عقدت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع محاضرة بعنوان" فلسطين في مهب الضمير العالمي"، ضمن سلسلة محاضرات المدينة التعليمية، ركز فيها العالم والمفكر الإسلامي والناشط الأمريكي في مجال حقوق الإنسان الدكتور عمر سليمان، مؤسس ورئيس مؤسسة يقين للبحوث الإسلامية، على الوسائل التي يمكن من خلالها مساعدة الشعب الفلسطيني وكيفية استجابة الضمير العالمي للمعاناة التي يعيشها سكان قطاع غزة.


وأكد، الدكتور سليمان، أن قضية فلسطين وضعت الكرامة الإنسانية والضمير الأخلاقي على المحك وأن فلسطين اختبار حقيقي للفطرة البشرية، ولإيمان المسلمين، ولضمير الإنسانية الذي يسعى إلى تبني معايير أخلاقية رفيعة عبر المجتمعات.
وقال سليمان في محاضرته إن "فلسطين تؤثر في كل واحد منا بطريقة ما، إنها تذكرنا بأهدافنا، وبأهمية الالتزام بقضايا تتجاوز مصالحنا الذاتية. إن القضية الوحيدة التي يمكن أن تملأ الشوارع في شمال العالم وجنوبه، في العالم الإسلامي والغربي على حد سواء، هي قضية فلسطين".
وعبر الدكتور سليمان عن اعتقاده بأن فلسطين كشفت زيف أولئك الذين يدعون الوقوف إلى جانب الحق والعدالة، ويتباهون بمعاييرهم الأخلاقية العالية، لكنهم يتصرفون بطرق تناقض تلك المعايير، مؤكدا أن فلسطين تكشف من هو الصديق ومن هو العدو، وتظهر كيف يمكن للإنسانية أن تتخلى عن مبادئها الأساسية من أجل مصالح سياسية.
وتساءل عما إذا كان طفل لا علاقة له بالسياسة سيقتنع بأن الهجمات على غزة والخسائر الفادحة في الأرواح أمر مبرر، متحدثا عن كيفية مساعدة الشعب الفلسطيني مع استمرار الهجمات اليومية التي تستهدفهم، قائلا:" إن الدعاء والصلوات التي توجهونها لأهلنا في فلسطين مهمة، وهي شكل من أشكال الاحتجاج والتأكيد على أهمية ما يجري في غزة بالنسبة إلينا جميعا". وأن الأفراد الناشطين عبر منصات التواصل الاجتماعي هم القوة التي تكسر سلطة وسائل الإعلام التقليدية".
واعتبر الدكتور سليمان أن المفتاح الذي يحدث تأثيرا حقيقيا يكمن في العمل الجماعي المستمر، "فالاستمرارية ضرورية، لأن إسرائيل تعتمد على استنزاف قوانا، وعلى تراجع حركات الاحتجاج. عندما نتحد ونخطط بشكل استراتيجي، يمكننا تحقيق المعجزات، فالقوة تأتي من توحيد جهودنا حول هدف مشترك".
واختتم قائلا: "لا يهم في أي جزء من العالم أنت، إذا كنت صادقا فستحقق ما تسعى إليه. يجب على كل واحد منا أن يواجه ويستفيد إلى أقصى حد من الموارد والظروف التي أتيحت لنا كي نحدث فارقا حقيقيا في العالم".

المصدر: العرب القطرية

إقرأ أيضاً:

في يومهم العالمي.. مطالبات بتوفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

طالبت وزارات الفلسطينية ومؤسسات فلسطينية، اليوم الأربعاء، بضرورة توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين، في ضوء استهداف الاحتلال الممنهج بحقهم، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل، الذي يحل في العشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام.

وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين ضرورة عدم استثناء أطفال فلسطين من الحماية الدولية، مشيرة إلى أنهم يعانون أوضاعا إنسانية كارثية، تنتهك أبسط حقوقهم، وعلى رأسها الحق في الحياة.

واستندت الوزارة في بيانها إلى أحدث الإحصاءات في عدد الشهداء من الأطفال، مؤكدة أن ذلك يعكس صورة بشاعة حرب الإبادة الجماعية المستمرة التي تستهدف الأبرياء دون تمييز، وخاصة الأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر.

وأكدت أن الأطفال في غزة يواجهون تهديدا حقيقيا، حيث يُقدّر أن مئات الآلاف منهم يعانون نقصا حادا في الغذاء والمياه الصالحة للشرب.

وفي سياق متصل، أشارت إلى أن الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية يتعرضون للاعتقال والمحاكمات العسكرية التي تنتهك حقوقهم الأساسية، إذ يُقيد 85% منهم بأيديهم وتُعصب أعينهم، ويتم اعتقال العديد منهم خلال ساعات الليل، ما يعكس انتهاكًا صارخًا لجميع الأعراف والاتفاقيات الدولية، بما في ذلك اتفاقية "حقوق الطفل"، التي تضمن حماية خاصة للأطفال من الاعتقال والعنف.

وعن القدس، أوضحت أن حوالي 70 فلسطينيًا، بينهم أطفال، يخضعون للإقامة الجبرية نتيجة للقيود المتزايدة منذ أكتوبر 2023.

وأشارت إلى القانون العنصري الذي أقرته الكنيست الإسرائيلية في نوفمبر 2024، والذي يسمح باحتجاز الأطفال الفلسطينيين دون سن 14 عامًا في حال إدانتهم بجرائم "إرهابية" أو أنشطة مماثلة، بما في ذلك القتل، ما يشكل تصعيدًا خطيرًا ضد حقوقهم ويزيد معاناتهم.

ونوهت إلى التبعات الكارثية لحظر أنشطة وكالة "الأونروا" على الخدمات المقدمة للأطفال، سواء الصحية أو التعليمية أو المعيشية.

وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لضمان احترام دولة الاحتلال لكل المواثيق والمعاهدات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل.

ومن جانبه قال المجلس الوطني الفلسطيني، "إن الأطفال في قطاع غزة هم يدفعون الفاتورة الباهظة جراء عدوان الاحتلال المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، على مرأى ومسمع من العالم الذي لا يزال عاجزا عن وقف هذه الإبادة".

وأضاف، أن أجساد أطفال قطاع غزة الصغيرة تعرضت لمختلف الأسلحة من صواريخ، وقنابل، وأبشع صور القتل والدمار، بالإضافة إلى العشرات الذين فتك بهم الجوع والعطش والأمراض جراء الحصار، كما أن الآلاف منهم أصبحوا أيتاما.

وشدد على أن هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل تعكس معاناة إنسانية تتطلب تحركا فوريا من المجتمع الدولي لإنقاذ الأطفال وضمان حقوقهم الأساسية، وتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه هذه الجرائم.

وطالب المجلس الوطني، المنظمات الدولية ودول العالم بضمان إغاثة الأطفال وذويهم ومنع المجاعة، وتسهيل إجلاء المصابين منهم والمرضى للعلاج في المستشفيات خارج القطاع، وتوفير الخدمات الصحية والإنسانية.

ودعا إلى العمل الجاد على إنهاء هذه الإبادة، وإنقاذ الحياة البشرية المعرضة للاندثار في قطاع غزة، وإنهاء أطول احتلال على وجه الأرض، وبناء مستقبل عادل وآمن للأطفال الفلسطينيين، وتشكيل لجان للتحقيق في هذا العدد الرهيب منهم الذين تمت إبادتهم، ومحاسبة قادة الاحتلال وجنوده على الجرائم والمجازر المرتكبة بحقهم أمام القضاء الدولي.

مقالات مشابهة

  • غداً.. المنظمة العربية لحقوق الإنسان تعقد حلقة نقاشية حول تقليص عقوبة الإعدام في العالم العربي
  • إسبانيا تعقد أول قمة حكومية مع فلسطين
  • بيل غيتس يلقي محاضرة عن الذكاء الاصطناعي
  • جامعة بنها الأهلية تطلق مبادرة «وعي» بالتعاون مع مؤسسة حياة كريمة
  • العالم الدكتور عبد الله الغنيم شخصية معرض الكتاب الدولي بالكويت: القاهرة صاحبة الفضل في تشكيل رؤيتي الفكرية والثقافية
  • فى وداع العالم الدكتور محمد المرتضى مصطفى
  • خليل الحية: نبحث في كافة الأبواب والطرق التي يمكن من خلالها وقف العدوان
  • فلسطين في قلب أطفال مصر في يومهم العالمي.. «أعطونا الطفولة»
  • مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر ينهي معاناة "ستيني" مع سلس البول والبراز بتقنيةSNM
  • في يومهم العالمي.. مطالبات بتوفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين