لجريدة عمان:
2025-02-02@23:15:38 GMT

نوافذ :الكلمة.. الرؤية

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

تستشعر عظمة المكان وعراقته بمجرد أن تلج البوابة المخصصة لدخول مبنى مجلس عمان، فكل ما يحيط بك تمت هندسته بعناية فائقة ليتلاءم، ويتناسب مع ماضي عمان التليد وحاضرها الزاهر ومستقبلها المشرق فموقعه المطل على بحر عمان من جهة والمحتضن لجبال الحجر من الجهة الأخرى ومجاورته لأهم معالم مسقط القديمة والحديثة ابتداء من قصرها البديع قصر البستان وقصر العلم والمتحف الوطني والكثير من المعالم الثقافية والتراثية والتاريخية في ولاية مسقط القديمة.

هيبة المكان وعظمة المناسبة عاملان تضافرا كي يخلقا من مجلس عمان لوحة جمالية لا يتمنى المرء مفارقتها، فالمكان بروعة معماره العماني والإسلامي عكس الدور الرائد للعمانيين على مر العصور ونقوش جدرانه البديعة حكت عن قصة حضارة امتدت لمئات السنين، وتوج هذا كله التشريف السامي لجلالة السلطان هيثم بن طارق افتتاح دور الانعقاد السنوي الأول للدورة الثامنة لمجلس عمان.

قاعة المجلس ضمت أصحاب السمو أفراد الأسرة المالكة والوزراء وأعضاء مجلسي الدولة والشورى والمحافظين وبعض رجال الاقتصاد والإعلام وممثلين عن بعض مؤسسات المجتمع المدني في تمثيل لمختلف أطياف النسيج العماني.. جميعهم انخرطوا في التعارف والنقاش حول مسائل تهم الصالح العام العماني، وتستهدف حلحلة الكثير من الأمور ربما كانت قبة المجلس سببًا في الخروج بحلول مجزية لبعض منها.

الصمت الذي خيَّم على المكان بدده دخول جلالة السلطان قاعة المجلس إيذانًا بانعقاد المجلس والبدء بالكلمة السامية التي رسمت ملامح المستقبل، وألقت الضوء على ما تحقق خلال الأعوام الأربعة الماضية من إنجازات متواصلة في التنمية العمانية الشاملة، وتطرقت للعديد من الموضوعات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والإدارية والتربوية والصحية والإدارة المحلية، وفي السياسة الخارجية والتقنية والبيئة وغيرها من الموضوعات التي أراد جلالة السلطان المعظم في كلمته إيصالها إلى المواطنين والمقيمين في هذا البلد من أن عمان تسير بخطى النجاح نحو المستقبل بهمة شبابها وبالعمل الدؤوب من مختلف مؤسساتها الإدارية والفنية.

في كل مرة تتاح لجلالة السلطان هيثم اللقاء بأبناء شعبه لا ينفك عن الحديث عن الجوانب الاجتماعية التي تمس حياة المواطن اليومية والجهود التي تقوم بها الدولة لمساندة كل فئات المجتمع، ولعل إشارة جلالة السلطان في خطابه إلى نظام الحماية الاجتماعية الذي تم إقراره من قبل جلالته، وسيدخل حيز التنفيذ خلال بداية العام المقبل لبشرى خير يتفاءل بها المواطنون و»لينعم الجميع بالعيش الكريم»، كما جاء في الكلمة السامية التي عرجت على موضوع معالجة التحديات الاقتصادية التي واجهها العالم أجمع خلال السنوات الماضية، وتأثرت بها كل بلدان العالم والحد من تبعات الأزمات المالية والاقتصادية من خلال تنويع مصادر الدخل، وتحفيز النمو الاقتصادي للدولة.

الكلمة السامية استشرفت المستقبل، وركزت على التطورات المتسارعة للتقنيات الحديثة في مجالات العلوم والتقنية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي ليكون رافدًا من روافد الاقتصاد الحديث التي تسهم في تنويع مصادر الدخل القومي بدلًا من الاعتماد على الروافد الريعية التي قد يخفت الطلب العالمي عليها يومًا ما، وكما ركزت الكلمة السامية على التقنيات الحديثة في العلوم أيضا أشارت إلى التأثيرات المتعلقة بتغير المناخ والبحث عن مصادر للطاقة المتجددة النظيفة وتحقيق الحياد الكربوني واستغلال الهيدروجين والمصادر التي لا تحدث ضررا بالبيئة من حولنا.

الكلمة الرؤية هي ما يمكن قوله عن الكلمة السامية لجلالة السلطان في افتتاح مجلس عمان، حيث رسمت تلك الكلمة خارطة للطريق بينت فيها الثوابت والقيم التي تقوم عليها سلطنة عمان وشعبها، والحاضر الذي تعيشه وسط التحديات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالعالم أجمع، والمستقبل للأجيال المقبلة المحفوف بالكثير من التساؤلات والتفاؤلات ولعل مفاصل هذه الكلمة السامية لجلالة السلطان ما هي إلا ترسيخ وتأكيد على رؤية عمان بمحاورها المتمثلة في الإنسان والمجتمع والاقتصاد والتنمية والحوكمة والأداء المؤسسي والبيئة المستدامة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لجلالة السلطان الکلمة السامیة

إقرأ أيضاً:

أصول القطاع المصرفي في سلطنة عمان تتجاوز 44 مليار ريال خلال 2024

يواصل القطاع المصرفي العماني النمو من خلال المؤشرات الإيجابية والأداء الجيد للقطاع خلال عام 2024، حيث ارتفع إجمالي أصول البنوك التجارية والإسلامية من 41.8 مليار ريال عماني في نهاية عام 2023 إلى 44.2 مليار ريال عماني بنهاية نوفمبر 2024، بنسبة نمو للأصول 5.7 بالمائة، وفق الإحصائيات الصادرة عن البنك المركزي العماني، وتظهر تقارير الأداء المالي والتشغيلي للبنوك العمانية المدرجة في بورصة مسقط تحسنا كبيرا في مؤشرات الربحية وتمتع البنوك بمراكز قوية من خلال جودة الأصول والمعدلات المرتفعة من كفاية رأس المال، ويعزز هذا الأداء استمرار النمو الاقتصادي ونشاط القطاعات غير النفطية، والتحسن الكبير في التصنيف الائتماني الذي ينعكس إيجابا على الاقتصاد العماني والمؤسسات في مختلف القطاعات ومن بينها البنوك التجارية والإسلامية، مما يعزز جاهزية القطاع المصرفي لدعم النمو الاقتصادي خاصة مع توفر السيولة الكافية واستعادة الربحية لمستويات ما قبل الجائحة.

وأشار التقرير السنوي لبنك مسقط إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عمان واصل النمو خلال عام 2024 مع استمرار تنفيذ خطط التنويع الاقتصادي وفق "رؤية عمان 2040"، مدعومة بالاستقرار المالي الكبير الذي حققه خفض الدين العام وزيادة الإيرادات غير النفطية وتعزيز كفاءة الإنفاق الحكومي، مما أدى إلى تحسن التصنيف الائتماني الذي ارتفع إلى درجة الجدارة الاستثمارية، ومع استمرار الإجراءات الحكومية في ضبط المالية العامة، إلى جانب ارتفاع صافي الأصول الأجنبية السيادية، سينعكس ذلك إيجابا على الوضع الاقتصادي في سلطنة عمان، وسيعمل على تفعيل الممكنات التي تحافظ على الإنجازات التنموية واستدامتها بما يسهم في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية.

ورصد البنك النتائج المتميزة التي حققها خلال عام 2024، ومن بينها جودة الأصول ومعدل كفاية رأس المال القوي، التي تتجاوز الحدود التنظيمية المعمول بها، مما يؤكد قوة حوكمة الشركات وإدارة المخاطر لدى البنك، وحقق البنك ربحا صافيا قدره 225.58 مليون ﷼ عماني بنهاية 2024 بزيادة نسبتها 6.2 بالمائة مقارنة مع عام 2023، وكان هذا الأداء مدفوعا بالتركيز على خدمة الزبائن والتوسع الاستباقي في الأعمال وزيادة الكفاءة التشغيلية، وأوضح البنك أن هذا الأداء القوي يعكس المناخ الاقتصادي المواتي في سلطنة عمان، بفضل أسعار النفط الثابتة، ورفع التصنيف الائتماني، وفوائض الميزانية لعدة سنوات، نتيجة السياسات المالية الحكيمة للحكومة، وتقدم التنويع الاقتصادي والإصلاحات الهيكلية، وقد عزز البنك حضوره في السوق العماني في مقاييس الأداء الأساسية، واستمرت قطاعات العمل الرئيسية في التحسن مما زاد زخم النمو المستدام.

وأشار صحار الدولي إلى أنه واصل خلال 2024 تعزيز مكانته في القطاع المصرفي، مدعوما برؤية ترتكز على الابتكار الرقمي، والتميز التشغيلي، والإدارة المالية المُحكمة، وإدارة المخاطر الفعالة، والحوكمة المؤسسية، وحقق أرباحا استثنائية خلال 2024 تجاوزت 100 مليون ﷼ عماني، بنسبة زيادة 42 بالمائة، وارتفعت قيمته السوقية لتصل إلى 2.4 مليار دولار أمريكي، ويُعزز البنك التزامه بدعم نمو الاقتصاد العماني، والترويج للتنمية الاقتصادية في الساحة العالمية، وضمن استراتيجيته للتوسع الإقليمي والدولي افتتح أول فرع له في المملكة العربية السعودية، ويستعد لافتتاح أول فرع له في لندن، بالمملكة المتحدة.

وأكد بنك عمان العربي على إحرازه تقدم كبير خلال 2024، حيث واصل العمل على موائمة استراتيجيته للنمو مع "رؤية عمان 2040"، وتعزيز الابتكار والتحول الرقمي المستمر مما ينعكس على تجربة زبائن البنك، وزيادة دور البنك كمحفز للتنمية الاقتصادية، وقد ارتفع صافي ربح البنك إلى 30 مليون ريال عماني بزيادة 48 بالمائة مقارنة مع عام 2023، ويعود ذلك إلى تحسن العمليات التشغيلية الأساسية وانخفاض تكلفة المخاطر إلى جانب ارتفاع المتحصلات من الديون المتعثرة، وأوضح البنك في تقريره السنوي أن الاقتصاد الوطني واصل مسيرة النمو، مدعوما بإدارة حكيمة للوضع المالي، وجهود متواصلة لتعزيز التنويع الاقتصادي وتفعيل مبادرات "رؤية عمان 2040" التي تعزز مكانة سلطنة عمان كاقتصاد مرن ومستشرف للمستقبل على مستوى المنطقة، وقد تحسنت الأوضاع المالية لسلطنة عمان بشكل ملحوظ خلال العام المنصرم، حيث تم رفع التصنيف الائتماني نتيجة انخفاض الدين العام، وظلت الموازنة المالية وحساب المعاملات الجارية في وضع فائض مريح، وواصلت الحكومة الالتزام بتعزيز الاستدامة من خلال تنفيذ الإصلاحات الضريبية، وإعادة توجيه الدعم، وتعزيز وضع المالية العامة، واستفادت سلطنة عمان من استقرار أسعار النفط، حيث بلغ متوسط النفط نحو 82 دولارا خلال عام 2024 واستمرار الحكومة في توسيع قاعدة إيراداتها غير النفطية مما يقلل الاعتماد على النفط، وقد برزت قطاعات رئيسة مثل الطاقة المتجددة والصناعات الثقيلة كركائز أساسية للتنويع الاقتصادي في البلاد، ويظل القطاع المصرفي حجر الزاوية في دعم تحول اقتصاد سلطنة عمان نحو التنويع، خاصة مع توفر السيولة الكافية، ووجودة الأصول، واستعادة الربحية لمستويات ما قبل الجائحة، ويقف القطاع المصرفي اليوم على أتم الاستعداد لدعم أهداف النمو، ويعمل البنك وفقا للأولويات الوطنية، مستفيدا من إمكاناته لتعزيز الابتكار، وتحسين تجربة الزبائن، والإسهام في نمو الاقتصاد.

وأشار تقرير البنك الوطني العماني إلى أن الاقتصاد العماني استمر في أدائه المتميز خلال عام 2024 نتيجة للتقدم في تحقيق "أهداف رؤية عمان 2040"، حيث أسهمت زيادة أسعار النفط إلى جانب تعزيز الاستثمار في القطاعات المختلفة غير النفطية في نمو الإيرادات غير النفطية، وحققت الجهود الحكومية تأثيرا إيجابيا على الاقتصاد، خاصة رفع التصنيف الائتماني الذي أعاد سلطنة عمان ومؤسساتها إلى وضع الجدارة الاستثمارية، مما يوفر بيئة خصبة للمستثمرين ويجدد الثقة في الاقتصاد العماني، وأوضح البنك أنه حقق صافي ربح 63 مليون ريال عماني خلال عام 2024، بزيادة 8.7 بالمائة مقارنة مع عام 2023.

وأكد تقرير بنك ظفار على أن التعافي الاقتصادي في سلطنة عمان لا يزال مستمرا بوتيرة قوية، ولا تزال معدلات التضخم تحت السيطرة الكاملة بدعم من أسعار النفط المواتية وزخم الإصلاح المستمر، ووفقا للنتائج الأولية لعام 2024، من المتوقع أن تحقق الموازنة فائضا بقيمة 519 مليون ﷼ عماني مقابل عجز مبدئي متوقع في الموازنة يُقدر بحوالي 640 مليون ﷼ عماني للسنة المالية 2024، ويعزى ذلك إلى الزيادة في أسعار النفط واستمرار الترشيد المالي، وجهود الاستدامة التي قادت إلى رفع التصنيف الائتماني نتيجة التحسن في خفض الدين ونمو الاقتصاد غير النفطي في قطاعات الهيدروكربونات والاستهلاك المحلي والاستثمار الأجنبي القوي والسياحة، وحقق البنك أرباحا صافية بلغت 43.61 مليون ريال عماني بنهاية 2024 مقارنة مع 38.76 مليون ريال عماني في عام 2023، ما يمثل زيادة قدرها 12.52 بالمائة.

مقالات مشابهة

  • المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: ندين هذا التدخل وندعو جميع الأطراف إلى السماح بوصول المساعدات
  • مجلس العلوم الدولي يثمن دور سلطنة عمان في دعم المعرفة
  • ‎عمان الأهلية تشارك بإجتماع إتحاد الجامعات العربية وتُكرّم رئيس جامعة السلطان قابوس
  • مجلس الأمن يدين الهجمات المستمرة التي تشنها قوات الدعم السريع على الفاشر
  • أمطار خفيفة وحرارة منخفضة وغبار يعدم الرؤية.. طقس العراق
  • ضربة روسية قوية تستهدف أوديسا الأوكرانية .. فيديو
  • أخنوش: الحكومة تسرّع وتيرة إصلاح التعليم وفق التوجيهات الملكية السامية
  • الاقتصاد الصحي في سلطنة عمان التحديات والفرص«1»
  • جلالة الملك يعزي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ضحايا حادث اصطدام الطائرتين
  • أصول القطاع المصرفي في سلطنة عمان تتجاوز 44 مليار ريال خلال 2024