صدى البلد:
2025-01-17@13:34:40 GMT

أحمد سالم يكتب: بشائر النصر ودلالات الهزيمة

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

في اليوم الـ 39 من العدوان الإسرائيلي والقصف الغاشم على المدنيين في قطاع غزة، يثبت لنا التاريخ أن عقيدة الاحتلال واحدة، وأن مبادئهم العفِنة التي لا تستند إلى إنسانية أو قانون تلازمهم مع اختلاف الأجيال وتغير الظروف، منذ أن بعث الله سيدنا موسى إليهم ناصحًا وهاديًا فعبدوا العجل، وحتى يومنا هذا الذي يعبدون فيه الطاغوت ولا يشبعهم سوى الدم.

الطيش الإسرائيلي الذي يقود ضربات الكيان الصهيوني في غزة، واستهداف المدنيين العُزّل والعقاب الجماعي وحرب الإبادة الممنهجة لقطاع غزة، إنما يخفي من خلفه خوفا وارتعابا متزايدا في نفوس قادة الكيان وشعبه الذي بدأ في التفكك والهجرة وفقدان الثقة في الحكومة التي لُطمت على “القفا” في 7 أكتوبر الماضي، لطمة لن يمحوها التاريخ أو تزول آثارها مهما حاول نتنياهو ومن معه إثبات عكس ذلك.

النقطة التي وصلت التاريخ بالماضي، ووثقت هزيمة الكيان الصهيوني، هو ما فعله جيش الاحتلال بالتزامن مع حرب الاستنزاف المصرية التي ضعضعت قوى العدو الصهيوني وأوهنت عزائمه، فبات يتصرف بلا شرف ويستهدف المدنيين حتى وصلت بهم الدناءة لقصف تلاميذ مدرسة بحر البقر في مجـ زرة شهيرة كشفت عن مرض نفسي خبيث للإسرائيليين.

وما أشبه اليوم بالبارحة، فأبناء القردة لا يتركون مستشفى ولا مدرسة ولا مسجدًا في غزة إلا قصفوه، ولا ترهبهم أو تردعهم مشاهد الموت وعدد الأطفال الذي استشهدوا تحت نيران طائراتهم .. إنه الطيش الذي جاء بعد العمى، والحماقة والسفاهة والهوِج الذي يصاحب الخزي والخذلان وخسارة كل شيء.

إذن.. إسرائيل هُزمت في هذه المعركة، مهما طالت أمد الحرب أم قصرت ، فالهزيمة والعار التصق بإسرائيل وصار يوم 7 مثل سابقه 6 أكتوبر يومًا أسود على إسرائيل، ويا أهلًا و100 مرحبًا بكل الليالي السود على رؤوس الصهاينة.

إسرائيل المزعومة، بنَت كيانها على فكرة الاغتصاب والمستوطنات، من خلال دعوة أراذل العالم والطبقات الدُنيا من أوروبا وأمريكا واليهود المشتتين في البقاع، ومجرمي البلاد وصعاليك الكرة الأرضية من أجل الاستيطان لديها في الأراضي الفلسطينية المغتصبة، وهي سياسة السلب والنهب التي أعمى عنها العالم عيونه وباركتها أمريكا وأوروبا للتخلص من ساقطيها ودعمتها بالأموال والأسلحة، وعلى مرأى ومسمع من العالم اتسعت المستوطنات حتى كادت تبتلع غزة والضفة الغربية أيضًا، لكن ضربة 7 أكتوبر أطاحت بـ ترتيبات عشرات السنوات من سياسات الاستيطان وأعادت الدعاية الإسرائيلية لها إلى المربع صفر.

بعد يوم 7 اكتوبر، لم يعد المستوطنون لديهم الثقة في حماية جيش الاحتلال لهم، لقد عاشوا ساعات من الرعب دفعت بالكثير منهم إلى مستشفيات نفسية وعصبية، بينما من استطاع أن يقف على قدميه منهم هجّ الى خارج البلاد تاركًا أرضًا ليست أرضه ومنزلًا ليس منزله. 

وإننا نستطيع القول بشكل مؤكد أن إسرائيل لم تفقد آلاف القتلى ومئات الأسرى فحسب، وإنما فقدت ايضًا آلاف المستوطنين الذين ضمنوا لها التوسع على أراض فلسطينية، وفقدت الكثير من تعدادها السكاني وفقدت هيبتها كجيش إدّعت أنه لا يقهر، ودولة مزعومة بدأت تضع الغرب كله في مواقف محرجة فـ انسل من دعمها يومًا تلو الآخر، لتبيت إسرائيل وحدها من تبارك الحرب وتقودها بغطاء على استحياء من أمريكا الشيطان الأعظم.

غزة العزيزة.. دارت بها الدوائر وامتدت الحروب، لكنها بقيت ذات أصول متجذرة ثابتة في الأرض لا تتزعزع، ستبقى ما بقيت الأرض تتنفس والشمس تشرق، ستحيا حتى تبتلع إسرائيل بأكملها وتقضي على غطرستها، ستنتصر ولو بعد حين.

في المقابل فإن الشوكة في جسد اللص ترعبه، وما ألحقه أبو عبيدة وزملاؤه بجسد إسرائيل وصمة عار لا أستطيع ان أراها سوى احمرار قفا شبع من الضرب حتى انثنى وانحنى وانعمى فلم يعد يبصر سوى مستقر قدمه.   

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أحمد سالم

إقرأ أيضاً:

أحمد نجم يكتب: لغة الجسد تواصل روحي

تعتبر حركات أعضاء جسد الإنسان أثناء حواره مع الأخر إحدى سبل التواصل غير اللفظي الذي يؤدي لإيصال رسائل صامته نابعة من شعور داخلي أصاب روحه . فعندما تتحدث مع شخص ما  وتشيح له بيدك أو تستخدم هز رأسك أو حركات عينيك أو تطرق بيدك علي فخذك أو تقذف طوبة أمامه بحذائك،  أو العكس حين تبتسم له وهو يحدثك أو تربت علي كتفه هي رسائل أطلقتها روحك لأعضاء جسدك ليفهم بها محدثك حالتك المزاجية وقت النقاش .

 منذ سنوات اهتم علماء علم النفس بتفسير حركات أعضاء جسد الإنسان الصامته أثناء النقاش أطلقوا عليها إسم علم لغة الجسد ، الذي يهتم  بدراسة السلوك الإنساني الحركي الصامت الذي أسسه د. ألبرت مهرابيان ، أستاذ علم النفس بجامعة كاليفورنيا .

في عام 1952، ابتكر عالم الإنثروبولوجيا الأمريكي راي بيردويستيل مصطلح "لغة الجسد" لوصف الإتصال غير اللفظي . وقد قام بتصوير وتحليل سلوك الناس لتحديد  الإتجاهات وقديما عرفها الإغريق و الرومان الذين لاحظوا الإنفعالات الشخصية لحركات الجسد وكان أول بحث  في القرن السابع عشر في كتاب إسمه علم قراءة اليد  لچون بولوار.

تأتي حركات اليد أثناء السير وتعبيرات الوجه والوقوف والجلوس ونظرات العين، لغة جسد تؤدي لإيصال رسائل للآخر أثناء النقاشات، لكونها إشارات جسدية بديلة عن الكلام وإذا وقفت أو سرت مستقيم القامة كتفيك للخلف و صدرك للأمام ، فإنك فخور  تتباهي بنفسك .

أحيانا عندما تدخل نقاش مع الٱخر تصدر منه أو منك حركات من أعضاء الجسد بدون كلام لكنها تعبر عن الحالة المزاجية أثناء اللقاء .أحيانا ينظر إليك ويرفع حاجبيه أو يهرش برأسه أو يمسح أعلي أنفه أو يضع يده في جيبه أو خلف ظهره أو يلامس كف يده كتفك .كلها حركات لفظية صامته غير مسموعة لكنها توصل رسائل لفظية

عندما يضع يده في جيبه أثناء النقاش يعني أنه غير مهتم بالحوار، أو يعيش لحظة لا مبالاه بحوارك ، وإذا وضع كف يده علي خده أو رأسه فإنه يفكر في ما تقوله و يسترجع مواقف ليبني عليها قراره ، وإذا كان واقفا وجسده غير مستقيم يدل علي عدم الإهتمام بك أما إذا كان جسده مستقيما فيدل علي تقديره لك، وإذا إنشغلت عيناه بالنظر حولك في غير إتجاهك فهذا يدل علي أنه يسمع و لا يهتم ، وإذا أمسك أحد أصابعه أو ضم كفيه لبعضهما فإنه قد بلغ مرحلة الخجل منك .

أحيانا ترى من تحدثه يضع يده فوق رأسه حينها هو يشعر بالملل أو القلق . أما إذا قام بتشبيك أصابع يديه ، ونفخ صدره فهو يريد أن يشعرك بقوته وإذا قام بفرك يديه ، فإنه ينتظر حدوث أمر هام أو يحمس نفسه لإتخاذ قرار ما  أثناء الحوار ، و تجد من يحني رأسه قليلا، هو يبلغك أنه يشعر براحة وأمان معك، و أحيانًا يكون الإنحناء لك رسالة تقدير وإحترام كبير .

أحيانا تبدو حركات الجسم خاصة اليدين و نظرة العين والحواجب من العادات الوراثية، لكنها تشير لدلالات نفسية فتشبيك الأصابع في بعض الأحيان يدل علي إظهار القوة والعداء، بينما يشير وضع الذراعين مكتوفين لحالة دفاعية وإنغلاق على الذات ، ويبدو عند ضم الإبهام والخنصر وثني الأصابع الثلاثة وهز اليد رسالة تهديد للأخرين .

توضح حركة التقارب بين الإثنين أثناء الحوار لغة جسد راقية تعبر عن الارتياح للشخص الٱخر ، فعند الحوار تجده يقترب منك ، حينها هو يشعر بالأمان والراحة بجوارك .

للنظرات الصامته رسائل بالغة تختصر الكلام،فأحيانا يكون الصمت أشد تعبيرا من الكلام ، وتستطيع من خلال التحديق الشديد في عيون الأخر أن ترسل رسالة تحدي أو إعجاب ، فالعيون المغلقة قليلا مع تكشيرة الجبهه رسالة بأن الشخص غير مرتاح لك أو شعر بالحزن و غير سعيد معك ، وأحيانا يحاول الإبتسام لإخفاء مشاعره أو النظر لأسفل قدميه .

رسائل لغة الجسد كثيرة ومتنوعة لتكون بديلا عن الكلام . فعندما يشتد النقاش والطرف الأخر يقوم بحركات ضم وفرك يديه أو الطبل على حافة المقعد ، أو على ركبتيه ، هو يعبّر عن الضيق و القلق والغضب ونفاذ الصبر، وعند هزّ الساقين بشدة هو يعبّر عن الوصول للجهر  بالعداوة .

عند وضع اليد علي كتف الشخص الأخر هي رسالة تودد و محبة، وأحيانا يكون ضم الأخر رسالة صامته بالتقارب الروحي أثناء اللقاء ، بينما يأتي رفع الحواجب ، يشير للتعرض لمفاجأة أو صدمة أثناء النقاش . كذلك إغلاق العين قليلا و التنهد يشير لحالة إحباط ونفاذ الصبر .

عندما يقف الشخص بساقين متوازيتين يبدو واثقا من نفسه و يستمع بإحترام للٱخر . ويثق في كلامه . هناك تفسير ٱخر لمن يقف بأرجل موازية لبعضها هو يشعر بحياد النقاش . خاصة عند النساء الواقفات بساقين متوازيتين هن يرغبن في الإستماع فقط دون إبداء الرٱي ،أما إذا كان الشخص يقف و يقدم ساق واحدة للأمام فإنه يشعر بالراحة والرضا  و الإنسجام يستمتع معك وبك

عند الجلوس واضعا ساق على ساق فإن الشخص يشعر أحيانا بعدم الثقة أو الضعف ، يريد أن يبلغ الأخر بقوته و أهميته ، وهناك رأي لبعض علماء النفس بأن الجلوس بوضع ساق على ساق هي عادة لأصحاب المكانة الإجتماعية العالية .

من نبرة الصوت يمكن أن تعرف مشاعر الشخص الذي أمامك ، فإذا  كان مبتسمأ وارتفع صوته ، وتحدث بسرعة فتلك إشارة لسعادته بالحديث معك . وعندما يتحدث بصوت منخفض يدل على ضعف شخصيته أو إنه يريد إخفاء أمر عن الأخرين . ثم أن الجلوس بوضع اليدين فوق الركبتين دليل القوة و السيطرة وقوة الأعصاب . وإذا قمت بوضع يدك خلف ظهرك فإنك تشعر بعدم مصداقية محدثك ،و يؤكد  علماء النفس أن ذلك وسيلة لإخبار الشخص أنك لست متأكدًا  من كلامه.

يشير علماء علم النفس لضرورة تجنب لغة الجسد المسيئة لكي لا تثير من يحدثك فلا يجب أن تبتعد عنه كثيرا و تجنب النظر بعيدا عنه ، و إنصت جيدا له ، وإجعل نبرة صوتك هادئة . وإجعل حركة يديك تتوافق مع كلامك ، ولا ترفع يدك أثناء الإستماع وتجنب التضارب بين كلماتك وتعبيرات وجهك ، و تجنب التراخي في مقعدك ، فقد يشعر أنك لا تعيره إهتماما و انك لا ترغب في وجوده، و إجعل نظراتك له هادئة غير حادة ولا تدقق فيه.

لا تنظر لساعتك كثيرا لكي لا يشعر بأنه غير مقبول, أو تعبث بهاتفك المحمول ، و أهم ما يجب  أن تتجنبه هو إسلوب السلام باليد متراخيا ، بل شد علي يديه و إبتسم في وجهه لتزداد الألفة. فتبسمك في وجه أخيك صدقه.

مقالات مشابهة

  • كشف مفاجأة مذهلة: ما الذي دفع إسرائيل وحماس للتوافق؟
  •  محمد مغربي يكتب: ما الفرق بين ChatGPT وDeepseek V3 الصيني؟
  • إسرائيل تبلغ أهالي المختطفين بالاتفاق الذي تم التوصل إليه
  • تفسير حلم ضرب شخص مجهول في المنام.. بشائر خير وشر
  • الطاهر التوم يكتب: احتفالات بورتسودان… لا تغادروا مواقعكم يرحمكم الله
  • إنتصارات الجنجويد البيروسيية التي أرعبتنا
  • عمر أبو رصاع يكتب .. ما الذي يعنيه سالم الفلاحات ؟
  • وفيات الأربعاء .. 15 / 1 / 2024
  • كريستيانو رونالدو.. تعرف على الراتب الأعلى بالعالم الذي سيتقاضاه البرتغالي للبقاء مع النصر السعودي؟
  • أحمد نجم يكتب: لغة الجسد تواصل روحي