ربيقة من غانا: “الجرائم الاستعمارية في الجزائر لا ولن تسقط بالتّقادم”
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
أكد وزير المجاهدين و ذوي الحقوق العيد ربيقة، أن الجرائم الاستعمارية في الجزائر “لا ولن تسقط بالتّقادم”، مشيرا إلى أنها ستظلّ ضمن ملفات الذاكرة التي تعكس مواقف الجزائر اتجاه قضايا الشعوب المقهورة في إفريقيا والعالم.
وفي كلمته التي ألقاها خلال افتتاح أشغال المؤتمر الدولي الموسوم بـ”بناء جبهة موحدة للنهوض بقضية العدالة ودفع التعويضات إلى الإفريقيين”، المنعقد بالعاصمة الغانية أكرا، ذكر ربيقة أن الجزائر وعلى غرار كل البلدان الإفريقية قد تعرضت لاستعمار أخضعها بجنوح كبير إلى الهيمنة والاجرام وسفك الدماء متخذا هذا التصرف من أهم أسس التوسع وفرض السيادة والإخضاع على الشعب الجزائري فارتكب مجازر مروعة يندى لها جبين.
وقال الوزير في السياق ذاته، إن إرث الاستعمار على الجزائر كان ثقيلا، ومع مطلع الاستقلال عملت بلادنا على مواجهة هذه الوضعية والآثار الوخيمة للفترة الاستعمارية ضمن سياسة وطنية واعية عكفت على وضع نظام تكفل جندت له موارد وطنية هامة، للتكفل الاجتماعي والصحي والنفسي بضحايا الثورة التحريرية وتعويضهم عن مختلف الأضرار التي لحقت بهم.
هكذا تعالج الحزائر ملفات كل القضايا التاريخيةوأضاف أن الجزائر تواصل اليوم، بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، العمل وفق آليات متبصرة تراعي جميع الجوانب لمعالجة كل القضايا التاريخية.
وأوضح بأن معالجة الجزائر لهذه الملفات يأتي ايضا ضمن مقاربات علمية وعملية جُند لأجلها كل الفاعلين في الحقل التاريخي والقانوني ويُنتهج في ذلك نهجاً متدرجاً متمسّكة بمسألة الاعتراف بالجرائم وترى أن تحقيق العدالة ينطلق من الإلزام بالإقرار بالخطأ، والاعتذار عنه، ليتم بذلك جبر الضرر.
كما أكد إن الجزائر قد أيّدت، ولا تزال، مسعى المطالبة بالعدالة والتعويضات الكاملة عن الجرائم الاستعمارية في إفريقيا، والدفع بكلّ قوة من أجل إنهاء سياسة الإنكار والإفلات من العقاب وتحميل الجناة المسؤولية الكاملة عن التخلّف الاقتصادي الخطير ونهب الثروات وآثار عن الاستعمار والاستعباد.
وأبرز أن الجزائر ساندت الجهد الجماعي الإفريقي الـمُنتهج في مسألة التعويضات للإفريقيين، كما أنها تدعمُ الوصول إلى توافق جامع الأراء على المستوى القاري بشأن التعويضات.
وفي الأخير، أكد الوزير أن استعداد الجزائر للمساهمة في اعتماد المعايير التي يمكن من خلالها جبر الضرر وتحصيل التعويضات اللازمة، وهذا من خلال تجربتها القيّمة في تحديد التكلفة الاقتصادية والإنسانية والمعنوية للجرائم المرتكبة، لاسيما التفجيرات والتجارب النووية خلال الحقبة الاستعمارية.
وللإشارة،شرع وزير المجاهدين و ذوي الحقوق العيد ربيقة في زيارة عمل إلى جمهورية غانا تدوم ثلاثة أيام. وذلك بتكليف من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
“رسول من بلاد المغول”… عرض للمسرح القومي في اللاذقية
اللاذقية-سانا
تستضيف خشبة مسرح دار الأسد للثقافة باللاذقية حالياً العرض المسرحي “رسول من بلاد المغول” للكاتب والباحث المصري محفوظ عبد الرحمن، وإعداد وإخراج سلمان شريبة.
العرض الذي يأتي بالتعاون بين مديرية المسارح والموسيقا والمسرح القومي باللاذقية، يتناول مرحلة تاريخية شهدت أحداثاً معقدة، تم العمل على تقديمها بشكل “فانتازي” يحاكي أحداث واقعنا العربي الحالي وتجلياته.
أحداث العرض تدور خلال حصار الخاقان تيمورلنك لبغداد، حيث يضع شرطاً لفك الحصار بأن يتزوج الأميرة ذهب ابنة الملك، وإلا سوف يدمر المدينة، وتتصاعد الأحداث مع وصول رسول المغول وتسليم هذا الطلب، والذي من خلاله تتكشف الشخصيات وتوضع أمام الاختيار بين مصالحها.
وأشار المخرج شريبة في تصريح لمراسلة سانا إلى أنه اختار هذا العرض المأخوذ عن مسرحية “عريس لبنت السلطان” والذي يحكي عن حصار المغول لبغداد، وأجرى إعداداً له بعنوان رسول من بلاد المغول لكون واقعنا العربي اليوم يعاني من حصارات كثيرة أنتجت أزمات اجتماعية واقتصادية كبيرة.
وأوضح شريبة أن العرض الذي قدمه من خلال مسرح شعبي موجه للعائلة ويطرح قضايا عدة، منها أن من يدافع عن البلاد هم الشرفاء فيها، وليس من سلب خيراتها وأن الوطن يبنى بالاعتماد على شبابه وبالاعتماد على العقل والعلم، بعيداً عن الدجل والخرافات والجهل وبإعطاء المرأة حقها ودورها الريادي في المجتمع.
ونوه شريبة بأهمية أن يأتي العرض من خلال فرقة المسرح القومي والتي كانت سنوياً تقدم من خمسة إلى ستة عروض، ولكن وبسبب تعطل خشبة المسرح القومي منذ خمس سنوات إلى الآن ومع وجود صالة وحيدة هي صالة دار الأسد وغير قادرة على استيعاب كل العروض، تقلصت العروض إلى عرض أو عرضين.
من جهته، رأى المخرج والممثل المسرحي هاشم غزال أحد أبطال العمل بشخصية العراف العائد بعد غياب أكثر من عشر سنوات كممثل أن النص يتحدث عن الخيانة التي كانت من الأسباب الرئيسية لسقوط إمبراطوريات وممالك، ولذلك أحب كادر العمل أن يسلط الضوء على هكذا خيانات والتي تعتبر السبب الرئيسي بخيبات أمل شعوب كثيرة.
الممثل المسرحي عبد لله شيخ خميس أحد أبطال العمل بشخصية الملك رأى أن المسرح هو رسالة يجب أن نؤديها في المجتمع، وهذا العمل يحمل رسالة مهمة بأن نكون أمة قوية تنتج وتصنع وتزرع وتصون خيراتها.
ويستمر عرض العمل الذي يشارك في بطولته، مصطفى جانودي وراما قرحالي وغربا مريشة ومحمد وجيه إبراهيم وعلي يونس وأوس غدير وأنطونيو عشي وسلمان شريبة، حتى يوم الخميس القادم.
فاطمة ناصر