تستشعر عظمة المكان وعراقته بمجرد أن تلج البوابة المخصصة لدخول مبنى مجلس عمان، فكل ما يحيط بك تمت هندسته بعناية فائقة ليتلاءم، ويتناسب مع ماضي عمان التليد وحاضرها الزاهر ومستقبلها المشرق فموقعه المطل على بحر عمان من جهة والمحتضن لجبال الحجر من الجهة الأخرى ومجاورته لأهم معالم مسقط القديمة والحديثة ابتداء من قصرها البديع قصر البستان وقصر العلم والمتحف الوطني والكثير من المعالم الثقافية والتراثية والتاريخية في ولاية مسقط القديمة.
هيبة المكان وعظمة المناسبة عاملان تضافرا كي يخلقا من مجلس عمان لوحة جمالية لا يتمنى المرء مفارقتها، فالمكان بروعة معماره العماني والإسلامي عكس الدور الرائد للعمانيين على مر العصور ونقوش جدرانه البديعة حكت عن قصة حضارة امتدت لمئات السنين، وتوج هذا كله التشريف السامي لجلالة السلطان هيثم بن طارق افتتاح دور الانعقاد السنوي الأول للدورة الثامنة لمجلس عمان.
قاعة المجلس ضمت أصحاب السمو أفراد الأسرة المالكة والوزراء وأعضاء مجلسي الدولة والشورى والمحافظين وبعض رجال الاقتصاد والإعلام وممثلين عن بعض مؤسسات المجتمع المدني في تمثيل لمختلف أطياف النسيج العماني.. جميعهم انخرطوا في التعارف والنقاش حول مسائل تهم الصالح العام العماني، وتستهدف حلحلة الكثير من الأمور ربما كانت قبة المجلس سببًا في الخروج بحلول مجزية لبعض منها.
الصمت الذي خيَّم على المكان بدده دخول جلالة السلطان قاعة المجلس إيذانًا بانعقاد المجلس والبدء بالكلمة السامية التي رسمت ملامح المستقبل، وألقت الضوء على ما تحقق خلال الأعوام الأربعة الماضية من إنجازات متواصلة في التنمية العمانية الشاملة، وتطرقت للعديد من الموضوعات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والإدارية والتربوية والصحية والإدارة المحلية، وفي السياسة الخارجية والتقنية والبيئة وغيرها من الموضوعات التي أراد جلالة السلطان المعظم في كلمته إيصالها إلى المواطنين والمقيمين في هذا البلد من أن عمان تسير بخطى النجاح نحو المستقبل بهمة شبابها وبالعمل الدؤوب من مختلف مؤسساتها الإدارية والفنية.
في كل مرة تتاح لجلالة السلطان هيثم اللقاء بأبناء شعبه لا ينفك عن الحديث عن الجوانب الاجتماعية التي تمس حياة المواطن اليومية والجهود التي تقوم بها الدولة لمساندة كل فئات المجتمع، ولعل إشارة جلالة السلطان في خطابه إلى نظام الحماية الاجتماعية الذي تم إقراره من قبل جلالته، وسيدخل حيز التنفيذ خلال بداية العام المقبل لبشرى خير يتفاءل بها المواطنون و»لينعم الجميع بالعيش الكريم»، كما جاء في الكلمة السامية التي عرجت على موضوع معالجة التحديات الاقتصادية التي واجهها العالم أجمع خلال السنوات الماضية، وتأثرت بها كل بلدان العالم والحد من تبعات الأزمات المالية والاقتصادية من خلال تنويع مصادر الدخل، وتحفيز النمو الاقتصادي للدولة.
الكلمة السامية استشرفت المستقبل، وركزت على التطورات المتسارعة للتقنيات الحديثة في مجالات العلوم والتقنية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي ليكون رافدًا من روافد الاقتصاد الحديث التي تسهم في تنويع مصادر الدخل القومي بدلًا من الاعتماد على الروافد الريعية التي قد يخفت الطلب العالمي عليها يومًا ما، وكما ركزت الكلمة السامية على التقنيات الحديثة في العلوم أيضا أشارت إلى التأثيرات المتعلقة بتغير المناخ والبحث عن مصادر للطاقة المتجددة النظيفة وتحقيق الحياد الكربوني واستغلال الهيدروجين والمصادر التي لا تحدث ضررا بالبيئة من حولنا.
الكلمة الرؤية هي ما يمكن قوله عن الكلمة السامية لجلالة السلطان في افتتاح مجلس عمان، حيث رسمت تلك الكلمة خارطة للطريق بينت فيها الثوابت والقيم التي تقوم عليها سلطنة عمان وشعبها، والحاضر الذي تعيشه وسط التحديات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالعالم أجمع، والمستقبل للأجيال المقبلة المحفوف بالكثير من التساؤلات والتفاؤلات ولعل مفاصل هذه الكلمة السامية لجلالة السلطان ما هي إلا ترسيخ وتأكيد على رؤية عمان بمحاورها المتمثلة في الإنسان والمجتمع والاقتصاد والتنمية والحوكمة والأداء المؤسسي والبيئة المستدامة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: لجلالة السلطان الکلمة السامیة
إقرأ أيضاً:
الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الأسبوع الجاري.. خبراء: تقلبات جوية قادمة وانخفاض ملحوظ في الحرارة.. احذروا تدني الرؤية والطقس المتقلب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشهد البلاد خلال الأيام المقبلة ارتفاعًا تدريجيًا في درجات الحرارة على مختلف الأنحاء، حيث يسود طقس مائل للحرارة نهارًا في جميع المناطق، بينما يكون باردًا ليلًا وفي ساعات الصباح الباكر، مع انخفاض أكثر في درجات الحرارة خلال الليل على وسط سيناء وشمال الصعيد.
وتتوقع هيئة الأرصاد الجوية ظهور الشبورة المائية بكثافة على بعض الطرق، خاصة الطرق الزراعية والسريعة والقريبة من المسطحات المائية، مما قد يؤثر على الرؤية الأفقية كما تنشط الرياح على مناطق من القاهرة الكبرى على فترات متقطعة.
أما عن درجات الحرارة المتوقعة اليوم، فتسجل القاهرة الكبرى 22 درجة للعظمى و 12 للصغرى، بينما تبلغ في الإسكندرية 20 للعظمى و 12 للصغرى. وتسجل مطروح 18 درجة للعظمى و12 للصغرى، في حين تصل في سوهاج إلى 25 درجة للعظمى و 11 للصغرى، وقنا 27 للعظمى و11 للصغرى، أما أسوان فتبلغ فيها العظمى 28 درجة والصغرى 13 درجة.
و اعتبارًا من يوم الأربعاء 5 مارس، تتأثر مناطق متفرقة من شمال البلاد بسقوط أمطار متفاوتة الشدة، بالتزامن مع انخفاض طفيف في درجات الحرارة على أغلب الأنحاء، حيث تتراجع بمقدار يتراوح بين 2 و4 درجات مئوية.
درجات الحرارة والتغيرات الجوية
وفي هذا السياق يقول الدكتور علي قطب، رئيس هيئة الأرصاد الجوية سابقًا، تشير توقعات الأرصاد الجوية إلى أن حالة الطقس خلال الأيام القادمة ستشهد تقلبات ملحوظة، حيث من المتوقع أن تشهد بعض المناطق انخفاضًا في درجات الحرارة، بينما تستمر الأجواء المعتدلة في مناطق أخرى.
وأضاف قطب، وفق البيانات الصادرة عن مراكز الأرصاد، فإن المناطق الشمالية ستتعرض لكتلة هوائية باردة تؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ، مع احتمالية تشكل الصقيع خلال ساعات الليل والصباح الباكر أما في المناطق الساحلية، فمن المتوقع أن تبقى درجات الحرارة مستقرة نسبيًا مع نسمات هواء منعشة.
وتابع قطب، تشهد بعض المناطق هطول أمطار متفرقة نتيجة امتداد منخفض جوي، مما قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة الرطوبة وزيادة فرص تشكل الضباب في الصباح كما ستنشط الرياح في بعض المناطق المكشوفة، مما قد يؤدي إلى اضطراب في حركة الملاحة البحرية.
توصيات وتحذيرات
بينما يقول الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق وخبير الأرصاد الجوية، لابد من أخذ الحذر من تدني مستوى الرؤية الأفقية في ساعات الصباح الأولى نتيجة تشكل الضباب، خاصة في المناطق القريبة من المسطحات المائية إلى جانب ارتداء ملابس دافئة، خصوصًا خلال ساعات الليل، وتوخي الحذر عند القيادة في المناطق التي قد تشهد تساقط أمطار أو ضباب كثيف.
وأضاف عبد العال، لابد من متابعة تحديثات الطقس أولًا بأول، نظرًا للتغيرات السريعة التي قد تطرأ على الأحوال الجوية خلال الفترة المقبلة.