أبجديات أهداف التنمية المستدامة وموقع السودان منها الهدف السادس: المياه النظيفة والنظافة الصحية (6 من 17)
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
يعمل الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة على ضمان توفير المياه والصرف الصحي للجميع حتى حلول العام 2030. ويشكل توفير الماء الصالح لشرب للإنسان والحيوان، والماء الصالح للزراعة والري من أكبر المشاكل التي تواجه عالم اليوم. وبحلول العام 2020 بلغت نسبة الشعوب التي تعيش في حالات ضيق من إمكانية توفر الماء حوالي ثلث سكان العالم.
هناك كثير من مدن العالم الكبيرة وعدد من عواصم البلدان التي تواجه مشكلات متفاقمة، فيما يخص توفير الماء للسكان. وفي معظم المدن والعواصم لبعض البلدان لا يصلح الماء الذي يجري من شبكات الماء في أنابيب المنازل والمرافق العامة للشرب. الشيء الذي يجعل منه ماء يصلح فقط لاستخدامات أخرى كالاستحمام والغسيل، وقد يضر بالصحة إذا استعين به في أغراض أخرى كإعداد الطعام. ويأتي بعض من هذا الماء من منابعه بألوان مختلفة، وأحيانا بروائح مختلفة أيضا عبر النوافير، الشيء الذي يؤكد عدم معالجته أو صدى الأنابيب أو ركودها في خزانات أو صهاريج ماء غير نظيفة.
فيما يخص النظافة الصحية، يمثل انعدام الماء، أو الماء المتوفر والغير نظيف، الممهد الأول في نشوء الأمراض الالتهابية، التي يكون الماء غير النظيف وسط ملائما لنمو الميكروبات والجراثيم وتطورها فيه بسرعة. فإذا أخذنا على سبيل المثال توفر الماء لغسل اليدين، يكون هناك اثنين من بين كل خمس شخصا لا يتوفر لهم الماء إطلاقا أو الماء الكافي لغسل اليدين. وهذا بغض النظر عن غسيل اليدين بالصابون، على سبيل المثال بعض قضاء الحاجة. بل أن هناك ما يقارب ال 700 مليون شخص في العالم، والذين لا تتوفر لهم أماكن لقضاء الحاجة، والشيء الذي يرغمهم على استخدام العراء. وهذا هو على سبيل المثال واحد من مسببات الكوليرا وانتشارها كوباء في مناطق النزاعات والحروب ومن ثم النزوح بسببها أو بسبب الفقر والجوع.
يعتبر توفر الماء الصالح للشرب من الأشياء التي ترتبط ارتباطا وثيقا بعامل الفقر. فكلما كان الإنسان يعيش في بيئة فقيرة، كلما كان معرض للمعانات من انعدام الماء. ولذا مشكلة الماء في الأرياف والأحياء الفقيرة، ولذا تفشي الأمراض الالتهابية بين أفراد الشعوب الفقيرة أو في الأحياء والتجمعات السكنية العشوائية، التي ينتشر فيها شح الماء أو انعدامه للسكان. وبتوفر الماء النقي يمكن لكل فرد أن يهتم أكثر بالصحة العامة. وكان هذا الشيء واضحا أثناء تداعيات جائحة كورونا. والتي مان من أهم قواعد النجاة من الإصابة بها، غسل اليدين جيدا أو تطهيرهما بماد تقتل الميكروب الفيروسي المسبب لها.
من المشكلات الأساسية التي تواجه العالم في المستقبل، مشكلة توفر الماء الصالح للشرب والري، وتوفير أماكن لقضاء الحاجة بصرف صحي جيد لكل سكان العالم. هذا كله يبني على الاستفادة من مصادر المياه في كوكب يتكون سطحه من 70 % من الماء، وفقط 30 % من اليابسة. الشيء الذي يعني ترشيد استخدام الماء، ومعالجته معمليا، وإعادة تدوير كل ماء تم استخدامه. الشيء الذي ينطبق حتى على معالجة مياه المجاري والصرف الصحي اليومي. هذه الخطوات يعمل بها منذ سنوات في كثير من الدول المتقدمة صناعيا، إلا أنها لم تكن موقع حديث حتى الآن في الدول النامية أو الدول الفقيرة.
هناك حوجة ملحة لأن تشرع هذه الدول مبكرا في موضوع الماء كثروة طبيعية لا يستهان بها، وهي تعني في المقام الأول "الحياة" لكل المخلوقات من حيوانات ونباتات. لأن تسعى من أجل وجود طرق تلائم كل بلد منها، بناءا على تضاريسه الجغرافية والجيولوجية من أجل توفير الماء، ترشيد استخدامه، بدلا من بناء الخزانات والسدود التي تمثل مهددا أوليا لأهل هذه الدول ودول الجوار أيضا، في عصر تغيرات المناخ، احترار الأرض والمحيطات، والاحتباس الحراري العالمي. كما أن للماء ثقافة قائمة بذاتها، تعني بتربية النشء على حب الماء، والتعامل معه كوسط للسباحة وممارسة أنواع الرياضة المائية المختلفة.
من أخطر الأشياء التي تحدث حاليا وفي غضون القرن الحادي والعشرين، هو اهتمام حكومات بلدان العالم بتوفير الماء الصحي الذي يباع في الأسواق للمستهلك، والذي تعد تعبئته في قوارير بلاستيكية أو زجاجية. الشيء الذي يختفي خلفه عملا تجاريا ضخما، يكون المستفيد فيه أفراد من حكومات هذه البلدان من رؤساء ووزراء ومقربين لأهل البيوت الحاكمة. ويأتي هذا بعد إهمال مصادر المياه وشبكاتها في البلدان ومعالجتها أولا، لنقل ماء صالح للشرب للمنازل والمرافق العامة. ويكون الضحية في آخر المطاف المستهلك المغلوب على أمره لشراء الماء من الأسواق، بدلا من تلقيه نظيفا ومن دون انتاج نفايات بلاستيكية أو زجاجية. بل يدفع المستهلك أيضا ضريبيا تكاليف التخلص من البلاستيك والزجاج الناتجين عن تعبئة الماء المسوق له من قبل حكومته.
يعتبر السودان من الأقطار التي تتمتع بكمية كافية من المياه. ففي السودان يجري أطول نهر على وجه الأرض، نهر النيل، والذي يعتبرحوضه في أرض السودان من أطول الأحواض على الإطلاق، مقارنة ببقية دول حوض النيل. زيادة على ذلك تهطل في السودان بشقيه الشمالي والجنوبي كمية كافية من الأمطار سنويا. ويعتبر الفصل المطير في جنوب السودان هو الأطول، الشيء الذي يدعم مخزون المياه في الأنهار الجانبية والموسمية في البلاد. وللسودان أيضا مخزون كبير من المياه الجوفية العذبة، التي لم تستخدم بعد، وهذا بجانب ساحل البحر الأحمر للسودان بمياه مالحة، صالحة للمعالجة المعملية.
بجانب كل هذا، هناك كثير من المشكلات التي تواجه المواطن السوداني بسبب الماء، شحه أو انعدامه. في الأرياف يعاني معظم السكان من انعدام الماء الصالح لشرب الإنسان والحيوان معا. وفي المدن الكبيرة يعاني السكان من نقص وشح في الماء الصالح للشرب. والجديد في السنوات الأخيرة هو معاناة سكان العاصمة السودانية، الخرطوم من شح أو انعدام ماء الشرب، وحتى في أفخم الأحياء السكنية. وعن وجود صرف صحي يعمل لا نريد أن نتحدث هنا، فعندما نرى انهيار أساس الهرم، يغنينا النظر لقمته. وهذا بعد أن كانت للعاصمة الخرطوم ومدن السودان الكبيرة شبكات مياه شرب حديثة، وشبكات صرف صحي مواكبة.
بخصوص الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة في السودان، يتطلب الأمر النظر مجددا في إمكانية توفير الماء للإنسان والحيوان وأغراض الزراعة والري. فهذا شيء ممكن إذا ما تمت الاستفادة من مصادر الماء المتاحة في بلد غني بمصادره المائية. لا بد من بناء محطات وشبكات حديثة لمياه الشرب، وربطها بخزانات وأنابيب المياه لتحمل ماء صالح للشرب للمواطن في منزله. ولا بد أيضا من بناء شبكات حديثة للصرف الصحي، على الأقل للعاصمة السودانية والمدن الكبيرة بسبب الضغط السكاني العالي عليها. وكما أن للماء ثقافة بذاتها، فإن للمراحيض أيضا ثقافة قائمة بذاتها، بناءها وتوفيرها، خصوصا في الأماكن التي يحتاج لها، في المدارس والجامعات، في المستشفيات والعيادات الخارجية، في المؤسسات والأسواق، تأسيسها وتجهيزها، تحسين استخدامها والاهتمام بنظيفها - من أجل صحة جيدة وحياة أمثل للإنسان. وربما خطر ببالنا هنا جملة "النظافة سماحة" أو الحديث الشريف "النظافة من الإيمان". وربما كانت هذه الخطوة هي خطوة إيجابية تجاه تكملة جماليات بلد سمح يعتبر فيه كل شيء سمح.
(نواصل في الهدف السابع: طاقة نظيفة وبأسعار معقولة...)
E-Mail: hassan_humeida@yahoo.de
المصدر: ترجمة معدلة من أوراق ومحاضرات للكاتب.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الماء الصالح توفیر الماء من المشکلات التی تواجه الشیء الذی
إقرأ أيضاً:
وزير الاقتصاد والتخطيط يؤكّد عزم المملكة بالتعاون مع شركائها الدوليين على تحقيق أهداف التنمية المستدامة خلال قمة قادة مجموعة العشرين
المناطق_واس
أكّد معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الأستاذ فيصل بن فاضل الإبراهيم أن جهود المملكة في المحافل الدولية ودورها بصفتها شريكًا فاعلًا في مجموعة العشرين أسهمت في تطوير سياسات وبرامج تعزز الاستقرار الاقتصادي العالمي وتقلل الفجوات التنموية بين الدول.
جاء ذلك في تصريح لمعاليه لـ”واس” بمناسبة انعقاد اجتماع قمة قادة مجموعة العشرين، وقال فيه: “تتشارك دول مجموعة العشرين في عدد من الرؤى والتطلعات التنموية، حيث ترتكز جهود الدول الأعضاء على تكثيف التعاون الدولي وبناء شراكات إستراتيجية تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما تسعى دول المجموعة في أجندة قمة قادة مجموعة العشرين من كل عام إلى توظيف خبراتها وتجاربها المتنوعة في مختلف المجالات، من أجل الاستجابة العاجلة للتحديات العالمية المتسارعة وتقديم الحلول المبتكرة والمسهمة في تعزيز رفاهية الأفراد والمجتمعات”.
أخبار قد تهمك تعادل محبط للأردن مع الكويت في تصفيات كأس العالم 20 نوفمبر 2024 - 12:57 صباحًا جوارديولا يتجه إلى تمديد عقده مع مانشستر سيتي 20 نوفمبر 2024 - 12:53 صباحًاوأشار في تصريحه إلى أن أعمال مجموعة عمل التنمية خلال الرئاسة البرازيلية في العام 2024 تمحورت حول معالجة أبرز القضايا والتحديات العالمية التي تواجهها الدول النامية، وفي مقدمتها الحدّ من عدم المساواة بين الجنسين، وضمان توفير المياه والخدمات الأساسية, وحرصت المملكة في جدول أعمال المجموعة على تقديم نهج متوازن يسعى إلى توفير سبل الدعم اللازمة للنهوض بالدول النامية وبناء قدراتها ومقوماتها الاقتصادية والاجتماعية، وتحقيق مبدأ التكافؤ في الفرص والموارد والخدمات الأساسية.
وضمن حديثه عن موضوع عدم المساواة بين الجنسين، أوضح معاليه أن تمكين المرأة يعدّ أحد أبرز منجزات المملكة في تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص بين فئات المجتمع، مشيرًا إلى تضافر الجهود في المملكة لتهيئة بيئة داعمة وممكنة من خلال الإصلاحات التنظيمية والإجرائية والبرامج المبتكرة، حيث تشير إحصاءات سوق العمل في المملكة إلى ارتفاع معدل مشاركة المرأة في القوى العاملة بنسبة بلغت 34.6% بنهاية الربع الرابع من عام 2023، كما بلغت نسبة تمثيلها في المناصب الإدارية المتوسطة 42.3% في عام 2023.
وبين وزير الاقتصاد والتخطيط مدى التزام المملكة بتفعيل حوار مجموعة العشرين حول قضايا المياه وضمان استدامتها، الذي أُطلق تحت رئاسة المملكة للمجموعة في عام 2020، مشيرًا إلى مساعي المملكة في دعم المبادرات البيئية وتوظيف التقنية والبحث والابتكار في قطاع المياه، مستشهدًا بمبادرة منظمة المياه العالمية (GWO)، التي أطلقها سمو ولي العهد العام الماضي.
وأشاد معاليه بمقترح الرئاسة البرازيلية الذي تضمّن نهجًا شاملًا اعتمد على ركائز وطنية، وتمويلية، ومعرفية ألقت الضوء على ضرورة سنّ السياسات القائمة على الأدلة، ووضع حلول مالية مبتكرة، ومشاركة أفضل التجارب بين الدول، في إطار السياسات والتدابير الاستباقية.
كما عملت المملكة على عدد من الإصلاحات الهيكلية والتي انعكست إيجابًا على سياساتها المالية والنقدية وبرامج الدعم والإعانات الاجتماعية المستهدفة وإستراتيجيات الاستثمار النشطة، وتسعى إلى تعزيز التعاون الدولي وبناء شراكات عالمية، مثل استثمارها في شركة BRF الغذائية البرازيلية، وهي شركة عالمية تُعنى بالبيئة والتنمية الاجتماعية والاستهلاك المستدام، إلى جانب شراكتها مع منصة الابتكار المفتوحة Uplink التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، وتستهدف هذه المبادرة تعزيز الالتزام باللوائح البيئية، وتبني الممارسات الصديقة للبيئة، والاستثمار في التقنيات المبتكرة لمعالجة تحديات التنمية المستدامة.
وفي ختام تصريحه قال وزير الاقتصاد والتخطيط بفضل الله -عزّ وجلّ- ثم بفضل القيادة الرشيدة، تخطو المملكة بعزم وثقة في مسيرتها لبناء اقتصاد مزدهر ومستدام، قادر على مواجهة التحديات العالمية والإسهام في تحقيق التنمية المستدامة بالتعاون مع شركائها الدوليين”.
يُذكر أن مجموعة العشرين تعد المنتدى الرئيس للتعاون الاقتصادي الدولي وتضمّ قادة من جميع القارات ويمثلون دولًا متقدمة ونامية، وتمثل الدول الأعضاء في مجموعة العشرين مجتمعة نحو 80% من الناتج الاقتصادي العالمي، وثلثي سكان العالم، وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية، ويجتمع ممثلو دول المجموعة لمناقشة القضايا المالية والاجتماعية والاقتصادية.
Copy URL URL Copied 20 نوفمبر 2024 - 1:02 صباحًا Share Facebook X LinkedIn Messenger Messenger Read Next أبرز المواد20 نوفمبر 2024 - 12:50 صباحًا“فيسبوك”.. منصة التشويه الممنهج لصورة السعودية! أبرز المواد20 نوفمبر 2024 - 12:44 صباحًااختتام أعمال المؤتمر الـ 25 للاتحاد الدولي لرياضة الإطفاء والإنقاذ أبرز المواد20 نوفمبر 2024 - 12:40 صباحًامنتدى مكة لريادة الأعمال يعقد جلساته الحوارية أبرز المواد20 نوفمبر 2024 - 12:37 صباحًاالقويز يؤكّد خلال منتدى مسك العالمي: “إذا أردت الاستثمار ابدأ مبكرًا” أبرز المواد19 نوفمبر 2024 - 11:58 مساءًوكيل إمارة منطقة الرياض يحضر حفل سفارة جمهورية التشيك بمناسبة اليوم الوطني لبلادها20 نوفمبر 2024 - 12:50 صباحًا“فيسبوك”.. منصة التشويه الممنهج لصورة السعودية!20 نوفمبر 2024 - 12:44 صباحًااختتام أعمال المؤتمر الـ 25 للاتحاد الدولي لرياضة الإطفاء والإنقاذ20 نوفمبر 2024 - 12:40 صباحًامنتدى مكة لريادة الأعمال يعقد جلساته الحوارية20 نوفمبر 2024 - 12:37 صباحًاالقويز يؤكّد خلال منتدى مسك العالمي: “إذا أردت الاستثمار ابدأ مبكرًا”19 نوفمبر 2024 - 11:58 مساءًوكيل إمارة منطقة الرياض يحضر حفل سفارة جمهورية التشيك بمناسبة اليوم الوطني لبلادها تعادل محبط للأردن مع الكويت في تصفيات كأس العالم تعادل محبط للأردن مع الكويت في تصفيات كأس العالم تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك Find us on Facebookالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024 | تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستFacebookXYouTubeInstagramWhatsApp Facebook X Messenger Messenger WhatsApp Telegram Back to top button Close البحث عن: FacebookXYouTubeInstagramWhatsApp Close Search for Close Search for