د. فراس العبدواني: القدرة على إنتاج الكهرباء يفوق الاحتياجات المحلية بـ5 أضعاف

د. خليل الحنشي: تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتقديم الدعم الفني واللوجستي

حمد الوهيبي: مشروعات ستصل إلى «9» في السنوات السبع القادمة

تخطو سلطنة عمان خطوات متسارعة نحو التحول إلى الطاقة النظيفة وإقامة الصناعات قليلة الانبعاثات الكربونية من خلال تبني الاستراتيجيات اللازمة لتطوير مشروعات البنية الأساسية في هذا القطاع وذلك لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.

وكانت سلطنة عمان قد أقرت استراتيجية وطنية للوصول للحياد الصفري تضمنت 6 تقنيات أساسية لتحقيق السيناريو المتعلق بالوصول إلى صافي انبعاثات وهي التركيز على كفاءة إنتاج واستهلاك الطاقة، وكهربة العمليات، ومصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين المستدام بالإضافة إلى تقنيات البطاريات الكهربائية، واحتجاز الكربون، وتخزينه والحلول القائمة على الطبيعة.

كما ركزت «رؤية عمان 2040» والخطة الخمسية العاشرة على ضرورة التحول نحو الاقتصاد الأخضر ووسائل الطاقة البديلة مثل الرياح والشمس بما يعزز الاستدامة في البيئة ويحقق الاستقرار المالي، إضافة إلى تنفيذ العديد من المشروعات التي تستهدف مساهمة الطاقة المتجددة في توليد 10% من الكهرباء بحلول 2025، و30% في 2030، و39% في 2040، للوصول إلى زيادة قدرة الكهرباء المتجددة في سلطنة عمان بنحو 4.8 جيجاواط بين عامي 2022 و2027.

كما يعد تبني مشروعات في الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر جزءًا مهمًا نحو تنويع مصادر الدخل في سلطنة عمان، وتقليل الاعتماد على النفط، إذ يشكّل القطاع النفطي ما نسبته 37.7% من الناتج المحلي الإجمالي الاسمي في عام 2022، كما تستحوذ الإيرادات النفطية على نحو 77% من إجمالي الإيرادات الحكومية في العام الماضي، بينما تشكّل الصادرات النفطية نحو 65.5% من إجمالي الصادرات السلعية في عام 2022.

وقال الدكتور فراس بن علي العبدواني، مدير عام الطاقة المتجددة والهيدروجين بوزارة الطاقة والمعادن لـ«عمان»: إن الطاقة المتجددة تعد أهم الحلول التي تلجأ إليها دول العالم حاليًا لتقليل الانبعاثات الكربونية بالإضافة إلى حلول أخرى تتضمن كفاءة الطاقة والهيدروجين الأخضر والتقاط واحتباس الكربون، لافتًا الانتباه إلى أن الطاقة المتجددة هي من أوفر الحلول بالنسبة لسلطنة عمان نظرا للموارد الطبيعية التي تتمتع بها عمان، ولكن يتطلب في الوقت الحالي من الجهات المختصة دراسة لسوق الكهرباء وتحديثها باستمرار بحيث تكون لدينا القدرة على إدخال كمية أكبر من الطاقة المتجددة إلى منظومة الطاقة، ووجود حلول لتخزين الكهرباء على فترات متفاوتة سواء متوسطة أو طويلة المدى.

وأكد العبدواني أن سلطنة عمان بإمكانها إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة يفوق الاحتياجات المحلية بـ5 أضعاف مما يمكنها من توفير الطاقة النظيفة إلى العالم عن طريق جزئيات أو ربط الكهربائي وذلك على حسب الدراسات التي عملت في هذا المجال.

فيما قال الدكتور خليل الحنشي، خبير في الطاقة المستدامة: تعتبر سلطنة عمان إحدى الدول التي تسعى جاهدة نحو تحقيق التنمية المستدامة والوصول إلى الحياد الصفري الكربوني بحلول عام ٢٠٥٠، منوها أن الطاقة المتجددة والهيدروجين يلعبان دورًا مهمًا في تحقيق تلك الأهداف من خلال تبني السياسات والإجراءات المستدامة مثل تشجيع البحث والتطوير في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين عن طريق تخصيص ميزانيات وبرامج استراتيجية للأبحاث العلمية والتكنولوجية لتحسين الكفاءة التكنولوجية وتطوير حلول محلية تلبي احتياجات السوق المحلي، إضافة إلى وضع سياسات حكومية تشجع على استخدام الطاقة المتجددة والهيدروجين في مختلف القطاعات، وقد تشمل هذه السياسات تحفيزات مباشرة أو غير مباشرة للشركات والأفراد الذين يستثمرون في هذه القطاعات، بالإضافة إلى تسهيلات ضريبية وتشريعات تشجع على استخدام هذه التقنيات الحديثة.

وأكد الحنشي على ضرورة تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، حيث يمكن للحكومة تسهيل إجراءات التراخيص وتقديم الدعم الفني واللوجستي لمشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين من خلال جذب المزيد من الاستثمارات مما يعزز بدوره في نمو هذا القطاع، إضافة إلى تطوير الكفاءات البشرية في هذا المجال من خلال تقديم برامج تعليمية وتدريبية تلبي احتياجات سوق العمل في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.

ويعتمد جزء كبير من الاستراتيجية المستقبلية في سلطنة عمان على الهيدروجين الأخضر، بل من المقرر أن تصبح عُمان مركزًا لهذا النوع من الهيدروجين، وأن تكون لها الريادة العالمية في هذا القطاع الحيوي مستفيدة بذلك من الموقع الاستراتيجي، والمساحات الشاسعة والطاقة الشمسية الكثيفة، إضافة إلى البنى الأساسية التي تلبي مشروعات الهيدروجين مثل الموانئ وخطوط الأنابيب ومنشآت الإنتاج.

وكانت وزارة الطاقة والمعادن قد أسندت خمسة مشروعات في محافظة الوسطى لشركات عديدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقيمة استثمارية تصل إلى 30 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل حجم الاستثمارات إلى خمسين مليار دولار مع التوسعات المستقبلية لهذا القطاع الذي تسارع فيه سلطنة عُمان لجلب الاستثمارات الضخمة.

ومن المقرر أن تنتج سلطنة عمان نحو مليون طن من الهيدروجين الأخضر في 2030، و8.5 مليون طن في 2050 بهدف الاعتماد على الهيدروجين في تنويع مصادر الطاقة، إذ من المتوقع أن يتم تصدير حوالي ثلتي إنتاج الهيدروجين نظرًا لسعره المرتفع مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى، كما يوفر الهيدروجين الأخضر 3 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا من خلال استخدام ثلث الإنتاج في الصناعات المحلية، إذ يبلغ إجمالي الطلب المتوقع على الهيدروجين الأخضر 8.8 ألف طن يوميا.

وفي قطاع الطاقة الشمسية، تعد محطة عبري التي دشنت العام الماضي أكبر مشروعات الطاقة المتجددة في سلطنة عمان، إذ تبلغ قدرتها 500 ميجاواط وبتكلفة استثمارية 155 مليون ريال عماني، كما تم خلال هذا العام تدشين محطة الطاقة الشمسية لتحلية المياه في ولاية صور بقدرة سنوية تصل إلى 32 ألف ميجاواط في الساعة.

ومن المقرر البدء في التشغيل التجاري لمحطتي الطاقة الشمسية في منح في الربع الأول من عام 2025، التي ستوفر الكهرباء النظيفة لـ50 ألف منزل.

كما تعد محطة ظفار «2» التي تبلغ قدرتها بين 100 و200 ميجاواط إحدى أبرز محطات طاقة الرياح في سلطنة عمان، التي من المقرر دخولها قيد التشغيل التجاري في عام 2026

وأوضح المهندس حمد بن محمد الوهيبي، خبير في قطاع الطاقة أن توجيه جلالته في خطابه اليوم نحو الإسراع لتنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية هو دليل على أن سلطنة عمان ماضية قدمًا نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، إضافة إلى مساعيها في توفير الكهرباء النظيفة بما لا يقل عن 30% في 2030.

وقال: إن مشروعات الطاقة المتجددة في سلطنة عمان سترتفع إلى 9 مشروعات جديدة في الطاقة الشمسية والرياح خلال السنوات السبع القادمة، داعيًا الجهات المختصة إلى تطوير القطاع من كل النواحي التشريعية، وجذب الاستثمارات في هذا المجال.

وقال: إن الإسراع في تطوير منظومة الطاقة المتجددة يساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، وتنويع مصادر الدخل، إضافة إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية والرياح، لافتاه الانتباه إلى مساهمة المشروعات القائمة في قطاع الطاقة المتجددة في توفير فرص عمل للمواطنين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الطاقة المتجددة والهیدروجین الطاقة المتجددة فی الهیدروجین الأخضر مشروعات الطاقة الطاقة الشمسیة والهیدروجین ا فی سلطنة عمان هذا القطاع من المقرر إضافة إلى من خلال فی هذا

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات الطاقات المتجددة

ناقش  الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال  اجتماعه  اليوم؛ بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، الموقف التنفيذي لمشروعات الطاقات المتجددة، وذلك بحضور المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية.

وأشار رئيس الوزراء في مستهل الاجتماع إلى أن لقاء اليوم يستهدف متابعة الموقف التنفيذي للمشروعات الجاري تنفيذها في قطاع الطاقة المتجددة، والجهود المبذولة لتدعيم الشبكة القومية للكهرباء لاستيعاب القدرات الكهربائية الناتجة من مختلف مصادر الطاقة المتجددة.

وجدد رئيس الوزراء التأكيد على ما يحظى به قطاع الطاقة المتجددة من اهتمام من جانب الدولة، والسعي المستمر لإتاحة المزيد من التيسيرات والمحفزات لهذا القطاع الحيوي، وذلك بالنظر لدوره في توفير وإتاحة الطاقة الكهربائية، تلبية لمختلف المتطلبات والاحتياجات التنموية والاستهلاكية.
وخلال الاجتماع، قال المهندس محمود عصمت: نستهدف الوصول بنسبة مشاركة الطاقات المتجددة في مزيج الطاقة إلى ما يزيد على 42% بحلول عام 2030، تمهيداً للوصول بها إلى 60% وفقاً للتحديثات الأخيرة على استراتيجية الطاقة وذلك بحلول عام 2040.

واستعرض المهندس محمود عصمت، خلال الاجتماع، بياناً حول القدرات من الطاقات المتجددة (شمسي / رياح/ بطايات تخزين) التي سيتم إدخالها على الشبكة الموحدة من عام 2026 حتى عام 2030، وحجم الوفر في الوقود المتوقع نتيجة دخول هذه القدرات من الطاقات المتجددة.

كما تناول وزير الكهرباء والطاقة المتجددة بالشرح موقف الأراضي المخصصة لصالح هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة لإنشاء محطات توليد الكهرباء باستخدام الطاقات المتجددة (رياح / شمسي).

وانتقل المهندس محمود عصمت، خلال الاجتماع، للحديث عن الدراسات الخاصة بتدعيم الشبكة القومية للكهرباء، وذلك في ضوء قدرات الطاقات المستهدف الوصول إليها بحلول عام 2040 من المصادر المتجددة.

وفي هذا السياق، أشار وزير الكهرباء والطاقة المتجددة إلى الجهود المبذولة خلال الفترة من 1/7/2024 وحتى 1/7/2025، والخاصة بدعم شبكة نقل الكهرباء، موضحاً أنه فيما يتعلق بمحطات نقل الكهرباء، فقد تم إنشاء 11 محطة جهد فائق بإجمالي سعة 4570 ميجا فولت أمبير، وإضافة سعات جديدة على جهد 500 ك.ف بقدرة 2000 ميجا فولت أمبير، هذا إلى جانب إضافة سعات جديدة على جهد 220 ك. ف بقدرة 3240 ميجا فولت أمبير، هذا فضلا عن إنشاء 4 محطات جهد عالي بإجمالي سعة 440 ميجا فولت أمبير ، وإضافة سعات جديدة على جهد 66 ك.ف بقدرة 797 ميجا فولت أمبير.
وفيما يتعلق بخطوط وكابلات نقل الكهرباء، أشار الوزير إلى أنه تم إنشاء خطوط وكابلات جهد فائق جديدة على جهد 220 ك.ف بإجمالي أطوال 406 كم، وتحويل أجزاء من الخطوط الهوائية إلى كابلات أرضية على جهد 220 ك .ف بإجمالي أطوال 11 كم، كما تم إنشاء خطوط وكابلات جهد عال جديدة على جهد 66 ك .ف بإجمالي أطوال 272 كم للخطوط الهوائية و 7.3 كم للكابلات الأرضية، وكذا تحويل أجزاء من الخطوط الهوائية إلى كابلات أرضية على جهد 66 ك .ف بإجمالي أطوال 28 كم .

مقالات مشابهة

  • معرض مصر للطاقة 2025 يؤكد دور مصر كمركز إقليمي للتميز في الطاقة المستدامة
  • سلطنة عمان وتونس توقعان اتفاقيتي شراكة في قطاعي الطاقة والمياه
  • بمشاركة 17 دولة.. انطلاق مؤتمر مصر للطاقة 2025
  • خبراء من 30 دولة يشاركون في "مؤتمر عُمان للكهرباء والطاقة"
  • الطاقة وجامعة عمان العربية توقّعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة وترشيد الاستهلاك
  • كيف يؤثر فصل الأجهزة غير المستخدمة على فاتورة الكهرباء؟
  • برلمانية: مشروعات الطاقة المتجددة دعم حقيقي لميزانية الدولة
  • «الصحة العالمية»: سلطـنة عمان تتبنى مبادرات وخططا استراتيجية لصناعة مستقبل صحي مشرق
  • رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات الطاقات المتجددة
  • أكثر من 120 مليار دولار صرف على وزارة الكهرباء والبلد ما زال بلا كهرباء “بس سوالف”!!