بايدن يؤكد أن واشنطن “لا تحاول الانفصال عن الصين”
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
أكد الرئيس الاميركي جو بايدن الثلاثاء أن الولايات المتحدة لا تحاول النأي بنفسها من الصين بل تريد تحسين العلاقة، وذلك عشية لقائه نظيره الصيني شي جينبينغ في سان فرانسيسكو.
ويجتمع الرئيسان على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) في المدينة الواقعة في ولاية كاليفورنيا ليكون اللقاء الأول بينهما منذ عام رغم التوترات التجارية والعقوبات وتسبب قضية تايوان بخلافات بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
وقال بايدن “لا نحاول الانفصال عن الصين. ما نحاول القيام به هو تغيير العلاقة الى الأفضل”،
وأبدى أمله أن يساعد الاجتماع الطرفين “في العودة الى مسار طبيعي من التواصل، أي القدرة على رفع سماعة الهاتف وأن يتحدث كل طرف مع الآخر في حال وقوع أزمة”.
لكن بايدن حذر أيضا من أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من الاستثمار في الصين بسبب ممارسات بكين التجارية.
وقال “لن أواصل الدعم لمواقف بحيث إذا أردنا الاستثمار في الصين، يتعين علينا تسليم جميع أسرارنا التجارية”.
خرج الزخم الإيجابي لمحادثات شي وبايدن في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 في بالي عن مساره عندما أسقطت الولايات المتحدة ما اشتبه بأنه منطاد صيني لغرض التجسس، في حادثة أدت إلى تأجيل زيارة كانت مقررة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
ومنذ ذلك الحين، أشارت سلسلة تحرّكات دبلوماسية عالية المستوى بما فيها زيارة بلينكن أخيرا إلى بكين في حزيران/يونيو، إلى أن الطرفين يتطلعان لإصلاح العلاقات.
وذكرت الخارجية الصينية الاثنين أن قمة الزعيمين ستشمل “تواصلا معمّقا بشأن قضايا استراتيجية وعامة ومربكة في إطار العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، إضافة إلى مسائل كبرى مرتبطة بالسلم والتنمية العالميين”.
وأوضحت الصين أيضا أنها لن تتزحزح عن قضايا تعتبرها خطوطا حمراء، مثل تايوان، التي تقول بكين إنها أرض تابعة لها وفي انتظار إعادة توحيدها، وتوسعها العسكري في بحر الصين الجنوبي.
لكن واشنطن وبكين حققتا مؤخرا بعض التقدم في العلاقات التجارية والاقتصادية ومحادثات تغير المناخ.
وقال بايدن الثلاثاء “إذا كان الشعب الصيني، الذي يعاني الآن من مشكلة اقتصادية … إذا كان المواطن العادي في الصين، قادرا على الحصول على وظيفة جيدة الأجر، فهذا يفيدهم، ويفيدنا جميعا”.
وسيتناول شي العشاء مع كبار رجال الأعمال الأميركيين خلال زيارته، ومن المتوقع أن يسعى لتخفيف القيود التجارية الأميركية في محادثاته مع بايدن.
المصدر أ ف ب الوسومالصين الولايات المتحدةالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: الصين الولايات المتحدة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
"فورين بوليسي": حروب ترامب التجارية تلحق ضررا كبيرا بحلفاء وشركاء واشنطن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل أيام، أوامر تنفيذية بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة من كافة الدول بلا استثناء، على أن تدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل.
وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أنه بعيدا عن الضرر الاقتصادي الواضح الذي أحدثته هذه الواردات في الداخل الأمريكي، إلا أن الرسوم الجمركية الأخيرة التي أعلنها الرئيس ترامب تخفي حقيقة أشد قتامة، حيث تهدد بتقويض الاستراتيجية الأمريكية الأوسع نطاقا من خلال استهداف الحلفاء عمدا بقيود تجارية تعسفية.
وحذرت المجلة من أن الأمر قد يزداد سوءا إذا كانت خطط إدارة ترامب لفرض رسوم جمركية أوسع نطاقا و"متبادلة" على كل دولة تقريبا في العالم هي الخطوة التالية؛ حيث ستشكل هذه الرسوم مشكلة خاصة بالنسبة للشركاء المحتملين للولايات المتحدة في جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا، فضلا عن إفساد العلاقات مع أوروبا.
واعتبرت المجلة الأمريكية أن التحركات التي تقودها إدارة ترامب لن يقتصر تأثيرها السلبي على الولايات المتحدة في قطاع التجارة فقط. فقد أدى تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إلى فتح الباب بالفعل أمام نفوذ صيني أكبر في العالم النامي. كما أن تصديق مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيين تولسي جابارد كرئيسة للمخابرات المركزية الأمريكية من شأنه أن يحد على الأرجح من تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الحلفاء، إضافة إلى أن خطة ترامب للاستيلاء على غزة قد أثارت حفيظة الحلفاء والشركاء في منطقة الشرق الأوسط؛ بينما أثارت خططه الأخرى للاستيلاء على الأراضي قلق الحلفاء والشركاء في أوروبا والأمريكيتين.
ونبهت المجلة إلى أن الرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب على واردات الصلب والألومنيوم، تشكل مثالا واضحا بأن السياسات الاقتصادية للرئيس لن تعمل ضد كل تعهداته الاقتصادية فحسب (من خلال رفع الأسعار، وقتل الوظائف، وإبطاء النمو)، بل ستكون أيضا مضادة للانتاجية على المستوى الاستراتيجي، معتبرة أن هذا الأمر مثير للسخرية بشكل خاص؛ لأن الرسوم الجمركية يتم تنفيذها باسم حماية الأمن القومي الأمريكي.
وأوضحت المجلة أنه على الرغم من أن قلق ترامب المعلن بشأن صناعتي الصلب والألومنيوم يتعلق بالصين وإنتاجها من الصلب الرخيص، إلا أن الضرر الأكبر موجه مباشرة إلى حلفاء الولايات المتحدة وشركائها، مثل المكسيك وكندا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية.
وبينت المجلة الأمريكية أنه لفهم مدى تأثير الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضها ترامب على أهداف الأمن القومي الأمريكية المزعومة، ما عليك سوى النظر إلى أوكرانيا التي مزقتها الحرب.
ففي حين أكد بيت هيجسيث، وزير دفاع ترامب، لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، أن أوكرانيا المزدهرة هي الهدف والمحور للدبلوماسية الأمريكية لإنهاء الحرب، إلا أن قطاع الصلب في أوكرانيا، والذي انكمش بالفعل بشكل سيئ بسبب الحرب الروسية، يتعرض لضغوط شديدة نتيجة أحدث أمر تنفيذي لترامب (الرسوم الجمركية)، خاصة بعدما قرر الرئيس الأمريكي، إلغاء الإعفاء الذي منحته إدارة سلفه جو بايدن لكييف من أجل المساعدة في دعم أحد المحركات الرئيسية للاقتصاد الأوكراني المجهد بالفعل بسبب الحرب، وتأكيده (ترامب) أن واردات المواد الفولاذية من أوكرانيا تهدد بإضعاف الأمن القومي.
وفي هذا الصدد، قال ستانيسلاف زينتشينكو الرئيس التنفيذي لمركز "جي إم كيه" للاستشارات الصناعية ومقره أوكرانيا، إن "صادرات الصلب الأوكرانية إلى الولايات المتحدة هي 0.3 في المائة من واردات الولايات المتحدة. نحن لا شيء. لا يوجد أساس لفرض حواجز جمركية ضد أوكرانيا. إن مبيعات أوكرانيا من الصلب والحديد إلى الولايات المتحدة لا تشكل سوى قطرة في بحر في السوق الأمريكية، لكنها تشكل صفقة ضخمة بالنسبة لأوكرانيا، حيث تمثل أكثر من نصف صادرات البلاد إلى الولايات المتحدة".
وأضاف زينتشينكو "إذا أوقفنا الصادرات، فسوف ننتج كميات أقل من الصلب، وشركات الصلب لدينا هي أكبر دافعي الضرائب لدينا، حيث تدفع أكثر من 6 مليارات دولار في السنوات الخمس الماضية، وعليه ستحتاج أوكرانيا إلى المزيد من الدعم المالي من أوروبا والولايات المتحدة".
ولفتت "فورين بوليسي" إلى أنه إذا تمكنت واشنطن وكييف وموسكو من التوصل إلى حل تفاوضي للحرب، فإن التحدي الكبير سيتمثل في إعادة بناء بلد تكبد ما لا يقل عن نصف تريليون دولار من الأضرار على أيدي الروس. وسوف يتطلب ذلك وجود صناعة صلب أوكرانية قوية، وليس تلك التي تعرقلها الحواجز الجمركية التعسفية.
واتفقت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدينكو مع ما ذهب إليه زينتشينكو، حيث شددت على أن التعريفات الجمركية وإلغاء الإعفاءات الأمريكية "سيؤثران بشكل كبير على صناعة الصلب".
وأكدت المجلة الأمريكية أن الأكثر تضررا من هذه التعريفات الجمركية هم الشركاء والحلفاء، وهو ما قد يدفع البعض لاتخاذ إجراءات انتقامية، حيث يخطط الاتحاد الأوروبي بالفعل لذلك.
وترى كايا كالاس، رئيسة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، أن "الشخص الذي يضحك على الجانب هو الصين" بينما تتورط أوروبا والولايات المتحدة في حروب تجارية مدمرة متبادلة.
كما أن الدول التي ليست حليفة رسمية للولايات المتحدة تشعر هي الأخرى بضغوط شديدة، حيث من المرجح أن تكون الأولى في مواجهة الألم التجاري الخطير مع كشف إدارة ترامب عن رسومها الجمركية "المتبادلة" الأوسع نطاقا المحتملة.
وأخيرا، تؤكد المجلة الأمريكية أن حماس حلفاء وشركاء واشنطن للعمل معها في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية العالمية العديدة ربما يفتر مع إصدار تهديدات جديدة بالرسوم الجمركية، فضلا عن أن هذه الرسوم من شأنها تحويل الانتباه بعيدا عن أمور ملحة أخرى ستتطلب منهم تخصيص وقت ضمن أي مباحثات مستقبلية ثنائية مع الولايات المتحدة لطلب إعفاءات جمركية، وذلك على حساب قضاء الوقت اللازم في قضايا إقليمية وعالمية أكثر إلحاحا.