لجريدة عمان:
2025-02-08@18:19:21 GMT

متى حدث هذا؟

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

ما زال الوضع على حاله منذ السابع من أكتوبر. أعجز عن الرد على الرسائل التي تصلني عبر الهاتف، لم أتحدث مع عائلتي منذ فترة لا بأس بها، وأصر على الاستمرار في توثيق يومياتي بينما أتابع هذه الكارثة.

نعتقد ويعتقد أصدقائي في غزة بأن هذه الحرب استطاعت أن تدق مسمارا في نعش الصورة الذهنية التي صنعتها دولة الاحتلال خلال عقود، ورغم عنف وقسوة ردود فعل الإعلام الدولي منذ بداية هذه الحرب، إلا أن ردود الفعل الشعبية جاءت لتقول وكالعادة أن الشعوب لا تتفق بالضرورة مع حكوماتها أو مع رؤوس الأموال التي تدير وسائل الإعلام هذه.

لم تعد تهمة «معاداة السامية» بمجرد الوقوف بجانب الفلسطينيين بدرجة قوتها قبل بضعة سنوات من الآن، يستطيع العالم اليوم النظر في استغلال «السامية» و «العداء ضد اليهود» كحصانة يختبئ وراءها الصهاينة.

ليس أبلغ من ذلك اضطرار دولة الاحتلال للقيام بتصرفات أقل ما يقال عنها بأنها «صبيانية» لمحاولة رتق الصورة الممزقة أمام العالم كله، فبدأت بحملة إعلامية قوامها مقاطع فيديو وتسجيلات يدعي الاحتلال أنها لفلسطينيين. بدأ الأمر منذ مجزرة مستشفى المعمداني، عندما نشرت وزارة دفاع دولة الاحتلال، تسجيلا صوتيا لمكالمة هاتفية بين من يفترض أنه عضو تابع لحماس، وآخر لمدني من غزة، يعترفان فيه بأن الصواريخ التي فجرت المستشفى لم تكن قادمة من إسرائيل بل تابعة لحماس، وكان الهدف منها قصف دولة الاحتلال لكن الصواريخ تفجرت في المستشفى. يومها لم يكن هنالك صدى كبير لهذا التسجيل، الذي وبمجرد سماعه نتأكد من أن المتحدثين فيه لا يتقنون العربية أصلا فكيف إذا ما فحصنا اللهجة الغزاوية.

عادت دولة الاحتلال لاستخدام هذه الألاعيب خلال الأيام الماضية، وذلك عبر نشر مقطع لممرضة تغطي وجهها، تدعي أنها تعمل في مستشفى الشفاء، المستشفى الأكبر في غزة، والمحاصر هذه الأيام من قبل دبابات الاحتلال، والذي ارتكب الاحتلال فيه مجزرة قبل أسبوع، بتفجير ساحته التي لجأ إليها آلاف النازحين من شمال غزة، بالإضافة لتمركز الصحفيين فيها. تقول الممرضة في الفيديو إن حماس موجودة بالفعل في المستشفى وبأنها تستخدم المدنيين والطاقم الطبي كدروع بشرية. أقل ما يقال عن هذا المقطع بأنه يعبر عن حالة يأس عميقة عند المسؤولين عن اللجان الإلكترونية والكبيرة بالمناسبة، والتي يصرف عليها الملايين خلال أسبوع واحد فقط، لضمان قدرة دولة الاحتلال على الاستمرار في الضغط على مراكز القوى في العالم كله.

آخر تقليعات هذه اللجان، أن قامت سفارة إسرائيل في واشنطن بترجمة مقطع فيديو لسيدة فلسطينية استشهد أبناؤها، لتعمل على تزوير شهادتها، وتقديم ترجمة غير صحيحة للمحتوى الحقيقي للمقطع. فتقدم السيدة وهي تلوم المقاومة على خسارتها الفادحة هذه.

كل هذا مثير للاهتمام، لكن فلأعد قليلا لملاحظاتي اليومية، أشاهدُ الكوفية على أكتاف الفتيات والشبان في مسقط منذ أسابيع، أنا نفسي قررت ارتداءها معظم الوقت. اضطرني عملي للسفر مرتين منذ بداية العدوان لدولتين خليجيتين، في الأولى كنت ارتدي الكوفية في المكان الذي تلقيتُ فيه الدعوة ككاتبة، وفي المجمعات التجارية الكبيرة، حتى أنني وفي أثناء اجتماع العمل تلقيت شكرا «غريبا» بنبرة خائفة من فلسطينيين ومواطنين وعرب هناك، رأوا في ارتدائي لها شجاعة تستحق التقدير! لم أكن أفهم ما الذي يحدث! لم أقصد أن أتمرد بأي طريقة، لم أكن أعرف أن أي إظهار للتضامن مع الفلسطينيين حتى وعبر ارتداء الكوفية قد يشكل تهديدا من أي نوع أصلا! خصوصا وأنني لم أقرأ هذا في مشهد الحياة اليومية في مسقط.

كنتُ بحاجة لضربة قاسية لأفهم ما الذي يجري، وهذا ما حدث في زيارتي الثانية والسريعة لدولة خليجية أخرى، وبينما كنت أرتدي الكوفية وأستعد للدخول لمناسبة ثقافية ضخمة، أوقفني الأمن وطالبني بإزالتها فورا. أتذكر ارتباكي في تلك اللحظات وبأنني أشرت لكوفيتي: «تقصد هذه؟» قال نعم! كان موظف الأمن طويلا وعريضا ويثير الخوف بنظارته السوداء وبدلته السوداء الرسمية، سألته عن السبب، فقال: بس كذا!

أفكرُ الآن وأسأل كل ضمير حي هنا، منذ متى أصبح التضامن مع فلسطين مثيرا لكل هذا الخوف؟ وما الذي حدث في العقد الأخير، لتتحول علاقتنا الواضحة والمحسومة تجاه دولة الاحتلال، إلى علاقة مرتبكة لا مع الاحتلال بل مع فلسطين والفلسطينيين وأي ما قد يعبر عنهم؟ منذ متى نفكر مرتين كعرب وكمسلمين قبل أن نكتب مقالا متضامنا مع فلسطين ومع إيقاف الحرب فورا، وندين به جرائم الاحتلال الكبيرة والفظيعة والتي لا تضاهى. ما الذي تغير؟ نطالبكم نحن شعوب المنطقة كلها بأن تفسروا لنا «الواقع السياسي» الذي تسوغون به مواقفكم المخزية هذه. نريد أن نعرف ما الذي ستقدمه إسرائيل لنا ولمستقبلنا كشعوب تسهرون على راحتها بينما لديها مواقف انفعالية وعاطفية غير محسوبة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: دولة الاحتلال ما الذی

إقرأ أيضاً:

حماس تؤكد خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار عدة مرات

أكدت حركة حماس أن الاحتلال الإسرائيلي انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار عدة مرات، وذلك قبل يوم من مبادلة ثلاث أسرى إسرائيليين بأسرى فلسطينيين في أحدث مرحلة من اتفاق هش وقلق يهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة.

وقالت حماس في بيان لها الجمعة إن "إسرائيل مسؤولة عن تأخير دخول مئات الشاحنات المحملة بالطعام وغير ذلك من الإمدادات الإغاثية، إلى جانب عدم السماح سوى بدخول عدد قليل من الخيام والمنازل المتنقلة اللازمة لتوفير المأوى للأشخاص العائدين إلى منازلهم التي تعرضت للقصف".

وأضافت أنه "رغم مرور 20 يوما على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لا تزال الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة تتدهور بشكل خطير، في ظل استمرار الاحتلال في المماطلة والتلكؤ في تنفيذ البروتوكول الإنساني من الاتفاق".


وجاء البيان في الوقت الذي تستعد فيه الحركة لإعلان هويات الرهائن الثلاثة الذين ستطلق سراحهم غدا السبت، لكنه يؤكد هشاشة الاتفاق الذي أبرم الشهر الماضي بوساطة من مصر وقطر ودعم من الولايات المتحدة.

وتأخر الإعلان عن الأسماء اليوم الجمعة في أعقاب اتهامات حماس، لكن لم يتضح على الفور ما إذا كان التأخير سيؤدي إلى تأخير التبادل المقرر غدا السبت.

وعقب ذلك أعلنت الحركة الأسماء وهم: الياهو داتسون يوسف شرابي، واور ابراهم ليشها ليفي، واوهاد بن عامي

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء إنه يريد نقل سكان غزة إلى دولة ثالثة مثل مصر أو الأردن ووضع الجيب الساحلي تحت سيطرة الولايات المتحدة لتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

وبدأ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بالتفكير خارج الصندوق قليلا، بعد أن فتح ترامب شهيته لتهجير الفلسطينيين باقتراح إخراج سكان غزة إلى مصر والأردن، لتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".


واقترح نتنياهو في مقابلة إعلامية، إنشاء دولة فلسطينية على الأراضي السعودية، في طرح هو الأول من نوعه، إذ كانت الطروحات السابقة تستهدف الأردن ومصر بالأساس، ما أثار تساؤلات عن جدية طرح نتنياهو، أم إنه تصريح عابر.

جاءت تصريحات نتنياهو ردا على المطالبة السعودية المتكررة بقيام دولة فلسطينية قبل تطبيع علاقات المملكة بدولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يعده نتنياهو خطّا أحمر.

وتعهد نتنياهو مرارا بعدم قيام دولة فلسطينية، معتبرا إياها خطرا على الاحتلال الإسرائيلي، في حين يطالب المجتمع الدولي، والمحيط العربي، بحل الدولتين سبيلا لإنهاء "الصراع" في الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • حماس: حالة الاسرى المحررين تكشف الحالة المأساوية التي يعيشونها داخل سجون الاحتلال
  • قاسم: المقاومة الفلسطينية كسرت الخطوط الحمراء التي حاول العدو فرضها
  • قوات الاحتلال تقتحم منازل عدد من الأسرى المحررين في الضفة الغربية
  • الشيخ يدين الموقف الإسرائيلي الذي يستهدف المملكة العربية السعودية وسيادتها
  • لليوم الـ 19.. الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين
  • حماس تؤكد خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار عدة مرات
  • لون ورمزية شماغ الأمير تركي الفيصل بمقابلة CNN يشعلان تفاعلا.. ومعلقون: يشبه الكوفية الفلسطينية
  • هدية من “أم الإمارات” إلى الشعب الفلسطيني .. وصول سفينة المساعدات الإماراتية السادسة لميناء العريش وصلت اليوم سفينة المساعدات الإماراتية السادسة إلى مدينة العريش المصرية تحمل على متنها هدية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”
  • ترامب يصرّ على فتح بوابات جهنم
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها