«قيم وحياة» تقدم مساعدات عاجلة إلى أهالي غزة بالتعاون مع «مصر الخير»
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
الشباب لهم الدور الأبرز فى مساعدة الأشقاء الفلسطينيين على تجاوز الأزمة، من خلال التخفيف عنهم وتسهيل مرور شاحنات المساعدات عبر معبر رفح، بعد أن تم تفريغها وإعادة تعبئتها مرة أخرى، من بين تكتلات الشباب المرابطين أمام المعبر شباب مجموعة «قيم وحياة»، التابعة لمؤسسة أجيال مصر لتنمية النشء والشباب، التى بدأت عملها التنموى قبل 7 سنوات من خلال تأسيس مجموعة من الشباب بلغ عددهم حينها 15 فرداً، وكان هدفهم الأبرز إعادة ترسيخ القيم وإثبات الذات المصرية داخل المجتمعات.
وبحسب محمد الهرش، منسق مشروع قيم وحياة بمحافظة شمال سيناء، قائد متطوع فى مصر الخير، فإن هناك تعاوناً مثمراً مع مؤسسة مصر الخير، ساهم فى تسهيل مرور الشاحنات عبر المعبر. ومع بداية الأحداث بدأ عمل المجموعة بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير، من خلال وجود عدد كبير من عناصر المجموعة ليكونوا فى استقبال قوافل الإغاثة، التى تكون بحاجة لإعادة التعبئة مرة أخرى: «بنشتغل وفقاً لأهداف «مصر الخير»، كنا 100 عضو بنقسم نفسنا لفريقين، كل فريق بيقعد 3 أيام متتالية، دورنا كان إعادة تعيين الشاحنات وفقاً للبروتوكولات الدولية، وبنوزع المواد ونعيد ترتيبها».
خلال اعتصام مرابطين حتى الإغاثة تمكن الفريق من إنشاء 50 خيمة مجهزة، كما شاركوا فى المطبخ الدائم، وكان لهم دور مهم فى توزيع الأغذية على العالقين: «البداية كانت عند اندلاع الحرب مع غزة، كان لينا وجود فى اجتماع ببئر العبد علشان نقدم الدعم لكن ماكانش واضح وقتها المساعدات هتكون إزاى، يعنى هل هيكون دورنا تقديم دعم نفسى ومعنوى ولا حاجة تانية».
وشارك الفريق فى تأهيل الشاحنات الموجودة أمام المعبر وتغليف حمولتها بعد تفريغها: «يوم 14 أكتوبر جات أوامر بالتحرك لرفح وقعدنا 14 يوم متتالية هناك، وكانت الظروف المعيشية صعبة، لأننا كنا عايشين على حافة الخطر، سامعين ضرب النار والصواريخ، كنا مفزوعين لكن اللى صبّرنا وجود أهالينا فى غزة تحت القصف الغاشم». وبعد أن كان الفريق مكوناً من 15 فرداً فقط عند التأسيس أصبح الآن 150 فرداً يشاركون جميعهم فى كافة الأعمال التطوعية، التى تقوم بها مؤسسة مصر الخير: «اشتغلنا مع مصر الخير من سنة 2021 لحد دلوقتى وكنا بنعمل تعبئة، وبنمارس الأنشطة بتاعتنا، وعملنا فى رمضان اللى فات الخيمة المتنقلة اللى كانت ممولة من «مصر الخير والتضامن الاجتماعى» وبدأنا نشتغل فى التجمعات، واشتغلنا مع ١٠ تجمعات تنموية على 4 آلاف أسرة من أهالينا فى شمال سيناء».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة فلسطين رفح العريش مصر الخیر
إقرأ أيضاً:
بلدات حدودية جنوب لبنان.. دمار شامل وحياة مفقودة بعد انسحاب الاحتلال
خلف الاحتلال الإسرائيلي دمارا هائلا في البلدات الحدودية جنوب لبنان، بعد انسحابه من معظمها، تاركا وراءه مبان مدمرة وأراض مجرفة، في مشهد غيّر معالم المنطقة بشكل جذري.
ومنذ الثلاثاء الماضي، بدأ السكان في العودة تدريجيا إلى هذه المناطق، ليجدوا بلداتهم وقد تحولت إلى أكوام من الركام، وسط غياب تام لمقومات الحياة الأساسية.
ويسود الدمار في العديد من البلدات الحدودية مع الاحتلال الإسرائيلي حيث من الممكن معاينة حجم الدمار في المباني والطرقات، إضافة إلى الخراب الذي لحق بالأراضي الزراعية، حيث اقتلعت أشجار الزيتون المعمرة من جذورها بفعل الغارات والتجريف الإسرائيلي.
ورغم أن اتفاق وقف إطلاق النار كان يُلزم الاحتلال بالانسحاب الكامل من جنوب لبنان بحلول 26 كانون الثاني /يناير الماضي، إلا أنه طلب تمديد المهلة حتى 18 شباط /فبراير الجاري، ومع ذلك، لا تزال تحتفظ بخمس نقاط عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، أبرزها في كفركلا والعزية.
بدأ عدوان الاحتلال على لبنان في الثامن من تشرين الأول /أكتوبر عام 2023، وتصاعدت وتيرته في 23 أيلول /سبتمبر الماضي، ما أسفر عن سقوط 4 آلاف و110 شهداء و16 ألفا و901 جريح، إضافة إلى نزوح نحو 1.4 مليون شخص، معظمهم من البلدات الحدودية.
ونقلت وكالة الأناضول عن المواطن اللبناني حسين سرحان، وهو مدرس من بلدة كفركلا، قوله "عدنا إلى بلدتنا يوم الأربعاء الماضي، فوجدناها مدمرة كليا، لا توجد حياة فيها أبدا، لكنها ستعود".
وأضاف أن "نسبة الدمار في البلدة تبلغ 100%، فالمنازل دُمّرت بالكامل، وأشجار الزيتون التي تعود لمئات السنين اقتلعت من جذورها، وهذه خسارة كبيرة".
وأشار سرحان إلى أن "الطريق التي نقف عليها الآن ليست هي الطريق الأصلية، فقد افتتح العدو الإسرائيلي طريقا جديدة بعد أن أزال الطريق الأساسية القريبة من الجدار الحدودي، حيث يوجد موقع عسكري لهم".
وشدد سرحان على أن “هذه الطريق مؤقتة، وسنعاود فتح الطريق الأساسية التي طمرها العدو بالركام”، مشيرًا إلى أنه يملك قطعة أرض مجاورة لمستوطنة "المطلة"، وقد اقتلعت منها أشجار الزيتون بالكامل، لكنه لا يستطيع الوصول إليها حاليا.
وأكد "بسواعدنا سنعيد إعمار بلدتنا ونجعلها أجمل مما كانت عليه، لكننا بحاجة إلى الوقت والصبر والتعاون"، مناشدا "الدولة اللبنانية والدول المانحة تقديم الدعم للبلدات الحدودية، لأن إعادة الإعمار تتطلب مبالغ طائلة".
أما المسن محمد سلمان الشامي (86 عاما)، من بلدة كفركلا، فقال "كان لدينا مبنيان من ثلاث طوابق ومنزل مستقل، جميعهم دُمّروا بالكامل، كما كان لدينا أرض مزروعة بالزيتون قرب الحدود، لكن لا نعرف مصيرها لأن الجيش الإسرائيلي يمنعنا من الوصول إليها".
وأشار في حديثه للأناضول إلى أن "نسبة الدمار في الممتلكات بلغت 90%، بينما العشرة بالمئة المتبقية، أقدم العدو الإسرائيلي على إحراقها".
وأضاف الشامي بحسرة "عدنا إلى بلدتنا لأننا مشتاقون إلى رائحة ترابها، حتى لو تعرضنا للقتل"، موضحا أن "الحياة هنا معدومة، لا ماء ولا كهرباء ولا اتصالات، لكننا سنعيدها للحياة من جديد".
بعد انسحاب الاحتلال، انتشرت قوات الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" في البلدات الحدودية، وسط مراقبة حذرة للتحركات الإسرائيلية في النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها.
ورغم الخراب الهائل، فإن سكان هذه البلدات مصرّون على العودة، مؤكدين أنهم سيعيدون إعمار منازلهم وأراضيهم، في مواجهة آثار العدوان الذي حاول طمس وجودهم، لكن إرادتهم أقوى.