مدير التطوير الإداري : دمج الهياكل الإدارية لـ 30 وحدة حكومية أسهم في التقليل من حجم البيروقراطية

أكد الخطاب السامي لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ خلال افتتاح دور الانعقاد السّنوي الأول للدورة الثامنة لمجلس عُمان أن إعادةَ هيكلةِ الجهازِ الإداريِّ للدولةِ أسهمتْ في زيادةِ فاعليةِ الأداءِ الحكوميِّ وكَفاءتِه، موضحا ـ أعزه الله بانه قد استحدثْ أجهزةً تَضْمَنُ تَحسينَ عمليةِ اتخاذِ القرارِ، وقياسِ الأداءِ المُؤسَّسِيّ، مؤكدا حرصه السامي الكريم على متابعةِ ما تمَّ إقرارُه من أسسٍ لتبسيطِ الإجراءاتِ وانسيابِها لتصبحَ سمةً بارزةً في الأداءِ الحكومي.

ومنذ صدور المراسيم السلطانية المتعلقة بإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، تجلت العديد من العوامل الإيجابية في ترشيق مؤسسات الدولة، و تأسست قواعد الانتقال إلى المستقبل برؤية عصرية، تتوافق مع متطلبات المرحلة المستقبلية للعمل بمرونة و تطبيق الحوكمة و الشفافية و المساءلة و المحاسبة،و العمل برؤية عصرية تسهم في تعزيز الجوانب الإدارية و المالية.

وأكد طلال بن عبدالله البلوشي مدير دائرة التطوير الإداري بوزارة العمل: الغايات والأهداف الطموحة التي تضمنتها رؤية عمان 2040، لم يكن من الممكن البدء في تحقيقها دون إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، إذ يضمن وجود جهاز حكومي يتميز بالرشاقة والوضوح في الاختصاصات والمسؤوليات والأدوار، الخالي من الازدواجية والتضارب القدرة على تحقيق الرؤية بالسرعة والفاعلية المطلوبة.

و أشار البلوشي إلى أن دمج الهياكل الإدارية للدولة والذي شمل ما يقارب 30 وحدة حكومية أسهم في التقليل من حجم البيروقراطية التي تتطلبها تنفيذ الأعمال والبرامج الوطنية، كما عزز من جودة استثمار الموارد البشرية من خلال إعادة توزيعها بما يتناسب وحجم أعمال المؤسسات الحكومية المختلفة وطبيعة اختصاصاتها، والتي بدورها خضعت للمراجعة والتمحيص، وقد عملت وزارة العمل ومن خلال برنامج إعداد الهياكل التنظيمية ونظام تصنيف الوظائف وبالتعاون مع الوحدات الحكومية ذات العلاقة، إضافة إلى التقسيمات من مستوى دائرة وقسم، ومن ثم إعداد جداول الوظائف وتوزيع الوظائف على التقسيمات المختلفة، بما يخدم التوجهات الحكومية الحديثة.

و قال مدير دائرة التطوير الإداري بوزارة العمل "إن استحداث بعض الأجهزة والتقسيمات أسهم في تحسين جودة اتخاذ القرارات، موضحًا أن استحداث وحدة تنفيذ رؤية عمان 2040، والتي تعمل على متابعة الأعمال التي تنفذها الجهات الحكومية وشبه الحكومية وأدوار مختلف قطاعات الدولة فيما يخص تنفيذ برامج الرؤية كلاً في نطاق اختصاصاته ومهام عمله، بالإضافة لتقديم الدعم اللازم والحلول المناسبة للتحديات التي تواجهها مع ضمان التكاملية بين كافة الجهات، سعيًا لضمان تحقيق رؤية عُمان 2040، ووحدة دعم اتخاذ القرار التابعة للأمانة العامة لمجلس الوزراء، والتي أنشئت بهدف رفع مستوى الأداء من خلال تعزيز كفاءة صنع القرار، وبالإضافة إلى ذلك ونظرًا لأهمية قياس الأداء بشقيه الفردي والمؤسسي، فقد تم استحداث وحدة قياس أداء المؤسسات الحكومية والتي تقيس أداء الوحدات باستخدام سبعة معايير بشكل ربع سنوي، كما طبقت وزارة العمل منظومة إجادة لقياس الأداء المؤسسي والتي تقيس أداء المؤسسات من خلال سبعة معايير وهي: القيادة والتخطيط الاستراتيجي، ورأس المال البشري والثقافة المؤسسية، والشراكة والموارد، والابتكار، ورضا المستفيدين، والحوكمة، والبيئة والمجتمع مقسمة إلى 34 مؤشرا، بالإضافة إلى منظومة إجادة لقياس الأداء الفردي والتي تعمل بتناغم مع منظومات القياس الأخرى وتضمن تحقيق الأهداف المؤسسية بكفاءة وبمشاركة جميع الموظفين، بالإضافة إلى مساهمتها في ربط الحوافز بالأداء.

وأكد طلال البلوشي أن برامج تبسيط إجراءات العمل حظيت باهتمام كبير من لدن الحكومة في سلطنة عمان، إذ تم تطبيق عدد من البرامج والمبادرات مثل مبادرة مختبرات منجم لتبسيط الإجراءات الحكومية، وهي إحدى مبادرات مسار تميز في الخطة التنفيذية لبرنامج التحول الرقمي الحكومي 2021- 2025 والذي تشرف عليه وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وتركز المبادرة على تحسين إجراءات الخدمات الحكومية المقدمة للمستفيدين عبر تطبيق منهجية رحلة المستخدم لتسهيل الوصول للخدمات وتقديمها بشكل يرقى بمستوى وطموح المستفيدين واحتياجاتهم إذ تنظم المختبرات بشكل مركزي مشترك، تعمل على تمكين المؤسسات الحكومية لمراجعة إجراءات الخدمات الأساسية وتبسيطها وتحسين وإعادة تصميم وتنظيم عملياتها مــن البدايــة وحتى النهايــة دون النظــر للجهة المقدمة للخدمــة خاصة التي يتم تصنيفها تحت بند الخدمات المشتركة وذلك لضمان تحقيق تحسين جذري في الوقت والتكلفة والجودة والكفاءة. ويتم تنظيم المختبرات بمشاركة مجتمعية للمساهمة في تحقيق تجربة مستخدم رقمية متميزة، كما تم تنفيذ مبادرات أخرى لتبسيط إجراءات العمل باستخدام منهجية "لين"، وذلك بالتعاون مع بعض الشركات الرائدة في القطاع الخاص.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

إطلاق مشروع إعادة توطين «الريم1» في مقشن ضمن جهود الاستدامة البيئية

أطلقت هيئة البيئة مشروعًا بيئيًا مبتكرًا بعنوان «الريم1» لإعادة توطين غزال الريم «الغزال الرملي» إلى بيئته الطبيعية في ولاية مقشن بمحافظة ظفار، ويُعد هذا المشروع الأول من نوعه خارج نطاق المحميات الطبيعية في سلطنة عمان، حيث تم إطلاق 54 رأسًا من غزلان الريم في براري مقشن، ضمن مساحة تمتد إلى 75 كيلومترًا مربعًا. وقد تم تزويد الغزلان بأجهزة تعقب عبر الأقمار الاصطناعية باستخدام تقنيات GPS لمتابعة تحركاتها بعد إطلاقها لضمان مراقبتها بشكل دقيق.

تمت عملية الإطلاق تحت رعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد، محافظ ظفار، وبحضور معالي الدكتور هلال بن علي السبتي، وزير الصحة، وسعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري، رئيس هيئة البيئة، وسعادة الشيخ أحمد بن مسلم جداد الكثيري، محافظ الوسطى،.

وأكد سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري أن المشروع يهدف إلى تعزيز الجهود الوطنية لإعادة تأهيل البيئات الطبيعية، والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، ويعد خطوة مهمة نحو الحفاظ على التوازن البيئي كجزء من التنمية المستدامة في سلطنة عمان. كما أضاف أن المشروع يساهم في استعادة بعض الرموز التاريخية والثقافية، ويشجع السياحة البيئية في المنطقة، مما يعزز من تصنيف سلطنة عمان في المؤشرات البيئية العالمية ويحقق «رؤية عمان 2040» في حماية البيئة واستدامة مواردها الطبيعية.

وأشار سعادته إلى أن مشروع «الريم1» يأتي بعد سلسلة من النجاحات في إعادة إكثار وتوطين الأنواع البرية مثل المها العربية وغزال الريم، من خلال محميات طبيعية مثل محمية المها العربية، ومشاريع مماثلة في مناطق مختلفة من سلطنة عمان، حيث تم رصد قطعان حيوانات البرية التي تم إطلاقها، مما يعكس نجاح هذه البرامج البيئية.

من جانبه أوضح المهندس سليمان بن ناصر الأخزمي، مدير عام صون الطبيعة بهيئة البيئة، أنه تم تشكيل فريق متخصص من الكوادر البيئية الوطنية، وتعزيز التعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمعات المحلية لضمان نجاح المشروع. كما تم استخدام التقنيات الحديثة، مثل أجهزة التعقب عبر الأقمار الاصطناعية، لتتبع حركة الغزلان وضمان سلامتها. كما أكد على استمرارية المتابعة الميدانية من قبل فرق المراقبة البيئية لضمان حماية القطيع.

اشتمل برنامج حفل الإطلاق على عرض فيلم وثائقي يسلط الضوء على التنوع الأحيائي في سلطنة عمان وجهود إعادة توطين الحيوانات البرية، مع تسليط الضوء على مراحل إطلاق غزال الريم ومشروع «الريم1». كما تم تقديم عرض مرئي حول المراحل المستقبلية للمشروع في مناطق أخرى من سلطنة عمان.

في ختام الحفل تم تكريم الجهات المشاركة في تنفيذ المشروع، ثم قام الحضور بجولة في الركن المصاحب للفعالية الذي تضمن معلومات عن نجاحات سابقة في إكثار وتوطين المها العربية وغزال الريم، وعرض نماذج من جماجم الحيوانات وأجهزة التعقب المستخدمة في مراقبتها.

وتم إطلاق الغزلان في البرية بحضور المشاركين، مما يعكس التزام سلطنة عمان بالحفاظ على التنوع البيئي وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للسياحة البيئية المستدامة.

غزال الريم الذي يعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض وفقًا للقائمة الحمراء، يعد من الحيوانات الصحراوية التي تعيش في البيئات القاحلة. مشروع «الريم1» يمثل خطوة مهمة في إعادة هذا النوع إلى موائله الطبيعية بعد انقراضه من مناطق مثل رمال الربع الخالي في 2007.

يُعد هذا المشروع إضافة مهمة لجهود سلطنة عمان في مجال حماية الحياة البرية، ويعكس التزامها بتنمية مستدامة تعزز التوازن البيئي وتساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • وزير الاتصالات: نستهدف تدريب 500 ألف شخص لتلبية متطلبات سوق العمل من التخصصات التكنولوجية المختلفة
  • قرار قضائي جديد يقيد العمل بالمادة 9 التي تمنع الحجز على ممتلكات الدولة في حال عدم احترام شروط تطبيقها
  • إقالة دومينيكو تيديسكو من منصب المدير الفني لمنتخب بلجيكا
  • الصحة العالمية:إعادة تأهيل قطاع الصحة في غزة تكاليفه باهظة ويستغرق سنوات من العمل
  • البرهان يتفقد المنشآت الحكومية والخدمية التي دمرتها المليشيا الإرهابية بود مدني
  • الأمم المتحدة: إعمار منازل غزة المدمرة قد يستمر لعام 2040
  • إطلاق مشروع إعادة توطين «الريم1» في مقشن ضمن جهود الاستدامة البيئية
  • "البكالوريا.. رؤية جديدة للثانوية العامة" تطوير أم إعادة هيكلة؟
  • الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة يعلن عن وظائف البريد المصري 2025 عبر بوابة الوظائف الحكومية
  • تحديات إعادة البناء والتعافي في لبنان.. رؤية اقتصادية شاملة