سودانايل:
2024-11-15@19:31:28 GMT

العرب في السودان.. وثائقية من باب دراسات في التاريخ

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

١٢ نوفمبر ٢٠٢٣

رفعت هذا المنشور لأن كثيرين من بين الأصدقاء قد صارت تقلقهم الإشارات الصريحة أو الضمنية، في أن العرب ومن بطون جهينة بالتحديد، كانوا قد دخلوا إلى السودان القديم غلابا وعنوة وليس سلما.. بالتحديد في العصور التي أعقبت القرن التاسع الميلادي.

تجدني أتفهم هذا المنحى، باعتبار ان كثير من السودانيين يعتبرون حقيقة ان العرب المهاجرين شركاء عقيدة، وأن تلك السجيّة لوحدها كفيلة بان تدفعنا ان نعيد كتابة/قراءة التاريخ لصالحهم، ولتمجيدهم كدعاة مسالمين، وذلك بتجنب الإشارة لأنهم كانوا قد طرقوا ابوابنا مغتصبين ولم يطرقوها دعاة او طالبي جوار.



ان رابطة الدين الحق لا ينبغي لها ان تكون مبررا للكذب، في أن نعيد كتابة التاريخ بأن نزيف أحداثه كشهود زور على الوقائع وعلى المظالم الفادحة التي حاقت بأهلنا النوبة كانوا قتلى أو أسرى، سبايا أو خدائن.. فالمناصرة لا ينبغي لها أن تظاهر الظالم المعتدي على حساب الضعيف الملهوف.. على حساب الضحايا.

فقد أورد نعوم شقير عن المقريزي أن الحملات المسلحة التي شنها العرب القادمون من شمال الوادي على بلاد النوبة وعلى دنقلا، حدث لها أن تسببت في تهجير أهلها وإخراجهم من ديارهم وإقامتهم لعاصمة جديدة في الجانب الآخر ناحية الشمال من النهر، سموها دنقلا العرضي، بدلا عن دنقلا العجوز.. كما اورد كيف ان بطون جهينة كانوا قد استجاروا بدولة علوة المسيحية واستقروا فيها وتصاهروا بأهلها، لكنهم رغم كل تلك الحفاوة التي صادفوها، لم يحفظوا عهدا ولا جوارا، إذ تحالفوا بليل مع الفونج وأسقطوا المملكة التي استضافتهم، أجارتهم وأحسنت جوارهم، فافسدوا الحرث والنسل ثم دمروا العاصمة واشعلوا فيها النيران فأحالوها لرماد. تماثل هذه الحادثة ما ورد في الأثر من ان النبي (ص) كان قد أنزل نفرا من الاعراب طالبي الجوار، في مضارب لإحدى القبائل بعد أن إستسمح أهلها، وان اهل القبيلة قد أجاروهم وأكرموهم كأفضل ما يكون الجوار.. فلما أتى عليهم الليل قام الاعراب بالهجوم غدرا على اهل المضارب، فقتلوهم وهم نائمون، سبوا نساءهم وسلبوا اموالهم وقطعانهم، فما كان من النبي لما بلغه النبأ إلا أن أمر بضرب اعناق الأعراب فردا فردا، قصاصا لفداحة ما اقترفوه من الغدر والآثام.

أيدت هذه الوقائع التي صاحبت الهجرات العربية لبلاد السودان، مراجع اخرى كثيرة منها كتاب العرب في السودان للبروف يوسف فضل، المقريزي وابن خلدون، ومراجع كلية الآداب بجامعة السوربون.. بل أن هذه الوقائع تنسجم عقلا ومنطقا مع الطبائع البدوية لعرب الجزيرة الذين حفل تاريخهم قبل الإسلام وبعده بالغارات والغزوات والسبي وأخذ الارض والثروات والجواري عنوة وغلابا..فالتعامي عن الحقائق ليس مبرءا للذمة ولو كان يهدف لغسل سوءات إخوة لنا سبقونا بالإسلام وتبييض صحائفهم. فالكذب والتزييف والمداهنة لن يصلحا للخلاص من سؤال الله يوم الحشر الأعظم.. والوصاية على الأجيال اللاحقة من خلال غمطهم الحق في التعرف على وقائع التاريخ الحقيقية، لا تنتمي بأية حال للنوايا السليمة ولا تجيزها العقائد ولا الأعراف.. فالحق لا ينصره الباطل، والحق أحقُّ ان يتبع.

سأورد في المداخلات أدنى المنشور، عددا من الوثائق التي تعكس حقيقة الوقائع التي صاحبت دخول عرب جهينة الى السودان حتى تاريخ سقوط مملكة علوة المسيحية. فمن شاء فليصدق ومن شاء فلينكر، فكل آتيه يوم القيامة فردا.

إنتهى..
nagibabiker@gmail.com
ملحوظة.. للإطلاع على الوثائق راجع الرابط:
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid07GABdm34FDTtwJ2ByCeSejCi6AL1bKNKRZJZ3CLHntDcqjcFMo61ftq7QJGWq9hQl&id=100090584780454&mibextid=9R9pXO

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ميكالى: شباب مصر كانوا الأفضل والحظ ساند المغرب

أكد البرازيلى ميكالى المدير الفني لمنتخب الشباب مواليد 2005 لكرة القدم، أن شباب مصر كانوا الأفضل والأكثر استحواذا  وسيطرة على مجريات اللعب فى مباراة المغرب الافتتاحية ببطولة شمال أفريقيا التى انتهت بفوز المنتخب المغربي بهدفين مقابل هدف فى الجولة الأولى باستاد هيئة قناة السويس بالإسماعيلية وهى البطولة المؤهلة لنهائيات أفريقيا.

 وتابع ميكالى وسط سيطرة مطلقة للفراعنة فى الشوط الأول تقدم المنافس من هجمة وحيدة على المرمي وتدارك منتخب مصر النتيجة سريعا وتعادل فى بداية  الشوط الثاني الذى تكرر فيه نفس السيناريو وكان الحظ من نصيب المنافس .

ويضيف ميكالى، مدة عملنا مع منتخب الشباب لم تتجاوز 14 يوما خلال شهر فقط هو فترة تولينا المسئولية ونجحنا بشكل كبير فى التفوق والسيطرة دون إيجابية كاملة على المرمي عكس المنافس الذى وضح عليه فترة تكوينه التى تجاوزت العامين وعدد الوديات الكبيرة التى لعبها كما أن الحكم لا يمكن أن ننتقده ولكن يمكن أن نقول هناك علامات استفهام كبيرة .

وشدد على أن مصر تمتلك جيلا شبابيا واعدا وبه عناصر متميزة افتقدنا منهم الكثير فى مباراة اليوم أبرزهم سليم طلب المحترف فى هيرتا برلين والذى تعرض لإصابة مباشرة فى أول دقائق المباراة واللاعب محمد عبد الله الذى تعرض للإصابة خلال تدريبات الاهلى وابتعد عن البطولة .

ويقول ميكالى، المباريات القادمة ستكون أفضل بكثير وسنسعي لبذل قصاري جهدنا  للوصول إلى أبعد نقطة فى البطولة .

مقالات مشابهة

  • "كانوا فى حفل زفاف".. القبض على أصحاب سيارات الفيس بوك
  • ميكالى: شباب مصر كانوا الأفضل والحظ ساند المغرب
  • مصرع طفل سقط من الدور الأول بمركز جهينة بسوهاج
  • الجزائر تتعاقد مع مكتب دراسات تابع للوبي إسرائيلي بواشنطن لكسب ود ترامب
  • إدارة جهينة التعليمية تنظم ندوة عن مبادرة "بداية"
  • لعمامرة: أفورقي أكد دعمه للجهود التي تقودها الأمم المتحدة في السودان
  • والي الشمالية يخاطب برنامج العرض العسكري بقيادة قاعدة دنقلا العسكرية
  • إطلاق دراسات عليا متخصصة في الإعاقة البصرية.. تفاصيل
  • السودان من أوائل الدول التي تعاني «سوء التغذية الحادّ»
  • البليدة..الإطاحة بشبكة تسببت في إعاقة مجوهراتي واسترجاع المسروقات