«تكلم حتى أراك» هذا ما قاله سقراط لأحد تلاميذه عندما جاء يتبختر فى مشيه، ويزهو بنفسه، وقديمًا أيضاً قال الإمام على بن أبى طالب–رضى الله عنه- «الرجال صناديق مغلقة مفاتيحها الكلام»، فأنت تختبئ خلف كلماتك، وسلوكك هو نافذة العالم إلى قلبك، ومن هذا المنطلق، ومع ما شهده العالم من طفرة معلوماتية هائلة أصبح المشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعى وهم نجوم السينما، والمطربون، وعارضو الأزياء، والشخصيات العامة والتليفزيونية شديدى الحرص على أن يكون لهم وجود قوى ومستمر عبر الإنترنت وعلى التمتع بمجموعات كبيرة من المتابعين عبر الشبكات الاجتماعية، وفى ظل هذا الوجود المستمر للمشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ تصبح هذه المواقع إحدى الأدوات الأساسية التى تعكس كيفية توجيه المشاهير لمشاعرهم وأفكارهم وإمكانياتهم نحو الأهداف التى يسعون إلى تحقيقها؛ ومن ثم تعكس كيفية إدارة هؤلاء المشاهير لذواتهم.
ولا يقتصر استخدام مواقع التواصل الاجتماعى على مجرد التعبير عن مشاهير المجتمع، كما لا تقتصر تأثيرات هذا الاستخدام بالمجتمعات الإنسانية على البناء الاجتماعى لهذه المجتمعات فقط، وإنما تمتد لتشمل التركيبة النفسية لأفراد هذه المجتمعات بوجه عام؛ إذ اقترن استخدام تلك المواقع بظهور العديد من التأثيرات النفسية الإيجابية والسلبية داخل المجتمعات الإنسانية، وتنوعت هذه التأثيرات من حيث درجة عمق كل منها، وتجاوزت حدود الحالة المزاجية لمستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى إلى صحتهم النفسية، وإلى إدراك كل منهم لذاته وتقديره لها؛ إذ تشكل مواقع التواصل الاجتماعى بما تتيحه من فرص متنوعة للتفاعل الاجتماعى، والتعامل اليومى مع الآخرين، والانفتاح على ثقافاتهم المختلفة، وتقديم النفس للآخر، ومقارنتها به، وتلقى ردود الأفعال حيال هذا التفاعل؛ تشكل إطارًا مناسبًا لا لإدراك الآخر وتقديره فقط، وإنما أيضاً لإدراك الذات وتقديرها.
وفى ظل ما سبق وفى إطار أن المشاهير أصبحوا يمثلون طرفًا ثالثًا مستقلًا يقوم بتشكيل أسلوب استخدام الجماهير لقنوات الاتصال التى تقدمها مواقع التواصل الاجتماعى، وقد يتمتع هؤلاء المشاهير بخصائص قائد الرأى وأسلوبه فى التأثير الاجتماعى والنفسى على الجماهير؛ إذ إن استخدام مواقع التواصل الاجتماعى أصبح لا يقتصر على مجرد التعبير عن مشاهير المجتمع، كما لا تقتصر تأثيرات هذا الاستخدام بالمجتمعات الإنسانية على البناء الاجتماعى لهذه المجتمعات فقط، وإنما تمتد لتشمل التركيبة النفسية لأفراد هذه المجتمعات بوجه عام.
وفى هذا الإطار فإن مستوى تقدير الذات لدى أفراد الجمهور المصرى، والذى يعبر عن نظرة الفرد الإيجابية لنفسه، قد يتأثر نتيجة اعتناق الفرد مجموعة من الأفكار والمعتقدات عن نفسه، وتتكون وتتشكل هذه الأفكار والمعتقدات نتيجة لتعرض أفراد المجتمع المصرى لصفحات المشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعى بما تضمنته من أساليب توظيف هؤلاء المشاهير لآليات إدارة الذات، التى من شأنها أن تدعم هذا التأثير.
وفى ضوء ما سبق تتضح وبشدة أهمية التربية الرقمية لوسائل الإعلام، والتى يتم من خلالها تعزيز القدرة الانتقائية لمضامين وسائل الإعلام الرقمى بوجه عام، ومواقع التواصل الاجتماعى بوجه خاص، فضلًا عن العمل على تنمية الوعى بما يتم التعرض له عبر شبكة الإنترنت، وثقل القدرة على فهم الرسائل المقدمة عبر هذه الوسائل والحكم على مدى تمثيلها للواقع، وبالتالى القدرة على مناقشة هذه الرسائل وتقديم تقييم واضح لها، يتوقف عليه مدى وجود تأثير لهذا الرسائل على الميل السلوكى للجمهور.
الأستاذ المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب- جامعة المنصورة
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د أحمد أحمد عثمان جامعة المنصورة مواقع التواصل الاجتماعي مواقع التواصل الاجتماعى هذه المجتمعات
إقرأ أيضاً:
بلاغ للنائب العام يتهم حمو بيكا بتضليل العدالة والتستر على مجرمين
تقدم أيمن محفوظ المحام، ببلاغ للنائب العام يتهم فيه مطرب المهرجانات حمو بيكا بالظهور على مواقع التواصل الاجتماعي مدعيا تعرضه لواقعة سرقة من أشخاص معروفين لديه ولم يبلغ السلطات.
وجاءت تفاصيل البلاغ، بأنه بعد ادعاء مطرب المهرجانات حمو بيكا بتعرضه للسرقة من مساعده الشخصي وفني تكييف (زعم بيكا أنه هارب من حكم سنتين)، كما وصف - بيكا - في الفيديو المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي الواقعة تفصيلا ولكنه لم يبلغ السلطات، ليتهمه بتضليل العدالة وتسهيل هروب الجناة من الملاحقة القضائية.
واردف محفوظ في بلاغه، بأن بيكا خالف نص المادة (145) عقوبات والتي تجرم من علم بجريمة ولم يبلغ السلطات وأعان الجاني للفرار من القضاء أو اخفى أدلة الجريمة ومعلوماتها يعاقب بالحبس ولكن قد تكون تلك الواقعه كاذبة فإن بيكا يقع تحت سيف القانون باتهامات تتعلق بجريمة البلاغ الكاذب.
كما أضاف أنه إذا كانت الواقعة غير حقيقية، فإن بيكا يقع تحت تأثيم المواد 303 و 305 عقوبات الخاصة بالبلاغ الكاذب وازعاج السلطات والعقوبة هي الحبس سنتين والغرامة.
وأكمل أن حمو بيكا في جميع الأحوال سواء كان ادعاء صحيح أو كاذب فإنه يخضع للعقوبات قانون مكافحة الجرائم المعلوماتية رقم 175 لسنة 2018 للاساءه استعمال الانترنت سواء كان ضحية سرقة أو كان أمر كاذب فليست مواقع التواصل الإجتماعي بديل عن مؤسسات الدولة أو وسيلة لنشر الأخبار الكاذبة.
واختتم بلاغه للنائب العام الذي حمل رقم 1184463 عرائض مطالبا بفتح تحقيق موسع والأمر بإجراء التحريات الأمنية حول حقيقة الواقعة وملابساتها وضبط كافة أطرافها والتحقيق معهم تمهيدا لتقديم الجناه إلى العدالة بمحاكمتهم محاكمة عاجلة مع إتخاذ اللازم قانونًا.
اقرأ أيضاًألعاب نارية أونلاين.. «الداخلية» تضبط شخصًا بحوزته أكثر من 600 قطعة
استقطبوا الشباب والفتيات.. الأمن يُداهم مكتب "كاستينج" غير مرخص في الدقي
في حملات تموينية.. «الداخلية» تضبط 16 طن دقيق مدعم خلال الـ 24 ساعة الآخيرة