البوابة نيوز:
2025-03-15@03:44:00 GMT

نحيا حياة لا تشبه الحياة

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

قال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش: "كل ما حلمنا به حياة تشبه الحياة". وجميعنا يعلم أن الفلسطينيين لا يحيون حياة تشبه الحياة الآن. إن المقومات الأساسية للحياة كلها غير موجودة. بينما يوجد الموت في كل شيء. فهم يحيون الموت أو إنذارات الموت بكل تفاصيلها. في كل لحظة. لا يوجد كهرباء ولا ماء ولا طعام ولا حتى دواء يساعد على الإعاشة في غياب مقومات الحياة.

تجاهد مصر طوال الوقت على تمرير صناديق للحياة المعلبة لهم طوال الوقت لأنها تريد لهم الحياة بكل تفاصيلها، لكننا لا نحيا وحدنا في المكان.

    لقد تسرب الشعور بالذنب لحياة كل إنسان على كوكب الأرض تقريبًا. إذا مارس أي منا أي شكل من أشكال الحياة البسيطة يتذكر أن هناك من يقتلون بحرمانهم منها، إذا أكل أو شرب أو شعر بالأمان، وهي أمور بديهية للحياة البشرية وليست هبات خارقة يمكن أن يمن بها أحد على آخرين. يكفي أنهم وحدهم ينتظر كل منهم دورًا مأساويًا في كوميديا سوداء. لا يملكون سوى خيارًا واحدًا "إذا كان من الموت بد فمن العار أن تموت جبانًا". 

    علينا أن نعبش أيضًا. علينا أن نأكل ونشرب ونتحرك ونعمل ونتنفس ونراقب أطفالنا وهم يلعبون ويضحكون ويختارون ثيابهم الجديدة. إننا نرسل لهم الدعم لكن هذا الدعم يحتاج للكثير من الخطوات التي لا نملكها كي يصل إليهم. لكن الشعور بالذنب يقتلنا يتسرب إلى حياواتنا وكأنه حجاب واقٍ من الحياة ذاتها. نعيش متألمين، لكن لا نحب أن نعرب من أننا يجب أن نعيش. الصور القاتلة والمشاهد الدموية تطارد الجميع داخلهم وليس فقط على الشاشات المضيئة وأوراق الصحف المطبوعة. صارت رأس كل منا نشرة أخبار مصاحبة لا يتوقف فيها عداد الضحايا وعداد مرات العجز عن إنقاذ كل منهم. إنها مأساة قدر لنا أن نحياها، وأن نحملها للأجيال القادمة. نعم هناك أفكار مضيئة يمكننا أن نصدرها كإحياء قضية بشكل قوي، وتصوير حقائق فظيعة للعالم كان لا يراها كما هي على أرض الواقع، وربما كانت تصدر له حقائق مغلوطة أو منقوصة بشأنها. إلا أننا مازلنا نتألم. ولا نعلم كيف نتوقف عن الألم. إننا ننخرط في الحياة اليومية فنجدنا ننخرط في حياتهم لا حياتنا دون أن ندري. 

    من كان يظن أن الحياة يمكنها أن تتحول إلى فيلم رعب مستمر طوال الأربع وعشرين ساعة؟!. لا يوجد رعب أكثر من انتظار الموت كل لحظة. من يقتلك معك كل لحظة، بل ويدعي أن من حقه قتلك وأنت لم تفعل شيئًا. يا إلهي بيتي لم يعد بيتًا بل مسرحًا للمعركة. من يمكنه أن يوافق على أن تصبح البيوت هدفًا للقنص وبها أحلام الأطفال العذراء؟! حين أحاول الكتابة كل أسبوع لا أدري ماذا أقول غير أنه فعلًا هؤلاء قوم لم يحلموا إلا بحياة تشبه الحياة. فهذه حياة لا تشبه الحياة على الإطلاق. وصارت حياتنا في معظمها حياة موازية للحياة. فأين هي الحياة؟! سامحونا إن كنا نكتب كلامًا يشبه الكلام. 

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

مخرج ومدرب العرائس ناصر عبد التواب فى حواره لـ«البوابة نيوز» : لا يوجد أرشيف وتوثيق حقيقى لهذا الفن بمصر.. وأهم أسباب تراجعه عدم وجود معاهد متخصصة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

_ «فن العرائس» يساعد على غرس فكرة الانتماء وتقبل الآخر ونبذ العنف

_ هناك عروض كثيرة مهمة لمسرح القاهرة للعرائس لكنها لم تأخذ حقها

_ من المسئول عن عدم وجود أرشيف وتوثيق حقيقي لعروض العرائس في مصر؟

_ بعد ظهور القنوات الفضائية.. تراجع التليفزيون المصرى عن إنتاج برامج بالعرائس

_ لماذا لم يتم تطوير «فن العرائس» حتى الآن؟

 

 

تحريك الدمى او العرائس لتحكى القصص وتنقل الأفكار والمشاعر للجمهور، هى سمة أساسية لـ"فن العرائس".. ذلك الفن الذى يُعد واحدًا من أقدم أشكال الترفيه، منذ العصور القديمة فى مختلف الثقافات، اختلفت اشكاله وانواعه بين القفاز والماريونيت والعصا والدمى المتحركة.

إلا أن اهميته الكبيرة ظلت ثابته حتى الآن، حيث استطاع هذا الفن الشعبى ان يجعل من طلته أداة تعليمية للأطفال، كما ساهم فى نشر القيم والثقافات بطريقة ممتعة للكبار والصغار.

فلماذا افتقر فن العرائس  للاهتمام فى العقود الأخيرة؟.. ولماذا ايضا لا نوثق تجاربنا فى فن العرائس؟.. وهل تجمد فن العرائس عند الليلة الكبيرة؟.. أسئلة كثيرة تدور فى أذهان المهتمين بهذا الفن المميز.

التقينا المخرج ومدرب العرائس ناصر عبد التواب، وذلك لدوره البارز فى إحياء وتطوير هذا الفن التقليدى فى مصر،  للإجابة على الأسئلة السابق طرحها فى حوار خاص لـ"البوابة"، خلال السطور التالية:

 

المخرج ومدرب العرائس ناصر عبد التواب 

 

 

■ فن العرائس من الفنون القديمة فى التاريخ المصرى.. حدثنا عن بدايته؟

- فن العرائس من البداية بشكل عام  هناك فى متحف اللوفر بفرنسا عروسة عجان تتحرك بالخيوط من اسفل  يعود تاريخها الى العصر الفرعوني، ولو تحدثنا عن كم العرائس وانواعها فى مصر قديما وحديثا فهى كثيرة جدا بداية من الحضارة الفرعونية مثل عروسة النيل.

وفى الحضارة القبطية متمثلة فى الكنسية او الحضارة الاسلامية متمثلة فى الجامع نجد ان الكينار الموجود اعلى الكنسية او الجامع المصنوع بالجبس تسمى عروسة، او مع الفلاح فى الحقل (عروسة خيال المآته) أو (عروسة القمح) حتى فى احتفالات الاخوة اللاقباط بعيد (حد السعف)، وايضا العروسة المحشوه بالقطر، العروسة المصنوعة من الورق وتخرم بالابرة (عروسة الحسد).

وكذا عروسة المولد المصنوعة من الحلوي، العرائس التى تستخدم فى الفن  مثل عروسة الاراجوز (القفاز)، عرائس خيال الظل ، عرائس العصا او المقبض ، عرائس الماريونت ( الخيوط )، عرائس الماسكات ، والحديث منها عرائس المسرح المظلم المضئ (المسرح الاسود )، عرائس الطاولة، العرائس العملاقة.

مصر عرفت فن خيال الظل عن طريق شمس الدين بن دانيال الموصلى فى القرن الثالث عشر عندما جاء الى مصر من العراق هربا من التتار، وبعد حرالى ٢٠٠ سنة عندما دخل سليم الاول مصر وشاهد او بابة خيال ظل فى حياته وكانت بعنوان (شنق طومان باى على باب زويلة) اعجب بها كثيرا واخذ معه الى الاستانة كل الصناع المهرة وكان منهم لاعبى خيال الظل، هذا وفق ما كتبه دكتور ابراهيم حمادة فى كتبه (تمثليات خيال الظل لابن دانيال )، .ام فن الاراجوز المصري.

فن الاراجوز المصرى نشأ بوصفه حاجة أنتجتها خلاصة وعى الذاكرة الجمعية للشعب المصرى على مدى آلاف السنين ليعبّر من خلالها عن ضميره ووجدانه النابض، إذ حافظ فن الاراجوز المصرى منذ نشأته على ثوابت موروثه الثقافى الشعبى المتمثل فى طبيعة خطابه وهيئته وأسلوب إيقاعه الحركى والصوتي، وهذا يجعل منه أيقونة جمالية تاريخية تستحق ان تُدرج ضمن قائمة اليونسكو.

ولو عدنا الى اصل تسميته بـ(الاراجوز) المشتق من كلمة قبطية قديمة (ارجويوس) والتى تعنى فعل الكلام او صانع الحكايات، ولهذا جاءالتتويج العرائسى الذى أعلنت عنه منظمة اليونسكو فى ضم و ادراج الاراجوز المصرى على قائمة الصون العاجل للتراث الثقافى غير المادي، وكان ذلك بجهود المخلصين والمثابرين لإعادة احياء هذا الفن الشعبى الفرجوي.

الاراجوز المصرى هى العروسة القفازية الفاعلة رغم بساطتها لما قدمته تلك العروسة من عروض فى الموالد والمقاهى والأعياد على مدى عقود عدة.

■ فن العرائس افتقر للإهتمام فى العقود الأخيرة.. تعليقك؟                                          

- فن العرائس تم الاهتمام به مثله مثل معظم الفنون فى عهد وزير الثقافة الراحل (ثروت عكاشة ) وتم خلال هذة الفترة انشاء فرق فنية كثيرة فى الفنون مثل الفنون الشعبية والاستعراضية، مسرح.القاهرة للعرائس، السيرك القومي، والعديد من الفرق المسرحية.

وعندما تم انشاء التليفزيون المصرى كانت العرائس لها نصيب فى برامجه وانتاجه  ولكن بعد ظهور القنوات الفضائية وتراجع التلفزيون انتاج برامج بالعرائس

■ حدثنا عن مدى اهمية "فن العرائس" للطفل؟

- أهيمة مسرح العرائس للطفل أنه مسرح تربوى وتوعوى يساعد فى بناء شخصية الطفل، زيادة الوعى لدى الطفل سلوكا، وغرس فكرة الانتماء وتقبل الاخر ونبذ العنف.

■ هل عدم تطوير فن العرائس طوال الفترة الماضية سبب فى تراجعه؟

- عدم تطور العرائس لاسباب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر: عدم وجود معاهد متخصصة لتعليم فنون مسرح العرائس بكل مفرداته، وعدم وجود منح دراسية خارجية لتعلم هذا الفن وتبادل الخبرات والاطلاع على احدث مدارس فن العرائس.

■ هل تجمد فن العرائس عند الليلة الكبيرة؟

مسرح العرائس تجمد عند الليلة الكبيرة، الليلة الكبيرة ايقونة فن العرائس المصرية نعم، .ولكن هناك عروض كثيرة مهمة لمسرح القاهرة للعرائس ولكن لم تأخذ حقها فى تسلط الضوء عليها مثل الليلة الكبيرة مثال (مسرحية حمار شهاب الدين) (صحصح لما ينجح) وغيرها، وهناك اجتهادات وتجارب لبعض الفنانين الشباب اتمنى الاهتمام بهم والعمل تطويرها.

■ لماذا لا نوثق تجاربنا فى فن العرائس؟

- للأسف لا يوجد ارشيف وتوثيق حقيقى لعروض العرائس فى مصر سواء عروض مسرح القاهرة للعرائس او حتى عروض الهيئة العامة لقصور الثقافة او حتى الفرق الحرة او الخاصة ولا اعرف من المسئول عن ذلك .

■ هل هناك استراتيجية لعودة هذا الفن الى ما كان عليه؟

-  فى اعتقادى أنه لتطوير فن العرائس فى مصر:

يجب ان يكون هناك اهتمام بتعليم هذا الفن بالمعاهد والكليات الفنية لزيادة عدد المشتغلين به.

الاستفادة بالخبرات الموجودة بعمل ورش لتدريب وتعليم كوادر جديدة.

ايجاد منافذ لتقديم هذا الفن بأماكن كثيرة مثل: الساحات، الحدائق العامة،  ومراكز الشباب والمدارس والمسارح.

                                                       

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • مسجد الصفا والمروة بجباليا يعود للحياة بعد تدميره خلال عدوان الاحتلال
  • بعد 41 عامًا من الغربة والشتات..حيث الانسان من مارب ينهي فصولا مؤلمة من حياة عبدالله مصلح ويصنع له مرحلة بهيجة من الحياة .. مشروع الحلم واقع وحقيقة..
  • مخرج ومدرب العرائس ناصر عبد التواب فى حواره لـ«البوابة نيوز» : لا يوجد أرشيف وتوثيق حقيقى لهذا الفن بمصر.. وأهم أسباب تراجعه عدم وجود معاهد متخصصة
  • صحفي إسرائيلي: لا يوجد يوم تالٍ بعد حماس بغزة.. من الأجدى التفاهم معها
  • سعد شلبي: لا يوجد تنسيق بين رابطة الأندية وإتحاد الكرة
  • الحنيان: لا يوجد مفاوضات رسمية مع فان دايك.. فيديو
  • شبانة: لا يوجد شخص يستطيع أن يحكم بطولة الدوري
  • مدبولي: لدينا احتياطي من السلع ولا يوجد نقص بالأسواق
  • وزير الخارجية الأمريكي: لا يوجد حل عسكري للصراع في أوكرانيا
  • العكاري: مرحباً بالعجز المالي الذي يوجد معه إعمار واستقرار أمني