يمضي نظام تنمية المحافظات قدما في تعزيز الإدارة المحلية القائمة على اللامركزية وتمكين المجتمع المحلي من إدارة شؤونه، وتعتزم سلطنة عُمان توسيع نطاق هذه التجربة وتقييمها بشكل مستمر بحيث تشمل قطاعات متعددة؛ لتكريس دور المجتمع المحلي في التنمية والتطوير بهدف تعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مختلف المحافظات.

وقال سعادة محمد بن سليمان الكندي، محافظ شمال الباطنة: إن المتتبع إلى مضامين الخطاب السامي لجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ في مجلس عمان يلاحظ الاهتمام السامي المستمر من لدن جلالته ـ أيده الله ـ لتطبيق نهج اللامركزية على أرض الواقع، الأمر الذي يسهم في تسريع عجلة التنمية في محافظات سلطنة عمان المختلفة وعمليات اتخاذ القرار بشراكة مجتمعية فاعلة، وما سيولده هذا النهج من تأثير إيجابي في رفع مستويات الأداء وتحفيز النمو الاقتصادي في كافة بقاع البلاد.

وأشار سعادته إلى أن مبدأ التدرج في تنفيذ السياسات والقرارات التي تتبعها سلطنة عُمان، كان جليًا في التدرج الذي اتخذه نهج اللامركزية بداية بالمرسوم السلطاني رقم 101/ 2020 بإصدار نظام المحافظات والشؤون البلدية ومن ثم المرسوم السلطاني رقم 36/ 2022 بإصدار نظام المحافظات وتوسيع الصلاحيات المرتبطة بها وتحديد اختصاصات المحافظات ومواردها المالية وكذلك البلديات التابعة لها، وما صاحب ذلك من توسع في التفويضات المرتبطة بعمل الوزارات وفروعها في كل محافظة، كل ذلك سيسهم في دفع عجلة التنمية في المحافظات، إضافة إلى تعزيز الشراكة مع كافة أطياف المجتمع في تحمُّل مسؤولية بناء هذا الوطن العزيز والحفاظ عليه .. مشيرًا إلى أن تأكيد جلالته ـ أعزه الله ـ على أن تجربة اللامركزية تخضع لعمليات تقييم مستمر، وتوسيع نطاقها بحيث تشمل قطاعات متعددة يضع على عاتقنا مسؤولية التعاون الفعال لتحقيق ما فيه الخير لهذه الأرض الطيبة، كما أن الدور الذي أشار إليه جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ للمجالس البلدية في المحافظات يجب أن يعيه المعنيون في هذه المجالس، لكي تقوم بأدوارها المأمولة ليس في القطاع البلدي وحسب وإنما في كافة القطاعات التنموية المختلفة التي من شأنها تعزيز رفاهية المواطن وإسعاده.

وأكد سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ الداخلية أن النهج الذي أسسه مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في ترسيخ مبدأ اللامركزية في الإدارة المحلية من خلال نظام شؤون المحافظات يمثّل نقطة تحول مهمة في إدارة العمل التنموي بالمحافظات؛ حيث يمنح المؤسسات بقطاعيها الحكومي والخاص والمجتمع المدني بمختلف فئاته الفرصة للمشاركة في رسم ووضع البرامج التي تساهم في نقل المحافظات إلى مستويات أكثر كفاءة وتميزًا من مبدأ الشراكة، لاسيما تلك المتعلقة بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والخدمية.

وقال سعادته: إن الخطاب السامي لجلالة السلطان المعظّم في مجلس عمان يمثّل منهجًا للعمل التنموي حيث سعت محافظة الداخلية نحو تنفيذ هذا النهج السامي من خلال تكريس وتكامل الأدوار بين المحافظة والمجتمع المحلي في تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج والمشاريع التنموية لاسيما برنامج تنمية المحافظات والبرنامج الإنمائي للمحافظة، وإن المحافظة حريصة كل الحرص على بذل المزيد من الجهود خلال المرحلة القادمة لترجمة التوجيهات السامية ووضعها موضع التنفيذ بالشراكة المجتمعية .

وأضاف: كان للمجلس البلدي في محافظة الداخلية إسهامات عديدة وجهود كبيرة في إثراء العمل البلدي بالمحافظة من خلال التوصيات والمقترحات المتعلقة بوسائل استثمار موارد المحافظة ومشروعات خطط التنمية، والمواقع المقترحة للمشاريع التنموية والخدمية والاقتصادية والمخططات العمرانية وفق الاختصاصات الممنوحة له.

خطة متكاملة

وقال سعادة نجيب بن علي الرواس، محافظ الظاهرة: إن سلطنة عمان تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ تستكمل إنجازات نهضتها المباركة نحو النهوض بمستوى الخدمات والمشاريع التنموية والخدمية، وتسعى جاهدة لتحقيق أهداف رؤيتها المستقبلية (2040) من خلال العمل على تنفيذ برامجها وأهدافها على أرض الواقع وفق خطة متكاملة وأولويات مرحلية تلبي طموحات وآمال المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة، ونحن في محافظة الظاهرة استنبطنا التوجيهات السامية لمولانا جلالة السلطان ـ أبقاه الله ـ الداعية لمد جسور التواصل والشراكة بين المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والتي من خلالها يتم التعرف عن قرب لاحتياجات الولايات من الخدمات الأساسية والمشاريع التنموية، حيث إننا مستمرون في عقد اللقاءات الدورية مع المواطنين بحضور مسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة للسعي إلى حلحلة أية تحديات والأخذ بها لتلافيها مستقبلا. كما يقوم المجلس البلدي بالمحافظة بدور فاعل في اقتراح المشاريع وتقديم المشورة والرأي والوقوف على القضايا المجتمعية والذي من شأنه الارتقاء بمستوى الخدمات بما يلبي طموحات جميع القاطنين في المحافظة.

وأوضح أن محافظة الظاهرة تتميز بمواردها الاقتصادية المتنوعة وتضاريسها الطبيعية الفريدة التي أعطتها ميزة نسبية سوف تسهم في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة وتعزز من تحقيق النتائج المرجوة منها وفق رؤية عمان 2040، ومن أبرز المشاريع النوعية التي تنتظرها المحافظة مشروع المنطقة الاقتصادية المتكاملة بالقرب من منفذ الربع الخالي والذي تم طرح مناقصة الخدمات الاستشارية خلال هذا العام، كما بلغت نسبة الإنجاز في مدينة عبري الصناعية أكثر من 90% ، وجارٍ جلب الاستثمارات لتوطين عدد من الصناعات في المدينة، ومن مشاريع البنية الأساسية المهمة خلال هذا العام، افتتاح مشروع إمداد المياه من صحار إلى عبري والذي يهدف لضمان استدامة إمداد المياه إلى ولايات محافظة الظاهرة والحفاظ على المخزون الاستراتيجي من المياه الجوفية والذي سيعزز القيمة الاستثمارية للمحافظة كما تم الانتهاء من إعداد مناقصة مشروع ازدواجية طريق "عبري ـ تنعم" المرحلة الأولى، وسيتم طرح مناقصة تنفيذه خلال هذا العام، كما تم طرح مناقصة تصميم وتنفيذ الأعمال الإضافية على طريق عبري ـ ينقل، إضافة إلى البدء في مشروع صيانة الطرق الإسفلتية بالمحافظة لمدة خمس سنوات، إلى جانب مشاريع تقوية شبكات الاتصالات بقرى وولايات المحافظة وتعزيز عدد المدارس الحكومية بالمحافظة لدعم المسيرة التعليمية ومشاريع الطاقة المتجددة التي افتتحت العام الماضي.

وأضاف: ومنذ بداية العام الجاري يجري العمل في محافظة الظاهرة على تنفيذ خطة المحافظة من المشاريع التنموية والخدمية لعام 2023 ـ 2024م ، وركزت الخطة الحالية على المتطلبات الخدمية والتنموية والترفيهية كمشاريع رصف الطرق الداخلية وصيانتها ،حيث يجري العمل على تصميم طرق بطول 100 كيلومتر موزعة على ولايات المحافظة، ومشروع ازدواجية وتطوير المنطقة التجارية بولاية ضنك بطول "4.5 كم" والذي سيعزز الحركة التجارية والسياحية بالولاية، وفيما يخص المشاريع التنموية الترفيهية فقد تم الانتهاء من التصاميم النهائية لمشاريع الإطلالات في عبري وينقل وضنك .

تنمية المحافظات

من جانبه قال سعادة المهندس مسعود بن سعيد الهاشمي، محافظ جنوب الباطنة: إن الخطاب السامي خلال افتتاح دور الانعقاد السنوي الأول للدورة الثامنة لمجلس عُمان جاء تأكيدًا على الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالته ـ أبقاه الله ـ بالمحافظات واللامركزية الذي ظهرت ملامحها من خلال المشاريع التي تنفذ بمختلف المحافظات وأسهمت بدورها في التنويع الاقتصادي و إيجاد فرص العمل للشباب العماني، كما أن برنامج "تنمية المحافظات" يشكل أحد الممكنات الأساسية للتحول نحو اللامركزية .

وأوضح سعادته أن اللامركزية تعزز التنافسية بين المحافظات وتساهم في تحقيق التنمية الشاملة والتي تتطلب تظافر الجهود خلال المرحلة المقبلة و مشاركة المجتمع المحلي في التنمية .

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ـ حفظه الله ورعاه ـ المشاریع التنمویة تنمیة المحافظات المجتمع المحلی محافظة الظاهرة جلالته ـ من خلال الله ـ

إقرأ أيضاً:

محافظة الحديدة تشهد 103 مسيرة بعنوان “مع غزة ولبنان دماء الشهداء تصنع النصر”

الثورة نت / احمد كنفاني

شهدت محافظة الحديدة، عصر اليوم الجمعة، مسيرات في 103 ساحات بمركز المحافظة وعموم المربعات والمديريات، تحت شعار ” مع غزة ولبنان.. دماء الشهداء تصنع النصر”.

وردد المشاركون في المسيرات التي تقدمها وكيل أول المحافظة أحمد البشري ووكلاء المحافظة، الهتافات المنددة بسياسة امريكا في المنطقة، وشعارات البراءة من أعداء الإسلام.

وأكدوا استمرار دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية واللبنانية والجهوزية لتقديم الغالي والنفيس انتصارًا للمظلومين والمستضعفين في غزة ولبنان وخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” والمعركة الفاصلة بين الحق والباطل.

وجددوا العهد بالسير على درب الشهداء وتقديم الرعاية لأبنائهم وأسرهم نظير تضحياتهم والحفاظ على المكتسبات التي حققوها ومثلت عزة وانتصارًا وكرامة وحرية لأهل الحكمة والإيمان.

وأكد البيان الصادر عن المسيرات تلاه محمد سعد العلماني، الثبات بكل ايمان على المبادئ التي ضحى من أجلها الشهداء، والاستمرار في رفع راية الجهاد في سبيل الله والتمسك بكتابه العظيم، واعلاء كلمته تحت راية الاعلام الهداة إلى دينة دون تردد أو تراجع.

وندد بالسقوط المتواصل الذي أظهر الوجه الاشنع و الإجرامي لأمريكا مجددا باستخدام الفيتو في مجلس الأمن لإجهاض مشروع قرار أممي يدعو للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.

وعبر البيان، عن سعادة الشعب اليمني بالانتصارات المتواصلة للقوات المسلحة والتي كان آخرها إجبار حاملة الطائرات الأمريكية “إبراهام لينكولن” على الفرار بعد ضربها في البحر العربي، داعيا القوات المسلحة لمواصلة ضرباتها ضد المجرمين بكل قوة حتى النصر بإذن الله.

وجدد الدعوة لأبناء الشعب اليمني ولكل شعوب الأمة وكل الشعوب الحرة والكريمة لمواصلة مقاطعة البضائع والسلع والمنتجات الصهيونية والأمريكية وتكثيف الفعاليات المساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني والاحتجاج على الإجرام الصهيوني والأمريكي.

وأكد استمرار الجهاد في سبيل الله في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس حتى وقف العدوان على غزة ولبنان كون ذلك هو الخيار الوحيد والسليم للدفاع عن النفس، داعيا شعوب الأمتين العربية والإسلامية للخروج عن صمتها، والتحرك في خيار الجهاد الذي اثبت الواقع أن لا خيار للأمة سواه في مواجهة أعداء الله.

كما ندد بتدنيس النظام السعودي للمقدسات، والتي كان آخرها استخدام مجسمات مشابهة للكعبة المشرفة خلال تنظيمه لحفلات المجون والتعري فيما يسمى بموسم الترفيه في خطوة مستفزة لمشاعر كل المسلمين بهدف نزع قدسيتها في عيون أبناء الأمه تمهيدًا لاستهدافها من قبل اليهود الذين لا يخفون نواياهم ومخططاتهم للسيطرة عليها من خلال ما يسمونه في مشروع اسرائيل الكبرى.

مقالات مشابهة

  • "الغرفة" تنظم ندوة حول دور اللامركزية في تنويع الاقتصاد.. الثلاثاء
  • الإرشاد الزراعي يستعد لتنظم 150 ندوة بمحافظات خلال ديسمبر
  • الإرشاد الزراعي ينظم 150 ندوة حقلية بجميع المحافظات خلال ديسمبر
  • نجم الزمالك يكشف التفاصيل| 4 صفقات جديدة تعزز صفوف الأبيض.. من هم؟
  • عاجل… محافظة الإسكندرية تطرح المرحلة الثانية من مقابر الناصرية بحي العامرية ثان
  • الحصاد الأسبوعي لوزارة التنمية المحلية في الفترة من 9 إلى 14 نوفمبر 2024
  • محافظة الإسكندرية تطرح المرحلة الثانية من مقابر الناصرية في العامرية
  • محافظة الحديدة تشهد 103 مسيرة بعنوان “مع غزة ولبنان دماء الشهداء تصنع النصر”
  • بالانفوجراف.. نشرة الحصاد الأسبوعي لرصد أنشطة وزارة التنمية المحلية
  • كاتب صحفي: الدولة حريصة على العدالة التنموية في جميع المحافظات