد الشركات الصينية على توطين الإنتاج في الولايات المتحدة، قوله إنه تلقى أكثر من 100 استفسار في الأشهر الأربعة الماضية فقط، وهو ما يعادل العدد الإجمالي للاستفسارات في العام الماضي بأكمله.
من جهته، قال ريان تشو، صاحب مصنع هدايا في شرق الصين: “الولايات المتحدة تمثل ما يقرب من 95% من طلباتنا. هذا سوق لا يمكننا تحمل خسارته”.
وكشف تشو أنه يحاول الآن افتتاح مصنع جديد في مدينة دالاس الأمريكية، مشيرًا إلى أن لوائح العمالة هناك أكثر صرامة بكثير من الصين، وأنه يخطط لتصنيع المنتجات التي تتطلب حدًا أدنى من العمالة اليدوية فقط في الولايات المتحدة.
وأضاف: “المصنع الجديد في الولايات المتحدة يقتصر على مرحلتين أو ثلاث مراحل إنتاجية، على عكس الصين حيث قد يمر المنتج من 8 إلى 10 مراحل، هذا ببساطة غير ممكن في أمريكا… لكننا واثقون أنه طالما ظل الدولار الأمريكي مهيمنا في العالم، ستظل الولايات المتحدة أكبر سوق استهلاكي.”
من جانبه، أشار إي ينمين، مؤسس شركة “Chem1” الاستشارية في بكين، إلى أن بناء مصانع في الولايات المتحدة يعد خطوة منطقية بشكل خاص للشركات الصينية العاملة في صناعة تكرير النفط والبتروكيماويات في ظل الظروف الحالية.
وقال: “في صناعة تكرير البتروكيماويات، حيث تمثل المواد الخام 80% إلى 90% من التكاليف الإجمالية، حتى التعريفة البالغة 10% تؤثر بشكل كبير”.
في السياق، انتقد المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة تشين شو، السياسات الأمريكية المتعلقة بالرسوم الجمركية، واصفا إياها بـ”الأنانية ولا تليق بدولة عظمى”.
وأضاف تشين في تصريحات وكالة “نوفوستي” الروسية: “إذا كانت الولايات المتحدة تريد معالجة مشكلتها المتعلقة بالعجز التجاري، فعليها أن تتبنى موقفا جادا وصادقا، بدلا من التصرف كما لو أنها مصابة بنزلة برد وتنتظر من الآخرين أن يخضعوا للعلاج نياابة عنها، هذا النهج مرفوض”.
وقال: “ما تمارسه الولايات المتحدة ضغط اقتصادي صريح: إما الخضوع والتفاوض وفقا لشروطهم وحيتها سيكون لديك فرصة، أو اختيار المواجهة وتلقي العواقب، هذه العقلية لا تخدم التعاملات التجارية العالمية، وبصراحة، هي سلوك أناني لا يعكس صورة الدولة الكبرى التي يفترض أن تكون عليها”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في 2 أبريل فرض رسوم جمركية على منتجات 185 دولة وإقليمًا، وفي 9 أبريل، أعلن ترامب تعليق العمل بالرسوم الجمركية الإضافية المستندة إلى مبدأ المعاملة بالمثل على عدد من الدول والأقاليم لمدة 90 يومًا، وأوضح البيت الأبيض أن هذه المهلة مرتبطة بإجراء مفاوضات تجارية، وخلال هذه الفترة سيتم تطبيق تعريفة عامة بنسبة 10%.
وتبلغ إجمالي الرسوم الأمريكية على البضائع الصينية حاليًا 145%، رداً على إجراءات إدارة ترامب، رفعت الصين الرسوم الجمركية على البضائع الأمريكية إلى 125% اعتبارًا من 12 أبريل.