أحمد سالم يكتب: بشائر النصر ودلالات الهزيمة
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
في اليوم الـ 39 من العدوان الإسرائيلي والقصف الغاشم على المدنيين في قطاع غزة، يثبت لنا التاريخ أن عقيدة الاحتلال واحدة، وأن مبادئهم العفِنة التي لا تستند إلى إنسانية أو قانون تلازمهم مع اختلاف الأجيال وتغير الظروف، منذ أن بعث الله سيدنا موسى إليهم ناصحًا وهاديًا فعبدوا العجل، وحتى يومنا هذا الذي يعبدون فيه الطاغوت ولا يشبعهم سوى الدم.
الطيش الإسرائيلي الذي يقود ضربات الكيان الصهيوني في غزة، واستهداف المدنيين العُزّل والعقاب الجماعي وحرب الإبادة الممنهجة لقطاع غزة، إنما يخفي من خلفه خوفا وارتعابا متزايدا في نفوس قادة الكيان وشعبه الذي بدأ في التفكك والهجرة وفقدان الثقة في الحكومة التي لُطمت على “القفا” في 7 أكتوبر الماضي، لطمة لن يمحوها التاريخ أو تزول آثارها مهما حاول نتنياهو ومن معه إثبات عكس ذلك.
النقطة التي وصلت التاريخ بالماضي، ووثقت هزيمة الكيان الصهيوني، هو ما فعله جيش الاحتلال بالتزامن مع حرب الاستنزاف المصرية التي ضعضعت قوى العدو الصهيوني وأوهنت عزائمه، فبات يتصرف بلا شرف ويستهدف المدنيين حتى وصلت بهم الدناءة لقصف تلاميذ مدرسة بحر البقر في مجـ زرة شهيرة كشفت عن مرض نفسي خبيث للإسرائيليين.
وما أشبه اليوم بالبارحة، فأبناء القردة لا يتركون مستشفى ولا مدرسة ولا مسجدًا في غزة إلا قصفوه، ولا ترهبهم أو تردعهم مشاهد الموت وعدد الأطفال الذي استشهدوا تحت نيران طائراتهم .. إنه الطيش الذي جاء بعد العمى، والحماقة والسفاهة والهوِج الذي يصاحب الخزي والخذلان وخسارة كل شيء.
إذن.. إسرائيل هُزمت في هذه المعركة، مهما طالت أمد الحرب أم قصرت ، فالهزيمة والعار التصق بإسرائيل وصار يوم 7 مثل سابقه 6 أكتوبر يومًا أسود على إسرائيل، ويا أهلًا و100 مرحبًا بكل الليالي السود على رؤوس الصهاينة.
إسرائيل المزعومة، بنَت كيانها على فكرة الاغتصاب والمستوطنات، من خلال دعوة أراذل العالم والطبقات الدُنيا من أوروبا وأمريكا واليهود المشتتين في البقاع، ومجرمي البلاد وصعاليك الكرة الأرضية من أجل الاستيطان لديها في الأراضي الفلسطينية المغتصبة، وهي سياسة السلب والنهب التي أعمى عنها العالم عيونه وباركتها أمريكا وأوروبا للتخلص من ساقطيها ودعمتها بالأموال والأسلحة، وعلى مرأى ومسمع من العالم اتسعت المستوطنات حتى كادت تبتلع غزة والضفة الغربية أيضًا، لكن ضربة 7 أكتوبر أطاحت بـ ترتيبات عشرات السنوات من سياسات الاستيطان وأعادت الدعاية الإسرائيلية لها إلى المربع صفر.
بعد يوم 7 اكتوبر، لم يعد المستوطنون لديهم الثقة في حماية جيش الاحتلال لهم، لقد عاشوا ساعات من الرعب دفعت بالكثير منهم إلى مستشفيات نفسية وعصبية، بينما من استطاع أن يقف على قدميه منهم هجّ الى خارج البلاد تاركًا أرضًا ليست أرضه ومنزلًا ليس منزله.
وإننا نستطيع القول بشكل مؤكد أن إسرائيل لم تفقد آلاف القتلى ومئات الأسرى فحسب، وإنما فقدت ايضًا آلاف المستوطنين الذين ضمنوا لها التوسع على أراض فلسطينية، وفقدت الكثير من تعدادها السكاني وفقدت هيبتها كجيش إدّعت أنه لا يقهر، ودولة مزعومة بدأت تضع الغرب كله في مواقف محرجة فـ انسل من دعمها يومًا تلو الآخر، لتبيت إسرائيل وحدها من تبارك الحرب وتقودها بغطاء على استحياء من أمريكا الشيطان الأعظم.
غزة العزيزة.. دارت بها الدوائر وامتدت الحروب، لكنها بقيت ذات أصول متجذرة ثابتة في الأرض لا تتزعزع، ستبقى ما بقيت الأرض تتنفس والشمس تشرق، ستحيا حتى تبتلع إسرائيل بأكملها وتقضي على غطرستها، ستنتصر ولو بعد حين.
في المقابل فإن الشوكة في جسد اللص ترعبه، وما ألحقه أبو عبيدة وزملاؤه بجسد إسرائيل وصمة عار لا أستطيع ان أراها سوى احمرار قفا شبع من الضرب حتى انثنى وانحنى وانعمى فلم يعد يبصر سوى مستقر قدمه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أحمد سالم
إقرأ أيضاً:
"وداعًا يا غول التمثيل".. أحمد رفعت يرثي الحلفاوي بحزن عميق ويصفه بالنبيل الذي عاش نجمًا للقلوب
في لحظة مؤثرة، ودّع الفنان أحمد رفعت زميله وصديقه الفنان الكبير نبيل الحلفاوي بكلمات نابضة بالحب والامتنان عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك"، مستذكرًا أدواره الخالدة وإنسانيته المتفردة. كتب رفعت: "عاش نجمًا للقلوب وهذا أوقع وأخلد... دوره في الطريق إلى إيلات يبدو أنه كان معبرًا عن حياته. لم يكن البطل، لكن الكل يتذكره أكثر من البطل. هكذا كان النبيل الحلفاوي".
الحلفاوي، الذي وُصف من قِبَل زملائه وجمهوره بـ "غول التمثيل"، استطاع أن يترك بصمة واضحة في قلوب محبيه ليس فقط من خلال أدواره السينمائية والتلفزيونية، بل من خلال شخصيته الإنسانية الدافئة،
كما أكد في نعيه المؤثر. وواصل حديثه قائلًا: "اقتربت منه في زيزينيا... كان هالةً من الوقار والحكمة والرحابة والاحتواء. الأستاذ كان حالة متفردة في الفن العربي، وأجزم أنه لم يتم استثماره كما ينبغي".
وأضاف: "الله يرحمك يا عظيم يا إنسان"، مبرزًا بذلك حجم الفقدان الذي شعر به كل من عرف الفنان الراحل عن قرب أو عبر الشاشة.
إرث الحلفاوي الفني والإنساني
يُذكر أن نبيل الحلفاوي ترك وراءه إرثًا فنيًا غزيرًا، من أبرز أدواره فيلم الطريق إلى إيلات، حيث جسد شخصية قائد بحري استطاع أن يرسخ في أذهان الجمهور كواحد من أعمدة الفيلم رغم أنه لم يكن الشخصية الرئيسية. هذه القدرة على التأثير بأداء متقن ورصين كانت إحدى السمات التي ميزته على مدار عقود.
كما لمع الحلفاوي في أعمال درامية مثل زيزينيا، حيث استطاع أن يُجسد شخصيات مركبة بإحساس عالٍ، مما جعل أدائه أيقونيًا يصعب تجاوزه.
الوداع الأخير
كلمات أحمد رفعت لم تكن مجرد نعي، بل شهادة على إنسانية نبيل الحلفاوي قبل نجوميته. لقد عاش الفنان الكبير حياةً ملؤها العطاء، وترك فراغًا لا يُعوّض في الساحة الفنية، إلا أن إرثه الفني سيظل حاضرًا للأجيال القادمة.
رحل الحلفاوي، لكن ذكراه ستظل خالدة في قلوب محبيه وزملائه، الذين سيواصلون استلهام حكمته وإبداعه. وداعًا يا أستاذ... وداعًا يا نجمًا لن ينطفئ.