مياه وعصير.. من خير بيوت «خان يونس»
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
«صوانى» متراصة إلى جانب بعضها، منتشرة على الطرق الرئيسية وبين الأزقة والحوارى بمدينة خان يونس، عليها أكواب مليئة بالماء المثلج والعصائر، يستقبل بها المتطوعون عشرات المئات من النازحين من مدينة غزة المحتلة إلى الجنوب فى مخيمات خان يونس، لعلها تروى ظمأ من قطعوا عشرات الكيلومترات من الشمال إلى الجنوب فى رحلة نزوح جماعية مليئة بالمخاطر.
أطفال فى عمر الزهور وشباب يحملون «الجراكن» والـ«الخزانات» المتحركة، يصطفون على جانبى الطرق وفى الشوارع، حملوا على عاتقهم مهمة استقبال النازحين من غزة المحتلة إلى مدينتهم خان يونس ومخيماتها، غير عابئين بالقذائف التى ربما تستهدفهم على غفلة، من بينهم الشاب عمرو التركمان، البالغ من العمر 32 عاماً، وفق حديثه لـ«الوطن»: «أقل شىء ممكن نقدمه لأهالينا النازحين هو أن نروى ظمأهم بكوب ماء».
عشرات المشاهد وثَّقتها عدسة الصحفية الفلسطينية الشابة سمر أبوعوف، وذلك للحظات استقبال أهالى خان يونس لنازحى غزة، الذين تركوا ديارهم مُهجَّرين قسراً من الشمال للجنوب هرباً من جحيم الحرب المشتعلة فى غزة، والتى خلفت آلاف الشهداء والجرحى، حيث حملت الصحفية الشابة على عاتقها توثيق جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد المدنيين العُزل بقطاع غزة، ورافقت النازحين إلى خان يونس.
لم تكن أكواب الماء والعصائر المثلجة وحدها هى وسيلة شباب خان يونس للتخفيف عن نازحى قطاع غزة، بل استقبلوهم بسياراتهم الخاصة على مدخل المدينة وقرب حدودها، وفق الشاب عيسى جرار: «استقبلنا النازحين على الحدود الفاصلة وقرب المدينة بسياراتنا الخاصة، لأننا عارفين إنهم إجو سيراً على الأقدام لعشرات الكيلومترات، فقُلنا نخفف عن أهالينا النازحين ونوصّلهم إلى المخيمات بالسيارات الخاصة أياً كان نوعها، اتفقنا كل اللى معه عربية يقف قرب الحدود وعلى الطرق المؤدية لمدينتنا لاستقبال إخوتنا النازحين».
بطاطين وكوفرتات ومأكولات، كانت وسيلة أخرى لأهالى خان يونس لاستقبال عشرات الآلاف من نازحى غزة، حيث ترك كثيرون كل ما يملكون من أدوات حماية شخصية كالبطاطين والملابس وغيرها، وفق الشاب الفلسطينى محمود الإغبارى: «قدرنا نوفر عدد من البطاطين والكوفرتات وبعض الملابس للنازحين، طبعاً هاى الأوضاع كلها صعبة علينا وعليهم، لكننا أفضل حالاً منهم، فاللى قدرنا عليه عملناه، لأننا كلنا شعب واحد ودم واحد، وهم ضيوفنا وفوق راسنا».
أطفال خان يونس أيضاً شاركوا فى استقبال نازحى غزة، من بينهم الطفل أحمد عارورة، الذى حمل على عاتقه توزيع المياه المثلجة على أطفال غزة: «أنا كل يوم وكل ساعة بشوف الأطفال بتموت فى غزة، وإحنا هون بينضرب علينا قذائف وصواريخ، فقلت لازم يكون ليا دور فى استقبال أهالينا، بقيت أوقف العربيات اللى فيها أطفال وأناولهم مياه مثلجة وعصائر وبسكوت».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة فلسطين خان یونس
إقرأ أيضاً:
تحديات عودة النازحين إلى سوريا: تنظيم العمالة وإقفال المعابر غير الشرعية
ما ان سقط نظام الرئيس السوري بشار الاسد، حتى تنفس اللبنانيون الصعداء، واضعين نصب اعينهم ملفاً وحيداً هو ملف النزوح السوري وكيفية معالجته لانهاء احدى المشكلات التي كانت سبباً في ضرب اقتصادهم والتأثير بشكل سلبي على حياتهم.وفي حين تعمل الدولة على ايجاد مخرج قانوني ودستوري لهذا الترحيل السريع، كان المجتمع المدني، مواكبا عبر طرح الافكار وتقديم الحلول السريعة التي يمكن للدولة ان تعتمدها مدماكاً اساسياً لبدء عملية الترحيل.
ومن هنا يشير المنسق العام للحملة الوطنية لاعادة النازحين السوريين النقيب مارون الخولي في حديث عبر "لبنان 24" الى ان كل حجج النازحين السورين لعدم العودة الى بلادهم قد انتهت، وبالتالي باتت العودة الزامية اليوم، مشدداً على ان الدول الاوروبية التي كانت ترفع راية ضرورة بقائهم في الدول المستضيفة لهم، باتت اليوم تعد قوائم العودة لهؤلاء النازحين الى بلادهم.
ودعا الخولي، الدولة اللبنانية اليوم الى البدء باعداد خطة لشهرين تكون مدخلاً الزامياً لعودة لكل النازحين الذين بقيوا في لبنان لمدة 12 سنة، خصوصاً وان لبنان مصنف عالمياً بلد عبور، مشدداً في هذا الاطار، على ان المفوضية العامة للاجئين السوريين عليها واجب مساعدة الدولة في اعداد القوائم والتنسيق مع الحكومة السورية الجديدة لتأمين العودة الكريمة لابنائها.
ودعا الخولي الى اعتماد نموذج الحرب الاسرائيلية على لبنان، حيث عاد نحو 550 الف نازح سوري الى بلادهم، ما يؤكد ان هذا الامر لم يعد صعباً كما يروّج له، خصوصاً مع انتفاء كل الحجج التي كان يضعها النازحون، من عدم الرغبة في الخدمة العسكرية، او الملاحقة العسكرية او حتى الحرب.
ورداً على سؤال عن حجة عدم وجود اماكن للايواء خصوصاً وان بعض المباني تهدم نتيجة الحرب، تمنى الخولي على السوريين اعتماد النموذج اللبناني في هذا المجال، حيث ان اللبناني عاد الى ارضه فور وقف اطلاق النار وترك مراكز الايواء وهو اليوم يسعى الى اعادة الاعمار.
في المقابل، يرى الخولي ان هناك عدداً آخر من اللاجئين دخلوا الى لبنان مع سقوط النظام عبر المعابر غير الشرعية وعددهم 80 الفاً وهم خائفون من مستقبل سوريا ولكن هؤلاء يمكن ابقاؤهم لمدة شهر او شهرين في لبنان، تحت رعاية قوى الامن ريثما تتضح صورة انتقال السلطة في سوريا، معرباً عن اطمئنانه، للرسائل السورية الصادرة عن القيادة السياسية الجديدة والتي هي رسائل مطمئنة ومنفتحة على جميع اطياف المجتمع السوري.
وفي ما يتعلق بموضوع العمالة السورية في لبنان وتأثير عودة النازحين السوريين على حجمها، دعا الخولي الى قوننة هذا الموضوع، ضمن الاطر اللبنانية شرط ان لا تكون عمالة منافسة، وان تبقى عائلة العامل السوري في سوريا على ان يعمل في لبنان وفق اجازة عمل وان تكون مقيدة بالمهن المحصورة للعمالة الاجنبية، فالواقع السياسي القديم لناحية الحدود غير الشرعية وطرق امداد "حزب الله" قد انتهى، على حد قول الخولي، وبالتالي فان هذه المعابر يجب ان تقفل وبالتالي يصبح موضوع ضبط النازحين اكثر سهولةً، خصوصاً وان القرار السياسي بات موجوداً لاعادتهم الى بلادهم.
ودعا الخولي السفارة السورية الى لعب دورها الصحيح على الساحة اللبنانية عبر رعاية المواطنين السوريين والعمل مع الدولة اللبنانية لاعادة مواطنيها الى ارضهم، خصوصاً وان كل الخطط التي وضعت في السابق لم تعد لها قيمة وكل العقد انتهت ومسالة الترحيل يجب ان تبدأ اليوم لانهاء هذا الملف.
المصدر: خاص لبنان24