المرضى يواجهون الموت في مستشفيات غزة.. دفن 170 شهيدا بساحة «مجمع الشفاء»
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى جرائمها ضد المدنيين خلال الحرب على قطاع غزة التى تدخل يومها الـ40، واستشهد فجر اليوم، 10 فلسطينيين أغلبهم من الأطفال، جراء قصف منزلين فى خان يونس، وتم دفن جثامين 170 شهيداً داخل مقبرة جماعية، فى ساحة مجمع الشفاء الطبى لصعوبة دفنها منذ السبت الماضى، فيما حاصرت دبابات الاحتلال أكثر من 100 من المرضى والطواقم الطبية فى مستشفى الحلو بغزة.
فى نفس السياق استُشهد نجما كرة الطائرة الفلسطينية، حسن زعيتر، وإبراهيم قصيعة، لاعبا نادى الصداقة، إثر قصف استهدف مخيم جباليا، واستشهد محمد الحلايقة «20 عاماً»، برصاص الاحتلال، قرب بلدة بيت عينون، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن.
وفى الضفة الغربية استشهد 7 فلسطينيين، فى مدينة طولكرم ومخيمها، جراء قصف إسرائيلى، واقتحمت قوات الاحتلال مخيم طولكرم، ليرتفع عدد شهداء المدينة إلى 32 شهيداً، فيما اعتقل الاحتلال، 28 فلسطينياً من الضفة الغربية.
من جانبها، طالبت الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال، فى وقفة أمام مقر المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام فى الشرق الأوسط، برام الله، جميع المؤسسات الأكاديمية فى العالم بضرورة التحرك لإنقاذ المؤسسات والمسيرة الأكاديمية فى فلسطين، وطالبت فى رسالة قدمتها إلى المفوض السامى للأمم المتحدة، بوقف حرب الإبادة الجماعية، مشيرة إلى ارتقاء أكثر من 500 طالب جامعى واستشهاد 150 من الكوادر التعليمية، واعتقال 300 طالب جامعى من الضفة الغربية المحتلة وتضرر 9 مبانٍ تابعة لجامعات.
وقال الدكتور محمد أبوسلمية، مدير مجمع الشفاء الطبى فى غزة، لـ«الوطن» إن المجمع حاصرته قوات الاحتلال، وقام العاملون بحفر مقبرة جماعية داخله لدفن عشرات الجثث بعدما امتلأت ثلاجات الموتى، مضيفاً: «إحنا هون بنموت، كل شىء خرج عن الخدمة، فقدنا التواصل مع مَن حولنا، ومجمع الشفاء الطبى، أصبح مقبرة جماعية للموتى، والعالم ما قادر يوقف الحرب علينا، المشفى خرج من الخدمة نهائياً بسبب نفاد الوقود ومحاصرة آليات قوات الاحتلال له، وضعنا سيئ، عندنا أكثر من 1200 مريض مش قادرين نعالجهم، وبنحاول نعمل تنفس يدوى بشكل مستمر للأطفال الرضع».
وتابع: «550 كادراً طبياً، محاصرون داخل المجمع، لا يستطيعون التجول، لا وجود للماء ولا الأكل، نحن نموت بالبطىء، فمنذ 4 أيام بدون أكل ومياه، وعايشين على فتات الطعام، ومحاصرين مش قادرين نتحرك ولا نطل براسنا من الشبابيك، مش قادرين ندفن الجثث التى تحللت، أصبحنا مكاناً بلا هوية ولا مواد طبية، ولا غذائية، وعشرات المرضى مكدسون بغرف الرعاية المركزة، فضلاً عن إجراء جراحات العظام الدقيقة التى تحتاج إلى تدخل فورى دون تخدير وقوات الاحتلال لا تسمح لأحد بالدخول أو الخروج للمشفى، الآليات توجد على أبواب المشفى الرئيسية، القناصة استهدفوا طبيبين أثناء توجههما إلى المجمع، نحن لا نستطيع القيام بأى واجب من واجباتنا».
وقال الدكتور ماهر عطا الله غيث، مدير مستشفى الأمل بخان يونس، الذى أصبح مأوى لـ9 آلاف نازح من جحيم الحرب: «لم نعد قادرين على تقديم خدمات طبية لأكثر من 90 مريضاً، و25 مريضاً بقسم التأهيل الطبى، يواجهون خطر الموت بعد توقف مولد الكهرباء الوحيد فى المستشفى، وقرب نفاد الوقود الذى يهدد المشفى بالإغلاق كغيره من عشرات المشافى التى خرجت عن الخدمة، ويعتمد المستشفى حالياً فى تشغيله على مولد كهربائى صغير بقسم الولادة فقط، وإنارة قسم الطوارئ، لكن باقى أقسامه لا تعمل بسبب قصف المولد الرئيسى، وتوقف إجراء الجراحات للمصابين، ونقص المستلزمات الطبية».
وأضاف: «الأطفال مهددون بالموت، ولا نعرف إلى متى يستمر القصف الهمجى، ولا لماذا تستهدف المستشفيات التى تضم آلاف المرضى والنازحين، كل أحاديث الاحتلال عن المشافى كاذبة، لأننا بتنا لا نستخدم المستشفيات لإيواء النازحين وعلاج المرضى ليس لأى أغراض أخرى كما يدعون».
وأكد الدكتور أكرم العوينى، مدير قسم الرمد بالمشفى أن الإخلاء القسرى للمرضى والنازحين أصبح خطراً، فلم يعد هناك مكان آمن لا فى المستشفى ولا فى باقى المشافى، ولا حتى سيارات الإسعاف، وخلال ساعات سينفد الوقود بمستشفى الأمل بخان يونس، وربما يواجه الجميع خطر الموت».
وفى المسجد الأقصى، اقتحم عشرات المستوطنين باحاته، من باب المغاربة صباح أمس، فى حماية شرطة الاحتلال، وأدوا طقوساً تلمودية فى محيط مصلى الرحمة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة فلسطين الهلال الأحمر الفلسطيني جرائم حرب قوات الاحتلال
إقرأ أيضاً:
غزة... انتشال ونقل 61 جثمانا من مجمع الشفاء لإعادة تأهيل خدماته الصحية
انتشلت طواقم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني خلال اليومين الماضيين، 61 جثمانا لفلسطينيين دُفنوا في ساحة مجمع الشفاء الطبي الحكومي بمدينة غزة ونقلتهم لإعادة دفنهم في مقابر رسمية، وذلك في إطار جهود تأهيل خدماتها الصحية.
وكانت وزارة الصحة بغزة قد قالت الثلاثاء الماضي في بيان إن إدارة المجمع تعمل على « إعادة تنظيم وتأهيل الخدمة الصحية » من خلال إقامة توسعات ميدانية بديلة عن المباني والأقسام التي دمرتها إسرائيل على مدار قرابة 16 شهرا من حرب إبادتها الجماعية على القطاع.
وأفادت بأنه سيتم « نقل الجثامين التي دفنت داخل أسوار المستشفى خلال الحرب بدءا من الخميس الماضي الموافق 13 مارس 2025 ».
وفي أول أيام بدء هذه الحملة، نقلت طواقم الدفاع المدني بغزة جثامين 48 فلسطينيا من داخل أسوار المجمع بينهم 10 مجهولي الهوية.
وقال مدير الدفاع المدني بغزة رائد الدهشان في بيان آنذاك، إن طواقمه بدأت « الخميس في عملية نقل الجثامين من ساحة مستشفى الشفاء لدفنها في المقابر الرسمية ».
وأوضح أن 38 من إجمالي هؤلاء الجثامين تم التعرف عليهم، بينما تم انتشال 10 جثامين لأشخاص مجهولي الهوية، حيث تم تسليمهم لدائرة الطب الشرعي في وزارة الصحة.
وأشار إلى وجود نحو 160 جثمانا لفلسطينيين تم دفنهم في ساحة مجمع الشفاء خلال الحرب، الأمر الذي يحتاج لعدة أيام من أجل انتشالهم.
وفي ثاني أيام الحملة، انتشلت طواقم الدفاع المدني السبت جثامين 13 فلسطينيا بينهم 3 لأشخاص مجهولي الهوية.
وقال الدفاع المدني في بيان، إنه تم تسليم الجثامين المعروفة لذويها من أجل دفنها في المقابر الرسمية بينما المجهولة سُلمت لدائرة الطب الشرعي بالوزارة.
وفي عام 2020 كان المستشفى يقدم خدمات علاجية لـ460 ألف مواطن، وخدمات صحية لنحو 250 ألف مواطن بقسم الطوارئ، فيما أجرى في العام ذاته 25 ألف عملية جراحية و69 جلسة لغسل الكلى، و13 ألف حالة ولادة.
وعلى مدار أشهر الإبادة، اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى الشفاء عدة مرات ودمر وأحرق مبانيها.
الاقتحام الأول كان في 16 نونبر 2023، واستمر لمدة 10 أيام، واعتقل الجيش طواقم طبية ونازحين وقتل آخرين ودمر محتويات المستشفى وعددا من مبانيه.
أما الثاني بدأ في 18 مارس 2024 وانتهى في 1 أبريل الماضي، ودمر الجيش أقسامه وأحرقها وارتكب مجازر داخله وبمحيطه وأخرجها عن الخدمة بشكل تام.
وقال مدير عام وزارة الصحة بغزة منير البرش في تصريح للأناضول في يناير الثاني 2025، إن نسبة الدمار التي طالت مباني وأجهزة مجمع الشفاء الطبي خلال أشهر الإبادة زادت عن 95 في المائة.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.