البوابة نيوز:
2025-04-29@16:09:11 GMT

الديمقراطية ومفهوم الإرادة العامة

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

وفقًا لمفهوم «الإرادة العامة» فإن الشعب هو مصدر تلك الإرادة الصادرة عن الشعور بالاشتراك في حياة اجتماعية واقتصادية وسياسية واحدة. معنى ذلك إن «الإرادة العامة» هي المظهر الوحيد للسيادة التي لا تكون سوى للشعب. لقد نال مفهوم «الإرادة العامة» قدرًا كبيرًا من اهتمام «جان جاك روسو»؛ الفيلسوف الفرنسي الذى برز في عصر التّنوير، وكانت أفكاره ونظريّاته في التعليم والدين مؤثّرة ومثيرة للجدل، وقد كانت لجان جاك روسو مساهمات فيما يتعلق بمفهوم «الإرادة العامة».

صحيح أنه لم يخترع هذا المفهوم؛ لكنه صنع تاريخه من خلال اعطائه مكان مركزي في فلسفته السياسية والأخلاقية؛ لقد أكد روسو أن «الإرادة العامة» دائمًا ما تكون على حق، إنها تنبثق من إرادة الفرد بوصفه مواطنًا عندما يفكر في الصالح العام، وليست الإرادة الخاصة التي تقودنا إلى الأنانية وحب الذات؛ بل تهدف إلى تحقيق السعادة العامة.

لقد ذهب روسو إلى أن تشريع القوانين يأتي وفقًا للمصالح العامة التي تنبعث من الشعب، أما القرارات التي تصدر عن بعض الدوائر الحكومية، فلا تعدو كونها وسيلة من وسائل تطبيق الأوامر التي يصدرها الشعب صاحب الحق في سن القوانين. وبهذه «الإرادة العامة» يستطيع الشعب أن يحمي نفسه من أطماع الإرادات الخاصة، من خلال الخضوع للقوانين التي تجسد حرية المواطن. فالقوانين الشرعية وحدها التي تعبر عن «الإرادة العامة»، وهى تمثل الشعب، إذ يصبح الشعب صاحب السيادة. ويرتبط هذا الفهم ارتباطًا وثيقًا بحق الشعب بوصفه تعبيرًا عن أغلبية اجتماعية متجانسة يتخذ مظهرًا ديمقراطيًا يقوم على المصالح المشتركة والمعايير الأخلاقية. إن إرادة الشعب تعلو على كل المعايير الأخرى، وهذه الإرادة هي فوق معايير المؤسسات التقليدية وتسمو فوق كافة المؤسسات المستقلة، وتتجاوز طموحات الطبقات الأخرى.

وعلى الرغم من أن «الإرادة العامة» تهدف إلى تحقيق الخير المشترك، فإنها تحقق طغيان الأغلبية على حساب الأقلية، وتلغي السياسة التعددية التي تتلخص في تنافس عادل ونزيه بين تصورات للخير العام. ومن ثَمَّ فإن سلطة «الإرادة العامة» هي إجبار الجميع على الانصياع لما تتفق عليه الأغلبية، فما تراه الأغلبية حقًا فهو حَقٌ، وما تراه باطلًا فهو باطلٌ. وبهذا تخلق «الإرادة العامة» نسخ اُحادية متشابهة من المواطنين؛ ولا يمكن أن يتحقق هذا التجانس الشعبي إلا بتحديد من لا ينتمي إلى هذا الشعب ومعاملته معاملة دونية بصفته خائنًا ويجب تصفيته؛ لذلك لا مكان لمن هو خارج الكتلة البشرية المتجانسة. ومن ثمَّ تكون حقوق الأقليات بلا حماية على الإطلاق. فكيف يمكن السيطرة على إرادة الأغلبية حتى لا تفرض استبدادها على الأقليات؟ من يمكنه القيام بذلك؟!. «ليس هناك خطر على الإنسانية أكبر من هؤلاء الذين يدعون أنهم أهل الصلاح والعدل، فى حين أنهم أبعد ما يكونون عن التحلي بالأخلاق الفاضلة» كما أكد نيتشه.

   اعتقد البعض أن «الإرادة العامة» تُؤسس على سياسة الفطرة السليمة للبشر، وفقًا للأولويات الصادقة والمنطقية للأشخاص العاديين، ويرون أن الحس العام، أى القدرة الفطرية القادرة على التمييز بين الصواب والخطأ، يعني أن «الإرادة العامة» محددة مسبقًا. وأن أي شخص يعارض الفطرة السليمة هو جزء من النخب الفاسدة. إن هذا التصور يقوم على تحديد العدو المشترك. وبناءً على ذلك ستُستخدم «الإرادة العامة» من منطق خطابي وليس أيديولوجيًا ولا حزبيًّا يمكن من ذلك صوغ موضوع ذى هوية قوية، وهي هوية «الشعب». إن فكرة احتكار تمثيل الشعب، وإقصاء الخصم، قد يؤدي إلى الانزلاق إلى الفاشية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جان جاك روسو

إقرأ أيضاً:

ابناء مدينة البيضاء يعلنون النفير العام دعما لفلسطين وتنديدا بالعدوان الأمريكي

 

البيضاء/الثورة نت/محمد المشخر

نظم أبناء مدينة البيضاء اليوم،وقفة قبلية كبرى مسلحة في مركز عاصمة المحافظة لإعلان النفير العام،نصرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة،والتنديد بالعدوان الأمريكي على اليمن،وتحت عنوان(قبائل اليمن تتبرا من عملاء امريكا واسرائيل).
وردد أبناء مدينة البيضاء”المشاركين في الوقفة هتافات رافضة للهيمنة والتطبيع مع الكيان الصهيوني،مؤكدين أن أبناء مدينة البيضاء خاصة،سيظلون في طليعة المدافعين عن قضايا الأمة.
ورفع أبناء مدينة البيضاء،الشعارات والهتافات المؤكدة على نصرة القضية الفلسطينية،وتجديد العهد بالسير خلف قيادة الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي،في معركة تزداد وضوحاً بين مشروع الهيمنة الأمريكي الصهيوني، ومشروع الحرية والاستقلال الذي يتقدمه الأحرار من أبناء الأمة.،ومؤكدة على الجاهزية الكاملة للتحرك الجاد دفاعاً عن السيادة الوطنية ووفاء لقضية الأمة المركزية.
وأعلن،المشاركون،البراءة من الخونة والعملاء،وكل من يتواطأ مع العدو الأمريكي والإسرائيلي،معتبرين ذلك،تجردًا من كل قيم الانتماء الوطني، والهوية الإيمانية،داعين السلطات القضائية والأجهزة الأمنية إلى عدم التهاون مع كل من تسول له نفسه الإضرار بالوطن.

وفي الوقفة المسلحة الكبرى التي حضرها رئيس الوحدة السياسية لانصار الله بمحافظة البيضاء مدير عام مديرية مدينة البيضاء أحمد أبو بكر الرصاص ومسؤول التعبئة العامة مربع البيضاء أبوحاتم محسن الخولاني ومسؤول التعبئة بمدينة البيضاء زكرياء الشامي،والقيادات المحلية والتنفيذية والتعبئة العامة والأمنية والعسكرية والمشائخ والأعيان والشخصيات الإجتماعية بمدينة البيضاء،

وخلال الوقفة القبلية الكبرى،دعا،مدير عام مديرية مدينة البيضاء الشيخ أحمد أبوبكر الرصاص،أبناء مدينة البيضاء،إلى تعزيز التعبئة العامة،والاستعداد الواسع لكل الخيارات،عبر الالتحاق بالدورات التدريبية ورفد الجبهات،ومواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني بموقف شعبي موحد وعمل ميداني منظم و متصاعد.
وأشار الرصاص،إلى أهمية إشهار وثيقة الشرف القبلية الوطنية للبراءة من الخونة والعملاء والوقوف صفا واحدا ضد كل من تسول له نفسه خدمة الأجندة الأمريكية والإسرائيلية..مشيراً إلى أن جرائم أمريكا لن تثني الشعب اليمني عن موقفه الثابت في نصرة غزة.

وأكد بيان صادر عن الوقفة تلاه مدير فرع مكتب الهيئة العامة للزكاة بمدينة البيضاء صالح علي الزرعي،بأننا لن نتواجع ولا نتخلي عن غزة لأن موقفنا ايماني ولن نتخلي عن إيماننا بالله و بكتابه تحت ضغط العدوان الأمريكي أو الاستهداف للمنشئآت الاقتصادية والذي نعرف مسبقأ الهدف من ذلك وهو معاقبتنا كشعب يمني،وزيادة معاناتنا الاقتصادية والإنسانية لتحويل السخط الى الداخل و ضد بعضنا البعض،ولذلك نقول للعدو الأمريكي والصهيوني و للمنافقين،أن ضغطكم لن يولد لدينا الا قناعة أكثر باجرامكم وسخط أكثر ضدكم.

وأوضح البيان،إننا سنتحرك نحن الكبار إلى ميادين التدريب في دورات طوفان الأقصى والتعبئة العامة،وسنرسل أولادنا إلى المدارس الدورات الصيفية بالمحافظة لأننا از ددنا يقينا من خلال عدوانكم الوحشي علينا بأننا على الحق وأن تحركنا مؤثر وفعال ولن نتراجع عنه بل نزداد تمسكأ به وتقربا إلى الله من خلاله،منوهاً أن جرائم غزة لن تمر دون رد وأن دماء الضحايا ستظل وقوداً لاستمرار المواجهة حتى التحرير والانتصار.

وحذر البيان،من أي تحرك عسكري للمرتزقة العدوان،خاصة في هذا التوقيت الذي يصطف في الخندق الإسرائيلي، الأمريكي،كونه يعد شراكة في جرائمهم البشعة بحق الشعب الفلسطيني.مطالبا الملتحقين في صف الخيانة والعمالة والنفاق للعودة إلى جادة الصواب وتوحيد الصف لمواجهة “أمريكا وإسرائيل”.
وجدد البيان،التأكيد على جاهزيتنا لمواجهة أي تصعيد للعدوا بأى شكل من الأشكال وكذا حماية الجبهة الداخلية أمام من تسول له نفسه خدمة اليهود والامريكان،وأن المجتمع اليمني متوحد بشكل لم يحدث من قبل،،وأنه معتز و مفتخر بموقفه الإيماني والإنساني والعربي مع غزة،الذي يفتخر به الشعب اليمني حاضرا ومستقبلا و في الدنيا والآخرة ولن يتخلى عنه أو يفرط فية،متوكلا على الله ومعتمدأ علية و واثقأ بوعده وما النصر إلا من عند الله،وكذلك التأكيد على مواصلة التعبئة و التحشيد استعداداً للخيارات الإستراتيجية التي تتخذها القيادة في مواجهة التصعيد الأمريكي الصهيوني.

ودعا البيان،كافة القبائل اليمنية والعربية،إلى تحمل المسؤولية الأخلاقية والدينية والقومية تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر وحرب إبادة ومحاولة تهجير وما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان أمريكي.ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعجل بالنصر والفرج للشعب الفلسطيني المظلوم لمجاهديه الاعزاء،وان ينصرنا بنصره وأن يرحم شهدائنا وأن يشفي جرحانا ويفرج عن أسرانا أنه سميع مجيب الدعاء والسلام عليكم ورحمه الله.

مقالات مشابهة

  • الشبلي: لا حل للأزمة الليبية دون العودة إلى الشعب واستفتاء عام يحدد مصير الدولة
  • الاعيسر: نأمل من شعبنا الكريم تفهُّم الحيثيات التي أدت إلى تأخر البيان
  • «شمبش» يشارك في ندوة دولية حول أثر المشاركة العامة بالبرلمان على الديمقراطية
  • مشاركة فاعلة لرياضيي ذوي الاحتياجات الخاصة ببطولة الإرادة لكرة الطاولة في درعا
  • الخارجية: الحرب التي تخوضها ميليشيا الجنجويد بالوكالة عن راعيتها الإقليمية موجهة ضد الشعب السوداني ودولته الوطنية
  • ابناء مدينة البيضاء يعلنون النفير العام دعما لفلسطين وتنديدا بالعدوان الأمريكي
  • زعيم الأغلبية: قانون الثروة المعدنية يصب في صالح الاقتصاد القومي
  • زعيم الأغلبية البرلمانية: قانون الثروة المعدنية يصب في صالح الاقتصاد القومي
  • وكيل أول النواب: تحرير سيناء تجسيد لقوة الإرادة المصـريـة
  • تراكم أخطاء إتفاقيات السلام … وثمارها المرة الحرب الحالية .. 2023 – 2025م .. وفي الحروب التي ستأتي !