وماذا بعد النزوح إلى جنوب غزة؟
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
خبر خبيث أذاعته هيئة البث الإسرائيلية متزامنًا مع توقيت انعقاد القمة العربية الإسلامية يوم 11 نوفمبر التي انعقدت بالرياض، يقول الخبر أن تقديرات أمنية إسرائيلية ترجح وجود معظم المحتجزين الاسرائيليين في منطقة ما بجنوب غزة، وأن هؤلاء المحتجزين موجودون تحت يد حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في مناطق جنوب القطاع.
وهنا مربط الفرس بعد أن أعادت إسرائيل شمال غزة إلى العصر الحجري، وعز على سكانه شربة ماء، وبعد أن تلاحقت الدعوات الإسرائيلية لسكان الشمال للنزوح نحو الجنوب تحت دعاوى مكذوبة، ها هي تمهد للتحرك نحو الجنوب من خلال تمهيدها الإعلامي بأن مواطنيهم الرهائن لدى حماس محتجزون جنوب القطاع، ولم تخجل هيئة البث الإسرائيلية وهي تضيف في خبرها الملغوم من أن تذكر بأن تلك التقديرات الامنية تشير إلى أنه حتى قبل بدء الهجوم البري للجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة، كان معظم الرهائن الإسرائيليين محتجزين في جنوب قطاع غزة.
والمعروف لدى الجميع أن تلك الهيئة لا تتحرك بمفردها ولا تتجه نحو مهنية إعلامية للبحث عن مصداقية ما تذيعه ولكنها تعتبر الذراع الإعلامي للمؤسسات الأمنية الإسرائيلية وينحصر دورها في أعمال البروباجندا كغطاء لما ينتوي الجيش الإسرائيلي على تنفيذه.
تم تخريب شمال القطاع والآن ينظرون نحو الجنوب الذي طالما ردد قادة إسرائيل سواء السياسيين منهم أو العسكريين بأن جنوب غزة يعتبر ملاذا آمنا للمدنيين الفلسطينيين الذين نزح منهم بالفعل ما يقترب من 200 ألف فلسطيني في الأيام الثلاثة الأخيرة.
إذن نحن نتكلم الآن عن كامل غزة وعن كامل أبناء غزة لا فرق بين من يحمل السلاح منهم ومن لا يحمله، المخطط هو الإبادة الشاملة للناس وحرق الأرض وتجريفها كوثيقة عار سوف تظل على جبين العالم مدى الدهر، ولعل بث هذا الخبر في ذات توقيت انعقاد القمة العربية والإسلامية يحمل رسالة للمشاركين في المؤتمر مفادها "تكلموا أنتم ونحن ماضون في طريقنا التخريبي"
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هجاري يقول إن عدد المحتجزين في غزة هو 239 شخصًا، وبعض التقارير تقول إننا على أبواب صفقة تبادل للأسرى وتحددت ملامح تلك الصفقة بمشاركة رئيس السي آي أيه وبمعرفة وموافقة الطرف الإسرائيلي فلماذا تبدع هيئة البث الإسرائيلية وهي تذيع خبرها الخبيث عن وجود مواطنيهم في الجنوب؟
الذاكرة القريبة لنا تقول الألعاب الإسرائيلية تبدأ بتسريب وتنتهي بالدم لبلوغ هدفها، قبل شهر من الآن خرج عدد من المحللين الإسرائيليين يرددون نغمة موحدة وكأنها تم توزيعها عليهم من جهاز أمني إسرائيلي وكان مضمون تلك النغمة هو لماذا لا تستضيف سيناء شعب غزة لحين الإنتهاء من حماس؟ تلك النغمة قوبلت بالبتر الحاسم من الجانب المصري، والآن تعود ذات النغمة ولكن على تنويعة أخرى وهي دفع السكان من الشمال نحو الجنوب اختياريا ومن ثم تحت دعوى وجود الأسرى الإسرائيليين في جنوب غزة تبدأ المرحلة الثانية بدفع السكان ولكن هذه المرة إجباريا نحو سيناء.
هذه الألعاب الإسرائيلية مكشوفة تماما لدى أجهزة الأمن المصرية لذلك نرى عند الكلام عن سيناء لغة مصرية لا تغلفها الدبلوماسية ولا تعرف التوازن ولكنها لغة الحسم الباتر بأن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب الدول المجاورة، ونضع تحت عبارة "لن تسمح" عشرات الخطوط الحمراء كي يفهمها الخصم المتغطرس الذي لا تنتهي حججة الواهية من أجل التوسع سواء على الجانب اللبناني أو الأردني أو المصري وفرض الأمر الواقع على الجميع، وهنا نعود لنذكرهم بموقفنا الواضح وهو أننا "لن نسمح".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القمة العربية الإسلامية نحو الجنوب جنوب غزة
إقرأ أيضاً:
جوبا: مواطنون من دولة الجنوب يقاتلون مع الجيش السوداني لم يذكرهم ياسر العطا
قالت المتحدثة باسم وزارة خارجية دولة جنوب السودان، أبوك أيول ماين، في مؤتمر صحفي في جوبا، أمس الثلاثاء، إن وزير خارجية بلادها رمضان محمد عبدالله طلب من مجلس الأمن الدولي الانضمام لإجراء تحقيق في أحداث مدينة ود مدني وسط السودان التي ذبح فيها مواطنين جنوبيين على يد قوات تابعة للجيش السوداني.
جوبا ــ التغيير
و جددت وزارة خارجية جنوب السودان دعوتها لمجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي للمشاركة في إجراء تحقيق في فيما أسمتها بمذبحة ود مدني، وقالت “إن وزير الخارجية رمضان محمد عبدالله طلب من مجلس الأمن الدولي الانضمام لإجراء تحقيق في المذبحة المأساوية التي تعرض لها مواطنونا الأبرياء في ولاية الجزيرة، لضمان الشفافية والنتائج السريعة”.
وعقب سيطرة الجيش على ود مدني في 11 يناير، قتل 29 شخصا من جنوب السودان، وتسبب ذلك في أعمال عنف واسعة في جنوب السودان أدت مقتل 16 سودانيا.
وكانت وزارة الخارجية في جنوب السودان أبلغت سفير السودان في جوبا عن استيائها إزاء البطء في التحقيق بشأن مقتل مواطنين من جنوب السودان في الجزيرة.
وقالت المتحدثة باسم خارجية جنوب السودان إن الطلب لم يكن يهدف إلى تدخل الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في السودان، و أعربت عن استغرابها لردة فعل وزارة الخارجية السودانية والبيان الصادر في هذا الخصوص.
و أضافت “أصدرت وزارة خارجية جمهورية السودان بيانًا مفاجئًا في 23 يناير 2025، رددت فيه تصريحات الجنرال ياسر العطا، وعارضت بيان جنوب السودان في المناقشة المفتوحة الأخيرة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول مكافحة الإرهاب بقيادة أفريقية وتركز على التنمية في نيويورك. وقالت إن جنوب السودان يرفض الاتهامات باعتبارها لا أساس لها من الصحة”.
و أستنكرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في جنوب السودان تصريحات نائب رئيس الجيش السوداني ياسر العطا التي قال فيها إن 65 في المائة من مقاتلي الدعم السريع من جنوب السودان.
وقالت : “في 20 يناير 2025، بثت وسائل الإعلام لقطات فيديو للجنرال ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وهو يخاطب القوات من مكان غير معلوم. وخلال هذا الخطاب، ادعى أن مواطني جنوب السودان يشكلون 65٪ من قوة قوات الدعم السريع. كما أرسل الجنرال العطا رسائل مختلطة، معربًا عن ثقته في الرئيس سلفا كير وقيادة جنوب السودان بينما اتهم جنوب السودان في الوقت نفسه بعدم القيام بأي شيء لمنع مواطني جنوب السودان من الانضمام إلى قوات الدعم السريع” .
و أضافت “على الرغم من اعتراف الجنرال العطا بأن العديد من الذين انضموا إلى قوات الدعم السريع كانوا من عناصر المعارضة، وخص بالذكر المجموعة التي يقودها الجنرال ستيفن بوي، والتي لا تسيطر عليها حكومة جنوب السودان، إلا أنهم أدانوا تأكيده بأن مواطني جنوب السودان يشكلون 65 في المائة من قوات الدعم السريع””
ونبهت المتحدثة باسم خارجية جنوب السودان إلى أن الجيش السوداني لديه تقليد في تسليح الميليشيات الجنوب سودانية، وأشارت إلى أن القوات المسلحة السودانية لديها إدارة خاصة تسمى إدارة القوات الشعبية والوطنية المكلفة بتجنيد مواطني جنوب السودان.
واتهمت الاستخبارات العسكرية السودانية باستخدام عناصر الميليشيات من جنوب السودان، وقالت “وفقًا لسجلاتنا الموثوقة، أرسلت الحكومة السودانية مجموعتين من مواطني جنوب السودان إلى اليمن: المجموعة التي قادها الجنرال الراحل بيتر جاديت ياك والجنرال توماس ثيل أواك”.
و أضفت: “في ظل هذه الظروف، وجدت عناصر الميليشيات المدعومة من الخرطوم نفسها متورطة في الحرب السودانية”.
وقالت المتحدث باسم الوزارة إن ادعاء السودان بأن مواطني جنوب السودان يشكلون 65 في المائة من قوات الدعم السريع مبالغ فيه تماما.
وتابعت “في الواقع، لا تزال العديد من الجماعات الجنوب سودانية المذكورة تقاتل إلى جانب القوات المسلحة السودانية. على سبيل المثال، يعمل اللواء توماس ثيل أواك المعروف أيضًا باسم التوم علي زين من مقاطعة تويك في ولاية واراب في وحدة الاستخبارات العسكرية السودانية، إلى جانب الجنرال جعفر ضو البيت من أبيي، والفريق إبراهيم الماظ دينق. نتساءل لماذا لم يذكرهم الجنرال عطا”.
الوسومأبوك أيول ماين الميليشيات زارة خارجية دولة جنوب السودان ياسر العطا